الأحد، 27 ديسمبر 2015

«مقابرالأرقام».. سجن إسرائيلي للشهداء بعد الموت

«مقابرالأرقام».. سجن إسرائيلي للشهداء بعد الموت

دائمًا ما نشاهد في التلفاز أو نقرأ في الصحف أو على مواقع التواصل الاجتماعي عن الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين الأحياء، حتى أصبحت هذه المشاهد بالنسبة لنا شيئًا عاديًّا، ولأن إسرائيل لم تجد من يفرض عليها عقوبات دولية ضد ما تفعلها مع الفلسطينيين الأحياء، لا تزال مستمرة في انتهاكاتها ضد الفلسطينيين، ولكن هذه المرة مع الأموات منهم عن طريق الدفن في «مقابرالأرقام» مقابر تفتقد لكل المعايير الصالحة للدفن، وقد أنشأت إسرائيل هذه المقابر منذ عام 1948 كعقاب للشهداء الذين قاموا بتنفيذ عمليات استشهادية من أجل مقاومة الاحتلال، وما زالت تحتفظ إسرائيل بالعديد من جثث الشهداء في هذه المقابر منذ احتلال فلسطين حتى الآن. في هذا التقريرعرض لقصة مقابرالأرقام ومعرفة الأسباب وراء احتفاظ إسرائيل بجثث الشهداء.

1- ما هي قصة مقابرالأرقام؟

هي عبارة عن مقابر سرية تستخدمها إسرائيل من أجل دفن جثث الشهداء من الفلسطينيين، الذين استشهدوا أثناء مقاومتهم للاحتلال الصهيوني، وأنشأت هذه المقابر بعد احتلال إسرائيل لفلسطين في نكبة 1948، والتي شهدت أول عملية دفن جماعي للذين قتلوا في هذه الحرب. وقد تمت عملية الدفن بطريقة عشوائية، وسُميت مقابر الأرقام بهذا الاسم، لأن كل قبر يحمل رقمًا مسجلاً (يكون بديلًا للأسماء) على لوحة من الصفيح، وتقول إسرائيل أن هذه الأرقام هي أرقام لملفات الضحايا التي تحتفظ بها الجهات الأمنية الإسرائيلية، وليست لرقمهم التسلسلي وفقًا لتاريخ قتلهم ودفنهم.

2- ما هو عدد «مقابرالأرقام» المكتشفة حتى الآن؟

لايعرف حتى الآن عدد لمقابر الأرقام، لكن المقابر التي تم اكتشافها ومعروفة هي أربع مقابرأرقام فقط.

1. مقبرة الأرقام المجاورة لجسر “بنات يعقوب”:

وهذه المقبرة تقع بجوار معسكر “عميعاد” العسكري عند ملتقى حدود فلسطين وسوريا ولبنان، وتعد أكبر المقابر حجمًا حيث تضم (500) قبرًا يوجد فيه شهداء فلسطينيون ولبنانيون أغلبهم سقطوا في حرب 1982 وبعد ذلك. ولا يوجد أي أشياء تدل على نوع هوية المدفونين هناك سوى أرقام مكتوبة على لوحات صفيح محيت بمرور الزمان.

2. مقبرة الأرقام “مقبرة ضحايا العدو”:

وتقع هذه المقبرة بين مدينة أريحا وجسر آدم في غور الأردن محاطة بجدار، يوجد فيه بوابة حديدية موجود فوقها لافتة كبيرة مكتوبة عليها “مقبرة لضحايا العدو”، ويوجد بها أكثر من 100 قبر، وتحمل هذه القبور أرقامًا من (5003 – 5107)، “لكن لايعرف سبب كتابة هذه الأرقام هل هي أرقام تسلسلية لقبور في مقابر أخرى؟ أم هي مجرد رموز لا توضح العدد الحقيقي للجثث الموجودة في هذه المقابر الأخرى”.

3. مقبرة ريفيديم:

لا توجد عنها معلومات غير أنها تقع في غورالأردن.

4. مقبرة شحيطة:

تقع هذه المقبرة في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا بين جبل أربيل وبحيرة طبريا، وأغلب الشهداء في هذه المقبرة شهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965-1975، ويوجد في الجهة الجهة الشمالية من هذه المقبرة حوالي 30 من الأضرحة في صفين طويلين، ويوجد في وسطها تقريبًا 20 ضريحًا.

3- كيف تبدو حالة مقابر الأرقام



مقابرالأرقام مقابر تفتقد لكل معايير الدفن التي تنص عليها القوانين والشرائع، هذا كما جاء في تقريرأعده الدكتور يهوذا هس الرئيس السابق لمعهد “أبو كبير” للطب الشرعي في إسرائيل “بأن مقابر الأرقام تقع جميعها في مناطق عسكرية مغلقة، ويتم دفن الشهداء في قبور لايزيد عمق القبر فيها عن 50 سم، والقبور فيها متلاصقة، وقد انكشفت هذه القبور بفعل العوامل الطبيعية من مياه الأمطار والرياح وانجرافات التربة، مما أدى إلى اختلاط عظام الشهداء بعضها ببعض”. بالإضافة إلى أن دفن الجثث لايكون في اتجاه واحد، بجانب أن اللافتات الموجودة على القبور ليست ثابتة.

وفي تحقيق قامت به صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن الانتهاكات التي تحدث في مقابرالأرقام على سبيل المثال: وجود كلاب برية تلتهم أشلاء جثث نبشتها، هذا بالإضافة إلى عدم دفن الجثث بطريقة جيدة حيث يتم دفنها بشكل جزئي أو في أكياس بلاسيتك من الممكن رؤيتها بسهولة، ولم تكتفِ الانتهاكات عند هذا الحد في مقابر الأرقام، بل وصلت إلى اختفاء الجثث في هذه المقابر ولعل من أبرز هذه الجثث هي اختفاء جثة الشهيدة دلال المغربي، وحدث هذا أثناء نقل رفات الشهداء من هذه المقابر في أثناء عملية تبادل جثث الشهداء بين الاحتلال وحزب الله اللبناني، وهذا ما أكد عليه الأطباء بأن كل الجثث الموجودة التي تم نقلها من القبر الجماعي الذي دفنت فيه دلال المغربي مع أفراد مجموعتها بأن كل الجثث رجال.

وعلي الرغم من كل الأدلة التي تؤكد على إن إسرائيل ترتكب جريمة في حق الشهداء الفلسطينيين عن طريق مقابر الأرقام، لكنها في نفس الوقت تنكر ذلك، وتؤكد أنها تتعامل مع جثث الشهداء بطريقة جيدة؛ حيث تقوم بنقل كل هذه الجثث إلى معهد التشريح، وتقوم بأخذ عينات دم من كل جثة، وتقوم بإنشاء بطاقة يسجل فيها كل التفاصيل الخاصة بالشهيد يتم حفظها في”وزارة جيش الاحتلال”، ثم يتم تصوير الجثة بعد ذلك، ويتم لفها في بطانية ثم تدفن الجثث منفردة في صناديق خشبية هذا بالإضافة إلى دفن أرقام يتم تعريفها بهم على شكل قطع حديدية داخل زجاجة وبالطبع كل هذا الكلام ليس له أساس من الصحة.

4- هل حدثت صفقات من أجل استرداد جثث الشهداء الفلسطينيين؟



منذ عام 1996 وحتى عام 2008 حدثت أربع صفقات من أجل تبادل أسرى وجثث الشهداء بين الاحتلال وحزب الله اللبناني، ولعل أبرز هذه الصفقات الصفقة التي تمت في عام 2008، ونتج عنها تسليم تقريبًا (100 جثة)، وعام 2004، ونتج عنها تسليم (60 جثة)، ثم حدث بعد ذلك حملات للإفراج عن الجثث في أعوام 2010 و2011، بقرار قضائي حصل عليه الفلسطينيون، ثم الإفراج عن (91جثة)، “كبادرة حسن نيّة”؛ من أجل استنئاف الاحتلال للمفاوضات مع السّلطة الفلسطينية في عام 2012. وفي نهاية يوليو 2013 كانت هناك مبادرة للإفراج عن جثامين 36 شهيدًا، والتي تمت تحت رعاية جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، لكن الجانب الفلسطيني رفض استلام بعض جثث الشهداء بسبب عدم معرفة هوية هؤلاء الأشخاص، وفي 2014 حدث أيضًا تسليم لبعض جثث بعض الشهداء لعل أشهرهم الشهيد مجدي خنفر، وفي 2015 حدثت أيضًا عمليات متفرقة لتسليم جثث الشهداء، وبعد حدوث الانتفاضة الفلسطينيية الثالثة منذ أكتوبر حتى الآن تتحفظ إسرائيل على جثث شهداء فلسطينيين وترفض تسليمهم.

وفي تصريح “لسالم خلة منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثث الشهداء والمفقودين” صرح بأن هناك (242) من جثث الشهداء من الفلسطينيين والعرب موجودون حتى الآن في مقابرالأرقام، وعلى الرغم من تصريح خلة، بأن هذا العدد فقط الموجود من جثث الشهداء والمفقودين ما زال موجودًا في مقابر الأرقام.

لكن هناك إحصائيات تشير إلى أن عدد الشهداء الموجودين في مقابر الأرقام أكثر من ذلك، وتقريبًا تتراوح الأعداد ما بين (200-600)، وفي الوقت نفسه تؤكد مصادرأخرى بأن العدد الموجود في مقابرالأرقام أكثر من ذلك بكثير، لكن الاحتلال ينكر ذلك ويقول أن عدد الجثث الموجودة (119) جثة فقط.

5- ما الأسباب وراء وضع جثث الشهداء الفلسطينيين في هذه المقابر؟

1. سرقة الأعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين بعد الموت

في تحقيق نشرته صحيفة “أفتون بلاديت” السويدية للصحفي “دونالد بوستروم” في عام 2009 ذكر فيه بأن إسرائيل تقوم بسرقة أعضاء الفلسطينيين الشهداء، وذكر ذلك من خلال جثة الشهيد بلال غانم، حيث لاحظ بعد استلام عائلته للجثة وجود فتح كبير من الرقبة حتى أسفل البطن، بالإضافة إلى ذكر بعض العائلات الفلسطينيية بأنها كانت تجد نفس الفتح السابق في أجساد أبنائها الذين استشهدوا خلال انتفاضة الحجارة الأولى بعد أن استولى الجيش الإسرائيلي عليهم قبل تسليمهم، بالإضافة إلى اعتراف الدكتور يهوذا هس الرئيس السابق لمعهد “أبو كبير” للطب الشرعي في إسرائيل أكد فيه بأنه كان يسرق أعضاء من الفلسطينيين الشهداء خلال عمليات التشريح التي كانت تحدث لهم والاستيلاء على القرنيات وغيرها من الأعضاء ونقلها إلى الجنود الإسرائيليين المصابين.

في تحقيق صحفي أذاعته القناة العاشرة الإسرائيلية صرحت فيه “مديرة بنك الجلد الإسرائيلي” بأن إسرائيل تمتلك 170 مترًا مربعًا من الجلد مما يجعلها تمتلك أكبر بنك للجلد في العالم، ومن أين يحصلون على هذا الجلد؟ في الأغلب من الفلسطينيين الشهداء، وبعض العمال الأجانب والمهاجرين وفي هذا الفيديو توضيح لذلك.



2. خوف إسرائيل من التعرض للمحاكمة لارتكابها جرائم حرب في حق الفلسطينيين

إسرائيل مازالت تحتفظ بالعديد من جثث الشهداء في مقابر الأرقام، من أجل إخفاء الجرائم التي ترتكبها بحق الشهداء الفلسطينيين، وحتى لا تتعرض إسرائيل لعقوبات دولية نتيجة لارتكابها جرائم حرب في حق الفلسطينيين.

3. ورقة لتبادل الأسرى وعقاب لأهالي الشهداء

إسرائيل تحتجز الشهداء في مقابر الأرقام، من أجل استخدامها كورقة مساومة في المستقبل من أجل تبادل الأسرى بين المقاومة في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى عقاب أهالي الشهداء وحرمانهم من أبنائهم في حق دفنهم وفقًا للشريعة، وكعقاب للفلسطينيين من أجل منعهم من القيام بأي عمليات استشهداية بعد ذلك.

بعد عرض قصة مقابر الأرقام يتضح أن هدف الكيان الصهيوني منذ احتلال فلسطين 1948، أن يجعل الإنسان الفلسطيني شخصًا بلا هوية وأن يصبح مجرد رقم.
......................
 

رفات الشهداء … وقصة مقابر الأرقام

رفات الشهداء … وقصة مقابر الأرقام
رسالة إلى أبي …………….في مقابر الأرقام
اسمي مؤمن .. سمّاني والدي بهذا الاسم لشغفِهِ بفلسطين.. وحُبّه لهذا الوطن السليب.. صَحَوتُ على الدنيا وأنا يتيم.. فوالدي اغتيل منذ أثني عشر عاماً في مدينة الخليل ..
والـدي الحـبيب..
كم هي بائسةٌ هذه الحياةُ التي حرمتني من وداعك الوداع الأخير.. كم أنا شقيٌّ … سامحني يا أبي.. أنتَ ترقد الآن إلى جوار إخوانك وأحبابك في مقبرة الأرقام.. وأنا وأمي لا نستطيع حتى زيارة ضريحِكَ .. وقراءة الفاتحة لروحك الطاهرة..
ليست هذه رسالةً عاديةً يبعثها طفل الى أبيه الأسير، بل هي أقسى من ذلك، هي رسالةُ بعث بها نجل الشهيد عادل عوض الله الى جثمان والده المحتجز في مقابر الأرقام.
ومن المقرر أن تسلم قوات الاحتلال الإسرائيلي رفات الشهيدين عماد وعادل عوض الله من مدنية البيرة مساء غد الثلاثاء، بالإضافة الى جثمان الشهيد توفيق محاميد من قرية دير أبو ضعيف شرق مدينة جنين و رفات الاستشهادي عز الدين المصري من بلدة عقابا بمحافظة طوباس.
لا يُعلم تاريخ استشهاد الشقيقين عوض الله اذا ما زالت تفاصيل اغتيالهما غامضة، لكنّهما مختطفان من قبل قوات الاحتلال منذ عام 1998، أمّا الشهيد توفيق محاميد فقد ارتقى شهيدا عام 2002 ويعود جثمانه لذويه بعد اثني عشر عاما و الشهيد عز الدين المصري ارتقى خلال عملية استشهادية نفذّها في مطعم سبارو بشارع يافا وسط القدس المحتلة في شهر آب أغسطس من العام 2001، وقتل فيها 19 إسرائيليًا، وجرح 120 آخرين بحسب اعترافات الاحتلال وبذلك يعود لأهله بعد غياب دام أكثر من اثني عشر عاما.
ما هي مقابر الأرقام؟
تحتجز دولة الاحتلال أعداداً غير معروفة من جثث الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين استشهدوا في مراحل مختلفة من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
و لغاياتٍ مختلفة أقامت دولة الاحتلال مقابر سرية عرفت باسم مقابر الأرقام، هدفت منها الى معاقبة ذوي الشهداء وحرمانهم من لحظة وداع لأبنائهم، إذ إنّ “حكومة الاحتلال لا تكتفي بمعاقبة الأحياء، بل بمعاقبة الأموات بعد موتهم، ومعاقبة أهاليهم وأطفالهم الذين يفتقدون إلى قبرٍ لابنهم يضعون عليه ورداً أو يزورونه في أيام العيد” ، ويرى مراقبون أن من الغايات الأخرى لمقابر الأرقام محاولة الاحتلال الإسرائيلي التغطية على جرائمه بحقّ أفراد يختطفهم ثم يقضون تحت التعذيب فيحتفظ بجثثهم تجنبا لفضائح دولية، وسعياً “لإخفاء حقائق ومعطيات تثبت ممارساته التعذيب الشديد، وأن كثير من الشهداء قد اعدموا بعد أسرهم”، ويأتي احتجازهم اخفاءً لهذه الحقائق وهروباً من المسؤولية الدولية، كما يبرز سبب آخر أكثر خطورة يتعلق بسرقة أعضاء من أجساد الشهداء كما كشف صحفيّ سويدي في تقرير له نشر عام 2009.
إلى يومنا هذا كشف الاحتلال الإسرائيلي عن أربع مقابر أرقام، فضلاً عن احتجازه لعدد آخر من الجثث في ثلاجات الموتى، وبحسب المصادر المختلفة فأن:
– المقبرة الأولى والأقدم أقيمت في نهاية السبعينيات قرب جسر آدم في غور الأردن كما كشفت مصادر صحفية إسرائيلية، وهي محاطة بجدار، فيه بوابة حديدية معلق فوقها لافتة كبيرة كتب عليها بالعبرية ” مقبرة لضحايا العدو ” ويوجد فيها أكثر من مائة قبر، وتحمل هذه القبور أرقاماً من (5003 – 5107) -ولا يعرف إن كانت هذه الأرقام تسلسليه لقبور في مقابر أخرى أم كما تدعي “إسرائيل” بأنها مجرد إشارات ورموز إدارية لا تعكس العدد الحقيقي للجثث المحتجزة في مقابر أخرى.
– المقبرة الثانية تعود للعام 2000 بحسب مصدر صحفي إسرائيلي أيضاً ، وتقع بجوار معسكر «عميعاد » العسكري في شمال فلسطين المحتلة، وجسر ” بنات يعقوب ” عند ملتقى الحدود السورية – اللبنانية، وتفيد بعض المصادر عن وجود ما يقرب من 500 قبر فيها لشهداء فلسطينيين ولبنانيين غالبيتهم ممن سقطوا في حرب 1982، وما بعد ذلك.
– المقبرة الثالثة ” ريفيديم ” وتقع في غور الأردن.
– المقبرة الرابعة مقبرة ” شحيطة ” وتقع في قرية وادي الحمام شمال مدينة طبريا الواقعة بين جبل أربيل وبحيرة طبريا. غالبية الجثامين فيها لشهداء معارك منطقة الأغوار بين عامي 1965 – 1975. وفي الجهة الشمالية من هذه المقبرة ينتشر نحو 30 من الأضرحة في صفين طويلين، فيما ينتشر في وسطها نحو 20 ضريحاً.
حالة هذه المقابر:
المقابر السرية عبارة عن مدافن بسيطة، محاطة بالحجارة بدون شواهد، ويكون مثبتا فوق القبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً، ولهذا سميت بمقابر الأرقام لأنها تتخذ الأرقام بديلاً لأسماء الشهداء. ولكل رقم ملف خاص تحتفظ به الجهة الأمنية المسؤولة، ويشمل المعلومات والبيانات الخاصة بكل شهيد.
إدعاءات إسرائيلية حول آلية الدفن:
تدعي مصادر صحفية إسرائيلية أنّ جثمان كل ضحية، وفقا لامر قائد المنطقة العسكري، ينقل الى معهد التشريح، حيث تؤخذ منه عينات دم وتنشأ له بطاقة تحفظ في ملفات قيادة المنطقة و” وزارة جيش الاحتلال ” أيضا.
ويسجل في البطاقة كل التفاصيل المعروفة عن الشهيد، بما في ذلك اسمه ورقم تشخيصه. ويتم تصوير الجثة،ثم لفها ببطانية ثم بالنايلون وفي النهاية في شبكة. وتدفن الجثامين على انفراد في صناديق خشبية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتدفن أرقامها التعريفية معها على شكل قطعة حديدية موضوعة داخل زجاجة او إطار.
وتدعي المصادر أن القبر يسجل على خريطة و تنصب فوقه يافطة مع رقم تعريف الجثة.
إدعاءات كاذبة:
نقلت تقارير أجنبية عن شهود عيان أنّ المقابر عبارة عن مدافن رملية قليلة العمق، ما يعرضها للانجراف، فتظهر الجثامين منها، لتصبح عرضة لنهش الكلاب الضالة والوحوش الضارية. وفي مقابلة مسجلة بثها التلفزيون الاسرائيلي مع البروفيسور الإسرائيلي يهودا الرئيس السابق لمعهد التشريح “أبو كبير” قال إن المقابر” تقع جميعها في مناطق عسكرية مغلقة، و يتم دفن الشهداء في قبور لا يزيد عمق القبر فيها عن 50 سم، القبور فيها متلاصقة، وقد انكشفت هذه القبور بفعل العوامل الطبيعية من مياه الأمطار و الرياح و انجرافات التربة، ما أدى إلى اختلاط عظام الشهداء بعضها ببعض ” .
عيسى قراقع وزير شؤون الأسرى والمحررين في رام الله بدوره يفند الرواية الإسرائيلية في مقال له إذ يقول:
” أحد شهود العيان وصف كيف تأتي الحيوانات المفترسة وتغرس أنيابها في أجساد الموتى بعد أن تنبش القبور، وكيف تنقض عليها الطيور الجارحة، مشاهد تقشعر لها الأبدان…
الجثث الأسيرة تسحبها الحيوانات أو سيول الأمطار، ويسحبها النسيان السياسي وغياب هذا الملف الإنساني الكبير عن أجندة المفاوضات وأروقة الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان…
النمس كان أشرس الحيوانات التي تدخل إلى مقابر الأرقام، ويقوم بالحفر ثم يستخرج الجثة يمزقها ويأكلها وينعفها في المكان.
المصير المجهول لم يعد فقط في الحياة، وإنما أيضاً في التراب، لا أسماء ولا هوية ولا شواهد ولا استقرار ولا من يبحث عن الشهداء سوى النمس الجريء الذي يتخطى الأسلاك المكهربة وحظر منع الدخول.”
وهناك شواهد أخرى أكثر قوة تفند الرواية الإسرائيلية المزعومة، منها التحقيق الذي نشره الصحفي السويدي “دونالد بوستروم” الذي كشف عن سرقة أعضاء للشهداء، وعن عائلات فلسطينية يعود لها أبنائها وقد شقت أجسادهم على طولها، وبعض الجثامين التي تعود محشوّة بالقطن.
الإسرائيليون أنفسهم اعترفوا بالأمر، ففي تقرير نشرته القناة الإسرائيلية الثانية ذكر أنه في سنوات التسعينات استأصل خبراء الطب الشرعي في معهد أبو كبير الجلد، القرنيات، صمامات القلب والعظام من جثث فلسطينيين وعمال أجانب وجنود من جيش الاحتلال، وغالبا دون إذن من الأقارب.
وهذا ليس بغريب، فبحسب تقرير نشره موقع الجزيرة فإنّ عدداً من الأسرى المرضى يشتكون من قيام عيادة السجن بإجراء تجارب طبية ودوائية عليهم واتهموا ما تسمى بمصلحة السجون بإجراء تجارب طبية عليهم ومعاملتهم كالفئران من خلال الحقن وبعض الأدوية التي تؤدي لتدهور أوضاعهم الصحية. إذ بعث 22 أسيرا فلسطينيا مريضا قبل قرابة شهرين برسائل لذويهم اشتكوا فيها من الإهمال وسوء المعاملة وطالبوهم بتحضير أكفانهم، هكذا يعامل الصهاينة الأحياء فلماذا قد يحترمون الأموات؟
دلال المغربي شاهداً:
بتاريخ 16 من تموز عام 2008، نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية تقريرا زعمت فيه أن رفات الشهيدة المغربي قائدة عملية الشهيد “كمال عدوان” الفدائية التي نفذت عام 1978 قرب مدينة حيفا في الداخل المحتل، قد اختفى من القبر الجماعي الذي دفنت فيه مع أفراد مجموعتها الاستشهادية في مقبرة الأرقام.
وكانت الصحيفة نشرت في عنوان صفحتها الاولى “الجثة التي اختفت”، و نقلت عن مصدر أمني إسرائيلي ادعاءه “أن الوحدات الاسرائيلية المسؤولة عن نبش القبور لم تعثر على جثمان دلال المغربي خلال عملية نقل رفات الشهداء من مقابر الأرقام” في اطار عملية التبادل مع حزب الله.
وأشارت الصحيفة الى أن الأطباء أكدوا “أن جميع الجثامين التي تم نقلها من داخل القبر الجماعي الذي دفنت فيه دلال مع أفراد مجموعتها، كانت جثثا لرجال”.
مصدر إسرائيلي كبير في الحاخامية العسكرية علّق على هذه الحادثة قائلا” إحدى المشاكل هي انه في المقبرة لضحايا العدو لا توجد بنية تحتية من الاسمنت مثلما في المقابر المدنية والعسكرية “
الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء:
بتاريخ 27 آب/أغسطس من العام 2008 أطلق مركز القدس للمساعدة القانونية و حقوق الإنسان الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب والكشف عن مصير المفقودين وكان قد تقدم والد أحد الشهداء للمركز بطلب متابعة قضية ابنه لدى المحكمة الصهيونية، فارتأى مجلس إدارة المركز أن لا تكون متابعة القضية كقضية فردية ما دامت تشمل مئات الشهداء و المفقودين، ومن هنا انطلقت الحملة التي أثمرت جهودها عن تحرير 118 شهيدة و شهيد، 27 منهم بفعل الجهود القانونية ،و البقية بفعل الجهود السياسية و الدبلوماسية التي بذلتها السلطة الفلسطينية.
هذا التقرير، ضمن سلسلة تقارير مشتركة بين نون بوست، وشبكة قدس
........................
 

إسرائيل تعيد أعضاء بشرية انتزعت من شهداء فلسطينيين لعلاج جنود الاحتلال في أكبر عملية سرقة شهدها العالم

غزة ـ ‘القدس العربي’ ـ من أشرف الهور: تفيد معلومات حصلت عليها ‘القدس العربي’ أن إسرائيل ستسلم الجانب الفلسطيني إلى جانب جثامين الشهداء المحتجزة خلال الفترة القليلة القادمة، أعضاء انتزعها معهد التشريح الإسرائيلي من أجسادهم بشكل مخالف للقانون، بينها قرنيات، وجلود، وبعض الأعضاء الأخرى، استخدم بعضها في علاج العديد من الجنود الإسرائيليين.
وستنقل هذه الأعضاء خلال فترة تسلم السلطة من إسرائيل جثامين 36 شهيدا كانوا محتجزين في مقابر الأرقام، وقضوا في هجمات إسرائيلية قبل عدة سنوات.
لكن لم يعرف بعد كيفية التعامل الفلسطيني مع هذه الأعضاء، التي كان يشرف على انتزاعها من أجساد الشهداء مدير معهد الطب الشرعي الإسرائيلي (أبو كبير) بدون أي وجه قانوني.
وأعلن حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية أن إسرائيل سوف تسلم السلطة قريبا أعضاء تعود لشهداء فلسطينيين تمت سرقتها خلال تشريحها في معهد أبو كبير.
ويعيد الموضوع التذكير بالتقرير الذي نشرته صحيفة ‘أفتون بلاديت’ السويدية، وكشف عن قيام إسرائيل بسرقة أعضاء أحد الشهداء، وحمل عنوان ‘أبناؤنا نهبت أعضاؤهم’، للصحافي دونالد بوستروم في اب/ أغسطس من العام 2009، حيث كشف عن سرقة أعضاء الشهيد بلال غانم ’19 عاما’.
وبحسب التقرير سلمت جثة بلال الذي استشهد في العام 1992 بعد خمسة أيام لعائلته، وكانت مغطاة بأقمشة خضراء تابعة للمستشفى، وتم اختيار عدد قليل من الأقارب لدفن الجثة، وكان واضحا أنه جرى شق جثة بلال من رقبته إلى أسفل بطنه، حيث سرقت أعضاؤه.
هذا وذكرت عائلات فلسطينية تقطن قطاع غزة أنها كانت تلاحظ وجود فتح كبير في منطقة البطن والصدر لأبنائها الذين سقطوا في هجمات إسرائيلية خلال انتفاضة الحجارة الأولى التي اندلعت في العام 1987، واستولى الجيش الإسرائيلي على جثثهم قبل تسليمها.
وكان الأمر يظهر جليا عند عملية تحضير الشهداء للدفن، ما يدل على قيام أطباء معهد التشريح بانتزاع أجزاء من الجسد، وهناك أعضاء انتزعت من جثث لشهداء ما زالوا محتجزين في مقابر الأرقام، التي تضع فيها إسرائيل جثامين شهداء قضوا في هجمات إسرائيلية.
واعترف مدير معهد التشريح الإسرائيلي يهودا هيس في التحقيق أنه كان يسرق أعضاء شهداء فلسطينيين خلال تشريح جثثهم.
وسجلت اعترافات الدكتور هيس مدير معهد الطب الشرعي الإسرائيلي السابق في العام 2000 حيث تطرق من خلالها إلى طريقة إدارة المعهد الطبي، وآليات سرقة جلود وقرنيات من جثث الموتى التي كانت تصل إلى المعهد بصورة غير قانونية.
وكان هيس والأطباء الذين يعملون تحت إمرته يسرقون القرنيات من أعين الشهداء الفلسطينيين بصورة يعاقب عليها القانون الإسرائيلي الذي ينص على وجوب التوجه إلى ذوي الميت وتقديم طلب لاستعمال أعضائه ونقلها إلى المرضى.
ويسمح القانون الإسرائيلي لعائلة المتوفى برفض التبرع بأعضائه، وفي حال ذلك يمنع الأطباء من استعمال الأعضاء لأي سبب من الأسباب.
وتفيد المعلومات التي توفرت من التحقيق أن هيس كان ينقل القرنيات والجلود والأعضاء التي يسرقها هو وفريقه، لجنود إسرائيليين كانوا يصابون في الهجمات، حيث تفيد معلومات أن قيادة الجيش الإسرائيلي كانت تطلب من المعهد توفير كميات من الجلود لجنودها المصابين.
ويمكن أن توصف عمليات معهد الطب الشرعي على أنها أكبر عمليات سرقة وتجارة بأعضاء البشر في العالم، لارتفاع أعداد ضحاياها.
وأكد المسؤول الفلسطيني حسين الشيخ أن إسرائيل وعدت السلطة بتسليمها قائمة كاملة بأسماء جثث الشهداء الذين تمت سرقة أعضائهم، لافتا إلى حصول السلطة على موافقة بتسليم تلك الأعضاء.
وأوضح أنهم في الشؤون المدنية يتابعون مع الجانب الإسرائيلي هذا الأمر حتى وقت التسليم.
وسلمت في أوقات ماضية إسرائيل عددا من شهداء مقابر الأرقام، وينتظر أن تقوم بتسليم السلطة 36 جثة جديدة، ولم يعرف إن كانت الجثث التي سلمت في الماضي قد انتزعت أعضاء منها أم لا بسبب التحلل.
وروت عدة جهات حقوقية تهتم بأوضاع الأسرى الفلسطينيين عن قيام إسرائيل بسرقة أعضائهم قبل تسليمهم لذويهم.
إلى ذلك ينتظر أن تبادر إسرائيل بتسليم جثث لـ 36 شهيدا فلسطينيا قضوا في هجمات سابقة إلى الجانب الفلسطيني، بعد أن أجريت لعوائلهم فحوصات ‘DNA’.
وقال حسين الشيخ ان الجانب الفلسطيني لن يتسلم أي جثة دون معرفة هويتها.
وبحسب ما ورد من معلومات فإن من بين الجثث التي سيجرى تسليمها الشقيقين عماد وعادل عوض الله، وهما من نشطاء حماس، بالإضافة إلى منفذة عملية تفجيرية في مدينة القدس، آيات الأخرس، كما تضم محمد القواسمي أحد عناصر حركة حماس، ومنفذ عملية قتل فيها 17 إسرائيليا في العام 2003، وعز الدين المصري الناشط أيضا في حماس الذي قتل 15 إسرائيلياً في مدينة القدس عام 2001.
وهناك نحو 288 جثة محتجزة في مقابر الأرقام الإسرائيلية، التي كانت تضم مئات الجثث، حيث سلمت إسرائيل العديد منها بعد عشرات السنين.
وسميت ‘مقابر الأرقام’ بهذا الاسم لأن كل قبر منها يحوي على رقم خاص به لا يتكرر مع آخر، وكل رقم من هذه الأرقام دال على ضحية معينة، ويرتبط رقم قبره بملف عن المدفون وحياته مع السلطات الإسرائيلية.
وأنشأت إسرائيل هذه المقابر السرية من أجل دفن جثث الضحايا والأسرى بها.

....................
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق