الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

الشهيدأبو علي مصطفى

أبوعلي مصطفى سياسي فلسطيني (1938-2001) اسمه الكامل : مصطفى علي العلي الزبري. وهو من مواليد عرابة، قضاء جنين. شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان أول زعيم سياسي فلسطيني من الصف الأول يتم اغتياله من قبل إسرائيل خلال انتفاضة الأقصى.

نشأته

ولد أبو علي مصطفى في عرابة، قضاء جنين، فلسطين عام 1938. كان والده مزارعاً في بلدة عرابة منذ العام 1948، بعد أن عمل في سكة حديد حيفا. درس المرحلة الأولى في بلدته، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد اسرته إلى عمان، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها.

حياته السياسية

  • انتسب إلى عضوية حركة القوميين العرب عام 1955، وتعرف إلى بعض أعضائها من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمّان (نادي رياضي، ثقافي اجتماعي). شارك وزملائه في الحركة والنادي في مواجهة السلطة أثناء معارك الحركة الوطنية الأردنية ضد الأحلاف، ومن أجل إلغاء المعاهدة البريطانية والأردنية، ومن أجل تعريب قيادة الجيش وطرد الضباط الإنجليز من قيادته وعلى رأسهم غلوب باشا.
  • اعتقل لعدة شهور في نيسان عام 1957 إثر إعلان الاحكام العرفية في البلاد، وإقالة حكومة سليمان النابلسي ومنع الأحزاب من النشاط، كما اعتقل عدد من نشطاء الحركة آنذاك، ثم أطلق سراحه وعدد من زملائه، ليعاد اعتقالهم بعد حوالي أقل من شهر وقدموا لمحكمة عسكرية بتهمة مناوءة النظام والقيام بنشاطات ممنوعة والتحريض على السلطة وإصدار النشرات والدعوة للعصيان. وصدر عليه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات أمضاها في معتقل الجفر الصحراوي.
  • اطلق سراحه في نهاية عام 1961، وعاد لممارسة نشاطه في الحركة وأصبح مسؤول شمال الضفة التي أنشأ فيها منظمتين للحركة (الأولى عمل شعبي، والثانية عسكرية سرية). وفي عام 1965 ذهب بدورة عسكرية سرية (لتخريج ضباط فدائيين) في مدرسة انشاص الحربية في مصر، وعاد منها ليتولى تشكيل مجموعات فدائية، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة الفلسطيني.
  • اعتقل في حملة واسعة قامت بها المخابرات الأردنية ضد نشطاء الأحزاب والحركات الوطنية والفدائية في عام 1966م توقيف إداري لعدة شهور في سجن الزرقاء العسكري، ومن ثم في مقر مخابرات عمان، إلى أن أطلق سراحه والعديد من زملائه الآخرين بدون محاكمة.
  • في أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالاتصال مع الدكتور جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح، وكان هو أحد المؤسسين لهذه المرحلة ومنذ الانطلاق ل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان ملاحقاً من قوات الاحتلال واختفى لعدة شهور في الضفة في بدايات التأسيس.
  • تولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما كان قائدها في أحداث أيلول الأسود 1970 وحرب جرشعجلون في تموز عام 1971.
  • غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر انتهاء ظاهرة وجود المقاومة المسلحة في أعقاب حرب تموز 1971. وفي المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام.
  • عاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999. تولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

العضوية

عضويته في مؤسسات م.ت.ف:
  • عضو في المجلس الوطني منذ عام 1968.
  • عضو المجلس المركزي الفلسطيني.
  • عضو اللجنة التنفيذية ما بين عام 1987 – 1991.

استشهاده

استشهد يوم الإثنين الموافق 27/8/2001، إثر قصف جوي استهدف مكتبه في مدينة رام الله.
..............

الكلمة التي استفزت اسرائيل وقتلت ابو علي مصطفى

الكلمة التي استفزت اسرائيل وقتلت ابو علي مصطفى

بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

كان أبو علي مصطفى رمزاً من رموز الثورة الخالدة، وكان مثالاً وقدوة في الإخلاص والتضحية والتفاني والإقدام والشجاعة، وكان ومازال يمثل بمسيرته الكفاحية واستشهاده شعلة للفجر القادم، فجر الحرية والاستقلال.
يقول غسان كنفاني في قصة "المدفع": "كم هو بشع الموت، وكم هو جميل أن يختار الإنسان القدر الذي يريد".
اختار أبو علي مصطفى قدره عندما اختار طريق النضال، أن يكون حيث يؤمن ويقتنع، حيث اللهب ومتطلبات النضال، حتى لو كلفه ذلك حياته. ولأن أبو علي اختار قدره فقد اختاره القدر ليكون قائدا قدوة في النضال والتضحية.
إذا كان الإنسان هو مجموع صفاته، فيمكن القول عن الشهيد القائد أبو علي مصطفى أنه تحلى بالصفات التالية: الصدق، البساطة والتواضع والتقشف والابتعاد عن الاستعراض، المواجهة، الشجاعة، المبدأية والدفاع عن القناعات والمواقف...
أبو على مصطفى مسيرة وسيرة، مسيرة طويلة من النضال والعطاء والتضحية تكللت بالشهادة، وسيرة نبيلة وعطرة جعلته يتبوأ مكانة كبيرة في التاريخ الوطني الفلسطيني وفي قلوب الفلسطينيين، ويكون علامة بارزة في العطاء والفداء.

لقد تم اغتيال أبو علي مصطفى وهو في مكتبه في مدينة البيرة بواسطة صواريخ موجهة من طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع، وبقرار من أعلى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية.

أبو علي مصطفى، منذ طفولته إلى شبابه إلى كهولته، منذ ولادته إلى مماته، إنسان طلع من قلب الشعب، كان شعببياً لا نخبوياً، يجمع بين اللطافة في التعامل والحزم في المواقف، صاحب نكتة لكنه قابل للغضب إزاء الظلم والعوج والانتهاكات. درس المرحلة التعليمية الأولى، لكنه تعلم على نفسه وكان قارئاً ممتازاً ومثابراً، ما جعله يمتلك ثقافة واسعة وعميقة ومتنوعة. وعندما كان نائباً للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثم أميناً عاماً لها، كان ذلك عن جدارة واستحقاق، نضالياً وتنظيمياً وثقافياً.

أبو علي مصطفى هو من القلة القليلة من القادة الذين يتصفون بالمحبة والاحترام والهيبة. وعندما وُلد في عرابة عام 1938 ودفن في ترابها عام 2001، بعد 63 عاماً من الكدح والكفاح والعطاء، في صفوف الشعب وفي صفوف المناضلين، في الوطن.. في المنافي.. ثم في الوطن، فإنه لم يفعل سوى أن خاض رحلة إنساني حقيقي، غاية في البساطة والانسجام: من الجذور.. إلى الجذور!

روى عبد الرحيم ملوح تفاصيل عملية اغتيال الشهيد ابو علي مصطفى قائلا" لقد كنا في ذلك اليوم، في مكتبي القريب من مكتب ابو علي مصطفى، حيث تفاجأنا بقصف طيران الاحتلال للمنطقة، وذهبنا لرؤية ما جرى، حيث كنت اول من دخل الى مكتب ابو علي الذي تعرض للقصف بصاروخين من اتجاهين مختلفين، ووجدته جالسا على كرسيه كما هو وراء مكتبه حيث كان يتحدث بالهاتف، الذي استخدم على ما يبدو من قبل الاحتلال للتأكد من وجوده في المكتب لاغتياله، وعند تحريكه تبين ان الاصابة المباشرة كانت بالرأس."
وسرد ملوح التفاصيل الاولى لاغتيال ابو علي قائلا " بعد ذلك القصف المركز على مكتب ابو علي، تم انزاله مباشرة من المكتب والتوجه به مباشرة الى مشفى الشيخ زايد في رام الله، الذي وصلها شهيدا، كاشفاً ان الطيب عبد الرحيم اتصل به اثناء توجههم الى المشفى، ليستفسر عن امر خاص، واخبرته بأغتيال ابو علي، الذي كان له وقع خاص عليه، لعلاقته القوية بالشهيد، حيث ما زال عبد الرحيم يضع امامه في غرفته صورة الشهيد ابو علي مصطفى، وصورة والده الشهيد عبد الرحيم محمود."
واكد ملوح "ان الرئيس محمود عباس كان اول من جاء الى المشفى، وزار الشهيد ابو علي مصطفى من خارج الجبهة الشعبية، وذلك بحكم العلاقة التاريخية الوطيدة بين العائلتين."
وحول السؤال الذي طرح مراراً، وهو لماذا اقدمت اسرائيل على اغتيال اول امين عام لحركة فلسطينية على ارض الوطن منذ اتفاق اوسلو، قال ملوح" لقد قامت سلطات الاحتلال بدراسة ملف الشهيد ابو علي مصطفى، منذ ان عاد الى ارض الوطن عام 1999، حين قال جملته الشهيرة، لقد عدنا لنقاوم وندافع عن شعبنا وحقوقنا، ولم نأت لنساوم، موضحا ان الشهيد لعب دوراً كبيراً خلال انتفاضة الاقصى، اضافة الى مواقفة الوطنية الصادقة، وعلاقته الطيبة مع الفصائل والقوة الوطنية، وخطه الوحدوي الذي انتهجه مع مكونات المجتمع الفلسطيني، اضافة الى صلابته النضالية، والمواقع المؤثرة التي تبوأها في الجبهة الشعبية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، اضافة الى تاريخه الوطني المشرف منذ العام 1952_2001."

واكد نائب الامين العام للجبهة الشعبية" ان الشهيد ابو علي لم يدخر جهدا طيلة حياته، من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بكل السبل والطرق، بدءاً من الكفاح والمقاومة المسلحة، او من خلال عودته الى الوطن، او عبر العمل الجماهيري والسياسي الذي قام به، لتكريس اهداف شعبه، غير هابئاً بحياته الشخصية ، والمخاطر التي كان يتعرض لها.

الرفيق القائد أبو علي مصطفى

الإسم الكامل : مصطفى علي العلي الِزبري .
مكان الولادة وتاريخها : عرابة ، قضاء جنين ، فلسطين ، عام 1938 .

درس المرحلة الأولى في بلدته ، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد اسرته إلى عمان ، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها .
والده مزارع في بلدة عرابة ، منذ عام 1948 ، حيث كان يعمل قبلها في سكة حديد حيفا .

انتسب إلى عضوية حركة القوميين العرب عام 1955 ، وتعرف إلى بعض أعضائها من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمان ( نادي رياضي ، ثقافي إجتماعي ) .
شارك وزملائه في الحركة والنادي في مواجهة السلطة أثناء معارك الحركة الوطنية الأردنية ضد الأحلاف ، ومن أجل إلغاء المعاهدة البريطانية والأردنية ، ومن أجل تعريب قيادة الجيش وطرد الضباط الإنجليز من قيادته وعلى رأسهم جلوب.

اعتقل لعدة شهور في نيسان عام 1957 إثر إعلان الاحكام العرفية في البلاد ، وإقالة حكومة سليمان النابلسي ومنع الأحزاب من النشاط ، كما اعتقل عدد من نشطاء الحركة آنذاك ، ثم أطلق سراحه وعدد من زملائه ، ليعاد اعتقالهم بعد حوالي أقل من شهر وقدموا لمحكمة عسكرية بتهمة مناوئة النظام والقيام بنشاطات ممنوعة والتحريض على السلطة وإصدار النشرات والدعوة للعصيان .

صدر عليه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات أمضاها في معتقل الجفر الصحراوي . اطلق سراحه في نهاية عام 1961 ، وعاد لممارسة نشاطه في الحركة وأصبح مسؤول شمال الضفة التي أنشأ فيها منظمتان للحركة (الأولى عمل شعبي ، والثانية عسكرية سرية ).

في عام 1965 ذهب بدورة عسكرية سرية ( لتخريج ضباط فدائيين ) في مدرسة انشاطي الحربية في مصر ، وعاد منها ليتولى تشكيل مجموعات فدائية ، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة الفلسطيني .

اعتقل في حملة واسعة قامت بها المخابرات الأردنية ضد نشطاء الأحزاب والحركات الوطنية والفدائية في عام 1966/ توقيف إداري لعدة شهور في سجن الزرقاء العسكري ، ومن ثم في مقر مخابرات عمان ، إلى أن أطلق سراحه والعديد من زملائه الآخرين بدون محاكمة .

في أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالإتصال مع الدكتور جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح ، وكان هو أحد المؤسسين لهذه المرحلة ومنذ الإنطلاق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن ، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية ، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة والقطاع . وكان ملاحقاً من قوات الإحتلال واختفى لعدة شهور في الضفة في بدايات التأسيس .

تولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية ، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971 ، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الإحتلال ، كما كان قائدها في حرب أيلول 1970 وحرب جرش – عجلون في تموز عام 1971 .

غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر إنتهاء ظاهرة وجود المقاومة المسلحة في أعقاب حرب تموز 1971.

في المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام . وتولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000 ، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . وعاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999.

عضويته في مؤسسات م.ت.ف:
- عضو في المجلس الوطني منذ عام 1968 .
- عضو المجلس المركزي الفلسطيني .
- عضو اللجنة التنفيذية ما بين عام 1987 – 1991.

استشهد يوم الإثنين الموافق 27/8/2001 ، إثر عملية اغتيال جبانة استهدفت تصفية هذا القائد الوطني الفلسطيني والعربي القومي الأممي ، والقضاء على الضمائر الحية في تاريخ قضيتنا الوطنية الفلسطينية.
sameerqodeh@htmail.com 
............................
 
القائد الشهيد "أبو علي مصطفى"
القائد الشهيد
"أبو علي مصطفى"
مصفى علي الزبري
الولادة 15 / 5 / 1938 – الشهادة 27 /8 / 2001


"عدنا لنقاوم لا لنساوم"

كلمات قالها وهو يعود لأرض فلسطين أواخر أيلول /سبتمبر عام 1999.
----------------------------------
محمد العبد الله

إثنا عشر عاماً مضت على رحيل الجسد، لكن الأفكار التي حملها لاتموت، بل تتجذر أكثر في تراب الوطن الذي عشقه، وداخل آلاف الناس الطيبين، فقراء الشعب، ملح الأرض وقطرات الندى، الذين كان شهيدنا، إبنهم ورفيق حياتهم ومعاناتهم، منهم تعلم العلاقة بين الأرض والإنسان، وكل تلك القيم النبيلة التي لازمته حتى توقف قلبه عن الخفقان، بفعل صواريخ طائرات الموت الصهيو أمريكية.
لمحة سريعة/مقتضبة عن حياة الشهيد:
ولد أبو على مصطفى في بلدة عرابة ، قضاء جنين عام 1938،درس المرحلة الأولى في بلدته ، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد أسرته إلى عمان ، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها.

انتسب إلى عضوية حركة القوميين العرب وهو لم يكمل العشرين من عمره، وتعرف مبكراً على القائدين الكبيرين "جورج حبش و وديع حداد" من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمان.
في نهاية عام 1961، أصبح مسؤول شمال الضفة الغربية في الحركة التي أنشأت فيها منظمتين للحركة (الأولى للعمل الشعبي ، والثانية عسكرية سرية ).
تعرض لسنوات من الاعتقال، وعرفته أقبية التحقيق وسجن الجفر الصحراوي الأردني، مناضلاً استثنائياً، بصلابته وصموده
في عام 1965التحق بدورة عسكرية سرية (لتخريج ضباط فدائيين) في مدرسة انشاص الحربية في مصر، وعاد منها ليتولى تشكيل مجموعات فدائية، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة الفلسطيني الذي بدأ ببناء الأنوية الأولى للرصد والاستطلاع داخل الوطن المحتل مع بداية ستينيات القرن المنصرم.
في أعقاب حرب حزيران عام 1967 كان مع الدكتور جورج حبش وعدد من الرفاق من أوائل العاملين على التحضير للبدء بمرحلة الكفاح المسلح ، وكان أحد المؤسسين لهذه المرحلة التي قامت عليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .
قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة والقطاع .
كان ملاحقاً من قوات الاحتلال الصهيوني واختفى لعدة شهور في الضفة في بدايات التأسيس.

تولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية ، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الاحتلال، كما كان قائدها في أحداث أيلول 1970 وحرب جرش – عجلون في تموز عام 1971 .
غادر الأردن سراً إلى لبنان في تموز 1971، وفي المؤتمر الوطني الثالث للجبهة الشعبية عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام ، وتولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أميناً عاماً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

شغل عضوية المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1968، و عضو المجلس المركزي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف ما بين عام 1987 – 1991.
رجع إلى الضفة في نهاية أيلول /سبتمبر عام 1999.

منذ عودته للداخل، زار العديد من مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة والقطاع، مناضلاً يحمل همومها ويشارك أبناءها أحلامهم وطموحاتهم، ويتعلم من تجاربهم، ويقدم لهم رؤيته للمهمات الوطنية الراهنة. كما قام بالتواصل مع العديد من قادة وشخصيات النضال القومي التحرري داخل الوطن المحتل منذ عام 1948. كل ذلك النشاط الجماهيري، لم يمنعه من العمل المتواصل لإعادة هيكلة أوضاع الجبهة الشعبية بما يتلاءم مع مهماتها التنظيمية والكفاحية .

قبل عام في 26 / 8 / 2012، وبناسبة ذكرى استشهاده، كتب "غسان شربل" مقالاً تحت عنوان " رجال يهزمون قبورهم" يحلل رؤية العدو لدوره (كان "أبو علي" مصطفى في حساباتهم متهما بإخفاء نواياه. وكانوا ينظرون إليه، كما ينظرون إلى رجل يشتبه بأنه يهيء، سرا، عبوة قاتلة، وينتظر موعد زرعها في المكان والزمان الملائمين. وشارون نفسه كان يعرف قصة الرجل، الذي اتهم بأنه محرك الخيوط القاتلة ومحرك "جيفارا غزة" ورفاقه، وقد تولى شارون، شخصيا، في نهاية الستينات، الإشراف على تصفية هؤلاء، ولم تكن تقديرات الإسرائيليين خاطئة فـ"أبو علي" مصطفى رفض في الواقع إعادة النظر في مساحة خريطة فلسطين، التي كانت هاجسه الدائم، ويوم قرر في 1999، الذهاب إلى مناطق السلطة، اختار أن ينطلق من الوقائع التي أوجدتها الاتفاقات، لإعادة إشعال الحلم السابق لها. كان شارون يعرف أن رفيق جورج حبش ووديع حداد لن يوقع على سلام منقوص أو يوطن نفسه على التعايش مع المستوطنات، عاد ليزرع النار وليستنهض جيلا جديدا في الجبهة الشعبية).
بعد ثلاثة أسابيع ، جاء رد أبناء ذلك الجيل على جريمة اغتيال أبوعلي . حمل يوم 17 تشرين الأول / أكتوبر نبأ إعدام أحد قادة المستعمرين الصهاينة " رحبعام زئيف" وزير السياحة في حكومة الغزو والاحتلال، وأبرز دعاة طرد العرب الفلسطينيين من وطنهم.
في حضرة الغائب / الحاضر، المقيم فينا، بكل روحه الثورية، ونُبل أخلاقه، وعفة يده ولسانه، نتذكر تلك النماذج المضيئة في تاريخنا الكفاحي "جورج حبش ووديع حداد وغسان كنفاني وأحمد اليماني وغيفارا غزة" والمئات من أولئك الرجال والنساء، الذين تحولوا إلى أيقونات خالدة في حياتنا.
في الجيل الجديد الذي يحمل تلك القيم والروح، في صفوف الحركة الوطنية والقومية والأممية التي وهب راحلنا الكبير حياته لها ، يبقى الأمل . 
..................

هناك تعليق واحد:

  1. https://www.facebook.com/groups/131315980290992/
    صفحة عن الرفيق ابوعلي مصطفى

    ردحذف