الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

الشهيد جوزيف قرنق

جوزيف قرنق سياسي سوداني جنوبي ولد في قرية جنوبية في اطراف التونج قرب مدينة واو والتحق بكلية القانون بجامعة الخرطوم وتخرج منها وانضم حوالي العام 1955 إلى الحزب الشيوعى السودانى. كان نائبا عن الحزب الشيوعي في البرلمان 1965-1969، وعمل وزيرا لشئون الجنوب وأغتيل في يوليو 1971 ابان حكم الرئيس السوداني السابق جعفر نميري

حياته

نسبة لأنه قد ولد في مناطق بدائية فإنه لا يعرف تاريخ ميلاده بالضبط ولكن يبدو أن جوزيف قد ولد في أواخر عشرينيات القرن العشرين وبداية ثلاثينياته وهو متقدم في الدراسة على السيد (أبيل ألير) القاضي سوداني شهير ووزير سابق. كان جوزيف قرنق أول طالب جنوبي يلتحق بكلية القانون ويتخرج منها.

الحزب الشيوعي السوداني

(في عام 1954 قرر جوزيف الانفصال عن المجموعة السياسية الواقعة تحت نفوذ الزعيم بوث ديو، أحد مؤسسى "حزب الجنوب" الذي تحول فيما بعد إلى "الحزب الليبرالى"، وفى حوالي عام 1955م إنضم إلى الحزب الشيوعى السودانى، وانتخب في أول مؤتمر بعد ذلك عضواً في لجنته المركزية. وبوث ديو، نفسه تخلى عن الحزب الذي شارك في تأسيسه وانضم بعد أحداث "توريت" إلى صفوف حزب الأمة.)[1] خلال حكم العسكر الأول 1958-1964 م أصدر جوزيف قرنق صحيفة سرية باسم (ادفانس) -نصيحة-تضمنت اراءه حول الحرب الأهلية السودانية الأولى والسبل إلى ايقافها.

ثورة مايو 1969م

في 9/12/1965 تم -وبصورة غير دستورية- حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان مما أدى إلى دخول البلاد في أزمة دستورية استمرت لمدة طويلة بين شد وجذب اطراف النزاع -الحزب الشيوعي والقوى التقدمية من جهة، والاحزاب التقليدية وجبهة الميثاق الإسلامي من جهة أخرى. وتقدم رئيس القضاء باستقالته اعتراضا على حل الحزب الشيوعي.
بعد أن سيطرت القوى التقليدية على الحكم بصورة أقرب للدكتاتورية المدنية قام مجموعة من الضباط المنتمين للاحزاب التقدمية بانقلاب عسكري في 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميري.

اعدام جوزيف قرنق

بعد عام من الثورة التي ساندها الحزب الشيوعي بكوادره ظهرت بوادر جفوة بين الحزب والثورة مما أدى إلى قيام انقلاب آخر بقيادة الضابط هاشم العطا في التاسع عشر من يوليو 1971.. كان جوزيف وقتها وزيرا في الحكومة ولا يوجد معلومات عن علمه المسبق بأمر الانقلاب وكان في طريقه إلى خور عمر (وادى ) في مهمة لا علاقة لها بالانقلاب الذي أحكم قبضته على مواقع الجيش الرئيسية. فأتصل به هاتفياً السيد إبراهيم جادالله، وكيل وزارته، ليخبره بما تم، وأن المحاضرة التي كان جوزيف بصدد تقديمها لكبار ضباط الجيش في قاعدة الطيران، صارت في ذمة التاريخ. ولم يقف جوزيف على حقيقة ماحدث إلا بعد أن التقى عدداً من رفاقه، وجرى تكليفه بوضع القوانين التي تقرر إصدارها.[2] بعد ثلاثة ايام من عمر الانقلاب تمكن جعفر نميري من العودة للحكم مرة أخرى وتم اعتقال عدد كبير من المنسوبين للحزب الشيوعي السوداني وتم الزج بهم في السجون وقتلهم بصورة كانت كفيلة لردع كل من يفكر بمثل هذا العمل مرة أخرى ويذكر أنها قد انكرها كثير من القضاة والقانونيين. ومن ضمن هذه المذابح قدم جوزيف قرنق إلى حبل المشنقة.
يعتبر الدكتور جوزيف قرنق أحد المدنيين الذي اعدموا في محاكم عسكرية في يوليو 1971 م، مثل عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وغيرهم.

كتابات عن جوزيف قرنق

كتب كثير من الادباء والشعراء عن شهداء يوليو 1971 م وكان لجوزيف قدرا كبيرا من تلك الكتابات ومنها ما قاله الشاعر السوداني محمد الواثق:
صديقي الُمثابر جوزيف قرنقْ
ترامى قُبَيلَ احتدامِ الشفق ْ إلى سجن كوبر حيثُ شُنِقْ
فيا ربِ هلْ
على روحهِ أقرأُ الفاتحة
فقد عدِمَ القبرَ والنائحة
وأُلحِدَ في التُربِ كيفَ اتفقْ
    • **
وكان إذا جاشَ مِواره
تدافعه روحه الثائرة
وصادمت الكونَ أفكاره
وكم أنبت الكونُ من زهرةٍ ناضِرة
فكنتُ إذا
تمادتْ به الفكرةُ الجانحة
أشيح إلى مكة القرية الصالحة
أعوذ نفسي بربِ الفلقْ
على أن جوزيف قرنقْ
كما شهدت دمعتي السافحة
جميل المحيا جميل الخُلُقْ
فياربِ هلْ
على روحهِ اقرأ الفاتحة
فقد عَدِمَ القبرَ والنائحة
وأُلحِدَ في التربِ كيف اتفقْ
.....................

لقاء مع اسرة الراحل جوزيف قرنق
Jun 7, 2008, 19:19

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

نعيد الماضى من اول... مع اسرة الراحل جوزيف قرنق

فى الخرطوم وفى حى الديم العريق استقبلتنا اسرة السياسى الراحل جوزيف قرنق فى منزلها المتواضع، وعلى جدران الصالون وجدنا صورتان احداهما لشاعر الشعب محجوب شريف و الاخرى للراحل الدكتور جون قرنق قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان السابق. استقبلتنا فاطمة اكول زوجة الراحل جوزيف قرنق و ابنيه زكريا و جوزيف، و تم استقبالنا بعصير من
(الحلو مر) المثلج وكانت هذه اعظم هدية تقدم لشخص قادم لارض الوطن لتوه. ولكن البداية لم تكن سهلة لان الحديث عن الراحل الكبير جوزيف قرنق ليس بالشىء الهين، واستغرقنى التفكير طويلاً فى كيفية البداية و لكن ما شجعنى على ذلك هو اريحية اسرة الراحل جوزيف قرنق و ملامحه زوجته التى كانما تغنى مع النور الجيلانى ( لو انته الزمن نساك.. انا ما بنسى ..لا ولا بنسى).

فاطمة اكول: سوف نقاضى نميرى مهما طال الزمن
صورة لفاطمة اكول زوجة الشهيد جوزيف قرنق
 
            صاحب الدكان اوسع احد افراد جهاز الامن ضرباً

زكريا جوزيف قرنق: سوف تكون نهاية نميرى مثل الجنرال بنوشيه

جوزيف جوزيف قرنق: النظام الحالى وفر حماية للنميرى

حوار: عبدالفتاح عرمان

* نتعرف على افراد الاسرة؟

فاطمة اكول زوجة الشهيد جوزيف قرنق، زكريا جوزيف قرنق، جوزيف جوزيف قرنق.

* ماذا يعنى جوزيف قرنق الزوج للاستاذة فاطمة اكول؟

الشهيد جوزيف قرنق كان زوجاً رائعاً بكل المواصفات وعشنا ايام جميلة وكان صادقاً و صريحاً معى فى كل شىء، كان يخبرنا بعمله و انتمائه للحزب الشيوعى وعلاقاته مع الاخرين، وكان اباً ليس لافراد اسرته فقط وانما لكل الناس فى البلد كان يحل لهم المشاكل وكان دوماً يساعد الناس ولذلك احبه الجميع سوى فى البلد او هنا فى الخرطوم.

* ماذا عن جوزيف قرنق السياسى؟

ترد الاستاذ فاطمة اكول قائلة: جوزيف قرنق عندما اصبح
الشهيد جوزيف قرنق
وزير  لشؤون الجنوب كان يعمل على تنمية الجنوب حتى تتحقق وحدة السودان وكان له مكتب خاص لاستقبال القادمين من الجنوب للتعرف على مشاكلهم و حلها، ونذر نفسه لخدمة السودان و كان مهموماً بقضايا وطنه ولذلك عمل من خلال انتمائه السياسى و عمله كوزير لشؤون الجنوب لخدمة ابناء وطنه. وكان رجل (تمام مش اى كلام) ولم يكن يفرق بين الناس على اساس عرقى او دينى.

* الاستاذة فاطمة اكول هل تزكرين دخوله للحزب الشيوعى؟

دخل جوزيف قرنق الحزب الشيوعى قبل زواجى به وحكى لى بانه دخل الحزب الشيوعى عندما كان طالباً فى الجامعة وفى تلك الفترة ذهب للاتحاد السوفيتى ثم عاد للوطن ممارساً لنشاطه السياسى من خلال الحزب الشيوعى.

* كيف كانت نظرة الناس له وخصوصاً بان كل القيادات الاخرى و اقرانه كانوا ينادون بالحل العسكرى من خلال الانيانيا الاولى و الثانية؟

كانوا يحترمونه ويبادلونه الاحترام وانا شخصياً كنت اسانده معنوياً واتدخل احياناً لحل بعض المشاكل الصغيرة وكنت احافظ على كل الاوراق المهمة التى يريدها ان لا تصل ليد اى شخص لانها كانت وثائق سرية تخص الحزب الشيوعى، وكانت الاجتماعات تعقد هنا فى المنزل ولساعات طويلة وكنت احفظ كل اسراره.

* من تزكرين من القيادات الشيوعية التى كانت تجتمع معه هنا فى هذا البيت؟

اذكر منهم صديقه الشهيد عبدالخالق محجوب الذى كان يتردد علينا باستمرار ويعقد معظم اجتماعاته فى هذا البيت وكذلك الاستاذ احمد سليمان سليمان و محمد ابراهيم نقد و اخرين لا اذكرهم الان. وكنت احياناً اشاركهم بالراى وطبعاً العمل فى الحزب الشيوعى تصاحبه الكثير من الاعتقالات فانا كنت احتفظ بكل الاوراق المهمة ولم تستطع الاجهزة الامنية العثور عليها لانى كنت احفظها فى مكان امين. وفعلت ذلك لانى كنت مؤمنة بان ما يفعله الشهيد جوزيف قرنق هو الصحيح ولذك كنت اساعده باستمرار و اشد من ازره.

*  دعينى ننتقل لانقلاب الرائد هاشم العطا، هل الراحل جوزيف قرنق من المشاركين فيه؟

لا لم يكن على علم به واذكر وقتها باننا كنا فى المستشفى لانه كانت لدى ابنة تسمى  هالة كانت مريضة وتوفيت لاحقاً وكان معى جوزيف قرنق لنقل دم لبنتنا، وسمعنا بان هناك محاولة انقلاب يقودها الرائد هاشم العطا وسالت وقتها جوزيف قرنق عن مشاركته لهم ولكنه قال لى بان هؤلاء عسكريين ولا علاقة له بالعسكر وغير مشارك فى هذا الانقلاب ولم يطلعه احد، وحتى لو كان على علم به فلن يشارك فيه لانه ليس انقلابى-من المحرر- وفى هذه اللحظة شعرت بان الاستاذة فاطمة اكول تكثر من الحركة بيديها و وراسها وعرفت وقتها بانى لامست جرحاً لم يندمل بعد كل هذه السنين واعتذرت لها عن فتحنا لهذا الملف مرة اخرى و اصرت  هى على المواصلة فى الحديث.   

* كيف سارت الامور بعد فشل المحاولة الانقلابية؟

سمعنا ذلك فى الراديو وتم اذاعة اسمه ضمن المطلوبين للاجهزة الامنية  بعد ثلاثة ساعات من فشل الانقلاب وطلبت منه المغادرة للجنوب ولكن رفض وقال لى بانه لن يهرب لان لم يفعل شيئاًً ولا يريد الناس فى المستقبل يقولون لابناءه بان والدهم هرب وقال لى بالحرف الواحد: افضل الموت حتى يمشى ابناءى فى الشارع وراسهم مرفوع على ان يقولوا لهم ابوكم هرب وانا لست بجبان حتى اهرب. وذهب وسلم نفسه لاجهزة امن نميرى.

* فى تلك اللحظات العصيبة هل كنت واثقة بان سوف يعود لبيته بعد التاكد بان لا صلة له بالمحاولة الانقلابية؟

بالتاكيد لانى سالته اذا كان لديه اى علاقة بالمحاولة الانقلابية و لكنه اكد لى بان لا علاقة له لا من قريب او بعيد باصحاب المحاولة الانقلابية ولذلك كنت على ثقة من عودته لبيته ولانى على علم بان جوزيف قرنق واضح ولا يعرف (اللف و الدوران).

* هل كنت على علم بما يدور فى التحقيق مع جوزيف قرنق؟

لم نسمع اى شىء وكان هناك تعتيم على المعلومات وذلك لان الاجهزة الامنية لنظام نميرى لم تقدمهم لمحاكمة وانما تم اذاعة اسماء الناس الذين سوف يتم اعدامهم وكان من ضمنهم جوزيف قرنق.

* كيف تصرفتى وقتها؟

كنت مع ابنتى فى المستشفى و تركتها وذهبت الى الشارع ولم اكن ادرى الى اين اذهب.

* الم تفكرى فى مقابلة الرئيس نميرى؟

كنت اذهب للقصر الجمهورى لمدة اسبوع كامل وتمت معاملتنا معاملة سيئة من قبل العساكر ولم يتم لنا السماح بمقابلة نميرى، وبعض الاوقات تم تقديمنا للقاضى لتاديبنا ولكن القاضى كان يقوم باطلاح سراحنا فى نهاية اليوم وكنا نعود فى اليوم التالى لاننا كنا نسعى للموت بعد اعدام رجالنا بتلك الطريقة البشعة.

* هل تلقيتم اى تعليمات من الحزب الشيوعى وقتها؟

لا لم نتلقى اى تعليمات او توجيهات وقتها وذلك لان قيادة الحزب الشيوعى كلها تم اعدامها ماعدا الاستاذ احمد سليمان الذى لم يتم العثور عليه ولم التق وقتها باى شخص من الحزب الشيوعى وقتها الا بعد اربعة سنوات.

* كيف قمتى بتربية ابناءك وقتها؟

اشتغلت وقتها وقمت بتربيتهم احسن تربية وتمنيت لو كان لنميرى ابناء فى احدى الجامعات حتى ارسل اولادى لها ومن مجهودى الخاص حتى يعرف نميرى باننا لن ننكسر وسوف نظل مرفوعى الراس كما اراد لنا الشهيد جوزيف قرنق.

* هل تضامن الناس معك وقتها؟

نعم الكثيرين منهم وقفوا معنا و بعضمهم لم يتسطع لاننا تحركاتنا كانت مراقبة من قبل جهاز امن نميرى و فى ذلك الزمان لم يكن هنالك وسائل اتصال مثل التلفون و الموبايل وكانت لدى صديقة اسمه نور محمد كانت تقف بجوارى باستمرار وترسل بعض الناس لسؤالى اذا كنت محتاجة لاى شىء وذلك لانها لم تكن تستطع فعل ذلك بنفسها لاننا كنا مراقبين، وكانت ايضاً تذهب لاولادى فى المدارس للسؤال عنهم وعن احوالى. ورفضت الذهاب للجنوب واصررت على تربية اولادى وادخالهم احسن المدارس.

* كيف كانت تتم مراقبة تحركاتكم؟

كان هنالك بعض الاشخاص يراقبون تحركاتى باستمرار ويركبون معى فى المواصلات واذكر فى مرة من المرات ذهبت الى السوق وقام بتعقبى احد افراد الامن المكلفين بمراقبتى وعندما عدت عاد معى وذهبت لجارنا صاحب الدكان لشراء بعض احتياجات الاسرة وكان صاحب الدكان على علم بالرقابة علينا، فترك ما بيده وقام بضرب رجل الامن الذى كان يتعقبنى!. ولكنهم ارسلوا شخصاً اخر لمراقبة تحركاتى. و اذكر فى مرة من المرات قمنا بمظاهرة فى الشارع احتجاجاً على ما تم لجوزيف قرنق ورفاقه ولكن اجهزة الامن اطلقت علينا الرصاص الحى.

* بعد كل هذه السنين، هل مازالت  الاستاذة فاطمة اكول مؤمنة بان الطريق الذى سلكه الراحل جوزيف قرنق كان صحيحاً؟

نعم ما قام به كان صحيحاً ومازلت اؤمن بذلك ونحن الان نعيش ورؤوسنا مرفوعة و جوزيف قرنق مات شهيد وحى ولكن نميرى الان يعيش مثل الميت و لا احد يذكر نميرى و لكنهم يذكرون جوزيف قرنق.

* هل ستقاضون الرئيس الاسبق نميرى؟

بالتاكيد سوف نقاضى نميرى مهما طال الزمن  واضافت: انا زعلانة شديد ولن نترك نميرى من غير محاكمة ( وهنا اجهشت فى البكاء) وتحدث بعدها زكريا جوزيف قرنق مضيفا: نحن عندما عاد نميرى للسودان ذهبنا لشرطة القسم الشمالى ورفعنا دعوة ضده ولكن المحكمة لم تفعل شيئاً وذلك الجبهة الاسلامية اتت بانقلاب مثل نميرى ولذلك رفضت محاكمته ولكننا لن نسكت وسوف نقدم نميرى للعدالة من الديكتاتور بينوشيه و الجريمة لا تسقط بالتقادم. ثم تحدث جوزيف جوزيف قرنق قائلا: بان محاكمة نميرى واجب وطنى وان لم نستطع محاكمته داخل السودان فسنرفع دعوة ضده خارج السودان و هذا النظام وفر حماية للنميرى  ورفض تقديمه للمحاكمه لانه نظام شبيه به ولكننا لن نترك حقنا وان طال الزمن. 
...................
 

Joseph Garang .. Sudanese Communist Party Martyr ...

https://www.youtube.com/watch?v=ZJvipALg2Mg
14‏/04‏/2007 - تم التحديث بواسطة moatazkhalifa
The Sudanese Communist Party (SCP) celebrated its 40th anniversary (1986). Here are the memorable songs ...

Joseph Garang جوزيف قرنق - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=LoqBJN1vMIw
13‏/09‏/2014 - تم التحديث بواسطة Cps Sudan
Joseph Garang جوزيف قرنق ... السودان .. جوزيف لاقو ؛ نميرى ؛ الترابى ؛ الصادق ؛ البشير ؛ قرنق . ... Garang .. Sudanese Communist Party Martyr.
.................
 أخر كلماتهم قبل الاعدامات:عبدالخالق محجوب..الشفيع..جوزيف قرنق


١-
أولآ: عبدالخالق مـحجوب:
****************
أثناء محاكمة عبدالخالق محجوب في معسكر (الشجرة) يوم الثلاثاء ٢٧ يوليو ١٩٧١، قام قاضي المحكمة العسكرية العقيد احمد محمد حسن وكان يشغل وقتها منصب رئيس القضاء العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة بتوجيه سؤال الي المتهم :(ماذا قدمت لشعبك؟!!) ..أجابه عبدالخالق في هدوء شديد: (الوعي.. بقدر ما استطعت)...

***- شهد كل من كانوا في القاعة وحضروا الجلسة الأولى من محاكمته ، أنه قد افحم هيئة المحكمة وكسب تلك الجولة الاولي من محاكمته التي من ابسط مبادئ العدالة..

٢-
***- في هدوء شديد بلا اعلان مسبق او اهتمام من احد، وتجاهل تام من الاحزاب السياسية والمؤسسات الاعلامية والصحفية، جاءت الذكري الرابعة والاربعين علي انقلاب ١٩ يوليو ١٩٧١ التي خلفت احداث مؤلمة ودامية ما زال السودان يعاني من اثارها حتي اليوم رغم مرور السنوات الطويلة، مرت ذكري انقلاب ١٩ يوليو كانه ماكان ذلك الانقلاب الذي فقدنا فيه خيرة الرجال من مدنيين وعسكر.

٣-
***- ان الذي يهمني اليوم ونحن نجتر ذكريات تلك الايام من يوليو ١٩٧١، تجديد ذكري مواقف عبدالخالق محجوب..الشفيع أحمد الشيخ.. جوزيف قرنق المحامي، اخر كلامهم قبل ان يفارقوا الدنيا وما فيها.

٤-
***- في صباح نفس يوم الثلاثاء ٢٧ يوليو ١٩٧١ تم إلقاء القبض على عبد الخالق محجوب في منطقة الهجرة بأمدرمان- تحديدآ في منزل عثمان حسين. وقد تم ذلك بواسطة أحد المواطنين، الذي ارشد عن عبد الخالق. وكان عبدالخالق قد تنقل على عدد من البيوت الأخرى حتى التجأ أخيرا إلى هذا المنزل الذي عثر عليه فيه عند الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 27 يوليو. وتم تحويله إلى مكاتب الأمن بالخرطوم تحت حراسة مشددة ، من ثم نقل فيما بعد إلى معسكر (المدرعات) بالشجرة .حيث تمت محاكمته ميدانيا برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية المقدم منير حمد آخرين من الضباط . قبل وصول عبد الخالق إلى المحكمة اقتيد إلى مكتب مجاور للقاعة حيث كان يجلس فيه النميري وبجواره خالد حسن عباس، وقد تحدثا إلي عبدالخالق بحديث فج وسخيف للغاية ملئ بالسباب والشتائم المقذعة، خصوصآ من النميري الذي كان في حالة سكر واضحة . ترفع عبد الخالق عن الرد عليهم ومجاراتهم في هذا السخف، ثم اقتادوه بعدها بعنف إلى قاعة المحكمة.

***- عندما أرادوا الذهاب بعبد الخالق من المعتقل إلى قاعة المحكمة رفض الذهاب معهم بهيئته تلك وخاصة إنه كان مرتديا جلبابا متسخآ وممزق ومرسل اللحية. طلب منهم أن يحضروا له ملابس نظيفة ويسمح له بالحمام ثم يذهب معهم بعدها إلى المحكمة بهيئة تليق به كقائد سياسي. وبعد أن تأكدوا من إصراره الشديد على ذلك تم إحضار حقيبة ملابسه.

***- سأل رئيس المحكمة : المتهم عبد الخالق محجوب هل تعارض في ان اكون رئيسا للمحكمة؟!!
عبدالخالق محجوب : نعم . لي اعتراض لا يتعرض لشخصك ، ولكن هذه المحاكمة سياسية . ورئيس المحكمة ذو اتجاه سياسي ينتمي للقوميين العرب . هذا الاتجاه الذي دفع البلاد في طريق شائك ولم يتفهم الابعاد الوطنية والتقدمية للحزب الشيوعي . ولي اعتراض على العضوين الاخرين اللذين لا اعرفهما ، ولكن يستطيع رئيس المحكمة التاثير عليهما . ان اعتراضي لا ينصب على الاشخاص وانما يتعلق بطبيعة المحاكمة والاحداث السياسية والصراع الذي وقع بين الاتجاه القومي العربي والاتجاه الشيوعي الديمقراطي.

***- قسم رئيس المجلس العسكري الميداني واعضائه على ان يسلكوا سبيل العدل والحق بمقتضى قانون الاحكام العسكرية المعمول به الآن دون مراعاة الغرض والميل والهوى وان لا يذيعوا الحكم إلا بعد التصديق عليه أو يدلوا باي راي صادر من اعضاء المجلس ما لم تقض بذلك الواجبات المرعية. رفعت الجلسة لمدة نصف ساعة...وتحولت بعد ذلك الى جلسة سرية... وبعد اقل من ثلاثة ساعات صدر الحكم بالاعدام وصادق النميري علي الحكم.

***- تم تنفيذ حكم الإعدام فجر الأربعاء 28 يوليو بسجن كوبر اي بعد يوم واحد من اعتقاله،. ذهب عبد الخالق إلى المشنقة مرفوع الرأس شامخا يهتف بحياة السودان وحياة الحزب الشيوعي. أهدى ساعة يده إلى أحد العساكر كهدية منه. وطلب من مدير السجن الذي اشرف علي عملية تنفيذ الحكم تسليم دبلته الفضية إلى أسرته ومعها وصية مكتوبة بخط يده . ولكن لم يتم توصل (الدبلة) أو الوصية المكتوبة، فقد صادرها احد ضباط جهاز الأمن -حسب شهادة إدارة سجن كوبر بعد ذلك-. وقد أفاد مأمور السجن وقتها عثمان عوض الله بأن عبد الخالق ذهب إلى المشنقة بخطى ثابتة وكان أنيق الثياب، لامع الحذاء ، متعطرا ، باسما كعريس – هكذا علق الضابط عثمان عوض الله مأمور سجن كوبر حينها-.

***- حيا عبدالخالق محجوب الشناق الخير مرسال وهو يعتلي سلم المشنقة باسما ، وبذلك انطوت صفحة أحد أفذاذ المناضلين السودانيين وأبرز قيادات الحركة الوطنية السودانية. ويمكن الرجوع إلى شهادة الأستاذ محمد أحمد المحجوب في كتابه (الديمقراطية في الميزان) الذي قال فيه :
( باغتيال عبد الخالق محجوب انطوت صفحة من التسامح والسماحة في الحياة السياسية السودانية )...تم حرق شريط تسجيل المحاكمة والصور بيد جعفر نميري شخصيا بعد أن استلمها من عمر الحاج موسى حسب طلبه وأفاد عمر الحاج موسى بذلك فيما بعد).

المصدر:(نقلا عن كتاب (دفاع أمام المحاكم العسكرية – عبد الخالق محجوب ) صادر عن دار عزة للنشر والتوزيع – الخرطوم – 2001 - ) ...

ثــانيآ: جـوزيف قرنق المحامي:
******************
كـان الـمحامي الشـيوعي جوزيف قـرنق معروف وقـتها بانـه الـمحامي الذي لا يـتقاضي اي مبالغ مالية جـزاء الاسـتشـارات القانونيـة او دفـاعـه امام المحاكم عـن الـمظلـومين . كان مـعروف عـنه انه لا يـخـفي انتماءه للـحـزب الشـيوعي وانه عـضـو عامل فعال فيـه . ولا يـخفـي ايضـآ عـداءه الشـديد لكـل صـور الـقهـر والظلـم اللتين كانتا طـابع حـكم الاحـزاب الـدينيـة،

***- عـنـد اعتقاله بعـد فشـل انقلاب هاشـم العـطا كـان كل النـاس عـلي يـقيـن تام ان جوزيف سـيخـرج من زنـزانات معـسكر " الـشجرة " بـريئـآ معـافـي لانـه لـم يكـن وقـت الانـقلاب مشـارك كما صورتها عنــه وسائل اعــلام النـميري، وان جـوزيـف-حـسـب تصريحات النـميري عنــه - سـفاح اسـتغل امـوال الـحـزب الشـيوعـي تـجنيـد مجموعة من الجنـوبييـن بهدف اثارة الاضـطرابات والقلاقل فـي الخرطوم حـال فـشـل انقـلاب هـاشـم الـعطا.

***- عـندما تـم اعـتقـاله قـال لافراد أســرته واصـدقاءه انه لن يـبقي طـويـلآ فـي الحـبس. هناك في المـعتقل الذي كان به هــاله ما شاهده من صـنوف الـتعذيـب والضـرب الـمبـرح عـلي الـمعتقلـيـن الـذيـن شاركوا في الانقلاب،ابــدي قـرنق وجـهة نظـره القـانونيـة فـي الـممارسـات الخـاليـة من آبسـط انـواع الـمعاملات الانســانية، وتجـاوزات الضـباط علانية فـي خـرق القوانيـن، فنال هو الاخر صنوف من الضرب المبرح ب(قاشات) الجنود.

***- مـاهـي الا ايـآم قليـلة من إعـتقـالــه الـتي وجد فيـها العذاب المؤلم،حـتي وجـد نفســـه فجأة في قاعة محكـمة عـسـكرية، اعـتقد جـوزيـف فـي بداية الامــر انهـا حـجرة لـراحة الضـباط ، فـلم يـكن فيـها ما يـوحـي علي الاطـلاق وانـها محـكمة ، فقـد خلـت الـقاعة من الـمقاعـد الا اربــعة فقط لاعـضـاء رئاسة الـمحكـمة العسكرية، ما كانت في القاعة حتي مقــعد صـغـيـر يجلس عليها المتهـم !!...اكـثـر ماضـايـق القـضـاة العـسكرييـن، ان قــرنق راح يـقـارعهـم الـحجـــه بالحجـج القـانونيـة.. يفـند بالأدلـة القاطعة عـدم قـانونيـة الـمحكمـة وبـطلان الادعـاءات ضـده.

***- اسـتمـرت محاكـمة جـوزيـف نحو 45 دقـيقـة صـدر بعـدها الـحكـم بالاعــدام شـنقآ في سـجن كــوبر. تم ارسال قرار المحكمة الي النميري فصادق عليها سريعآ بالموافقة ، وعندما علم جوزيف بالخبر، علا صوته متسائلآ في استغراب:( نميري ده جن ولا شنو؟!!)...

***- تـم ارسـال جــوزيـف قـرنق بعـدهاالـي سجن كـوبـر، فـي فـجـر يـوم الاربـعـاء 28 يـوليـو، تـم إيـقـاظـه بـواسـطة ضـابط كـبيـر واخبره ان تنفيذ الحكم سيكون بعد لحظات، بـكل بـراءه قـال جوزيف لـزمـلاءه في الـزنـزانةانه سـيعـود الـيهم قـريـبآ فقد كان واثقآ ان الحكم سيلغي ،لـكنه عـلـم انـها الـنهايـة عـندما اقـتادوه الـي غـرفة الـمشنقة. كـتب لاسـرتـه رســالة صـغـيـرة قـال فـيها: (ارجــو ان تعــتـبروني احـد الـركاب فـي طـائـرة تـحطمت).تــم دفــنـه في مكـان مجـهـول وقتـها، واكتشـف فيـما بعـد بـمقابـر بالخــرطوم بحـري.

ثــالثآ: الشفيع احمد الشيخ:
****************
مساء الاحد 25 / 7 خرج الشفيع احمد الشيخ من المكتبة في معسكر "الشجرة" حيث كانت تجري محاكمته ، فوجد جوزيف قرنق ودكتور مصطفى خوجلي جالسين على التربيزة المخصصة للتحقيق في البرندة، وقف بضع دقائق مع دكتور مصطفى وقال له: (تصور ان شاهد الاتهام ضدي هو معاوية ابراهيم سورج ، وسمعت انه سيحضر شاهد اتهام ضدك)!!!...كانت شهادة معاوية كما ارادها نميري وزمرته تنصب على اثبات ان الشفيع عضو سكرتارية الحزب الشيوعي وبالتالي فانه يعرف التنظيم العسكري للحزب ومكان اخفاء اسلحة الحزب .

***- بعد قليل تم استدعاء الشفيع مرة اخرى للمحكمة داخل المكتبة وحوالي الساعة العاشرة الا ربعا خرج من المحكمة وجلس على كرسي امام البرندة ، حضر ابو القاسم محمد ابراهيم وهو في حالة هياج وقف امام دكتور مصطفى وساله (اين مكان عبد الخالق، لاننا علمنا انه شوهد معك مساء الثلاثاء الماضي؟!!)... نفى الدكتور مصطفى علمه بمكان عبد الخالق، هدده ابوالقاسم بقوله: (امامك عشرة دقائق لتخبرنا بمكانه)... ثم اتجه نحو جوزيف قرنق وكرر عليه نفس السؤال ، نفى جوزيف علمه بمكان عبد الخالق ، هدده ابو القاسم بقوله امامك خمسة دقايق لتخبرنا بمكانه . " تفاصيل ما حدث بعد ذلك بمقال الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم " طيلة احاديثه مع الضباط كان يكرر ، نحن لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه ، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس ، واذا رحنا فالمهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع الاف الناس.

***- انتهت محاكمة الشهيد يوم الاثنين 26/7/ 1971 وساقوه الى سجن كوبر مساء ذلك اليوم وهناك اعدم شنقا.

***- تلقت المناضلة فاطمة إبراهيم، رفيقة الشفيع أحمد الشيخ وزوجته، خبر إعدامه بشجاعة ورباطة جأش، وهي في الإقامة القسرية، يوم 26 يوليو 1971 وقد وجهت رسالة إلى النميري جاء فيها:

(كان من الممكن أن يموت الشفيع في التاريخ نفسه بحمّى أو سكتة قلبية على سريره، ولكنه مات ميتة الأبطال يغبطه عليها المؤمنون بالله وبشعبهم . لقد مات وهو يهتف بحياة شعبه وكفاح الطبقة العاملة، وهو محتفظ بكامل وعيه وثباته. وفي تجريد الشفيع من "وسام النيلين" منحه فرصة لاختتام حياته بما يتناسب مع الطريق الذي اختطه لنفسه، كما يتناسب مع تاريخه النظيف وكفاحه الصلب الغيور وتضحياته العظيمة من أجل الشعب السوداني عامة والطبقة العاملة السودانية خاصة. يكفيه فخراً ورفاقه أنهم تسلموا راية الكفاح من أجل الاستقلال بمحتواه السليم والتقدمي، وتعرضوا من أجل ذلك للسجن والمطاردة. يكفيه فخراً أنه ورفاقه الأوائل رفعوا شعار الاشتراكية العلمية الأصيلة وناضلوا من أجل توحيد الشعب والدفاع عن مصالحه، ونظموا الطبقة العاملة والفئات الشعبية في منظمات ديمقراطية. يكفيه فخراً أنه من قادة الطبقة العاملة المخلصين وابن بار لها. عرفه الشعب السوداني جسوراً وقائداً متواضعاً، ناضل حتى اللحظة الأخيرة من أجل حياة حرة وكريمة للشعب السوداني)...

رابعآ:
***- اتوجه بكل ايآت الشكر الي العديد من المواقع الالكترونية التي اقتبست منعا كثير من المعلومات...ولا يبقي الا ان نسأل: هل حقآ هذا ماعندنا من معلومات عن الشهداء...ام هناك الكثير المثير الذي لم يظهر بعد؟!!..لماذا سكتوا رفقاءالسلاح القدامي الذين عاصروا هذه الاحداث عن كشف ما عندهم من اسرار ووثائق؟!!

***- اللهم نسألك ان تشملهم برحمتك وتضعهم في المكان المحمود الذي وعدت به الصديقين والشهداء...انك سميع مجيب الدعاء.

بكري الصائغ
bakrielsaiegh@yahoo.de

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق