الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

الشهيد ناجي العلي-2- الفيلم

فيلم ناجي العلي | نور الشريف | ليلي جبر - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=DhAI8rAQ05o
28‏/08‏/2013 - تم التحديث بواسطة افلام عربى
فيلم ناجي العلي | نور الشريف ليلي جبر | محمود الجندي | تقلا شمعون | ليلي عوض يلقى الفيلم الأضواء على ناجى العلى فنان الكاريكاتير السياسى ...
.................

نور الشريف
   سلوى اللوباني من القاهرة:  عرضت قناة "روتانا سينما" فيلم "ناجي العلي" ضمن سلسلة عرض الافلام الممنوعة التي ستقوم بعرضها كل يوم اثنين من كل اسبوع، والفيلم من بطولة الفنان المثقف نور الشريف، محمود الجندي، ليلى جبر، والفنان اللبناني أحمد الزين، تأليف بشير الديك، واخراج الراحل عاطف الطيب، وانتاج مشترك بين مصر(ان بي فيلم-نور الشريف) ولبنان (مجلة فن-وليد الحسيني)، موسيقى مودي الامام، تم انتاجه عام 1992 ولم يعرض في دور العرض سوى اسبوعين فقط بسبب الهجوم العنيف الذي شن من قبل احدى الصحف المصرية على الفيلم والعاملين به.




قصة الفيلم:


"نور الشريف" يقوم بدور رسام الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" ويبدأ الفيلم باغتيال ناجي العلي في لندن ورقوده في غرفة الانعاش ويعود الزمن لبضعة أشهر قبل عام 48 وأشار الفيلم الى ذلك بمجموعة من الاشارات الزمنية، وتفجير المساكن، وتشريد اهالي القرى الفلسطينية، ونزوح ناجي واسرته الى بيروت (مخيم عين الحلوة) ثم انتهاء الانتداب البريطاني، واعلان قيام الدولة الصهيونية في 5 مايو 48، واجتياح الاسرائيليون لبنان واجبار الفلسطينين الى مغادرتها، فيغادر ناجي الى الكويت ومن ثم يستقر في لندن، والعمل في مكتب جريدة القبس الدولية، ونشر رسوماته التي تعبر عن الواقع العربي من خلال شخصية "حنظلة"، الى ان يأتي ختام الفيلم بتوقف قلب "ناجي العلي" داخل المستشفى بلندن بعد اغتياله، استعرض المخرج عبر شخصية ناجي نكسات الوطن العربي من خلال بناء درامي محكم، والجدير بالذكر انه بالرغم من عدم عرض الفيلم على شاشات السينما والتلفزيون في ذلك الوقت الا أنه عرض في مهرجانات دولية عديدة ونال العديد من الجوائز.

الهجوم على الفيلم:


نال الفيلم هجوماً عنيفاً من بعض الصحف المصرية التي اعتبرت رسومات ناجي العلي مسيئة للعرب وتحديداً لمصر، ونال نور الشريف هجوماً عنيفاً ايضاً لادائه دور ناجي العلي وتعرض للتعتيم الاعلامي والتجاهل الفني لفترة طويلة، فصوروا أبطال الفيلم والعاملين به كما لو كانوا مجموعة من الخونة صنعوا فيلماً خصيصاً ضد مصر، حتى انهم كتبوا وقالوا ان نور الشريف يقوم ببطولة فيلم الرجل الذي شتم مصر في رسوماته، وجاء رد نور الشريف على هذه الاتهامات.."الحقيقة ان هذا الاتهام باطل فناجي العلي كان يعشق مصر لابعد الحدود وهذا ما توضحه رسوماته، ولكنه هاجم السادات عند زيارته للقدس وهاجم اتفاقية كامب ديفيد، ناجي العلي لم يشتم مصر ولكنه عبر عن رأيه في رفضه لكامب ديفيد وهذا كان موقف كل العرب آنذاك، ومعظم المثقفين المصريين، وسار الهجوم على الفيلم وفق سيناريو محبوك وربما أفلح في التأثير على بعض الذين لا يعرفون ناجي العلي ولم يدم هذا طويلا، ويكفيني الاستقبال الحار الذي استقبلت به في بعض الجامعات المصرية، والجهات الاخرى حيث تم عرض الفيلم، وعقد ندوات مفتوحة شارك فيها الالاف ممن لم يتأثروا بهذا الهجوم"، ويعتبر نور الشريف أن فيلم هذا الفيلم من اهم أفلامه، ونقطة تحول مهمة في مسيرته الفنية ويعتبره فيلم جاد في مسيرته سار به الى مرحلة النضوج في وقت كان الانتاج الفني يعاني من التردي، وقد قام نور الشريف لمدة عامين بمتابعة وجمع المعلومات عن الفنان ناجي العلي، بالاضافة الى مقابلة أصدقاء ناجي في الكويت ولندن والدول العربية حتى تكون الشخصية قريبة منه، ومن أجمل التعبيرات التي وردت على لسان نور الشريف عن ناجي العلي " أنه نموذج لغياب الحرية، فهو لا يمسك مدفعاً ولم يؤلف حزباً، بل يمسك قلماً وريشة ويستخدم حبر وورق".

ناجي وحنظلة:


يعتبر ناجي العلي من أهم الفنانين الفلسطينين، سافر الى الكويت ليعمل محررا ورساما ومخرجا صحفيا فعمل في الطليعة الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، القبس الدولية، وتميز بالنقد اللاذع في رسومه، سكن مخيم عين الحلوة بلبنان وهو في العاشرة من عمره، واعتقل من قبل القوات الاسرائيلية وهو طفل، قضى اغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها، وحنظلة هي شخصية ابتدعها ناجي العلي لتمثل صبي في العاشرة من عمره، أدار ظهره في سنوات ما بعد 73 وعقد يداه خلف ظهره واصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته، وظهر رسم حنظلة في الكويت عام 69 في جريدة السياسة الكويتية، اغتيل ناجي العلي في احدى شوارع لندن بتاريخ 22 يوليو 87 وهو في طريقه لعمله، اخترقت الرصاصة صدغه الايمن وسقط ناجي وفي يده مفاتيح سيارته وتحت ابطه رسوماته، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس من نفس العام و دفن في "مقابربروك وود" الاسلامية بلندن، بعد ان رفضت السلطات البريطانية نقل جثمانه الى مخيم عين الحلوة ليدفن هناك كما وصى، استشهد ناجي العلي تاركاً وراءه زوجته "وداد" وأولاده خالد، أسامة، ليال، وجودي، ورغم وفاة "ناجي العلي" الا أن العديد من مواقع الانترنت والصحف والمجلات بالاضافة الى اصدارات الكتب ما زالت تكتب عنه، وتتذكره وتؤيد فكره ومواقفه.
.......................

مقال قديم بقلم الفنان نور الشريف يتحدث فيه عن فيلم وشخصية (ناجي العلي) .. وتم إعادة نشر المقال في ذكرى وفاته :
ناجي العلي... فيلم للوطن والحرية
بقلم الفنان نور الشريف
هل لانه ناجي العلي ام لانني نور الشريف... أكتب هذه السطور؟ لا أدري وان كنت اعتقد انه لا فرق
...!! لا استطيع ان انسى هذا العام... عام (1990) حين خضت تجربة تصوير فيلمي (ناجي العلي) مع المخرج الراحل عاطف الطيب... كنا, كل فريق الفيلم, مشتعلين بالحماس وكل منا بدا كما لو كان يشكل نقطة تحول مهمة في مسيرته الفنية, وكنت راضيا عن نفسي بنسبة كبيرة, لان العمل يحتل المقام الاول في حياتي وحبي له يصل الى حد الجنون, ورغبتي في التجديد ملحة دائما وكذلك الجدية في اختيار الموضوعات وهي النواحي التي توافق مرحلة ما بعد الانتشار في حياة الفنان لتحقيق درجة من النجاح, بحيث يصبح مطلوبا في السوق الفني, اي انه لا يقبل الاعمال الجماهيرية فقط, لانها تقوده الى نهاية مؤسفة, فالفنان الذي يصل الى مرحلة الانتشار في السوق يجب ان يعتمد درجة من التوازن حتى لا يفقد الايمان الشعبي به, ويقوم هذا التوازن على طرح الافلام الشعبية, في الوقت الذي يستغل فيه كفاءته لتقديم اعمال فنية لا يستطيع تقديمها الجيل الجديد... ومن هنا انطلقت الى (ناجي العلي)... و(ناجي العلي) لم يكن مجرد فيلم جاد في مسيرتي كان دليلي الذي قادني الى مرحلة النضوج في زمن التردي السائد في معظم النتاج الفني سواء على المستوى السينمائي أو المسرحي او الموسيقى او حتى التلفزيوني, كان هو البديل المطلوب للافلام المبتذلة او افلام المقاولات التي تتعمد الابتعاد عن صلب الهموم الكبرى والموضوعات الجوهرية, وتعمل على طمس المشكلات الانسانية والقومية والوطنية من خلال طرحها لموضوعات سطحية تخاطب الغرائز وليس العقول والقلوب.
فــ (ناجي العلي) فيلم الوطن والحرية, الوطن فلسطين وهي القضية القومية الاهم ومحور الصراع العربي الصهيوني, والحرية هي المشكلة المركزية في وضعنا العربي, ومن خلال هذا الفيلم سعينا لطرح رؤية فنية سينمائية شكلا وموضوعاً تحاكي الفكرة جمالا وجدية.
وبالطبع كانت هناك أسباب أخرى غير رغبتي الملحة في التجديد لخوض تجربة (ناجي العلي) اهمها ان صورة القضية الفلسطينية غير واضحة تماما لان اختلاف وسائل الاعلام شوه هذه الصورة, وحدث تصيد لاخطاء بعض الشخصيات الفلسطينية, لذا فإن حماسي انصب على مواطن فلسطيني من داخل الارض المحتلة لم يتغير ورغم تنقله من قطر الى قطر الا ان فلسطين ظلت تسكن داخله... هذا المواطن البسيط عاش حياة صعبة رفض خلالها التضحية بفنه وقضيته.
تعاملت مع (ناجي العلي) على مستويين: القضية الفلسطينية, والارض, وهي دائما الرمز للفنان الملتزم... الفنان الذي لا يبحث عن تبرير لانهياره او ضعفه أو ابتعاده عن قضية, بل يصر على موقفه دون الخضوع للتيارات الحزبية. ان حماسي لناجي العلي كان ينبع من التعلق بالقضية الفلسطينية بعيداً عن التحيز والضغوطات, انه يحمل وجهة نظر المواطن العربي الفلسطيني.
دفعني نحو ناجي العلي ايضا... اعتقاد انه النموذج الرائع لغياب الحرية, لانه لا يمسك مدفعاً ولم يؤلف حزباً بل قلما وريشة وحبرا واوراقا فقط لا غير, انه فرد يقف في الساحة وحده, بل انه ضعيف البنية, ولو كانت هناك مساحة من الحرية لاصبح (ناجي) هو المرشد في رحلة الصواب لانه يعكس نبض المواطن الفقير, مواطن المخيمات, لكن ما حدث هو العكس, فغياب الحرية والديمقراطية قتله, هناك التباس يحدث عند الناس دوما ومحوره ان الحرية تعني اطلاق الرأي فقط لان الآخر سيستمع اليه ولا يفهمه, لكن الحرية ان تقول رأيك ولا يقتلك الطرف الآخر.
وعلى هذا المستوى نجد ان ناجي العلي هو الضمير القوي للعديد من القوميين العرب, لقد اختار طرح الرأي الجزئي والصريح دون تردد ولا خوف, لان الصراحة صعبة حتى في الحوار حيث لكل طرف تبعيته, فكيف الحال اذا كان هذا الشخص فناناً يطرح كل اخطاء الأنظمة.
ظللت عامين أو اكثر اتابع الموضوع واجمع المعلومات واقابل اصدقاء ناجي من الكويت ولندن والدول العربية وسجلت لهم كماً من الحوارات لا يمكن وصفه وهذا المشوار من البحث والتقصي كان لابد منه, لان الشخصية حين تكون قريبة منك وفي عصرك من الصعب أن تصل الى الحقيقة كاملة.
والحمد لله قدمت ناجي في فيلم, هو في الحقيقة فيلم عن الوطن والحرية, وأنا مرتاح الضمير, فالنقطة الأساسية فيه كانت عن القضية الفلسطينية من خلال مأساة فنان مبدع وملتزم. ورغم فرحتنا الغامرة أنا وصديقي الكاتب وليد الحسيني شريكي في انتاج الفيلم وصديقي المخرج الراحل المبدع عاطف الطيب وكل أسرة الفيلم الرائعة بعرض الفيلم جماهيرياً, إلا أن فرحتنا كادت تختنق على يد الهجوم العنيف الذي قادته إحدى الصحف المصرية ضد الفيلم وضد شخصية ناجي العلي رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي عاش عمره كله محارباً ومعتركاً بريشته ضد الإحتلال والإستسلام والتفكك العربي, صورنا الهجوم, نحن فريق الفيلم, كما لو كنا مجموعة من الخونة صنعوا فيلماً خصيصاً ضد مصر, حتى أنهم كتبوا وقالوا نور الشريف يقوم ببطولة فيلم الرجل الذي (شتم) مصر في رسوماته, والحقيقة أن هذا الاتهام باطل, فـ (ناجي العلي) كان يعشق مصر لأبعد الحدود وهذا ما توضحه رسوماته, ولكنه هاجم السادات عند زيارته للقدس, وهاجم اتفاقية كامب ديفيد, ناجي العلي لم (يشتم) مصر ولكنه عبر عن رأيه في رفضه لـ (كامب ديفيد) , وهذا كان موقف كل العرب آنذاك ومعظم المثقفين المصريين. سار الهجوم على الفيلم وفق سيناريو محبوك وربما أفلح في التأثير على بعض البسطاء الذين لا يعرفون ناجي العلي ولم يدم هذا طويلاً فالغشاوة سرعان ما تزول, ويكفيني الاستقبال الحار الذي استقبلت به في بعض الجامعات المصرية والجهات الأخرى حيث تم عرض الفيلم, وعقدت ندوات مفتوحة شارك فيها الآلاف ممن لم يتأثروا بهذا الهجوم.
كل هذا شد من أزري وساند موقفي في الصمود وعدم الاستسلام واصراري على أن (ناجي العلي) من أهم أفلامي وسأظل أفخر به دائماً, بل وسأظل أحلم بمواصلة مشواري على نفس الدرب وتقديم شخصيات أخرى تشبه ناجي العلي, وتاريخنا العربي زاخر بها, ولن يرتاح بالي إلا إذا فعلته
........................
 Gm Sherbini ناجي العلي ونور الشريف وأول فيلم فيديو متحرك أنا أنتجته وأخرجته لشخصية شهيرة من شخصيات المبدع ناجي العلي !.................https://www.youtube.com/watch?v=pfKY7xGcgiQ
واد غلبان سرق برتقالة وجري بعيد
..............

"ناجي العلي" أشرس معارك نور الشريف المتتالية.. وفي النهاية انتصر "حنظلة"

محمد فايز جاد
 

"ناجي العلي"

المعارك، التي دخلها الفنان الراحل نور الشريف بسبب أفلامه لا تعد، فالعديد من أفلامه ألقته في مواجهة عنيفة، إما مع أنصار نظام معين، أو مع النظام نفسه.

من هذه المعارك معركة فيلم "الكرنك"، الذي تم إنتاجه عام 1975، من إخراج علي بدرخان، والذي كان يصور بشكل مباشر عمليات التعذيب الممنهج التي تعرض لها سجناء الرأي، خصوصا الشيوعيين، في فترة الستينيات، والمأخوذ عن رواية للأديب العالمي نجيب محفوظ كتبها بعد أن رأى بالصدفة حمزة البسيوني رئيس السجن الحربي في عهد عبد الناصر، لدى خروجه، أي البسيوني، من السجن.

الفيلم تعرض لحملة انتقادات واسعة من جانب الناصريين الذين، رغم أن نور الشريف كان ناصريا، رأوا فيه تشويها لصورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وحقبته، بخاصة أن هذا الفليم تم إنتاجه في عهد الرئيس الراحل السادات، الذي يعلم الجميع أنه جاء باتجاه مضاد تماما لاتجاه عبد الناصر.

معركة أخرى دخلها الشريف كانت بعد فيلم "أهل القمة" الذي تم إنتاجه عام 1981 ، ومن عجب أنه كان من إخراج علي بدرخان وقصة نجيب محفوظ. الفيلم قدم شهادة عن فترة الانفتاح التي شهدتها مصر في النصف الثاني من حقبة السبعينيات، والتي شهدت ظهور طرق غير مفهومة للثراء، جاءت عن طريق تكوين أموال من أنشطة غير منتجة، وبعضها غير شرعي، ما أنتج طبقة من الأثرياء الجدد الذين بلغوا القمة بطرق مشبوهة، ليصبح ذلك العصر هو عصر الإثراء بلا مبرر، وبلا مجهود.

الفيلم تم منعه من قبل الرقابة التي رفضت عرضه دون إبداء أي سبب، ليتصل الفنان نور الشريف بالرئيس الراحل أنور السادات طالبا منه السماح بعرضه. السادات اشترط أن يشاهد الفيلم أولاً قبل الموافقة على عرضه، وبالفعل وافق وأجاز عرضه.

ورغم ذلك، فإن الفيلم، وبطله، لم يسلما من حملة شرسة شنها أنصار الرئيس السادات من صحفيين وكتاب، وسياسيين ورجال أعمال.

بيد أن كل هذه المعارك لا يمكن أن تقارن بتلك المعركة الشرسة التي خاضها نور الشريف دفاعا عن فيلمه الشهير "ناجي العلي" الذي يصور شخصية رسام الكاريكاتور الفلسطيني الشهير ناجي العلي الذي تعرض للاغتيال في لندن عام 1987.

الشريف، صاحب الفكر القومي كان من أكثر المدافعين عن القضية والرافضين لأية شبهة تطبيع مع الكيان الصهيوني، حتى أنه في أحد حواراته قال عندما سئل عن إمكانية سفره لفلسطين المحتلة: "مستحيل أن أذهب إلى هناك إلا بـ "فيزا" من السفارة الفلسطينية".

عام 1992، قدم نور الشريف فيلم "ناجي العلي" الذي أنتجته شركة "إن بي فيلم" التي كان يمتلكها وزوجته بوسي، بالاشتراك مع مجلة "فن" اللبنانية. الفيلم، الذي كتبه بشير الديك وأخرجه عاطف الطيب، فتح أبواب جهنم، كما يقول المثل، في وجه الشريف، حيث هاجمه الجميع، وأعلنت كل الأطراف التي يمسها الفيلم من قريب أو من بعيد الحرب عليه.

الفيلم أثار حفيظة الأنظمة العربية التي لطالما هاجمها العلي في رسوماته بضراوة، وبخاصة أن الفيلم لم يتخذ جانبا محايدا في هذه النقطة، بل أبرز صور هذا الهجوم من خلال الحوار، وعلى لسان بطله، ما أدى إلى منع عرض الفيلم في معظم البلاد العربية.

كان أحد المعترضين بالشدة على الفيلم، والمهاجمين لبطله ولأسرة عمله، الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان العلي أحد المعارضين الشرسين له ولجماعته، لدرجة أن أصابع الاتهام وجهت بعد اغتيال العلي، بجانب الكيان الصهيوني، إلى عرفات، بخاصة أن اغتيال ناجي جاء بعد فترة قصيرة جدا، من نشر اللوحة الشهيرة "رشيدة مهران"، التي تهاجم السيدة التي تحمل الاسم نفسه والتي يعتقد أنها كانت عشيقة عرفات.

أما في مصر فكانت ردود الفعل في غاية العنف، فقد تعرض نور الشريف لموجة من الاتهامات القاسية بالخيانة والتواطؤ ضد الدولة المصرية، وقد خرجت الصحف المصرية وقتها لتقول "نور شريف يقدم فيلما عن الرجل الذي شتم مصر".

هذه الاتهامات كانت بمثابة ضربة قاصمة للشريف من الناحية الفنية والمادية؛ حيث تأثر الشارع تأثرا كبيرا بها بخاصة أنهم لا يعرفون الكثير عن العلي وقضيته. كذلك تعرض الشريف لحملة مقاطعة من الدول العربية، التي رفضت أن تعرض أفلامه في دور السينما لديها، وفي مصر تعرض لحصار كبير منعه من الإنتاج.

الفيلم لم يعرض سوى لمدة أسبوعين فقط في دور العرض، ليتم سحبه بعدها مباشرة نتيجة الهجوم الذي تعرض له ما أدى لعزوف الجمهور عن مشاهدته من جهة، وخوف أصحاب دور العرض من رد فعل الجمهور من جهة أخرى ليظل ممنوعا من العرض لعقود، بل وليظل اسمه لعنة تطارد الشريف وشركاءه.

لم يتراجع نور الشريف أمام هذه الاتهامات البشعة وخرج في كل مكان يدافع عن الفيلم، ويؤكد أن الفيلم لا يهاجم مصر على الإطلاق، وأن ناجي العلي ما كان ليهاجم مصر، لأنه أحد العاشقين لها، إنما هاجم العلي الرئيس السادات بعد زيارته للقدس المحتلة، وهو التصرف الذي رفضه جمليع المعارضين للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وفي مقال له عن الفيلم قال الشريف: "صورنا الهجوم، نحن فريق الفيلم، كما لو كنا مجموعة من الخونة صنعوا فيلماً خصيصاً ضد مصر، حتى أنهم كتبوا وقالوا نور الشريف يقوم ببطولة فيلم الرجل الذي "شتم" مصر في رسوماته. والحقيقة أن هذا الاتهام باطل، فناجي العلي كان يعشق مصر لأبعد الحدود، وهذا ما توضحه رسوماته، ولكنه هاجم السادات عند زيارته للقدس، وهاجم اتفاقية كامب ديفيد".

الفيلم ظل ممنوعا لما يقرب من اثنين وعشرين عاما، ليعرض للمرة الأولى على التليفزيون المصري في 2014، ليعلن انتصار نور الشريف وفريق الفيلم في المعركة التي حاربهم فيها الجميع، والتي شرعت في وجوههم كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، وليعلن أن أحدا لا يستطيع منع الكلمة من أن تنتشر وتحلق وتدوي.

رحل الشريف لكنه لم يغب ولن يغيب، فكما أن رسومات العلي ما زالت شاهدة على حياته، وكما أن "حنظلة" ما زال يعلن يوميا في كل أرجاء العالم أنه حي، فإن أعمال الشريف ستظل شاهدة على خلوده، فالمبدعون لا يموتون. 
....................
 

15 معلومة عن نور الشريف: لماذا هاجمته الصحافة وغضبت منه السلطة ومتى كان سيعتزل؟


أمتع نور الشريف جمهوره لأكثر من نصف قرن بعشرات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، التي أثرت تاريخ الفن العربي، "لها" ترصد أبرز 15 معلومة عن حياة نور الشريف الفنية:

ـ تخرّج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967، عن عمر 21 عاماً، وبدأ فور تخرجه العمل في مسرح الدولة، حيث حصل على امتياز في دراسته وكان الأول على فرقته.
ـ رشّحه المخرج والفنان الكبير سعد أردش للتمثيل، فأسند له دوراً في مسرحية "الشوارع الخلفية"، ليكون أول عمل فني في تاريخ نور الشريف.
ـ يعد فيلم "قصر الشوق" أول فيلم سينمائي للفنان الراحل كما أنه يعدّ أول عمل يحصل من خلاله على جائزة، حيث نال شهادة تقدير من أحد المهرجانات العربية.
ـ تعدّ السهرة التلفزيونية "الامتحان" أول عمل لنور الشريف ظهر فيه على شاشة التلفزيون، وقدمه في أوائل سبعينيات القرن الماضي، ويعود الفضل في ذلك إلى المخرج محمد فاضل الذي استغل موهبته في أكثر من عمل أبرزها فيما بعد "القاهرة والناس".
ـ تسببت عدة أفلام بأزمات ومشاكل لنور الشريف، أبرزها فيلم "ناجي العلي"، الذي دار حول سيرة الرسام الفلسطيني الذي اغتالته إسرائيل، حيث هاجمته الصحافة المصرية واتهمته بالحصول على تمويل من جبهة التحرير الفلسطينية. فالفيلم هاجم بشراسة الأنظمة العربية واتهمها بأنها كانت سبباً رئيسياً وراء مقتل ناجي العلي. وصدر في تلك الأزمة قرار منع عرض أفلام نور الشريف في دور العرض الخليجية، كما تجنّب فنانون كثر الاتصال به وهاجمه عدد كبير منهم، حيث إن السلطة السياسية المصرية كانت غاضبة منه للغاية.
وقال نور الشريف عن هذا الأمر: "لم أنس أبداً موقف سمير صبري، فكان الفنان الوحيد الذي اتصل بي يومياً في تلك الأزمة، رفض قرار مقاطعتي، والأمر نفسه بالنسبة لمحمود ياسين ويحيى الفخراني، فكلاهما رفض أن يهاجم الفيلم، وأرسلا إنذاراً للصحف بمنع نشر أي كلمة على لسانيهما ضدي".
ـ قدم نور الشريف خلال السنوات العشرين الأخيرة، عدداً من أهم وأنجح المسلسلات الدرامية، منها "لن أعيش في جلباب أبي" عام 1998، و"الرجل الآخر" عام 1999، و"عائلة الحاج متولي" سنة 2001، و"العطار والسبع بنات" سنة 2002، و"الدالي" بجزئيه و"حضرة المتهم أبي" عام 2006، وأخيراً "خلف الله" و"عرفه البحر".
ـ تعد شخصية مختار العزيزي، التي قدمها في مسلسل "الرجل الآخر" أصعب شخصية قدمها في حياته، حيث قال عنها: "بعد ثلاثة أسابيع من تصوير المسلسل أصبت باكتئاب فظيع، وبدأت أتحول إلى شخص عصبي، حتى لاحظ أصدقائي ذلك، فالصعوبة كانت في كيفية التعبير عن نظرة إنسان إلى أشخاص لا يمثلون في داخله شيئاً، ويسمع أسماء لأول مرة، ومن المفترض أنها قريبة منه، ثم بدأت أنسى فعلياً في الواقع، لأن العمل استمر تصويره ستة أشهر، فوصلت إلى ذروة العصبية".
ـ لعب بطولة مسلسلين دينيين هما "هارون الرشيد" و"عمر بن عبد العزيز"، خامس الخلفاء الراشدين.
ـ قدم الدراما المخابراتية والحربية، في مسلسل "الثعلب" الذي عرض في بداية التسعينيات، وفيلمي "حائط البطولات" و"بئر الخيانة".
ـ يعد فيلما "الكرنك" و"قطة على نار" أكثر الأفلام التي تعرضت لمقص جهاز الرقابة المصري، بسبب مشاهدهما الجريئة.
ـ يعد مسلسل "الخواجة عبد القادر" الذي قدمه الفنان يحيى الفخراني، أكثر الأعمال التي لاقت إعجابه وتمنى أن يشارك فيها.
ـ قرر الاعتزال في حال وافقت مشيخة الأزهر على تجسيد شخصية "الحسين"، حفيد الرسول، صلى الله عليه وسلم، في مسلسل تلفزيوني.
ـ يعد فيلم "بتوقيت القاهرة"، الذي عرض عام 2014، آخر عمل درامي انتهى نور الشريف من تصويره.
ـ حصل خلال مسيرته الفنية، على مئات الجوائز، وكان أكثر عملين نال عنهما جوائز هما فيلما "ليلة ساخنة" و"سواق الاتوبيس".
ـ كان يستعد لتصوير مسلسلين دراميين جديدين، هما "أولاد منصور التهامي" و"جنة ونار".
..................
 

أسوأ 6 أشهر عاشها نور الشريف في حياته: كادت أن تقضي عليه

نور الشريف

في حياة كل إنسان فترات سعادة يعيش على ذكرياتها كلما صادفته محنة، وأيام أخرى حزينة يتمنى لو أن حذفها من ذاكرته، وصرح الفنان نور الشريف، في حوار لصحيفة «أخبار اليوم»، عام 2012، أنه عاش فترة قاسية من حياته يعتبرها الأسوأ، استمرت لمدة 6 شهور.
وأدى نور الشريف بطولة فيلم «ناجي العلي» الذي يحكي قصة اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني، ما عرضه لحملة شرسة عام 1992 بسبب مهاجمة الفيلم للأنظمة العربية.
وفي 22 يوليو 1987، أطلق شابٌ مجهول الهوية النار على ناجي العلي، ليقتله، وعُرف الشاب فيما بعد أنه منتسبًا لمنظمة التحرير الفلسطينية لكنه كان موظفًا لدي الموساد الإسرائيلي، واتُهمت عدة جهات باغتيال «العلي» منها، الموساد، منظمة التحرير الفلسطينية، المخابرات العراقية، لكن النتيجة واحدة، أن ناجي العلي، أُغتيل، بسبب ريشته أو كما قال «اللي بدو يكتب لفلسطين، واللي بدو يرسم لفلسطين، بدو يعرف حالو: ميت».
u0646u0627u062Cu064A u0627u0644u0639u0644u064A
وناجي العلي هو رسام كاريكاتير فلسطيني، وُلد في قرية الشجرة عام 1937، وهاجر مع أهله إلى جنوب لبنان بعد احتلال إسرائيل لفلسطين، وعاش في مخيم عين الحلوة.
مرارة الاحتلال وطفولة المخيمات، ألحّت على ريشته أن ترسم ذلك الواقع الذي رآه، إلى أن نشر له الأديب الفلسطيني غسان كنفاني أولى لوحاته في مجلة الحرية عام 1961، وكان رسم «العلي» لاذعًا مُرًا، بقدر مرارة الواقع الذي رآه، واشتهرت رسوماته بشخصية «حنظلة»، الفتى الفلسطيني ذي الـ10 أعوام الواقف بظهره عاقدًا يديه خلفه، والذي أصبح بمثابة توقيعًا له على كل رسوماته.
ناجي العلي
وفيلم «ناجي العلي» إنتاج 1992، تأليف بشير الديك، إخراج عاطف الطيب، بطولة ليلى جبر ومحمود الجندي، وتدور قصته بعد واقعة الاغتيال الشهيرة التي تعرض لها الفنان الفلسطيني ناجي العلي في العاصمة البريطانية لندن في عام 1987 ودخوله غرفة العناية المركزة، يعود الفيلم بأحداثه إلى الوراء حيث يسترجع المحطات التي مر بها.

عاش «نور» أسوأ فترة من حياته خلال الهجوم الشرس على فيلم «ناجي العلي» وعلى شخصه تحديدا، حيث اتهمه حتى من لم يشاهدوا الفيلم اتهامات قاسية، واحد من هؤلاء قال إن الفيلم تموله منظمة التحرير الفلسطينية، وأثار الفيلم حفيظة الأنظمة العربية التي لطالما هاجمها «العلي» في رسوماته بضراوة، وبخاصة أن الفيلم لم يتخذ جانبا محايدا في هذه النقطة، بل أبرز صور هذا الهجوم من خلال الحوار، وعلى لسان بطله، ما أدى إلى منع عرض الفيلم في معظم البلاد العربية، وفقا لصحيفة «الأهرام».
وكان أحد المعترضين بشدة على الفيلم، والمهاجمين لبطله ولأسرة عمله، الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الذي كان «العلي» أحد المعارضين الشرسين له ولجماعته، لدرجة أن أصابع الاتهام وجهت بعد اغتيال «العلي»، بجانب إسرائيل، إلى عرفات، خاصة أن اغتيال «العلي» جاء بعد فترة قصيرة جدا، من نشر اللوحة الشهيرة «رشيدة مهران»، التي تهاجم السيدة التي تحمل الاسم نفسه والتي يعتقد أنها كانت عشيقة عرفات، وفقا للصحيفة نفسها.

أما في مصر، فكانت ردود الفعل في غاية العنف، فتعرض نور الشريف لموجة من الاتهامات القاسية بالخيانة والتواطؤ ضد الدولة المصرية، وخرجت الصحف المصرية وقتها لتقول: «نور شريف يقدم فيلما عن الرجل الذي شتم مصر».
ولم يعرض الفيلم سوى لمدة أسبوعين فقط في دور العرض، ليتم سحبه بعدها مباشرة نتيجة الهجوم الذي تعرض له ما أدى لعزوف الجمهور عن مشاهدته من جهة، وخوف أصحاب دور العرض من رد فعل الجمهور من جهة أخرى ليظل ممنوعا من العرض لعقود، بل وليظل اسمه لعنة تطارد «نور» وشركاءه.

وهذه الاتهامات كانت بمثابة ضربة قاصمة لـ«نور» من الناحية الفنية والمادية؛ حيث تأثر الشارع تأثرا كبيرا بها بخاصة أنهم لا يعرفون الكثير عن العلي وقضيته. كذلك تعرض الشريف لحملة مقاطعة من الدول العربية، التي رفضت أن تعرض أفلامه في دور السينما لديها، وفي مصر تعرض لحصار كبير منعه من الإنتاج.
وعن الأزمة التي واجهها «نور» في هذا الفيلم، قال إنه يوجد زملاء يعتبرهم أخوة وأكثر من أصدقاء، انتهزوا فرصة الهجوم عليه وشاركوا في الحملة ضده، ويوجد زملاء لم يكونوا أصدقاء بمعنى الكلمة ولا تربطه بهم سوى الزمالة الفنية، لكنهم ساندوه ووقفوا معه بقوة، منهم الفنان سمير صبري الذي سانده بقوة وكان يتصل به يوميا ويحاول أن يهدئه ويشد من أزره.

ولم ينس «نور» موقف كل من محمود ياسين ويحيى الفخراني، فكلاهما رفض أن ينتهزا الفرصة ويهاجما الفيلم، بل أرسلا إنذارا للصحف بألاّ تنشر أي كلمة ضده على لسانيهما.
وفي هذه الفترة، صدر قرارا بمنع عرض جميع أفلام نور الشريف في الخليج ليس بسبب «ناجي العلي»، وإنما كان ذلك ضمن قائمة من المثقفين والمفكرين المصريين أولها اسم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وكان نور الشريف من بينهم، وحتى لا يكون وحده ضموا إليه الفنانتين محسنة توفيق ونادية لطفي.

عاش «فتى الشاشة الأول» محنة حقيقية قاسية تعتبر أسوأ 6 أشهر في حياته، وكان يتساءل باستمرار كيف سيعيش هو وأسرته، وهو ليس لديه عمل آخر يتقنه سوى فنه، وهنا قرر الهجرة إلى انجلترا للعمل هناك مذيعا أو أن يكتب في الصحافة العربية الصادرة من لندن حتى يستطيع أن يعيش هو وأسرته.
وشعر «نور» وقتها أنه يعمل في مهنة قاسية وهشة في الوقت نفسه، ولا ينسى أن سعاد حسني راحت ضحية قسوة هذه المهنة، فلم تتحمل فشل فيلمين لها هما «شفيقة ومتولي، والدرجة الثالثة».

وفي هذه الفترة، واجه «نور» كثير من المتاعب كادت أن تقضي عليه كفنان وإنسان، بدأت بحملة صحفية شرسة، ثم قرار بمنع أفلامه في دول الخليج، ويقول «نور» إنه استرجع، على الفور، ما تعرض له الفنان الكبير فؤاد المهندس عندما هاجم العرب في برنامج «كلمتين وبس» تأييدا لموقف الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عن السلام مع إسرائيل.
لم يتراجع «نور» أمام هذه الاتهامات البشعة وخرج في كل مكان يدافع عن الفيلم، ويؤكد أن الفيلم لا يهاجم مصر على الإطلاق، وأن «العلي» ما كان ليهاجم مصر، لأنه أحد العاشقين لها، إنما هاجم «العلي» الرئيس السادات بعد زيارته للقدس المحتلة، وهو التصرف الذي رفضه جمليع المعارضين للتطبيع مع إسرائيل.

وفي مقال له عن الفيلم بعنوان «ناجي العلي.. فيلم للوطن والحرية»، قال «نور»، وفقا لـ«الأهرام»: «صورنا الهجوم، نحن فريق الفيلم، كما لو كنا مجموعة من الخونة صنعوا فيلماً خصيصاً ضد مصر، حتى أنهم كتبوا وقالوا نور الشريف يقوم ببطولة فيلم الرجل الذي (شتم) مصر في رسوماته، والحقيقة أن هذا الاتهام باطل، فناجي العلي كان يعشق مصر لأبعد الحدود، وهذا ما توضحه رسوماته، ولكنه هاجم السادات عند زيارته للقدس، وهاجم اتفاقية كامب ديفيد».
وأوضح «نور» أنه تلقى مفاجأة خلال هذه الفترة العصيبة عندما اتصل به صفوت الشريف، وزير الإعلام المصري في ذلك الوقت، وطلب منه القيام ببطولة مسلسل «الثعلب»، وكان التلفزيون أرسل له سيناريو المسلسل وتردد في قبوله من رفضه، لكن وزير الإعلام أكد له بوضوح أن «الثعلب» مسلسل مخابرات، وأنه سوف يؤدي شخصية الضابط المصري، وهذا المسلسل سيكون من إنتاج التلفزيون المصري، وهذا كله يؤكد أن الدولة ليست ضده، وأمام هذا الموقف من الدولة، وافق نور الشريف على العمل.

وظل الفيلم ممنوعا لما يقرب من 22 سنة، ليعرض للمرة الأولى على التليفزيون المصري في 2014، ليعلن انتصار نور الشريف وفريق الفيلم في المعركة التي حاربهم فيها الجميع، والتي شرعت في وجوههم كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، وليعلن أن لا أحد يستطيع منع الكلمة من أن تنتشر وتحلق وتدوي.
وتحدث «نور» عن هذا الأمر في مقابلة مع الاعلامية هالة سرحان قائلاً: «كنت بتشتم يومياً على الاقل 6 صفحات في صحيفتين، واتهمت بالخيانة الوطنية»، وأضاف: «هذه التجربة كشفت لي الكثير من الزملاء والاصدقاء».

وتابع النجم الراحل باكيا: «لم أنس أبدا موقف سمير صبري، فكان الفنان الوحيد الذي اتصل بي يوميا في تلك الأزمة، رفض قرار مقاطعتي، والأمر نفسه بالنسبة لمحمود ياسين ويحيى الفخراني، فكلاهما رفض أن يهاجم الفيلم، وأرسلا إنذارا للصحف بمنع نشر أي كلمة على لسانيهما ضدي».
وفى حوار له مع عمرو الليثي في حوار تلفزيوني، قال «نور»: «أنا كنت صديق للرئيس الراحل ياسر عرفات، لكننا اختلفنا بسبب فيلم (ناجى العلى) وزعل ياسر عرفات لأن تم إبلاغه أننا نتهم المنظمة فى أحداث الفيلم باعتيال ناجي العلي، وأن (أبو عمار) هو المسئول».
http://www.tahrirnews.com/uploads/2015/08//674062278252698448.jpg
وأضاف «نور»: «وهذا غير صحيح وللتاريخ ولأول مرة جاء (أبو عمار) القاهرة ليمنع عرض فيلم (ناجى العلى) فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي، وقال له أسامة الباز، الرئيس الأسبق مبارك، شاهد الفيلم وهو فلسطيني أكثر منكم، وسأل مبارك مستشاره (الباز): (هل هناك أي إساءة للمنظمة الفلسطينية؟)، فقال: (لا)، فأمره بعرض الفيلم».
وتابع «نور»: «وبعدها بشهور تصالحت مع (أبو عمار) فى وجود (الباز)، وكنت دائما التقي به فى القاهرة، وأنا أول من قال إن إسرائيل ستتصالح مع الفلسطيين وهذا حدث، ولم يكن أحد يتخيل أن يدخل (أبو عمار) فلسطين مع أنصاره من الفلسطينين، وأرى حاليا أن الانقسام بين الفلسطينين أكبر خطر عليهم».
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق