السبت، 26 ديسمبر 2015

يحيى المشد عالم الذرة المصري

يحيى المشد

ولد في 1932
توفي في 14 يونيو 1980
باريس
الجنسية مصري

يحيى المشد عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي, درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية.

نشأته ومؤهلاته

ولد يحيى المشد في مصر مدينه بنها 1932، وتعلم في مدارس مدينة طنطا تخرج من قسم الكهرباء في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م، ومع انبعاث المد العربي سنة 1952، وأختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو، تزوج وسافر وقضى هناك ست سنوات.عاد بعدها سنة 1963 الدكتور يحيى المشد متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية

وظيفته

عند عودته إنضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث، أنتقل إلى النرويج بين سنتيّ 1966 و1964، ثم عاد بعدها كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية وما لبث أن تمت ترقيته إلى "أستاذ"-، حيث قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية ونشر أكثر من 50 بحثا.[1]

بعد النكسة

بعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وأصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى اتجاهات أخرى. وهو الأمر الذي لم يساعده على الإبداع.أدى ذلك إلى ذهابة إلى العراق ليبدع في ابحاثة في الذرة

في العراق

كان لتوقيع صدام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصرين إلى العراق حيث أنتقل للعمل هنالك. قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصيا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم.

اغتياله

في يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980 م وفى حجرته رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة عن طريق الموساد الإسرائيلي.. وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول!! هذا ما أدت إليه التحقيقات الرسمية التي لم تستطع أن تعلن الحقيقة التي يعرفها كل العالم العربي وهي أن الموساد وراء اغتيال المشد.. والحكاية تبدأ بعد حرب يونيه 1967 م عندما توقف البرنامج النووي المصري تماما، ووجد كثير من العلماء والخبراء المصريين في هذا المجال أنفسهم مجمدين عن العمل الجاد، أو مواصلة الأبحاث في مجالهم، وبعد حرب 1973 م وبسبب الظروف الاقتصادية لسنوات الاستعداد للحرب أعطيت الأولوية لإعادة بناءالحياة من جديد في مشروعاته المجمدة. البداية في العراق في ذلك الوقت وبالتحديد في مطلع 1975 م كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 م اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي.. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري والذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها، ووافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات والأجهزة العلمية والإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي.
وكعادة الاغتيالات دائما ما تحاط بالتعتيم الإعلامي والسرية والشكوك المتعددة حول طريقة الاغتيال.

ملابسات الاغتيال

أول ما نسبوه للدكتور يحيي المشد أن الموساد استطاع اغتياله عن طريق مومس فرنسية، إلا أنه ثبت عدم صحة هذا الكلام؛ حيث أن "ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة- وهي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة، أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها، وأنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة.. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة. كما تدافع عنه وبشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت: "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة، وأخلاقه لا يختلف عليها اثنان، ويحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي، تربينا سويًّا منذ الصغر؛ ولذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه، ولم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكن يسهر خارج المنزل، إنما كان من عمله لمنزله والعكس…".
وقيل أيضاً: إن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق وانتظره حتى يأتي، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه، وإذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين: إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل؛ فالرد دائماً يأتي: ولماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد؟! ودليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد، والغريب أيضا والمثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته، إلا أنهم في العراق وثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى. السياسة والصداقة الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق؛ قاموا بعمل جنازة للراحل، ولم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة.. حيث إن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وأصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق والذي صرف بناء على أوامر من صدام حسين مدى الحياة (رغم أنه توقف بعد حرب الخليج).. ومعاش ضئيل من الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير. كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها، ولعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث!! وبقي ملف المشد مقفولاً، وبقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول.. وأصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد..
اعترفت إسرائيل والولايات المتحدة رسميًا باغتيال العالم المصري يحيى المشد، من خلال فيلم تسجيلي مدته 45 دقيقة، عرضته قناة «ديسكفري» الوثائقية الأمريكية تحت عنوان «غارة على المفاعل»، وتم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
يتناول الفيلم تفاصيل ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981، وفي هذا السياق كان لابد للفيلم من التعرض لعملية اغتيال يحيى المشد في الدقيقة 12:23، باعتبارها «خطوة تأمينية ضرورية لضمان القضاء الكامل علي المشروع النووي العراقي».
وعلق فان جاريت: «الموساد أراد توصيل رسالة تثبت أن باستطاعته فعل أشياء وقد فعلوها»، مضيفا: «لقد اكتشف الموساد أن فرنسا على وشك شحن قلب المفاعل إلى بغداد، حيث قامت بوضعه في مخزن حربي بإحدى المدن الفرنسية، ووضعوا عبوتين ناسفتين لتدمير المكان، لكنهم رأوا أن العراقيين يمكنهم تصليح المفاعل خلال 6 أشهر، ولهذا قرر الموساد الانتظار 6 أشهر أخرى».
يذكر الفيلم أن الموساد «استطاع اختراق مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية، واستطاع تحديد شخصية عالم مصري بارز وهو يحيى المشد يعمل لصالح صدام حسين في باريس، وعرضت عليه المخابرات الإسرائيلية الجنس والمال والسلطة مقابل تبادل معلومات حول المفاعل، وعندما وجد الموساد أن المشد لا يهتم بالتعاون معهم قرروا القضاء عليه».
وينتقل الفيلم إلى المعلق عارضًا مشاهد للفندق الفرنسي وصورًا للعالم، حيث يقول المعلق: «يوم السبت الموافق 14 يونيو 1980، حجز الدكتور المشد في فندق ميريديان باريس، لكن عملاء الموساد دخلوا وقتلوه».
.................

اعتراف إسرائيل باغتيال العالم المصري يحيى المشد. - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=qh6QdaFkr40
30‏/10‏/2012 - تم التحديث بواسطة AhmedRa92
اعتراف الموساد الإسرائيلي باغتيال عالم الذرة المصري الدكتور يحيى المشد في باريس عام 1980 وذلك بسبب علاقاته مع صدام حسين ومساعدته في ...
...................
 
نتيجة بحث الصور عن العالم  يحيى المشد
نتيجة بحث الصور عن العالم  يحيى المشد
نتيجة بحث الصور عن العالم  يحيى المشد
يحيى المشد
عالم
يحيى المشد عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي, درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية. ويكيبيديا
 
.......................
 
أسرار جديدة في حادث اغتيال اسرائيل للعالم النووي المصري يحيى المشد

08/06/2009
المستقبل العربي

يكشف المحامي العراقي علاء الأعظمي تفاصيل مثيرة وجديدة عن حادث اغتيال اسرائيل للعالم النووي المصري يحي المشد، الذي شغل منصبا قياديا في المشروع النووي العراقي، وذلك من خلال المقال التالي، الذي يرصد ويسجل أدق تفاصيل العلاقة بين الشهيد المشد، ومالعراق حتى لحظة اغتياله.

الساعة السادسة والربع من عصر يوم الاحد الموافق 7-6-1981 انقطع البث الاذاعي في عموم بغداد واستمر لمدة 15 دقيقة وتصاعدت أعمدة الدخان قرب مدينة سلمان باك في المدائن جنوب بغداد، ولأن العراق كان في موقع الدفاع ضد الهجمة الفارسية كنا نتوقع أنه قصف ايراني لأحد المواقع العراقية، وقد سبق وأن قصف بقنابل عنقودية ايرانية في اول ايام ضد العدوان الفارسي .

القيادة العامة للقوات المسلحة لم تصدر حينها بيانات عن القصف بل صرح ناطق عسكري وقتها عن تعرض أحد مواقعنا لعدوان جوي، ولم يحدد إسم الموقع. ولكن بعد أيام اعلن الكيان الصهيوني أنه قام بقصف مفاعل تموز العراقي للأغراض السلمية.

بعد نصف ساعة من القصف حضر الشهيد أبو عدي ومعه عدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة الى موقع المفاعل المضروب، ولم يأبه ابو عدي الى كون الموقع ملوث، أو يعرض من يتواجد فيه للخطر. وهاهي شجاعته كما عودنا دائما. وعندما رأى المفاعل مضروبا بكى، وقال يجب إعادة انشاء مفاعل جديد واحسن من الذي ضرب.

قام الكيان الصهيوني بقصف المفاعل النووي العراقي في ذكرى نكسة حزيران/يونيو المشؤومة بثماني طائرات من طراز أف 16 الأميركية الصنع بعد ان قامت أجهزة المخابرات في الجيش الصهيوني بالاستعدادات الدقيقة لقصف الموقع الواقع على بعد 17 كلم من بغداد، هذه الطائرات كان يجب أن تسلم أصلا لشاه إيران في عام 1982، ولكن بعد زوال الشاه تم تسليمها للكيان الصهيوني.

وقد تدرب الطيارون الصهاينة على الطائرات الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض، خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر، خوفا من كشفها من قبل الرادارات العراقية. كما انشأوا مفاعلا كارتونيا في صحراء النقب شبيها بالمفاعل العراقي للتدرب على قصفه.

وكان أصغر هؤلاء الطيارين إيلان رامون الذي أصبح أول رائد فضاء صهيوني وقتل في الأول من فبراير/شباط 2003 خلال تحطم المركبة الأميركية الفضائية كولومبيا.

كما شارك230 صهيونيا في هذه العملية، وحث رئيس الأركان الصهيوني حينها الجنرال رافاييل إيتان ـ الذي كان يخشى حصول تسريب لأخبار العملية - رئيس الوزراء مناحيم بيغن على إعطاء الأمر للبدء بالعملية.

الطائرات الصهيونية ألقت قنابل بلغت زنة إحداها 900 كلغم وقال أحد الطيارين الصهاينة عن الهجوم إن الجنرال إيتان قال لهم قبيل انطلاقهم "إذا وقعتم في الأسر قولوا كل ما تعرفونه. أنتم تعتقدون أنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا. كفوا عن أكل التمور لأنكم ستحصلون على الكثير منها في العراق".

انطلقت الطائرات الصهيونية من إيلات على البحر الأحمر وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية التي لم تعلن راداراتها رصد الطائرات الصهيونية.

كانت الصواريخ التي اطلقت على المفاعل وعددها 16 تزن الواحدة منها 900 كلغ الا أن تسعة فقط انفجرت وسبعة لم تنفجر، منها واحد سقط على مخزن اليورانيوم، ولم يكن اليراونيوم داخل المفاعل بل خارجه، ولهذا لم تحدث كارثة بيئية لأن العراق كان متحسبا من محاولات ايران لقصف المفاعل فلم يضع الوقود داخل المفاعل.

كان العراق قد أجرى قبل حوالي يومين من قصفه تجربة عملية لتشغيله استمرت 72 ساعة، وهي آخر تجارب الاستلام وعددها 11 تجربة بغية الموافقة على تسلمه من الجانب الفرنسي الذي كان في بغداد لغرض التوقيع على التسليم، حتى أن أحد المهندسين الفرنسيين قتل في الغارة عندما كان يكمل اعماله فيه.

وبرر السفاح مناحيم بيغن رئيس الوزراء الصهيوني في تلك الفترة هذه الغارة التي جرت قبيل الانتخابات البرلمانية الصهيونية بقوله إن مفاعل "تموز" كان على وشك أن يعمل مما كان سيتيح للعراق إنتاج قنابل ذرية.

يقول السفاح بيغن كنت لا أنام طوال الليل وعندما سألتني زوجتي ماالذي يؤرقك قلت:

صدام حسين

وسألتني: لماذا ؟

قلت: لها انه يعلم اطفال المدارس حين زيارته لهم عندما يسألهم من هو عدو العراق وعدوكم يجيبونه، إنها ايران فيقول لهم كلا، انها اسرائيل، فكيف أنام واطفال العراق عندما يكبرون سيقتلون ابناء اسرائيل!!!! .

قام الكيان الصهيوني قبل ذلك بقتل الشهيد يحيى المشد العالم النووي المصري الذي كان من ضمن ثمانية اشخاص اعضاء في لجنة استلام المفاعل الفرنسي الذي قصف في حزيران 1981.

ويحيى المشد من مواليد 11/1/1932.. وبعد دراسته التي ابدى فيها تفوقا رائعا حصل على بكالوريس الهندسة قسم الكهرباء من جامعة الاسكندرية وكان ترتيبه الثالث على دفعته مما جعله يستحق بعثة دراسية عام 1956 لنيل درجة الدكتوراة من جامعة كامبريدج - لندن - ولكن ولظروف العدوان الثلاثي تم تغيير مسار البعثة الى موسكو، وعقب عودته التحق بهيئة الطاقة الذرية المصرية.. التي كان أنشأها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر .. الذي أمر أيضاً قبل ذلك بعام بإنشاء قسم للهندسة النووية في جامعة الإسكندرية.. انتقل إليه المشد حتى صار رئيسه.

أشرف الدكتور المشد في فترة تدريسه بالكلية بدءا من عام 68 على أكثر من 30 رسالة دكتوراة ونُشر باسمه خمسون بحثاً علميًّا تركز معظمها على تصميم المفاعلات النووية ومجال التحكم في المفاعلات النووية، بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر ومعه زوجته ايضاً ليقوم بالتدريس في مجاله ..

وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت احيانا درجة المطاردة طوال اليوم .. والمعروف أن النرويج هي احدى مراكز اللوبي الصهيوني في اوروبا.

رفض الدكتور المشد كل هذه العروض لكنه أثار انتباهه هناك الاعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية .. وتجاهل حق الفلسطينيين وازمتهم فما كان منه الا أن جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ..

وانتهز فرصة دعوته لاحدى الندوات المفتوحة وهناك قال كلمته التي اثارت اعجاب الكثيرين ولكنها اثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه.. خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة..

وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين.. فقرر الدكتور المشد العودة الى القاهرة..

عاد يحيى المشد للقاهرة مرة اخرى.. ثم طلبته جامعة بغداد فتمت اعارته لمدة اربع سنوات، وكان العراق قد طلبه بعد أن حضر مؤتمرا علميا في اعقاب حرب 1973 في بغداد ..

وبعد ان انتهت مدة الاعارة تمسك به العراق وعرض عليه المسؤولون العراقيون أي شيء يطلبه.. ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية الى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا..

الكيان الصهيوني كان قد قام في نيسان/ابريل 1979 بتدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي «اوزوريس» في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية ارساله الى بغداد.. طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع احد من العلماء القيام بمهمة اصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في اصلاحه والإشراف على عملية نقله لبغداد.

بعدها اصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك..

وكانت أول وأهم وأخطر انجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا..

وبعد زوال حكم الشاه عجز نظام خميني عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لانتاج اليورانيوم .. فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء اسهم الحكومة الايرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك واصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه.

وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل المشد.

مساء ذات يوم من أيام شهر حزيران/يونيو 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع أي مهندس أو خبير عادي أن يقوم بها على أكمل وجه..

كان دكتور المشد يقوم كل فترة بارسال كشف باليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً.. وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الاصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه..

ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد.. فأرسل د. المشد للمسؤولين في فرنسا.. في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ. فردوا عليه بعد ثلاثة ايام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك أن تأتي بنفسك لفحصها، ووضع الشمع الأحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها..

هل كان تغيير المطلوب كماً وكيفاً مقصوداً؟ لأنه اذا كان مقصوداً فإنه يفتح لنا باباً للشك في أن هذا التغيير كان بمثابة استدراج للدكتور المشد ليتم قتله في ظروف أسهل وفي بلاد لا يعرفه فيها أحد..

سافر د. المشد لفرنسا وكان مقرراً أن يعود قبل وفاته بيوم، لكنه لم يجد مكاناً خالياً على أي طائرة متجهة لبغداد..

وفجأة تم العثور على د.المشد مذبوحاً في غرفته..

وذكر راديو «اسرائيل» تعليقاً على وفاة د. المشد نقلاً عن مصادر اسرائيلية: «إنه سيكون من الصعب جداً على العراق مواصلة جهوده من اجل انتاج سلاح نووي في اعقاب اغتيال د. يحيى المشد»..

وفي صحيفة «يديعوت احرنوت» جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان :«الاوساط كلها في «اسرائيل» تلقت نبأ الإغتيال بسرور!!»

اما فعنونو اشهر علماء الذرة الصهاينة فقال:«إن موت د.المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الاقل..»

لقد عثر على جثة الشهيد الدكتور يحيى المشد ظهر يوم السبت 14 حزيران/يونيو عام 1980 بالغرفة رقم (9041) في فندق المريديان بباريس..

وكان في هذا الوقت موفداً في مهمة رسمية بحكم منصبه الذي كان يشغله كمدير لمشروع التسليح النووي العراقي الفرنسي..

ففي ظهر هذا اليوم طرقت عاملة التنظيف باب حجرة المشد الذي علق عليه لافتة «ممنوع الإزعاج »

وعندما فتحت الباب وجدته ملقى على الارض وقد غطى رأسه غطاء سميك وهو يرتدي ملابسه الكاملة.. والدماء تغرق رقبته وشعره ووجهه وثيابه والارضية وجدران الغرفة، فقامت بابلاغ البوليس الفرنسي الذي سجل في تقريره «إن القاتل كان في الحجرة عندما دخلها القتيل الذي فوجئ به فقاومه بشدة وظهرت اثار المقاومة على رقبة وثياب القتيل الذي عوجل بضربات شديدة على رأسه.. ثم كتمت انفاسه بغطاء الفراش حتى مات» ..

كان البوليس الفرنسي سأل فـ«ماري كلود ماجال» التي شوهدت تتحدث مع د.المشد قبل صعوده لحجرته وقالت:

«إن د.يحيى المشد رفض أن يقضي الليلة معها بكل حزم رغم كل محاولاتها المستميتة فانصرفت فوراً » ..

ولكنها عادت وقالت انها سمعت اصواتاً في حجرة د.المشد بعد دخـوله بعشر دقائق تقريباً.. مما يعني استمرار وجودها في مركز الحدث..

ثم لم تستطع أن تقول شيئاً آخر.. فقد تم اغتيالها بعد الحادث باقل من شهر حيث دهمتها سيارة مسرعة فور خروجها من أحد البارات.

مما يعني وفاة الشاهدة الوحيدة التي كانت الأقرب لماحدث، أو على الاقل هي آخر من شاهد د. المشد قبل دخـوله لحجرته..

الشهيد أبو عدي اصدر قرارا جمهوريا بصرف راتب تقاعدي لأسرة المشد قدره الف دولار اميركي شهريا استمر صرفه حتى ملحمة ام المعارك، بسبب قرار مجلس الامن الدولي بمنع تحويل الاموال العراقية للخارج. وقد طلبت قبل شهر عائلته في أحد البرامج التلفزيونية المصرية تسليمها مستحقاته المتراكمة.. بالاضافة لتعويض قدره 30 الف دينار تم توجيهها لشراء منزل لاسرة د.المشد في الاسكندرية..

بعد فترة بسيطة قُيدت الشرطة الفرنسية الحادث ضد مجهول..

الصراع المصري الاسرائيلي

في 19ـ 6ـ 1981 صدر قرار مجلس الأمن رقم 487 الذي جرم الكيان الصهيوني لقصفه المفاعل العراقي السلمي حيث نص:

إن مجلس الأمن وقد نظر في جدول الأعمال المنشور تحت رقم S/Agenda/2280, وقد اطلع على مضمون البرقية المؤرخة في 8 حزيران/ يونيو 1981 الصادرة عن وزارة الخارجية العراقية (S/14509),

وقد أخذ في اعتباره التصريحات المتعلقة بهذا الموضوع في جلسات المجلس 2280 حتى 2288,

وإذ يحيط علماً بتصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بهذا الموضوع في مجلس إدارة الوكالة بتاريخ 9 حزيران/يونيو 1981, وبتصريحاته في جلسة مجلس الأمن رقم 2288 بتاريخ 19 حزيران/يونيو 1981,

وإذ تحيط علماً فوق ذلك بالقرار الذي تبناه مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 حزيران/ يونيو 1981 حول «ضرب إسرائيل لمركز الأبحاث النووي العراقي ونتائجه بالنسبة إلى الوكالة» (S/14532), وإذ يدرك بوضوح أن العراق طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ سنة 1970, وأن العراق قبل بموجبها ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بجميع أنشطته النووية, وأن الوكالة قد صرحت أن ضماناتها قد طبقت بشكل مقبول حتى هذه الساعة,

وإذ يلاحظ فوق ذلك أن إسرائيل لم تتقيد بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية,

وإذ يساورها بالغ القلق للخطر الذي يتعرض له السلم والأمن الدوليان بسبب الغارة الإسرائيلية المتعمدة على المفاعل النووي العراقي في 7 حزيران/ يونيو, إذ أن ذلك يهدد في كل لحظة بانفجار في المنطقة له نتائجه الوخيمة على المصالح الحيوية لجميع الدول,

وإذ يأخذ في اعتباره الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة: «تمتنع الدول الأعضاء في المنظمة, في علاقتها الدولية, عن اللجوء إلى التهديد بالقوة أو استعمالها سواء ضد سلامة أراضي جميع الدول أو استقلالها السياسي, أو بأي شكل آخر لا يتلاءم وأهداف الأمم المتحدة»,

1ـ يشجب بشدة الغارة العسكرية الإسرائيلية التي تشكل خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة ولمبادئ السلوك الدولي؛

2ـ يطلب من إسرائيل الامتناع في المستقبل عن القيام بأعمال من هذا النوع أو التهديد بها؛

3ـ يعتبر فوق ذلك أن الغارة المذكورة تشكل تهديداً خطيراً لكامل نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي عليها ترتكز معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛

4ـ يعترف من دون تحفظ بالحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للعراق ولباقي الدول, وخصوصاً الدول النامية منها, في العمل لوضع برامج تقنية ونووية لتطوير اقتصاد وصناعة تلك الدول للغايات السلمية بحسب حاجتها الحالية والمستقبلية, بما فيه تلك الغايات المعترف بها دولياً في نطاق عدم انتشار الأسلحة النووية؛

5ـ يطلب من إسرائيل أن تضع فوراً منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛

6ـ يعتبر أن للعراق الحق في التعويضات الملائمة عن الدمار الذي كان ضحيته والذي اعترفت إسرائيل بمسؤوليتها عنه؛

7ـ يطلب إلى الأمين العام إعلام مجلس الأمن, بانتظام, بسير تنفيذ هذا القرار.

تبنى المجلس هذا القرار, في جلسته رقم 2288, بالإجماع

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا للساهرين على هدا الموقع لهده المعلومات القيمة والثمينة عن ضرب المفاعل النووي العراقي تموز وعن اغتيال الدكتور يحيى المشد تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جنانه

    ردحذف