الخميس، 24 ديسمبر 2015

الشهيد شكري بلعيد من تونس


شكري بلعيد

شكري بلعيد

صورة معبرة عن شكري بلعيد
شكري بلعيد
تاريخ الولادة 26 نوفمبر 1964
مكان الولادة جبل الجلود، ولاية تونس
تاريخ الوفاة 6 فبراير 2013 (48 سنة)
مكان الوفاة المنزه السادس، ولاية أريانة، تونس
الإقامة المنزه السادس، ولاية أريانة، تونس
الجنسية تونسي
العمل سياسي ومحامي
أبناء نيروز، ندى
شكري بِلعيد (26 نوفمبر 1964 - 6 فبراير 2013)، سياسي ومحامي تونسي. وهو عضو سابق في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد.[1] وأحد مؤسسي تيار الجبهة الشعبية وعضو مجلس الأمناء فيها. كان من أشدّ المنتقدين لآداء الحكومة الإئتلافية في تونس. وهو يتبع التيار الماركسي اللينيني. أغتيل أمام منزله من قبل مجهولين، الأمر الذي اتبعه مظاهرات عارمة بالبلاد وإعلان الاتحاد العام التونسي للشغل عن الدخول في إضراب عام يوم الجمعة.[2]

النشأة والمسيرة

Chokri Belaid von der Mouvement des Patriotes Démocrates.jpg
ولد في جبل الجلود بولاية تونس لصالح بلعيد[3] الذي ولد في منطقة سيدي عبيد من معتمدية بوسالم من ولاية جندوبة. درس الحقوق بالعراق وأكمل تعليمه في جامعة باريس.[4] كان معارضا لنظام الحبيب بورقيبة الذي قام بسجنه لفترة ولنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. كما قام بقيادة أول مسيرات تندّد بالحرب الأمريكية على العراق. وقد دافع عن المحكومين في أحداث الحوض المنجمي في قفصة في 2008 وعن مساجين تابعين للسلفية الجهادية. كان الناطق الرسمي والمنسق العام لحركة الوطنيون الديمقراطيون. ترشح في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي على رأس قائمة مشتركة مع حزب الطليعة العربي الديمقراطي تحت اسم ائتلاف الكرامة إلا أنه تحصل فقط على 0.63% من الأصوات. اُنتخب أمينا عاما لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد في 2 سبتمبر 2012. ثم ساهم بفعالية في تأسيس الجبهة الشعبية لاستكمال أهداف الثورة وهي جبهة تجمع أحزاب اليسار الماركسي والقومي.

اغتياله

في 6 فبراير 2013 قتل أمام منزله بأربع رصاصات كانت واحدة بالرأس وواحدة بالرقبة ورصاصتين بالصدر. مما خلف العديد من ردود الفعل حول هوية القتلة اللذان استهدفانه حال خروجه من منزله بالمنزه السادس بولاية أريانة،وفي سبتمبر 2014 اتهم عمر صحابو الأعلامي والسياسي التونسي حزب نداء تونس بقتل الشهيد من خلال صفحته الخاصة بفايسبوك و لا تزال الأبحاث جارية حول ملابسات هذه الجريمة [5][6]
اتهم بلعيد في آخر مداخلة تلفزيونية له يوم 5 فبراير 2013 على قناة نسمة الخاصة حزب النهضة بالتشريع للاغتيال السياسي بعد ارتفاع اعتداءات رابطات حماية الثورة التي تتهم بكونها الذراع العسكري للنهضة[7].

ردود الفعل

الصحفية نادية داود [8] و التي كانت شاهدة منذ ما قبل وقوع الجريمة على ما حصلة للقتيل [9] تؤكد في شهادة لها امكانية ضلوع سائق شكري بالعيد في عملية اغتياله وأنه شهادته من شرفة شقتها وهو يتحدث مع أحد الأشخاص قبل دقائق من عملية الاغتيال ولم يحرّك ساكنا إثر الاغتيال.[10] غير أن والد بلعيد قال بأن سائق ابنه وهو نزار الطاهري يعتبر أحد أبناء العائلة وهو رفيقه منذ سنوات وأن ما ذكرته المدوّنة لا أساس له.[3] واتهم حزب حركة النهضة بالتورّط في اغتيال بلعيد[11] واتهمت أرملة بلعيد بسمة خليفي حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي بالوقوف وراء عملية الاغتيال وقالت أن الغنوشي تستر على العنف وحمي رابطات حماية الثورة التي قامت بعديد اعمال العنف حسب قولها.[12] وقطع الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي زيارته إلى فرنسا وقال أمام البرلمان الأوروبي أن الاغتيال يهدف إلى إجهاض الثورة التونسية وأدان "الاغتيال المشين لزعيم سياسي ولصديق قديم". وقال "إنه اغتيال سياسي. إنه تهديد. إنها رسالة لكننا نرفض تلقيها".[13] وأعلنت الرئاسة التونسية مساء 8 فبراير تنكيس الأعلام حداد على اغتيال بلعيد.[14] وأعلن رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي أنه سيشكّل حكومة كفاءات وطنية مصغرة وغير مسيسة خلال 24 ساعة ودعا راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة إلى جعل يوم 6 فبراير 2013 يوم حداد وطني واتهم فلول النظام السابق باغتيال بلعيد. وقد عقدت المكاتب التنفيذية لعدة أحزاب تونسية منها حزب حركة نداء تونس اجتماعات لتقرير مواقف أحزابها من الحادثة. قام عديد المتظاهرين بمسيرة في شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة مرددين شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" وصارت مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أحياء تونس العاصمة مما أدى لمقتل ناظر الأمن لطفي الزار[15] وجرح آخرين من أعوان الأمن. وقامت مظاهرات في عدة مدن تونسية أخرى تنديدا بمقتل بلعيد وتم في 6 فبراير حرق عدة مقرات لحركة النهضة منها مقرات الجهوية للحركة في ولايات المنستير وسوسة والكاف وقفصة.[16] و يوم الحادث طالب المجلس الوطني التأسيسي في بلاغ إثر احتماع مطول لمكتبه بالكشف عن المتورطين في الحادثة.[17] وقررت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل عقب جلسة استثنائية في 7 فبراير إلى إضراب عام الجمعة 8 فبراير[18][19] وإقامة جنازة وطنية لبلعيد وجعله يوم حداد. وقررت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين يوم 8 فبراير يوم إضراب للصحفيين. ودعا مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي إلى إعلان الحداد يوم 8 فبراير.[20]
وقال المحامي عبد الستار المسعودي أن حزب الوطنيون الديمقراطيون (وطد) سيرفع شكاية للمحكمة الجنائية الدولية لمعرفة ملابسات مقتل بلعيد لأنهم لا ثقة لهم في القضاء التونسي.[21] وقررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعليق الدروس يومي 8 و9 فبراير.[22] وقد أضربت المحاكم في 6 و7 و8 فبراير احتجاجا على مقتل بلعيد. أمر القائد العام للقوات المسلحة الرئيس المنصف المرزوقي بإقامة جنازة وطنية لشكري بلعيد. ودعا الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة إلى إضراب عام يوم 7 فبراير وهو ما تم فعلا.[23] ودعت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد اجتماع لها إلى جعل يوم 6 فبراير يوما وطنيا لنبذ العنف السياسي. وأصدرت النقابات الأساسية التابعة لجامعة منوبة والمنضوية تحت الاتحاد العام التونسي للشغل في 6 فبراير بيانا تستنكر فيه الاعتداء على شكري بلعيد معتبرة إياه جريمة نكراء وقررت الدخول في إضراب يومي 6 و7 فبراير وتخصيص حصة من الدرس للتعريف بمخصال بلعيد وبمخاطر العنف السياسي.[24]
ودعا الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في بيان أصدره في 7 فبراير الصناعيين والتجار وأصحاب المهن والحرف ومسديي الخدمات إلى القيام بوقفة سلمية مساء 8 فبراير.[25] وتعطلت الدروس بجميع المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية والابتدائية بولاية سيدي بوزيد يوم مقتل بلعيد.[26] وفي 7 فبراير عمد محتجون خرجوا في مسيرة من أمام مقر حزب الوطنيين الديمقراطيين (الوطد) بصفاقس وحاولوا اقتحام مقر ولاية صفاقس بعد قاموا بمحاولة اقتحامها في 6 فبراير.[27] وفي 7 فبراير 2013 حلت رابطتا حماية الثورة المحلية والجهوية بمعتمدية سليانة وبولاية سليانة نفسيهما درءا لكل الفتن.[28] وألغت الخطوط الجوية التونسية رحلاتها من وإلى تونس يوم 8 فبراير بسبب الإضراب العام في البلاد.[29] وقال مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ في بيان أصدره في 7 فبراير أن قتل النفس البشريّة جريمة تأباها كل الأديان والأعراف والقوانين.[30] وأدان راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة اغتيال بلعيد وقال في تصريح لقناة المتوسط "نترحم جميعا على الفقيد شكري بلعيد" وأضاف "على دم الفقيد أن يكون رسالة وحدة وتوحد بين مختلف الحساسيات الفكرية والأيديولوجية".[31] وقالت يمينة الزغلامي عضو مجلس شورى حركة النهضة وعضو المجلس الوطني التأسيسي أن شكري بلعيد "شهيد الوطن".[32] وقد اتهمت سامية عبو النائبة في المجلس الوطني التأسيسي عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الباجي قائد السبسي رئيس الوزراء الأسبق باغتيال بلعيد.[33] وبالفعل فقد سرى إضراب عام في 8 فبراير شمل كل البلاد ومعظم القطاعات وخاصة المؤسسات الإدارية.[34] وتراجع مؤشر بورصة تونس للأوراق المالية توناندكس بأكثر من 3 بالمئة خلال تعاملات صباح الأربعاء 6 فبراير عقب اغتيال بلعيد، وتدنى مستوى المؤشر إلى مستوى أقل من المستوى الذي كان عليه أواخر 2012.[35] وقالت ليلى خياط سيدة الأعمال والرئيسة الشرفية للمنظمة العالمية لسيدات الأعمال وقائمة بمهمة لدى المؤسسات الدولية أن عملية الاغتيال كلفت تونس 400 مليون دينار بسبب الإضرابات وإلغاء حجوزات السياحة وسحب وإلغاء الاستثمارات.[36]
ألقى حمادي الجبالي [37] رئيس الحكومة التونسية كلمة للشعب التونسي أكد خلالها على تشبثه بمبادرته حول تشكيل حكومة خالية من الأحزاب.
وقُدّم 1200 طلب لجوء سياسي من قبل تونسيين خلال الأربعة أيام التي تلت اغتيال شكري بلعيد وقد كانت 53% من المطالب موجهة نحو دول الاتحاد الأوروبي و37% نحو الولايات المتحدة وكندا و8% نحو دول الخليج العربي.[38]
  •  فرنسا: أدان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الحادثة وقال أن مقتله سيحرم تونس من أحد الأصوات الشجاعة التي تدعو إلى الحرية في البلاد. وعبّر في بيان لقصر الإيليزي عن تخوّفه من إمكانية تصاعد العنف السياسي في البلاد.[39] وأعلنت السفارة الفرنسية في تونس أن المدارس الفرنسية بتونس ستغلق في 8 و9 فبراير.[40]
  •  الأمم المتحدة: قالت في بيان لها أصدره المتحدث باسم الأمين العام للامم المتحدة بان غي مون يوم 6 فبراير 2013 أن عملية الاغتيال سابقة خطيرة في تاريخ تونس.[41][42]
    • وأدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في 6 فبراير اغتيال بلعيد وقالت أن بلعيد كان مدافعا عن حقوق الإنسان واغتياله يمثل ضرية للعملية الديمقراطية في البلاد.[43]
    • وقالت سيسيل بويلي، من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في تونس إن اغتيال بلعيد له دوافع سياسية وقالت:[43]
      «نحن نشتبه أن الاغتيال قد ارتكب في بيئة من العنف السياسي المتزايد، فقد كان هناك العديد من الهجمات على مقرات الأحزاب السياسية والتجمعات، وقتل زعيم سياسي آخر في جنوب تونس في أكتوبر الماضي.»
  •  الاتحاد الأوروبي: دعت كاثرين آشتون إلى معاقبة قاتلي شكري بلعيد.
  •  الولايات المتحدة: أدانت السفارة الأمريكية في تونس اغتيال بلعيد الذي وصفته "بالفعل الشنيع والجبان" وقالت أنه لا مكان للعنف السياسي في مرحلة الانتقال الديمقراطي بتونس.[39]
  •  ألمانيا: قال وزير الخارجية الألماني أنه غمره شعور بالحزن والاشمئزاز عقب سماعه خبر اغتيال بلعيد.
  •  مصر: قالت جماعة الإخوان المسلمين أن الاغتيال جريمة يجب محاصرة شبيهاتها وتطويقها. وعبّرت جبهة الإنقاذ الوطني عن تخوفها من حدوث اغتيالات سياسية مشابهة في مصر.[39]
  •  الجزائر: أدانت وزارة الخارجية الجزائرية الاغتيال الدنيء لشكري بلعيد.
  •  المغرب: أدانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون اغتيال بلعيد الذي وصفته بـ"العمل الإرهابي الخطير وغير المسبوق في تونس الثورة" وجدّدت "رفضها للعنف والاغتيال السياسي أيا كان مصدره."[44]
  •  فلسطين: نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شكري بلعيد وأكدت على ضرورة ملاحقة القتلة.[45]
  •  لبنان: أصدرت أمانة الإعلام في حزب التوحيد العربي في 8 فبراير بيانا استنكرت فيه اغتيال بلعيد الذي وصفته "بالعمل الإرهابي والمدبّر" ودعت الشعب التونسي إلى "اتخاذ موقف موّحد ضد الجريمة النكراء وتغليب المصلحة العليا لبلادهم ومحاسبة المتورطين وتقديمهم للمحاكمة حفاظا على أهداف الثورة وإعلاء لمسيرة الحرية والديمقراطية في تونس."[46] وأصدر قطاع المهن الحرة في الحزب الشيوعي اللبناني بيانا في 7 فبراير استنكر فيه "جريمة اغتيال" شكري بلعيد ودعا "كل المناضلين التونسين من قطاعات المهن الحرة لتوحيد صفوفهم والالتفاف حول قيادة الثورة الحقيقية لاستكمال مهامها الوطنية والديمقراطية في مجابهة قوى الجهل والاستبداد عملاء الامبريالية على الأرض العربية التونسية لبناء تونس عربية ديمقراطية علمانية وطنية حرة."[47] واستنكر رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا في بيان أصدره "جريمة اغتيال المناضل التونسي شكري بلعيد" وقال أن "أوضاع تونس لن تستقيم في ظل نهج الإحتكار السياسي السائد حاليا".[48]
  •  قطر: أعربت دولة قطر عن استنكارها لاغتيال شكري بلعيد. وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن دولة قطر تدين مثل هذه الأعمال الارهابية والاجرامية التي تستهدف الآمنين.[49]
  •  تركيا: أعربت وزارة الشؤون الخارجية في بيان يوم 6 فبراير عن أسفها لمقتل بلعيد وقالت "علمنا بمزيد من الحزن الكبير، بمقتل شكرى بلعيد أحد أبرز الشخصيات المعارضة في تونس، نتمنى له الرحمة ولذويه وأقاربه والشعب التونسى العزاء".[50][51]
  •  البرتغال: انتقد سفير البرتغال في تونس، لويس فارو راموس اغتيال بلعيد مؤكدا ثقة بلده في قدرة السياسيين في تونس على تجاوز الصعوبات.[52]
  •  روسيا: أدان ألكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية وقال:
    «نأمل أن لا تسمح الحكومة التونسية الجديدة التي أعلن رئيس الوزراء عن تشكيلها، والقوى السياسية التونسية بتدهور الوضع، وأن تضمن ظروفا مناسبة لمواصلة التحولات الديمقراطية العميقة لمصلحة كل التونسيين [...] نؤكد توصياتنا للمواطنين الروس المقيمين حاليا في تونس بالتحلي بالحذر والامتناع عن زيارة الأماكن التي تقام فيها تظاهرات احتجاج حاشدة»
    .[53]
  • هيومن رايتس ووتش: قالت هيومن رايتس ووتش في 6 فبراير أن على السلطات التونسية أن تضمن تقديم المسؤولين عن عملية اغتيال بلعيد للمحاكمة. وقال إيريك غولدستين، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يُعتبر هذا الاغتيال أخطر حادثة جدّت في جو من العنف المتصاعد. ومنذ اندلاع الثورة في تونس، جدّت اعتداءات عنيفة على صحفيين، ونشطاء سياسيين، وفنانين، ومواطنين عاديين، ولكن السلطات لم تحقق فيها، ناهيك عن ملاحقة مرتكبيها". وأضاف: "لقد زلزل اغتيال شكري بلعيد بلدا يفتخر بثقافة سياسية غير عنيفة ولم يشهد اغتيال أي شخصية سياسية بارزة منذ نصف قرن. ولإيقاف دوامة العنف، يجب على السلطات فتح تحقيق سريع وواف في عملية الاغتيال ومحاكمة مرتكبيه، وكذلك في الاعتداءات على الأشخاص والممتلكات التي جدت مؤخرًا والتي لها دوافع سياسية".[54]
  • منظمة العفو الدولية: وقالت منظمة العفو الدولية في 6 فبراير أنه يجب التحقيق بسرعة في مقتل شكري بلعيد. وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوي: "ينبغي ألا تتوهم السلطات التونسية أنها بوسعها الاكتفاء بإدانة الحادثة دون أن تحرك ساكناً. وفقط التحقيق المستقل الكامل والشفاف من شأنه أن يساعد في تسليط الضوء على ظروف وملابسات حادثة مقتل شكري بلعيد. وثمة حاجة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى إحقاق العدالة، وإلى رؤية ذلك يتجلى بشكل عملي وملموس ". وأضافت: "وبعد مضي عامين على الإطاحة بالرئيس السابق بن علي، ثمة مناخ سائد من انعدام الثقة بالمؤسسات التي يُفترض بها أن توفر الحماية لحقوق الإنسان والتونسيين لن يرضوا بمجرد الاكتفاء بإجراء تحقيق صوري زائف". واختتمت قائلةً: "يتعين أن تُعتبر الحادثة المروعة التي قُتل فيها بلعيد اليوم بمثابة تحذير قوي للسلطات كي تتنبه وتتيقظ. ومن واجب السلطات أن توفر الحماية لجميع الأفراد من التعرض للعنف، بما في ذلك حماية أولئك منهم الذين يوجهون الانتقادات للحكومة، أو لحزب النهضة الحاكم. ولا يجوز أن تكون هناك أية مجموعة فوق القانون بغض النظر عن ارتباطاتها أو ولائها".[55] وأصدر المكتب التونسي لمنظمة العفو الدولية بيانا في 8 فبراير طالب فيه بفتح تحقيق شامل ومستقل في مقتله.[56]
واستنكر يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اغتيال بلعيد وقال في خطبة الجمعة 8 فبراير من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة وقال: "ننكر كل الإنكار قتل هذا الزعيم التونسي، وندعو تونس أن تبحث في من قتله، وتجازي هؤلاء بما يجب أن يجازوا به".[57] وتظاهر في 9 فبراير المئات في باريس ومرسيليا وليون وتولوز للتنديد بالاغتيال ورددوا عدة شعارات وقد حضر رئيس عمدة باريس بيرتران ديلانوي مسيرة باريس.[58]
قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أنها يمكن أن تخفّض التصنيف الائتماني لتونس من +BB إلى درجة أقل.

ردود فعل الإعلام

الصفحة الأولى لجريدة ليبيراسيون الفرنسية في 7 فبراير 2013 وقد كتبت "الثورة التي تمت خيانتها"
كتبت جريدة ليبراسيون الفرنسية في 7 فبراير 2013 "الثورة التي تمت خيانتها". وعنونت مجلة جون أفريك الناطقة باللغة الفرنسية غلاف عدد 17 فيفري 2013: "تونس: الرجل الذي خان الثورة" حيث وضعت صورة راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة في الغلاف.

الجنازة

ڨرافيتي ظهرت بعد مقتله.
تم في 8 فبراير نقل جثمان شكري بلعيد من بيت والده بجبل الجلود إلى دار الثقافة بجبل الجلود التي انطلقت منها الجنازة نحو مقبرة الجلاز بتونس العاصمة وتم حمل نعش بلعيد على عربة عسكرية على الطريق الوطنية رقم 1 ورافقتها حشود من الناس ومروحيات عسكرية.[59] تم دفنه في نفس اليوم بروضة الزعماء بمقبرة الجلاز بجانب الزعيم صالح بن يوسف في جنازة وطنية بناء على تعليمات رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي وتولى الجيش التونسي تأمين الجنازة برا وجوا.[60] وقد حضرت عديد النساء الجنازة على خلاف التقليد الإسلامي.[61] وصارت مناوشات بين بعض الشبان وقوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على من أراد سرقة سيارات المشيّعين وقاموا بحرق بعضها.[62][63][64] وردد المشيّعون هتافات مختلفة منها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يا غنّوشي يا سفّاح يا قتّال الأرواح"[65] وأبيات من النشيد الوطني. وتلا حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية كلمة تأبين أمام قبر بلعيد عقب دفنه وقال: "دمك لن يضيع سدا يا شكري وسنواصل الطريق على درب النضال".[66] وقد حضر الجنازة الجنرال رشيد عمار قائد الجيوش الثلاث[67] وراضية النصراوي[68] ومية الجريبي التي رافقت الجثمان من دار الثقافة بجبل الجلود إلى مقبرة الجلاز وحضر أيضا عضوا المجلس الوطني التأسيسي عصام الشابي وإبراهيم القصاص ونور الدين حشاد وكمال الجندوبي وغيرهم. و قال خالد طروش الناطق باسم وزارة الداخلية أن عدد المشيعيين كان 40 ألفا.[69] وأدى عشرات المتظاهرين في "جمعة الكرامة" بميدان التحرير بالقاهرة صلاة الغائب على بلعيد.[70] وقال الصحفي سفيان بن فرحات في 8 فيفري لقناة نسمة أن جنازة شكري بلعيد تشبه يوم النصر أثناء عودة الحبيب بورقيبة إلى تونس من منفاه في فرنسا في 1 جوان 1955 وجنازة النقابي التونسي فرحات حشاد.
وأقام متظاهرون في 8 فبراير جنازات رمزية لشكري بلعيد في عدة مدن تونسية منها صفاقس[71] والرديف[72] وقابس[73] وجندوبة[74] وسيدي بوزيد[75] وسوسة[76] والمهدية[77] وباجة والكاف[78] وسليانة[79] ومنزل بوزيان والمزونة[80] وبنزرت[81] وفريانة[82] وجرجيس[83] وجبنيانة والمنستير[84] ومدنين (7 فبراير)[85] وقفصة (7 فبراير).[86]
وكان موكب الفرق في 9 فبراير بدار الثقافة بجبل الجلود وقد حضره العديد من الشخصيات منهم أحمد إبراهيم و إياد الدهماني وفاضل موسى (عضو المجلس التأسيسي) ونور الدين حشاد و محمد الحامدي (عضو المجلس الوطني التأسيسي) و يوسف الصديق.

التحقيقات

أدلى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بشهادته أمام قاضي التحقيق في قضية اغتيال بلعيد بعد أن استمعت إلى قيادات أمنية وإلى الحبيب اللوز القيادي بحركة النهضة الذي اتهمته عديد الشخصيات السياسية والإعلامية بوجود قرابة له مع بعض القيادات الأمنية.[87] سرّب موقع الشاهد صورة تقريبية للقاتل وعقد وزير الداخلية آنذاك علي العريض ندوة صحفية أعلن فيها عن مسك اثنان من الجناة وقال أن مطلق النار هو كمال القضقاضي وهو ينتمي للتيار السلفي المتشدد ولازال هاربا. وجُلب المتهمان الإثنان إلى مسرح الجريمة في 26 فبراير لإعادة تمثيل جريمة اغتيال بلعيد.[88]
وفي 5 أبريل 2013 اتهم منجي الرحوي عضو المجلس الوطني التأسيسي والقيادي في حزب الوطنين الديمقراطيين الموحد قطر بالوقوف وراء اغتيال بلعيد. ونفت السفارة القطرية في تونس في بيان علاقتها بعملية الاغتيال حيث قالت أنها "تنفي جملة وتفصيلاً أي علاقة لقطر بمقتل بلعيد" واستغربت من "الحملة الممنهجة لـ"الزج بإسم دولة قطر في قضية مقتل شكري بلعيد، رغم غياب أي رابط لها بالقضية حسب كل المعطيات خلال التحقيقات أو حتى خارجها".[89]
وقال عبد المجيد بلعيد شقيق شكري بلعيد وعضو المكتب التنفيذي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد أثناء مقابلة مع قناة حنبعل في 28 أبريل 2013 أن المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية المؤقت وعلي العريض وزير الداخلية أثناء الاغتيال وعبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع وقت تصفية بلعيد ورشيد عمار قائد الجيوش الثلاثة كانوا على علم مسبق بعملية الاغتيال.[90] وقال مستشار رئيس الحكومة نور الدين البحيري في 24 يوليو 2013 أنه تم الكشف عن كل تفاصيل عملية التخطيط والتنفيذ للاغتيال. وأصدر في 1 أوت 2013 قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس بطاقة إيداع بالسجن ضد رجل الأعمال فتحي دمق لأنه جعل منزلا يملكه بحي الغزالة بولاية أريانة مكان اختباء لمطلوبين في أحداث السفارة الأمريكية بتونس، وأن بعضهم له علاقة باغتيال شكري بلعيد ومحمد براهمي حيث أن بوبكر الحكيم المتورط الرئيسي في اغتيال براهمي تردد على المنزل.[91] وقال رئيس الحكومة التونسية علي العريض في 4 أغسطس 2013 أن السلطات الأمنية قبضت خلال 3 أغسطس على أحد المتهمين في عملية اغتيال بلعيد في مدينة حمام سوسة.[92]

ردود الفعل

قال لطفي بلعيد شقيق شكري بلعيد في تصريح لإذاعة شمس أف أم أن الندوة الصحفية التي نظمها العريض هي مسرحية وأكد أن العريض طرف في عملية الاغتيال لأنه رفض حماية بلعيد حسب قوله.[93]

الحياة الشخصية

تزوج في 2002 من المحامية والناشطة بسمة الخلفاوي[94] التي ولدت في 1971 بتونس العاصمة وله منها بنتان هما نيروز وندى. وقد أفادت بعض المصادر أن شكري بلعيد وبسمة الخلفاوي تطلّقا في نوفمبر 2012 لكنهما بقيا يعيشان في نفس البيت[95]، إلّا أنّ المعنيّة بالأمر أجزمت أنها شائعات لا أساس لها من الصحة[96].

التكريم

سميت ساحة على اسمه
  • أطلقت قناة نسمة اسم "ستوديو شكري بلعيد" على الاستوديو الذي تكلم فيه بلعيد مساء 5 فبراير 2013.
  • تم وضع لوحة رخامية بساحة المنزه السادس قبالة المركب التجاري كُتب عليها " الشهيد شكري بلعيد".[97] وتم تحطيمه بعد ذلك بأيام قليلة.[98] وتم القبض ليلة 18 فبراير على المعتدي والذي اتضح أنه أحد أجوار بلعيد والذي حطّم النصب ليتمكن من ركن سيارته بمأوى السيارات وعُرض على النيابة العمومية في 19 فبراير[99] وأصدرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بأريانة قرارا بإدانة المتورط والحكم عليه بأربعة أشهر سجنا.[100]
  • سمّت كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة إحدى ساحاتها "ساحة الشهيد شكري بلعيد" تخليدا لذكراه ولأنه اتخذ موقفا مضادا لمنزلي علم تونس في الكلية أثناء حادثة العلم. وقد دشّنت أرملته بسمة الخلفاوي الساحة في 7 مارس 2013 تزامنا مع الذكرى الاولى لحادثة العلم.[101]

نظرية المؤامرة

شكك الناشط السياسي التونسي المقيم في نيويورك بالولايات المتحدة قيس المعالج في موت بلعيد وقال أنه لازال حيا[102] وقال لماذا لم يُظهروا صورة جثة بلعيد.[103]

تبني عملية الإغتيال

في 17 ديسمبر 2014 تبنت عناصر تنتمي إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام في شريط مرئي مصور تحت عنوان "رسالة إلى أهل تونس" عملية إغتيال كلا من شكري بلعيد ومحمد براهمي.[104] وفي الشريط ظَهر إحدى المطلوبين للسلطات التونسية ويٌدعى "أبو المقاتل" مُحاطاً بثلاثة مُسلحين آخرين بلباس عسكري، يتبنى فيه الحادثان اللذان وقعا سنة 2013.[104] وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تبني الحادث.
..................................
السيرة الذاتية للرفيق الشهيد شكري بلعيد
ولد الرفيق الشهيد شكري بلعيد في 26نوفمبر 1964بجبل الجلود لعائلة عمالية كادحة .زاول دراسته بالمدرسة الابتدائية بنهج سكيكدة ثم انتقل إلى المعهد الثانوي بالوردية وهناك انطلقت حياته السياسية وتم إيقافه سنة 1984 على خلفية مشاركته في انتفاضة الخبز وتم الاحتفاظ به لمدة شهر .بعد حصوله على شهادة الباكالوريا انتقل إلى كلية العلوم شعبة فيزياء كيمياء لكن ثقل الأعباء السياسية و التنظيمية منعته من التفرغ للدراسة بتونس.
أسس في هذه الفترة مع ثلة من رفاقه الفصيل الطلابي "الوطنيون الديمقراطيون بالجامعة" تم اعتقاله بعد حملة ملاحقات و تجنيد قسري ثم أحيل إلى معتقل رجيم معتوق .
سنة 1988ساهم في انجاز المؤتمر 18 الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس و انتخب عضوا بمكتبه التنفيذي .
انتقل إلى العراق الشقيق للدراسة حيث حصل على الإجازة في القانون كما تلقى تدريبا عسكريا حاز على إثره على شهادة "متدرب متميز" . وساهم في بناء علاقات متميزة مع عديد القوى الوطنية و التقدمية في الوطن العربي .
عاد إلى تونس في أواخر سنة 1998 ليتعرض إلى مضايقات أمنية عديدة .قرر السفر من جديد و كانت الوجهة هذه المرة فرنسا حيث واصل دراسته القانونية في المرحلة الثالثة وتحصل على شهادة الماجستير في القانون .
وفي نفس الفترة كانت له نشاطاته عديدة في مجالات متنوعة لا سيما أثناء حملة مناهضة الحرب ضد العراق سنة 2003 و مقاومة الديكتاتورية في تونس . عاد إلى تونس ليتمكن من ممارسة مهنته كمحام. فلم يتغيب عن كل المحاكمات السياسية و كان صوتا حرا يصدع بالحق و لا يخشى لومة لائم خاصة إبان محاكمات مناضلي الحوض المنجمي .
تم اختطافه و إيقافه يوم 27 ديسمبر 2010 اثر مطالبته برحيل الديكتاتور بن علي أمام قصر العدالة بنهج باب بنات.
بعد 14 جانفي ظل يناضل من أجل استكمال مهام الثورة أسس مع ثلة من رفاقه حركة الوطنيين الديمقراطيين التي كان منسقها العام .عمل جاهدا على توحيد مختلف فصائل الوطنيّين الديمقراطيّين فأثمر هذا الجهد تأسيس حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحّد الذي عقد مؤتمره التأسيسي في موفى شهر أوت وبداية شهر سبتمبر 2012 وانتخب الرفيق شكري بلعيد أمينا عاما للحزب الجديد وأطلق خلال مؤتمره التأسيسي مشروع الحزب اليساري الكبير بالتوازي مع تثبيت بناء الجبهة الشعبية التي كان أحد أبرز مؤسسيها في اجتماع شعبي حاشد في قصر المؤتمرات يوم 07 أكتوبر 2012.
كما دعا في آخر ندوة صحفية و حوار تلفزي على قناة نسمة يوم 05 فيفري 2013 إلى تأسيس جبهة واسعة مناهضة للعنف والإرهاب و أيضا دعا الأحزاب السياسية إلى المشاركة في حوار وطني يفضي إلى توافقات سياسية بين مختلف الفرقاء السياسيين.
وكان من أول الممضين على ميثاق تونس للحقوق والحريّات.
كانت للرفيق مساهمات شعرية عديدة كما كان له جهد فكري يساهم به في تطوير طروحات الوطنيّين الديمقراطيّين.
تلقى تهديدات عديدة بالتصفية الجسدية لكنه كان دائم النشاط والحركة قائلا بابتسامته المعهودة أنه لن يخضع للتهديد.
امتدت له يد الغدر والإرهاب والإجرام صبيحة يوم الأربعاء 06 فيفري 2013 بستة رصاصات غادرة وحاقدة تلقاها الشهيد شكري بلعيد أمام منزله.
............................

بسمة الخلفاوي: ملف الشهيد شكري بلعيد خارج التوافقات السياسية
22 نوفمبر 2015 | 16:53
أكدت الناطقة باسم هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد بسمة الخلفاوي تمسك الهيئة وكل القوى الوطنية والديمقراطية في البلاد بمعرفة الحقيقة باعتبارها البوصلة نحو البناء الديمقراطي  حسب تعبيرها قائلة إن  ملف اغتيال شكري بلعيد هو ملف خارج عن كل التوافقات السياسية. وأضافت ان هيئة الدفاع بدأت تواجه في الفترة الاخيرة ارهاصات وانسدادا في الافقين السياسي والقضائي بخصوص هذه القضية  من وجهة نظرها. وتقوم هيئة الدفاع في قضية شكري بلعيد خلال الفترة الحالية بجولة داخل جهات البلاد   بهدف اطلاع الرأي العام وانارته حول مستجدات هذا الملف وفق ما صرحت به بسمة الخلفاوي.
.....................
 

شكري بلعيد

حمة الهمامي: دم شكري بلعيد على كتفي علي العريض.. واتمنى ان يقدم المرزوقي تقييما لفترة حكم الترويكا

الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 13:57
قال اليوم حمه الهمامي الناطق الرسمي للجبهة الشعبية ان ملفي الصحة والتربية والتشغيل لم تقع مناقشتهما الى حد الان.
ودعا حمه الهمامي على موجات اذاعة موزاييك اف ام الى  مراجعة الخارطة الصحية.
وفيما يتعلق بحملة "المديونية أحنا أولى بفلوسنا"  اوضح ان الهدف منها هو توعية الشعب التونسي لخطورة المديونية الفاسدة التي لا تسير في مسار الاستثمار وانما مطروحة كبديل للتنمية الوطنية.
واكد ان حملة الجبهة الشعبية ضد المديونية وليست ضد الرباء.

عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال شكري بلعيد أمام التحقيق

الثلاثاء 15 ديسمبر 2015 10:24
أحيل صباح اليوم على مكتب التحقيق 29 بالمحكمة الإبتدائية بتونس عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد المحامي علي كلثوم.
وذلك للتحقيق معه حول التصريحات التي كان ادلى بها في ندوة صحفية حول قضية اغتيال بلعيد والتي اتهم فيها قاضي التحقيق المتعهد بالقضية بالتواطئ لعدم كشف حقيقة الإغتيال واتهمه أيضا بالمماطلة وعديد الإتهامات الأخرى ففتحت النيابة العمومية اثر تلك التصريحات تحقيقا ضد علي كلثوم.
صباح الشابي

منتصف جانفي..قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد مجددا أمام المحكمة

الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 18:25
أجلت مساء اليوم الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب النظر في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد الى جلسة 15 جانفي 2016 ورفض الإفراج عن المتهمين الثلاثة وهم قيس مشالة وماهر العكاري وسيف الدين العرفاوي.
صباح

علي كلثوم عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال الشهيد بلعيد : القضاء "شبه عاجز" عن كشف الحقيقة

الأحد 22 نوفمبر 2015 15:33
اعتبر المحامي علي كلثوم، عضو هيئة الدفاع في قضية الشهيد شكري بلعيد، أنّ "القضاء التونسي أصبح شبه عاجز عن كشف حقيقة اغتيال بلعيد"، قائلا: "إن عجز هذا القضاء أو عدم رغبته أو تلكؤه وآختلاق الأعذار لإنهاء الملفّ بطريقة معيّنة، هي عوامل كافية لتدويل الملفّ واللجوء إلى القضاء الإفريقي والدولي".

اتهم قاض بتعمّد اخفاء الحقيقية.. الجمعة عضو بهيئة الدفاع في قضية الشهيد بلعيد أمام التحقيق

السبت 7 نوفمبر 2015 09:59
يمثل عضو هيئة الدفاع في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد المحامي علي كلثوم يوم الجمعة القادم 13 نوفمبر الجاري أمام أنظار أحد قضاة التحقيق بابتدائية تونس للتحقيق معه في القضية التي كانت أثارته ضده النيابة العمومية بتونس
على خلفية تصريحاته في ندوة صحفية اتهم فيها قاضي التحقيق المتعهّد بقضية اغتيال شكري بلعيد بالقيام بتجاوزات وبالتواطئ والتعمّد لإخفاء الحقيقة...

تأجيل جلسة المحاكمة في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد

الثلاثاء 27 أكتوبر 2015 12:20
تأجلت جلسة المحاكمة الثانية في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد الى يوم 1 ديسمبر 2015 بسبب تزامن التاريخ الذي كان مبرمجا وهو يوم 30 أكتوبر الجاري مع افتتاح السنة القضائية.
https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif

في رسالة جديدة / معز بن غربية يؤكّد صحة معلوماته ويكشف...

الخميس 8 أكتوبر 2015 15:09
توجّه منذ قليل الإعلامي معز بن غربية برسالة جديدة الى كل من ارملة الشهيد فوزي بن مراد و ووالد الشهيد سقراط الشارني وابن الشهيد طارق المكي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك":

علي كلثوم : قاضي التحقيق في قضية اغتيال بلعيد تستّر على جريمة

الثلاثاء 6 أكتوبر 2015 15:44
اعتبر علي كلثوم أحد أعضاء هيئة الدفاع في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد اليوم في ندوة صحفية عقدتها مؤسسة الشهيد بلعيد  لمناهضة العنف بأحد النزل بالعاصمة أن قاضي التحقيق المتعهد بملف القضية مكلّف بمهمّة الا وهي طمس حقيقة اغتيال الشهيد لأنه حسب ذكر علي كلثوم فقد تلاعب بالإجراءات ولم يأخذ بجدية طلبات هيئة الدفاع في حق القائمين بالحق الشخصي من بينها كشف الأطراف المتورّطة سواء في التحضير أو الإعداد أو التنفيذ أو إخفاء ومنع عقاب مرتكبي الجريمة...يضيف علي كلثوم أن قاضي التحقيق  ومنذ صدور ال

الاستماع إلى شهادة علي العريض في قضية اغتيال شكري بلعيد

الخميس 3 سبتمبر 2015 09:16
علمت "الصباح نيوز" من مصادر مطلعة أن قاضي التحقيق المتعهد بقضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد استمع إلى شهادة القيادي في حركة النهضة علي العريض.
صباح

محامو المتهمين كشفوا اسباب رفض موكليهم الحضور.. حجز قضية اغتيال شكري بلعيد للنظر في مطالب الدفاع اثر الجلسة

الثلاثاء 30 جوان 2015 15:04
قررت الدائرة الجناحية الخامسة بابتدائية تونس منذ قليل حجز قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد اثر الجلسة للنظر في مطالب الدفاع التي قدمت اليوم وتحديد موعد للجلسة القادمة.
.......................

الصندوق الأسود - من قتل شكري بلعيد؟ - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=z_mZifCsFGY
30‏/10‏/2014 - تم التحديث بواسطة Al Jazeera Arabic
تتبع الحلقة تفاصيل اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد أمام منزله، في حادثة شكلت صدمة كونها أول عملية اغتيال سياسي بعد الثورة التي أطاحت ...

الجزيرة مباشر : اغتيال شكري بلعيد - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=SJJ12_jNF7o
06‏/02‏/2013 - تم التحديث بواسطة Al Jazeera Mubasher قناة الجزيرة مباشر
الجزيرة مباشر : اغتيال شكري بلعيد. ... شاهدة عيان: تفاصيل مثيرة و خطيرة عن عملية إغتيال شكري بلعيد - Duration: 11:40. by infostunisie 6,317 ...
.....................
 
فُجع المجتمع التونسي في شهر فبراير/شباط من العام الماضي بخبر اغتيال أحد أبرز رموز المعارضة واليسار التونسي المحامي شكري بلعيد، بإطلاق الرصاص عليه أمام منزله، في حدث هز الأوساط السياسية في تونس بعد إسقاط النظام في يناير/كنون الثاني 2011.
الصندوق الأسود في فيلمه الجديد "اغتيال شكري بلعيد" تتبع تفاصيل ما حدث، وبحث ليس فقط في ملابسات حادثة الاغتيال، بل في سير عملية التحقيق، كاشفا الكثير من التفاصيل الجديدة، متتبعا في الوقت نفسه المتهمين في القضية وعلاقاتهم وخلفياتهم، وارتباط بعضهم -مثل أحمد الرويسي- برموز نظام بن علي، والخيوط التي من الممكن أن توصل إلى الجهة الحقيقية التي تقف خلف مقتل بلعيد.
في صبيحة السادس من فبراير/شباط وعند الساعة الثامنة والنصف، تقدم شاب في الثلاثينيات من عمره إلى بلعيد، حيث كان يجلس في الكرسي الأمامي إلى جانب سائق السيارة، التي كانت تنتظره أمام باب العمارة التي يقطنها بمنطقة المنزه السادس في العاصمة تونس، وأطلق عدة رصاصات استقرت في صدر بلعيد قبل أن يهرب الجاني بدراجة نارية يقودها شخص ثان.
ولأن شكري بلعيد -المعارض اليساري المتشدد- اشتهر بخصومته للترويكا التي أمسكت بزمام الحكم في تونس بعد ثورة الشعب، وكاد اغتياله يعصف بالحياة السياسية التي بدأت تتشكل، فقد وُجهت أصابع الاتهام للترويكا التي تقودها حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي.
وعقب الاغتيال بأسابيع استطاعت الجهات الأمنية التونسية تحديد الجناة، وتبين أنهم ينتمون للتيار السلفي في تونس، وأعلنت وزارة الداخلية بعدها قتل المتهم الأول بتنفيذ العملية كمال القضقاضي خلال محاولة إلقاء القبض عليه، إضافة إلى متهمين آخرين نجحوا في الهرب أو قتلوا أو تم إلقاء القبض عليهم، ليتم وقف التحقيق وإغلاق ملف القضية بعد حوالي أكثر من عام من الاغتيال.
صناعة الإرهاب
طرح الفيلم الكثير من التساؤلات عن ما إذا كان التيار السلفي هو الذي قام فعلا وتخطيطا بتنفيذ هذه العملية، وكيف تم استغلال واختراق التيار السلفي لتنفيذ مثل هذه العمليات (التي تكررت لاحقا باغتيال النائب والمعارض محمد البراهمي)؟ وهل هناك جهات تقف وراء عمليات الاغتيال هذه في محاولة لصناعة الإرهاب في تونس؟
المتهمون هم: منفذ العملية كمال القضقاضي، ومروان الحاج صالح وسلمان المراكشي مساعدان، والرأس المدبر أحمد الرويسي، وعز الدين عبد اللاوي قيادي سلفي في تيار أنصار الشريعة.
حاول الفيلم تسليط الضوء على الجوانب المعتمة أو تلك المستهدفة بالتعتيم من خلال البحث في محاضر التحقيق الرسمية والوصول إلى الأشخاص المرتبطين بالقضية، أو المقربين من الأشخاص ذوي العلاقة بها، سواء بلعيد أو المتهمين بقتله أو من راج عنهم الضلوع في التغطية على الجريمة أو من يتوقع أنه استفاد منها.
المحامية ليلى بن دبة تقول إنه ليس من الممكن القول إن عملية اغتيال بهذا الحجم تقع على عاتق أربعة أشخاص وينتهى الأمر.
ويتتبع الفيلم سير المتهمين واحدا واحدا، فهذا المراكشي يسافر إلى ليبيا بعد عملية الاغتيال بعشرين يوما وعن طريق معبر رسمي.
يتساءل الصحفي الاستقصائي ماهر: إذا كان المراكشي شريكا فكيف تجرأ أن يسافر بطريقة شرعية؟ وهل هناك جهة ما غطت سفره من معبر رأس جدير بين تونس وليبيا؟
هل كانت مؤامرة؟
الخبير الأمني يسري الدالي رأى أن اغتيال شكري بلعيد اشتركت فيه عدة أطراف، وأن القضقاضي الذي نفذ العملية تركت له حرية اختيار التوقيت والطريقة، مشيرا إلى أن القضقاضي كان ذكيا وغامضا بحيث لم يعرف أقرب أصدقائه بما يفكر.
لكن منفذ العملية سيقتل بعد عام في عملية اكتنفها الغموض ودفن معه سر عملية الاغتيال. كان القضقاضي مراقبا من قبل قوات الأمن ومعروفا مكانه بالضبط، أي أن ثمة فرصة قوية لاعتقاله حيّا. فلماذا قتل؟
جميع الذين خططوا ومولوا العملية كانت لهم مصلحة في قتل القضقاضي، كما يشير الخبير الأمني يسري الدالي.
فوزي بن مراد رئيس هيئة الدفاع عن شكري بلعيد كان صوته عاليا وهو يكشف أن أطرافا أجنبية دخلت الى تونس بطريقة غير شرعية وخرجت منها في يوم الاغتيال، ووعد بكشف المزيد لكنه تعرض لضغوط هائلة للكف عن تصريحاته.
بعد أيام من تصريحات بن مراد توفي بما قيل إنها سكتة قلبية لكن عائلته تصر على أنها عملية قتل مشبوهة. وتصف المحامية ليلة بن دبة بن مراد بأنه لا أحد يستطيع إسكاته، مشيرة إلى أن "ثمة عملية تسميم" تعرض لها.
اعتمد فريق العمل في تحقيقه على تحليل وثائق ذات علاقة بالقضية ومحاضر التحقيق وروايات الشهود وسجلات مكالمات المتهمين وشهادات صادمة، قد تضع علامات استفهام كبيرة حول حقيقة صناعة الإرهاب في تونس ومن يقف وراء عملية الاغتيال هذه.
يذكر أن برنامج "الصندوق الأسود" يسعى عبر سلسلة من الأفلام الوثائقية الاستقصائية للبحث في ملفات وقضايا أثارت جدلا، أو ظلت طي الكتمان، في محاولة لكشف أسرارها وإعادة سرد الأحداث برؤية موثقة، ويبث البرنامج في الخميس الأخير من كل شهر.

اسم البرنامج: الصندوق الأسود
عنوان الحلقة: من قتل شكري بلعيد؟
ضيوف الحلقة:
-   ليلى بن دبة/محامية
-   يسري الدالي/خبير أمني
-   ماهر زيد/صحفي
-   بسمة الخلفاوي/ أرملة شكري بلعيد
-   وآخرون
تاريخ الحلقة: 30/10/2014
المحاور:
-   ملابسات حادثة الاغتيال
-   فك خيوط لغز المتهمين الخمسة
-   تساؤلات ما بعد مقتل القضقاضي
-   أطراف أجنبية متورطة بعملية الاغتيال
-   تهديدات طالت الشاهدة الرئيسة في القضية
-   شبهات تدور حول سائق بلعيد
-   أحمد الرويسي العقل المدبر
-   لغز آخر في القضية
[مشاهد تمثيلية لعملية اغتيال شكري بلعيد]
أحد التونسيين 1: سمعنا طلقات نارية كان شكري طايح شوية في وسط الكهرباء طايح مائل على جهة اليسار بتاعه ومضروب معناها بطلقات..
ملابسات حادثة الاغتيال
تعليق صوتي: كانت حادثة اغتيال شكري بلعيد هي الأولى لشخصيةٍ سياسيةٍ منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي، فتونس تعرف منذ أكثر من عقدٍ من الزمن عمليات عنفٍ باستثناء بعض العمليات المعزولة أيام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
أحد التونسيين 2: هذا اغتيال سياسي بلدنا مش متعودة عليه موجود كان في ثقافة الظلاميين، وقت إلي تضيق عليهم بالفكرة والكلام الصحيح يقتلوك.
ليلى بن دبة/محامية: ثقافة الموت دخلت عنا، ثقافة إلغاء الآخر بإخماد الصوت ثقافة أنك ما تقبل غيرك فتصفيه.
تعليق صوتي: شكري بلعيد اليساري المتشدد الذي اشتُهر بخصومته السياسية لتحالف الترويكا الذي أمسك بزمام الحكم في تونس بعد ثورة الشعب ضد نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي جعل أصابع الاتهام تتجه نحو التحالف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي، وكاد أن يعصف بالحياة السياسية التي بدأت تتشكل في تونس.
[شريط مسجل]
أحد المتحدثين: كل الأعضاء نساءً ورجالاً أعضاء المجلس الوطني التأسيسي لأحزاب المعارضة الديمقراطية كلهم سيعلقون عضويتهم بالمجلس الوطني التأسيسي.
يسري الدالي/خبير أمني: أعتقد جازماً أنّ هذه العملية هي عملية مخططٌ لها والأكيد أنه ساهم فيها العديد من الأطراف، اختير فيها من سيقوم بعملية القتل والطريقة التي ستُنفذ بها العملية.
ماهر زيد/صحفي: إذاً يبقى السؤال المطروح هنا من هي هذه الجهة التي تقف وراء الاغتيال.
[شريط مسجل]
أحد النشطاء: وسنُرسي الديمقراطية مع بعضنا ضد هذا المشروع الرجعي الظلامي.
تعليق صوتي: صبيحة السادس من فبراير عام 2013 تقدم شابٌ في الثلاثينات من عمره باتجاه المعارض التونسي شكري بلعيد لحظة جلوسه على المقعد الأمامي بجانب سائق السيارة التي كانت تنتظره أمام العمارة التي يقطنها في منطقة المنزه السادس في العاصمة تونس، وأطلق نحوه عدة رصاصاتٍ استقرت في صدره قبل أن يهرب عبر دراجةٍ ناريةٍ يقودها شخصٌ ثانٍ.
ماهر زيد: كان في يوم يُفترض أن يُحظر فيه نشاط الحزب الحاكم السابق نهائياً ويُجرم تشريكه أو السماح لقيادته بالمشاركة في الحياة السياسية من جديد، في نفس ذلك اليوم الذي كان يُفترض أن يُصوت فيه البرلمان المؤقت على ذلك القانون حدثت عملية الاغتيال.
تعليق صوتي: بعد شهرين من عملية الاغتيال أعلنت وزارة الداخلية التونسية عن أسماء المشتبه بهم في عملية اغتيال شكري بلعيد، جميع المتهمين ينتمون إلى تيار أنصار الشريعة وهي حركة سلفية جهادية تونسية ظهرت بوضوحٍ بعد إسقاط نظام زين العابدين بن علي في يناير عام 2011، المتهمون الخمسة هم: الشاب كمال القضقاضي منفّذٌ للعملية، مروان الحاج صالح وسلمان المراكشي مساعدان، أحمد الرويسي الرأس المُدبّر، عز الدين عبد اللاوي قياديٌ سلفيٌ في تيار أنصار الشريعة.
ليلى بن دبة: عموماً ما يجيء حد يقنعني كونه العملية هذه نظموها أربعة من الناس وانتهى الأمر، ليه؟
فك خيوط لغز المتهمين الخمسة
تعليق صوتي: كشف وزارة الداخلية عن هوية المتهمين لم يُزل الغموض عن عملية الاغتيال، وظلّ السؤال الذي يُحيّر الجميع مَن يقف وراء مَن نفّذ عملية اغتيال شكري بلعيد؟ بدأنا في تحقيقنا الخاص محاولين تتبع خيوط علاقات المتهمين، ألقت قوى الأمن التونسي القبض على محمد أمين القاسمي سائق الدراجة النارية التي أقلّت مُنفّذ عملية الاغتيال كمال القضقاضي، كان الشاب محمد أمين القاسمي أول تلك الخيوط التي بدأنا بتتبعها، توجهنا إلى منطقة الكرم حيث يسكن القاسمي أقنعنا هالة فرح زوجة محمد أمين القاسمي بالتصوير فوافقت بعد إلحاح.
هالة فرح/زوجة محمد أمين القاسمي: كان مغرماً منذ صغره بالدراجات النارية وبهذه الحكاية هو تعرف على كمال، جاء ليشتري منه دراجة نارية بعد ذلك تعرفا على بعضهما وأصبحا يُتاجران في الدراجات النارية ويعملان على إصلاحها، من هذه الدراجات الدراجة النارية التي استُخدمت في عملية اغتيال شكري بلعيد، لم يكن لديه توجه سياسي ولم نكن نشاهد التلفاز بالجملة.
تعليق صوتي: خلال مقابلتنا مع هالة فرح ظلّت تؤكد أنّ كمال القضقاضي اعتاد الطلب من زوجها توصيله إلى منطقة المنزه دون أن يكون على درايةٍ بما يُخطط له كمال القضقاضي.
هالة فرح: لم يشاهد شكري بلعيد في حياته ولم يقف أمام بيت شكري، وكان يقف أمام البنك أو الروضة، يقعد يلعب بالتلفون يبعث لي مسجات، كان وجه مكشوف أمام كاميرا البنك بجانب الروضة ويبقى يبعث لي بمسجات، هو إنسان باله مرتاح معناه مش خائف من حد شايفه.
تعليق صوتي: كان مروان المراكشي وسلمان الحاج صالح اللذان وردت أسماؤهما ضمن المتهمين في عملية الاغتيال أصدقاء لمحمد أمين القاسمي ويقطنان ذات المنطقة التي يسكن فيها القاسمي وتجمعهما هواية قيادة الدراجات النارية والتجارة بها.
هالة فرح: لم يكن هو الوحيد، كان معه سلمان ومروان كانا مغرميّن بالدراجات النارية الكبيرة، دائما يتسابقون بالدراجات النارية، يذهبون لميناء حلق الوادي يشترون الدراجات النارية والهوائية ويبيعونها.
ماهر زيد: المراكشي مثلاً عُرف عنه أنه كان مدرب رياضة مدرب كرة سلة للفريق النسائي بمنطقة الكرم، عُرف عنه حُبّه للموسيقى حُبّه للسفر، للتجارة في المواد الإلكترونية وكان محبوباً لدى البنات من سنّه وكان مدربا لكرة السلة، نتساءل كيف تم الزّج باسمه في مثل هذه القضية الخطيرة وهو الذي غادر تونس كما أشرنا 20 يوماً كاملاً بعد عملية الاغتيال غادرها بطريقة شرعية، فلو كان متورطاً أو شارك في هذه العملية فمن أين له هذه الجرأة أو التغطية من جهةٍ ما للسماح له بمغادرة تونس من إحدى المعابر الرسمية؟ مروان الحاج صالح مثلاً ذُكِر اسمه كأحد المشاركين المباشرين في اغتيال السياسي الحاج البراهمي لكن تبيّن فيما بعد بأنّ مروان الحاج صالح قد قُتل في سوريا بشهرين قبل اغتيال الحاج البراهمي، فلماذا مرةً أخرى تُصدر الداخلية قائمة بأسماء أشخاص إما مُتَوفين أو موجودين خارج التراب الوطني وغادروه بطريقةٍ شرعية من خلال المعابر الرسمية؟
تعليق صوتي: تمكنّا من الوصول لوسيلة اتصالٍ بسلمان المراكشي المتواجد في الأراضي الليبية، بعد أن تواصلنا معه رفض سلمان التصوير وبعث لنا بجواز سفره المختوم بشكلٍ رسميٍ من شرطة الحدود برأس جدير دون أن يستوقفه أحد مؤكداً أنه خرج بعد عملية الاغتيال بـ20 يوماً ولم يطلبه أحدٌ للتحقيق، تأكدنا من صحة الختومات على جواز سلمان المراكشي من شرطة الحدود برأس جدير، حاولنا الوصول إلى أحد المسؤولين في وزارة الداخلية لنعرف إلى أين وصلت التحقيقات لكننا لم ننجح في ذلك، لكنّا حصلنا على نسخةٍ من محاضِر التحقيق في اغتيال شكري بلعيد فوقعت أيدينا على إفادات محمد أمين القاسمي في التحقيق، بينّت تحقيقات وزارة الداخلية أنّ الأمني السابق عز الدين عبد اللاوي الذي أُقِيلَ من عمله في عهد نظام زين العابدين بن علي بسبب ميوله السلفية هو مَن ربط كمال القضقاضي بمحمد القاسمي، وقد أُلقي القبض عليه في الثالث من أغسطس عام 2013 بما عُرف بأحداث الوردية. في وادي مليز حيث مسقط رأس القضقاضي ذهبنا لنتعرف عن قربٍ على البيئة التي خرج منها كمال القضقاضي، وصلنا إلى بيته فخرج لنا والده، حاولنا إقناعه بإجراء مقابلةٍ رسميةٍ لكنه امتنع، فسألناه عدة أسئلةٍ سريعةٍ بينما ظلّ فريق التصوير بعيداً لعلّنا نخرج بشيءٍ عن كمال القضقاضي.
الطيب القضقاضي/والد كمال القضقاضي: أنهى دراسته في الجامعة عاد أستاذاً، تبقى له عام فأتمه.
صحفي استقصائي: وبعد ما أنهى دراسته هل أتى ليعمل هنا في وادي مليز؟
الطيب القضقاضي: لا لا، لم يسكن في وادي مليز ولم يعمل فيه، منذ أن حصل على شهادة البكالوريا في تونس بقي هناك وتعرف على أُناس جدد.
صحفي استقصائي: كان يخدم في تونس، كان يطل عليك؟
الطيب القضقاضي: يزورني كل شهر أو شهرين أو ثلاثة لمدة يوم واحد.
صحفي استقصائي: حتى للثورة، هل كان يسافر للخارج؟
الطيب القضقاضي: تمنى أن يسافر أراد أن يعود إلى أميركا، حاول بشتى الطرق ولكن القدر لم يسعفه لم يكن لديه المقدرة فقط.
صحفي استقصائي: كونك أقرب الناس إليه، ألم تلاحظ تغيره وميوله السلفي؟
الطيب القضقاضي: سامحني بس نقول لك حاجة، أنت عندما تتشدد دينياً بمن ستبدأ أولاً؟
صحفي استقصائي: أقرب الناس إليك، أهلك.
الطيب القضقاضي: تبدأ بعائلتك، صح.
تعليق صوتي: هذا هو المفترض.
الطيب القضقاضي: إخوته يشربون الخمر، أنا صريح لا أُخبئ عليك، ولا يوم أتى لينصحهم، أنا نفسي أن أُحدث أولادي، أُحدثك أنت أو غيرك أن شرب الخمر محرم وأنصحهم بالعودة إلى الطريق المستقيم، وإن كنت لا تصلي فانقطع عن الخمر فعاقبته سيئة، أقول له أُنظر أُوضح له فلا يفهم، أقول له أُنظر كل شاة معلقة من رجلها، أصدقاءه المقربون يشربون الخمر أيضاً.
يسري الدالي: أنا لا أعتقد أنّ عملية اغتيال الشهيد شكري بلعيد كانت من وحي كمال القضقاضي، وأعتقد جازماً أنّ هذه العملية هي عملية مخططٌ لها والأكيد أنه ساهم فيها العديد من الأطراف، اختير فيها من سيقوم بعملية القتل، تركوا لكمال قضقاضي حرية اختيار الطريقة، وهنا يأتي ذكاء كمال القضقاضي وتأتي شخصيته الغامضة، حتى أصدقاءه الذين كانوا معه لم يكن لهم علمٌ بما كان يُخططه.
تساؤلات ما بعد مقتل القضقاضي
تعليق صوتي: بعد أقل من عامٍ قُتِلَ كمال القضقاضي بعمليةٍ اكتنفها كثيرٌ من الغموض، ليطوي بمقتله ملف اغتيال شكري بلعيد، لكن خرج من يُشكك بظروف مقتله، كان من أوائل من شكّك والد كمال القضقاضي الذي رفض محاورتنا في المرة السابقة فوجدنا له تسجيلاً يُشكّك بظروف مقتل ابنه.
[شريط مسجل]
الطيب القضقاضي: ولدي قتلوه ظلماً وأمام اله سيسترد حقه، لأنهم لو أرادوا أن يتأكدوا منه ويقبضوا عليه حياً ليعرفوا الحقيقة لرموهم بالغاز المسيل للدموع ولا يقتلوهم كلهم، لا يقتلونهم هكذا، وكيف يريدون أن أصدق أنهم لم يقتلوه، أو أنهم لم يلقوا عليه القبض من عام نوح- أي منذ مدة طويلة- ثم قتلوه وقالوا ما قالوه، هذا وارد كيف عرفت أنا ذلك؟ وقد وضعوا لهم حزامات و... عفواً فليتحدثوا بذلك لشخص مجنون، صحيح أنا جاهل ولكن لا ينطلي علي مثل هذا، فالذي يضع حزاماً ناسفاً عندما يموت ألا يتفجر؟ يفجر نفسه وهو على قيد الحياة.
ماهر زيد: مقتل كمال القضقاضي خسارة وطنية بمعنى أنه المجموعة الوطنية الرأي العام الوطني لن يتمكن يوماً ما من معرفة ما حدث بالضبط بخصوص قضية شكري بلعيد، لأنّ كمال القضقاضي قُتِلَ ودُفِنَ معه سر تلك العملية، كان بالإمكان إمساكه حياً، أجهزة الأمن قالت بأنها كانت تُراقب البيت لأسابيع طويلة، كانت هناك تسريبات قبل 3 أسابيع من عملية قتل القضقاضي من طرف نقابي أمني وقال بأنّ كمال القضقاضي يتواجد في منطقة روّاد، هو يعرف بالضبط أين يتواجد كمال القضقاضي فلماذا لم يُقبض عليه حياً هو والذين كانوا معه؟ فقُتِلَ القضقاضي ودُفِنَ معه سره.
يسري الدالي: الكل كان له مصلحة بموت كمال القضقاضي، كل من خطّط وكل من موّل وكل من أعطى الأوامر لهم مصلحة في مقتل كمال القضقاضي الجميع، لأنه كان بالفعل يمكن أن يُقبض عليه حياً.
ماهر زيد: إلى حد اللحظة الذين أُلقيَ عليهم القبض هو المنفذون فقط، المنفذون بمعنى سائق الدراجة التي نقلت القاتل إلى مكان الجريمة ثم الانسحاب به، أُلقي القبض على الشريكين اللذين أجّرا السيارة إلى كمال القضقاضي القاتل وشريكه أحمد الرويسي، هؤلاء فقط الذين تم إيقافهم في هذه القضية، وهكذا تم إخراج الحادثة كونه أُناس متشددون ينتمون إلى التيار الديني المتشدد هم الذين قتلوا المغدور شكري بلعيد، ولم ينظر ما وراء ذلك إلا قليل من الناس، إذ فتحوا فرضية أن يكون هناك فوق هذه المجموعة المنفذة أن يكون وراءها طبقة أخرى من المسؤولين الذين فكروا لهذه العملية اختاروا توقيتها واختاروا أدواتها، أعطوا الأوامر وزعوا الأدوار واستفادوا منها.
أطراف أجنبية متورطة بعملية الاغتيال
تعليق صوتي: كان من هؤلاء المحامي فوزي بن مراد رئيس هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والذي كشف أنّ أطرافاً أجنبيةً دخلت الحدود بطريقةٍ غير شرعيةٍ مع تونس قبل اغتيال بلعيد، وخرجوا في يوم الاغتيال ووعد بالكشف عن معلوماتٍ أخرى.
[شريط مسجل]
فوزي بن مراد/محامي: أعطوني معلومات، المعلومات جديدة، المعلومة الجديدة قال ثمة تونسي زوج يوم الاغتيال أو قبل يوم اغتيال شكري بلعيد كان جزائريين من القصرين من مدينة ومن بعد اغتيال شكري بلعيد في نفس اليوم وقع تخريجهم كما دخلوا من الحدود في القصرين، أنا أتعرض لضغوطات من داخل المحامين وليس من أي جهة أخرى وهذه الضغوطات متواصلة حتى على المنصة، وأنا قلت أتحمل مسؤوليتي شخصياً، انتهى الموضوع لا نزيد الكلام، لا الله يسلمك أنا أتكلم وأتحمل مسؤوليتي أخلاقياً وجزائيا..
ناشطة تونسية: حطوها في سياقها، حطها لأنها تمشي مع طرح النهضة يا فوزي تمشي مع طرح النهضة إلي يشيروا له في عدة مرات، ثم أنه الهيئة أي كلمة صادرة عن الهيئة لقوا عندها أبعاد تصريحاتكم أبعاد سياسية وأمنية ثم دبلوماسية، رغم كل الهوية بتاعهم الشخصيات هذه سواء في الدولة الجزائرية أو سواء في القاعدة والتنظيمات..
ماهر زيد: ومباشرةً بعد تصريحه بثوان انطلقت عمليات الركل تحت الطاولة، كان الزملاء الذين يجلسون أمامه على المنصة كانوا يركلون بأرجلهم، وشاهدت ووثّقت وسائل الإعلام تلك الحادثة المؤسفة والمخجلة في حق تلك اللجنة ثم بعدها بأيام صرّح من جديد بإحدى الراديوهات راديو شمس FM تحديداً أكد فوزي بن مراد نفس الرواية وأكد أيضاً أن تلك الشخصية ليست موجودة في المجلس الوطني التأسيسي قدم تفسيراً آخر.
ليلى بن دبة: الضغط ما كان من تحت الطاولة، الضغط مُورس عليه وهو في مقر الهيئة الوطنية للمحامين، ما تمارس عليه في دار المحامين يعني وقت إلي ما نقدر نحكي كذا وكذا من الهيئة من قبل الهيئة من المحكمة اللي الحكاية فيها، قال لهم قالوا له لا وما تقول، لكن ما كان حد يسكته فوزي بن مراد.
ماهر زيد: بعدها ببضع أيام تُوفي رحمه الله في ظروفٍ غامضة قِيلَ أنها سكتة قلبية قِيلَ أنها جلطة ولكن عائلته والمقربين منه يُصرون على أنها غير ذلك وأنها عملية قتل مشبوهة.
ليلى بن دبة: تم قتل الأستاذ فوزي بن مراد وإسكات صوته، تم عملية تسميمه، تم التسميم مش يموتون بالتسميم ثمة طريقة اللي هي السم كما صار لعرفات، لجرأته وللمعلومات إلي عنده وما تنسوا كان من أقرب أقرب أصدقاء شكري بلعيد.
تعليق صوتي: لفتت المحامية ليلى بن دبة أنّ قضية موت فوزي بن مراد تشابهت مع موت 3 ناشطين آخرين بنفس الظروف الغامضة، وأنّ نتائج التشريح لجثثهم تمت في نفس المشرحة من نفس الطبيب وخرجت بذات النتيجة.
ليلى بن دبة: 3 سكتات قلبية، عبد الفتاح عمر رئيس لجنة تقصّي الحقائق، طارق المكي وفوزي بن مراد، تشرحوا الثلاثة، الثلاثة جاءتهم سكتة قلبية في الوطن من قبل، وثلاثتهم عُرضوا على نفس إلي شرّح والثلاثة بالسكتة القلبية، والثلاثة يخرجوا للرأي العام بالسكتة القلبية وأنا سمعت السيد إلي شرّح فوزي بن مراد أنا وفادية زوجته وقتها خرج الطبيب قدام باب المشرحة وكان موجود حاكم التحقيق وموجود مساعد وكيل الجمهورية السيدة لمياء أربعتنا، خرج هو قال ما يصير نحكي قدام ما يصير نقول ثمة عملية التشريح 25 دقيقة، قال إلي بين معنا ما نخبيه قال زوجك ما مات بالسكتة القلبية، دخلت دخلنا معها هزينا الواحد عرينا فوزي كان عنده جرح من هنا لهنا وخياط من هنا لهنا، يعني تم الحل رغم أنه شفته قبل ما يدخل التشريح حله من هنا لهنا، وفي التقرير الطبي بتاعه خرج الرأس تحل وأزلنا الدماغ وأزلنا كذا والحال هكذا وخرجنا كما أخذنا فوزي لداره.
تعليق صوتي: ظلّت ليلى بن دبة متوترةً طيلة اللقاء بعد أن اشترطت علينا في بدايته أن نتحدث عن الإرهاب في تونس بشكلٍ عام دون الدخول في تفاصيل عملية اغتيال شكري بلعيد، لكن عندما بدأنا الخوض في تفاصيل عملية الاغتيال طلبت إيقاف التصوير بعد أن بدا عليها الارتباك، غادرنا منزل المحامية بن دبة بمزيدٍ من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى إجاباتٍ بعد أن شعرنا أنّ لديها ما تخفيه.
[فاصل إعلاني]
تهديدات طالت الشاهدة الرئيسة في القضية
تعليق صوتي: عُدنا مرةً أخرى إلى محاضر التحقيق نُمحصها من جديد لنجد أنّ شهود عملية الاغتيال أثاروا شبهاتٍ حول متهمين جدد، تناقلت رواية زياد الظاهري السائق الخاص بشكري بلعيد الذي كان بجانبه لحظة الاغتيال مع شهادة نادية داود الشاهدة الرئيسة على جريمة الاغتيال والتي تسكن ذات العمارة القاطن بها بلعيد، يجزم السائق أنه لم يتحدث من أي هاتفٍ سواء قبل أو بعد العملية مباشرة.
يسري الدالي: أطرح عديد الأسئلة حول ردة الفعل الحينية لسائق السيارة الذي كان بجانب شكري بلعيد وكذلك أطرح تساؤلات عديدة وكنت أود أن اسألها للصحفية نادية التي شاهدت المشهد من فوق ويبدو أنها إلى حد الآن وكأنها ليست هناك جدية في التعامل مع أقوالها وأقوال السائق.
تعليق صوتي: حاولنا الوصول إلى السائق إلا أنه رفض التصوير وأغلق هاتفه.
شهادة زياد الظاهري سائق شكري بلعيد كما وردت في محاضر تحقيق وزارة الداخلية التونسية: إثر الواقعة مباشرةً أو قبلها لم أجر أي اتصالٍ هاتفي مع أي شخصٍ كان نظراً كونه كما ذكرت لكم أن هاتفي الجوال ليس به رصيدٌ لإجراء مجرد نداء.
تعليق صوتي: لكن حارس العمارة يؤكد في التحقيقات أنه شاهد السائق يُجري مكالماتٍ هاتفية.
شهادة حميد الأدبي- حارس العمارة كما وردت في محاضر تحقيق وزارة الداخلية التونسية: عُدت مجدداً إلى العمارة فوجدت الهالك داخل سيارته جالساً بالكرسي الأمامي الأيمن دون حراك والدماء تنزف منه بغزارة في الأثناء شاهدت السائق بصدد إجراء مكالمةٍ هاتفية.
تعليق صوتي: ماهر زيد الصحفي المتخصص بالتحقيقات الاستقصائية يعمل على ذات الموضوع، أكد لنا حصوله على أرقام هواتف آخر مكالمات سائق بلعيد بعد عملية الاغتيال مباشرة فتبين أنه استقبل عِدة مكالماتٍ منها مكالمتين من رقمين دوليين يتبعان شركة اتصالاتٍ في إحدى الدول الخليجية وذلك بعد دقائق من حدوث عملية الاغتيال طلبنا من ماهر زيد الاتصال على الرقمين والاستفسار منهما.
ماهر زيد: مرحبا، أهلين أخي معك الصحفي ماهر زيد من تونس، رقمك اتصل.. صار في اغتيال سياسي يوم 6/2/2013 في تونس، رقمك اتصل بالسائق الذي كان موجود في ساحة الجريمة وكان مع الضحية وكان جنبه.
صاحب الرقم الأول: رقمي؟
ماهر زيد: أي نعم رقمك أنت.
صاحب الرقم الأول: معناه أنت طلبت الرقم الغلط، اللي بدك إياه رقم ثاني.
صاحب الرقم الثاني: ألو.
ماهر زيد: مرحبا.
صاحب الرقم الثاني: أهلين هلا.
ماهر زيد: معك ماهر زيد من تونس أنا صحفي.
صاحب الرقم الثاني: أهلاً وسهلاً فيك يا أستاذ.
ماهر زيد: بارك الله فيكِ، إذا أحببتِ تعرفيني بنفسك أنا الرقم هذا حصلت عليه يعني أقوم بتحقيق في جريمة اغتيال سياسي في تونس وقعت السنة الماضية فجاء قدامي الرقم هذا وأحببت أن أسألك شركة ولا تلفون خاص، طيب، طيب.
شبهات تدور حول سائق بلعيد
تعليق صوتي: أنكرا معرفتهما بالسائق لكن يبقى السؤال لماذا أنكر سائق بلعيد إجراء أي مكالمة بالهاتف ولماذا لم تُحقق الداخلية في هذا الموضوع؟ وما علاقة الجهة الخليجية بالموضوع؟ استفهاماتٌ تحتاج إلى إجابات.
ماهر زيد: أول من نبّه إلى فرضية أن يكون للسائق علاقة ما بالاغتيال هي الشاهدة نادية داود التي تحدثت عن شخص جاء إلى السائق تحدث إليه لبضع دقائق قبل نزول شكري بلعيد وجلوسه في السيارة ليلقى حتفه، تحدثت عن السائق يُجري مكالمة هاتفية أو أكثر في حين نفى هو ذلك، تحدثت عن عدم ارتباك وعدم خوف للسائق عند إطلاق الرصاص على جليسه شكري بلعيد.
تعليق صوتي: نادية تسكن في الطابق الرابع في ذات البناية التي يسكن فيها شكري بلعيد وحسب التحقيقات فإنها الشاهد الرئيس الذي شاهد عملية الاغتيال بكل تفاصيلها خلال جلوسها على شرفة شقتها.
شهادة نادية داود كما وردت في محاضر تحقيق وزارة الداخلية التونسية: أثناء تدخيني لسيجارةٍ شاهدت سيارة داكنة اللون سياسية بلماوي يمتطيها سائقها وكان بمفرده، في هذه الأثناء توجه نحوه أحد الأشخاص قوي البنية يرتدي جمازةً سوداء اللون شعره أسود غير ملتحي وتوجه نحوه وتجاذبا أطراف الحديث لفترةٍ قصيرةٍ ثم غادر واتجه نحو مكان إلقاء الفضلات الموجود خلف العمارة.
ماهر زيد: يُطرح سؤال كبير هنا لماذا بقي السائق حراً طليقاً إلى حدود الساعة الرابعة مساءً تقريبا يعني 8 ساعات بعد عملية الاغتيال والسائق حر طليق، كان يُفترض أن يتم على الأقل ربما إيقافه أو تحجير الحركة عليه مثلما يحصل في أي جريمة أخرى ولكن السائق ظل طليقاً إلى حدود الساعة الرابعة مساءً.
تعليق صوتي: حاولنا الوصول لناديا إلا أنها أغلقت كل هواتفها ولم تعد تجيب عن أي استفساراتٍ حول هذا الموضوع، وعلمنا فيما بعد أنها تعرضت لتهديدٍ ولم تعد تتعاطى مع القضية، وجدنا حواراً سابقاً لناديا تتحدث فيه عن قضية اغتيال شكري بلعيد.
[شريط مسجل]
نادية داود: المرة الوحيدة التي اتهمت فيها السائق كإنسان حضرت للتو على جريمة قتل ودخلني إحساس خوف وارتباك ولا أعرف ماذا يجب أن أفعل ورأيت شيئاً بدا لي غير عادي بالمرة، والسيد شكري رحمه الله كما قلت لم يكن رجل سياسة فحسب كان صديقاً، كان صديقاً للعائلة، كان صديق لي أنا وجارنا ماذا تريدني أن أقول؟ عندما أرى تصرفاً كهذا ماذا تريدني أن أقول؟ يعني أن هذا بيان.
صحفي: ومن ثم.. لم يكن أبدا اتهام، كان منذ البداية بيان.
نادية داود: كان منذ البداية بيان، لم أتوقف عن القول إنني لا أتهم أحداً، إنه بيانٌ لتتصرف... فقط.
صحفي: كيف بدا هذا التصرف؟
نادية داود: تصرف تبين لي أنه يخلو من كل إنسانية، عبد يُصاب بجانبك وأنت لا تحرك ساكناً، ماذا يعني؟ أنا لم أتهم.. أنا لم أقل إنه.. لم اقل إنها مؤامرة.. لم أقل إنه معهم.. لم أقل إن له يداً في الحكاية.. لم اقل شيئاً، قلت أنه عندما صارت الواقعة لم يتحرك.. وهذه الشهادة ليست من عندي أنا فقط، بعد ذلك لما جاءت سيارة الإسعاف وهو فوق النقالة لم يحرك ساكناً، لست أنا فقط حتى الجيران رأوا ذلك.
تعليق صوتي: عدنا للمتهمين الرئيسيين في القضية مرةً أخرى لم يتبق إلا أحمد الرويسي الذي يُشار إليه بأنه المدبر لعملية الاغتيال وعمليات عنفٍ أخرى في تونس فما علاقته بالجماعة السلفية الجهادية في تونس؟ لم يكن أحمد الرويسي سوى المنجم المعروف باسم إيليوس حتى قبل 7 سنوات أي قبل أن يُسجن بتهمة الترويج للمخدرات عام 2007 ويعتنق في السجن الفكر السلفي المتشدد.
أحمد الرويسي العقل المدبر
عمار النميري/صديق سابق لأحمد الرويسي: كانت معرفتي به بالصدفة وهو جاءني بالنهار للمؤسسة بالتحديد جريدة الشروق كان يريد أن يعمل بالإعلانات كان عامل سيرفيس لقراءة الكف، عملت سيرفيس وكنت أنا وقتها أخدم كأمين تحرير أول في جريدة الشروق، كنت جليسه كنا نجلس مع بعض كنا نقعد مع بعضها ودخلت لداره ونعرف امرأته الأجنبية نعرف ابنته تعمقت معرفتنا في بعضنا شوي شوي بدينا للتحدث ربما في المجالات ككل إضافة إلى العرافة بتاعته وقراءة الكف، هو جاء على أساس أنه قارئ كف ويعمل في المكتب بتاعه كقارئ للكف لكن تقريبا تناول أو خدم في مجال الشعوذة وفي المجالات كلها.
تعليق صوتي: بحكم شهرته بعلم الفلك والعرافة ارتبط اسم أحمد الرويسي بشخصيات ٍ قياديةٍ في الحزب الحاكم وبزوجاتهم قبل الثورة بينهم بلحسن الطرابلسي شقيق زوجة الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
عمار النميري/صديق سابق لأحمد الرويسي: له علاقة خاصة في بلحسن الطرابلسي وليلى، ليلى كان يزورها طبعاً لقراءة الكف وهي كانت مولعة بهذه الأمور، الشارني "حسن الشارني عراف تونسي" ذهب إليها عِدة مرات واعترف بهذا علناً في وسائل الإعلام، هذا حدثني به السيد أحمد الرويسي أخبرني أنه يزور ليلى بن علي ترسل إلي أحياناً كي أقرأ لها الكف وأتنبأ لها ببعض الأمور.
ماهر زيد: لكن في لحظة من اللحظات قرر بلحسن الطرابلسي أن يرفع يده عن أحمد الرويسي وتركه يواجه مصيره فدخل السجن وحُكم عليه بـ14 سنة سجن.
ليلى بن دبة: هو كان في السجن لأنه يقضي عقوبة سلبا للحرية من أجل تجارة المخدرات، الله أعلم في تجارة المخدرات أم لأنه خدم في ذلك أو أنه مع تيار السلفيين.
تعليق صوتي: تعرف الرويسي داخل السجن على محمد السعيداني الرجل الثاني في التيار السلفي الجهادي في تونس وتتلمذ على يديه وأعلن توبته لينال ثقته ويصبح خلال 4 سنوات أحد المؤثرين في التيار.
أبو خليل/ رفيق أحمد الرويسي في السجن: علاقة أحمد الرويسي بمحمد سعيداني علاقة كبيرة برشا، علاقة أخوية ومودة وإلى آخره، فرشه بجانب فرشه يحكي معه بكل الأمور يستشيره في الأمور الفقهية في القراءات، في كذا، في كذا ايش تكون العلاقة حسب رأيك؟
تعليق صوتي: بعد الثورة تمكن أحمد الرويسي الهرب من السجن كان الوحيد الذي هرب ولم يعرف عن هذا السجن أن أحدا غيره تمكن من ذلك، ارتبط اسم الرويسي بعمليةٍ أخرى قبل اغتيال بلعيد بقضية عرفت بسلاح مدنيين وجد في تلك المنطقة مخزنٌ للسلاح وتم ضبط جهاز حاسوبٍ وأوراقٍ خاصة به تحفظ عليها النقيب عماد الحيزي لكنها فُقدت في ظروف غير معروفة، قتل عماد لاحقا مع ضابط الأمن سقراط الشارني الذي عُرف عنه بملاحقته لسلفيين متشددين بعملية غامضة، ولم يُعرف من أخفى الحاسوب الشخصي للرويسي وأوراقه الخاصة.
مولدي الشارني/ والد سقراط الشارني: هي كانت بمحض الصدفة أنهم رأوا أنه يجب أن يُقتل لأنه عرف أشياء أكثر من اللازم، قال لنا ثمة متفجرات بتاع انقلاب بتاع تفجير كبيرة جدا ضائعة وضائعة من الدولة.
تعليق صوتي: ظل الرويسي المنجم أو السلفي اللغز الذي يحير الجميع ويطلق عليه في تونس الصندوق الأسود للإرهاب، منذ مدة يقيم الرويسي في شرق ليبيا في معسكرٍ لتدريب الجهاديين التونسيين، بعد فشل محاولتنا الوصول إلى قادة التيار السلفي في ليبيا تمكنا من الوصول إلى أحد قادة أنصار الشريعة والذي يُقيم على الأراضي التونسية لكنه رفض الإفصاح عن هويته فاقترحنا عليه إجراء مقابلة مع تغطية الوجه، لكن القيادي السلفي فاجئنا بمعلومة جديدة تتعلق بانشقاق الرويسي عن أنصار الشريعة.
قيادي سلفي/تيار أنصار الشريعة: بلغنا أن أحمد الرويسي شكل مجموعة أو كتيبة أو فرقة خاصة به منشقة عن التيار السلفي في تونس، تحديدا أنصار تيار الشريعة وأطلق عليها العديد من الأسماء مثل كتيبة الموقعين بالدم أو كتيبة الفارين من الظلمات أو ما شابه ذلك، لكن المهم أن الفكرة هي واحدة وهي أنه جعل مجموعة منضوية تحته داخل معسكراته بليبيا وموالين وأنصارا له في تونس يتخذون من العمليات الدموية والعمليات المادية الفردية في تونس كذريعة لتحقيق أهداف وأجندات.
تعليق صوتي: عدنا للتقليب في ملفات القضية تردد أن زهرة الرويسي القيادية بالحزب اليساري الاشتراكي وشقيقة أحمد الرويسي التي خرجت عند اغتيال بلعيد لتتهم حركة النهضة بالمسؤولية عن عملية الاغتيال على صلة وثيقة ببسمة الخلفاوي زوج بلعيد.
[شريط مسجل]
زهرة الرويسي/ أخت أحمد الرويسي: وأن الإخوان هم حكومة التفاف على الثورة الشعبية التونسية التي لم يقدها حتى حزب صحيح قادتها أصوات حرة التي رمزها صوت شكري بلعيد.
لغز آخر في القضية
تعليق صوتي: بعد محاولاتٍ عديدةٍ تمكنا من مقابلة بسمة الخلفاوي، سألناها عن زهرة وما سر علاقتها بها؟
بسمة الخلفاوي/ أرملة شكري بلعيد: تقصد أخت أحمد الرويسي لا أعرفها، هل هي قالت إنها صديقتي؟ كانت صديقتي؟
أحد أفراد فريق العمل: هكذا يروج.
بسمة الخلفاوي: لماذا يروج؟ ما الإضافة عندما تكون صديقتي؟ أم يكن من الأجدر وقت أن أخذوا هم دخلوا عليه في بيته، ووجدوا حاسوبه وكراس مذكراته التي يكتب فيها رسائله، لا يجب أن نبقى نكثر الحديث لأنها صديقتها فبسمة الخلفاوي تسببت باغتياله لماذا لم يأتوا لنا بجهاز حاسوبه وكراس مذكراته لنتجنب اغتيالاتٍ أخرى، لماذا لم يعطونا إياها؟ هو محجوز، ولكنه غير موجود وغير متوفر حجز في قضية مدنيين وموجود في الحجوزات لكن عندما نطالب به لنطلع عليه يقولون لنا ضاع.
 تعليق صوتي: سألنا بسمة الخلفاوي عن فوزي مراد فلم تبدي معرفةً بما تحدث به ولم تشكك في مقتله.
بسمة الخلفاوي: لم أكن مطلعة بما يكفي لنعرف ماذا يقصد فوزي أو ماذا فعل فوزي.
أحد أفراد فريق العمل: ماذا عن المضايقات التي تحدث عنها داخل اللجنة.
بسمة الخلفاوي: لم تكن مضايقات، كان عنده معلومات والزملاء أحبوا أن يتشاوروا فيها وبعد ذلك يتحدث بها فوزي، وفوزي متحمس كثيراً ويحب شكري كثيراً، وعلاقته وطيدة بشكري فلم يصبر وتحدث وأنا في أكثر من منبر ثمنت ما فعله فوزي.
تعليق صوتي: بعد أن لم نجد الأجوبة لأسئلتنا بدأنا نطرح أسئلةً سريعة، كثيرٌ من الشكوك تدور أن طلاقاً حصل بين شكري وبسمة قبل اغتياله وأن علاقة خصامٍ جمعتها به.
بسمة الخلفاوي: يقولوا كيف ما يحبوا حاجة ما تعنيني، يقولوا كيف ما يحبوا حاجة ما تعنيني.
تعليق صوتي: قبل أن نذهب لمقابلة بسمة الخلفاوي وقع بين أيدينا ملفٌ يفيد بأن شكري بلعيد هدد القيادي اليساري وصانع الأفلام ناجي النغموشي بالقتل مطالباً إياه بالابتعاد عن زوجته بسمة وإنهاء علاقته بها.
شهادة شاكر بن بلقاسم خذيري كما وردت في محاضر تحقيق وزارة الداخلية التونسية: أخبرني ناجي أن شكري تفطن للعلاقة التي تربطه ببسمة خلفاوي إذ تولى زوج بسمة الاتصال به هاتفياً وهدده بالقتل في حال عدم ابتعاده عن زوجته، عندها أشرت على صديقي ناجي بأن يقوم بتغيير رقم هاتفه الجوال والابتعاد عن المسماة بسمة زوجة شكري بلعيد ومنذ ذلك التاريخ لا أعرف ما حصل بينهما ولم أتطرق بالحديث بخصوص ذلك الموضوع مع صديقي ناجي النغموشي، أفيدكم أن صديقي ناجي أخبرني أن المسماة بسمة أعلمت زوجها شكري بلعيد بالعلاقة التي تجمعهما وأنها لا تستطيع الابتعاد عنه وأن بسمة أفادته أنها تعاني العديد من المشاكل مع زوجها ويوجد بينهما قضيةٌ في طلاق، إثر علمي بمقتل شكري بلعيد توجهت شكوكي مباشرةً نحو زوجته وعشيقها ناجي النغموشي.
تعليق صوتي: سألنا بسمة عن ناجي النغموشي بطريقةٍ لا تُثير الحساسية عندها.
بسمة الخلفاوي: صديق عزيز علي برشا، صديق وعزيز علي برشا صديقي مُنذ الـ1995، 1994.
أحد أفراد فريق العمل: يٌقال إن علاقته كانت متوترة مع شكري؟
بسمة الخلفاوي: أبداً لم تكن متوترة بشكري، ولم أقل يوماً إنني لا أعرفه، أو لا أحترمه، أولا تربطني به علاقة احترام، لأنه صديق عزيز أو كان صديقاً عزيزاً لأنه توفى.
أحد أفراد فريق العمل: متى توفي وكيف؟
بسمة الخلفاوي: في حادث مرور، ربما له شهران، لم نعد نحسب للموت.
تعليق صوتي: خبر مقتل النغموشي فاجئنا فقد كنا مُنذ مدةٍ نحاول البحث عنه فشهادته يمكن أن تكون فاصلةً في القضية، استعجلت بسمة الخلفاوي في إنهاء المقابلة فبعد أن كانت قد رحبت بنا بتنا ضيوفٍ غير مرغوبٍ فينا كانت مقابلة بسمة الخلفاوي على عكس توقعاتنا فبدلاً من الحصول على إجاباتٍ خرجنا بمزيدٍ من علامات الاستفهام، بعد يومين من مقابلة بسمة تمكنا من الوصول لشهادةٍ تثبت طلاق بسمة الخلفاوي من شكري بلعيد إذاً لماذا تُنكر بسمة الخلفاوي حادثة الطلاق وما هي مصلحتها في ذلك؟ بعد مقابلة بسمة الخلفاوي بتنا أكثر يقيناً بأن لدى المحامية ليلى بن دبة ما تُخفيه بعد أن وضعت مقابلتنا السابقة بها لحظة سؤالنا عن تفاصيل خاصةٍ في عملية اغتيال بلعيد، عدنا للاتصال بها مرةً أخرى في محاولةٍ لإقناعها للحديث مرةً ثانية بعد محاولاتٍ استجابت لكن دون تصوير أو تسجيلٍ للمكالمة التلفونية، كانت المفاجئة باتهامها لكمال لطيف رجل الأعمال التونسي المعروف التي كانت تربطه علاقةٌ وثيقةٌ بأسرة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي والملقب في تونس بصانع الرؤساء بالوقوف خلف أحمد الرويسي ودعمه، وعند الاستفسار منها عن معلوماتها حول موت ناجي النغموشي صُدمت بالخبر وطلبت إنهاء المقابلة قبل أن تختمها "بربنا يستر علينا وعليه"، بمجرد إنهاء المكالمة مع ليلى بن دبة بدأنا بالبحث عن طريقةٍ للتواصل مع رجل الأعمال التونسي كمال لطيف.
أحد أفراد فريق العمل: يبدو أن الصوت أشكل علي؟
كمال لطيف/رجل أعمال تونسي: لا ،لا صوتي أنا هو كمال لطيف.
أحد أفراد فريق العمل: أردت أن أسـألك سؤال.
كمال لطيف: تفضل.
أحد أفراد فريق العمل: هناك بعض الأطراف تقول إن كمال لطيف هو من يقف وراء أحمد الرويسي الذي خطط لاغتيال شكري بلعيد.
كمال لطيف: نعم يا أخي.
أحد أفراد فريق العمل: هناك بعض الأطراف تقول إن كمال لطيف هو من يقف وراء أحمد الرويسي الذي خطط لاغتيال شكري بلعيد.
كمال لطيف: هكذا، اذهب وعالج عقلك عند الطبيب.
أحد أفراد فريق العمل: عفواً سيد كمال.
كمال لطيف: اذهب وعالج عقلك، قال بعض أطراف وحديث فارغ من سيادتك أنت، من سيادتك؟ حتى أعطاك الرقم، اذهب يا ابني.
أحد أفراد فريق العمل: نحن نستوضح سيد كمال.
كمال لطيف: تستوضحون؟ هذا كلام قِلة حياء.
أحد أفراد فريق العمل: أنا أفضل أن نجري مقابلة ونتحدث.
كمال لطيف: لا، لا أنا لا أعمل مقابلات، أنا لا أعمل مقابلات.
تعليق صوتي: في نفس يوم محادثة كمال لطيف اتصل رقمٌ تونسي على رقم الفريق الخاص وعرف بنفسه بأنه من فرقة مكافحة الإرهاب في تونس وطلب منا التوقف عن تصوير الفيلم، وهدد عضو فريق العمل باقتحام منزله لو لم يتم التوقف عن تصوير الفيلم، الغريب أن الاتصال كان على الهاتف الخاص الذي كنا قد أعطيناه لبسمة الخلفاوي عند مقابلتها، تعرض فريق العمل للاحتجاز لدى الأمن التونسي 3 مراتٍ خلال تصوير مشاهد الفيلم وعلمنا فيما بعد أن أرقام هواتف الفريق مراقبة، اضطررنا لوقف البحث والتحقيق حِفاظاً على سلامة الفريق بعد أن بدأت تتمثل لدينا صور الضحايا الذين سقطوا بعد اغتيال شكري بلعيد.
ماهر زيد: اعتقد أن اللجوء لأحمد الرويسي كفرس رابح سيتواصل هذا الأمر إلى حين أن يتم التخلص منه، لا أعتقد أن يتم اعتقال أحمد الرويسي مثلما تم الترويج له مؤخراً بل أعتقد أنه سيلقى نفس مصير كمال القضقاضي وسيدفن وتدفن معه أسرار العمليات الإرهابية ومن يقف ورائها.
تعليق صوتي: بعد فترةٍ قصيرةٍ من اغتيال بلعيد اغتيل عضو المجلس التأسيسي التونسي القيادي اليساري محمد البراهمي وأعلنت وزارة الداخلية أنه قُتل بذات السلاح الذي قُتل به بلعيد، قائمة المتهمين باغتيال البراهمي تضمنت عدداً من المتهمين بقتل شكري بلعيد لكن الغريب في الأمر تضمنها لاسم مروان الحاج صالح الذي قُتل في سوريا قبل اغتيال محمد البراهمي بشهرين، لم نتوصل لأدلةٍ يقينيةٍ حول من يقف بالضبط خلف اغتيال شكري بلعيد لكن ما واجهناه أثناء التحقيق جعل الشبهات التساؤلات تدور حول جهاتٍ متنفذة لم تسقط بسقوط نظام بن علي، لم نستطع تأكيد الشبهات لكن ما تأكدنا منه أن هذه الجهات لا تسمح لأحد الخوض فيمن يقف وراء عملية الاغتيال.
 ...............


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق