الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

الشهيد سمير القنطار في رحلته الابدية نحو فلسطين خطاب حسن نصر الله ووصية الشهيد سمير القنطار

صورة من النتيجة الإخبارية
السيد حسن نصرالله يقرأ وصية سمير القنطار ويتوعد اسرائيل بالرد المزلزل كلمة السيد حسن ...
 ......................

وصية سمير القنطار: وفّيت عهدي ووعدي


وصية القنطار
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-12-22

وزّعت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» وصية مكتوبة للشهيد سمير القنطار إلى الأمة وإلى أخوته في المقاومة وإلى الامين العام السيد حسن نصر الله، وهي مؤرخة في 29/3/2015، وجاء فيها:
منذ اختياري لطريق النضال والجهاد في سبيل رفع الظلم عن فلسطين وأهلها، ولدفع الظلم والموت عن أهلنا وشعبنا في لبنان، كنت على يقين أن هذا الطريق الذي اخترته بقناعة تامة نهايته النصر أو الشهادة. ولأن النصر الكامل وإزالة هذا الكيان الصهيوني من الوجود يحتاج إلى تضحيات أكثر من التي قدمت حتى الآن، وبالتالي إن العمل على تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى سنوات طويلة إضافية، فإن الشهادة على الأرجح هي التي ستسبق النصر، ولأنني عاهدت كل المؤمنين بحرية فلسطين أنني لم أعد من فلسطين ألا لكي أعود إليها، فإنني أصررت أن أكمل هذا الطريق، طريق الجهاد والتضحية، وعبر أرقى اشكاله الذي هو النضال المسلح والبندقية، وقد أعزّني الله عز وجل وجعلني واحداً من رجال المقاومة الإسلامية، وبين إخوة أخذوا على عاتقهم القتال بعناد ورفض المساومة والتراجع. واليوم أعزني الله بهذه الشهادة التي أسأله أن يتقبلها، فإنني أمضي وأنا على ثقة أن هذه المسيرة الجهادية لن تتوقف ولن تتراجع ولن تحيد عن بوصلتها فلسطين، لأن الله أعز هذه المقاومة بقادة طالما زودونا بالثقة والإيمان بالنصر، بدءاً من باعث النهضة الإسلامية المعاصرة روح الله الموسوي الخميني (قدس سره الشريف) ووريثه في حمل راية الحق ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي (دام ظله الشريف) وقائدنا في المقاومة الإسلامية سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي أشكره من أعماق قلبي على الرعاية التي أحاطني بها فور تحرري من الأسر حتى لحظة شهادتي، وأشكره على وعده الصادق الذي بفضل الله وبفضله تحررت من الأسر، وأسأل الله عز وجل أن يديمه لهذه الأمة ولهذه المقاومة الإسلامية الباسلة، لأن في هذا الزمن لا أحد قادر أن يعوضنا عن شخصية وحضور وحكمة وشجاعة سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله. أسأل الله أن أكون قد وفيت عهدي ووعدي لشهداء الوعد الصادق، لأهل فلسطين، لجمهور المقاومة في لبنان الذي هو عنوان للكرامة والعزة والصمود والشرف، وأقول لكل المحبين لهذه المقاومة أن شهادتي وشهادة أي أخ في هذا الخط على يد العدو الصهيوني تعتبر دافعاً إضافياً لهذه المسيرة إلى الأمام.
وهذا العدو يتوهم أنه بقتلنا قد يجر المقاومة إلى مواجهة هو اختار زمانها ومكانها. ومن هنا أؤكد لكل محبي المقاومة أن الانتقام لدمائنا يكون من خلال التمسك بهذه المسيرة ومن خلال تنامي قوة الردع التي تمتلكها المقاومة ومن خلال أيضاً استمرار رفع جهوزيتنا التي تضمن تحقيق النصر على هذا العدو الصهيوني في أية مواجهة قادمة. إن النصر على هذا العدو هو الانتقام الأكبر والأهم لكل الدماء المظلومة، وقيادة المقاومة وعلى رأسها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله تعرف وبدقة متى وكيف ترد على جرائم العدو وتدرك بمسؤولية تجنب الإنجرار لمعركة العدو حدد زمانها ومكانها، فلا احد يشتبه بجدية المقاومة وبأن كل دماء المقاومين عزيزة وغالية وان الرد والإنتقام الفوري يكون فقط إذا أضاف إنجازاً لرصيد المقاومة وجنّبها الانجرار لمعركة حدد زمانها ومكانها العدو الغاصب وقصد من هذا الاغتيال ذلك.
دماؤنا متساوية وقيادتنا حكيمة. هكذا اثبتت التجارب الماضية، لنردد دائما نداء لبيك يا نصر الله وعيوننا تنظر إلى البعيد، إلى تحقيق الهدف الأكبر لنصر الله لنا على عدونا الظالم.
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.............................

والدة القنطار بالتبنّي لـ«السفير»: إبني أمضى حياته لأجل فلسطين


أم جبر: سمير لم ينحنِ يوماً لإسرائيل
بالزغاريدِ الممزوجة بالدموع، تستقبل الفلسطينيّة أم جبر وشاح، والدة الشهيد سمير القنطار بالتبنّي، المُعزّين والصحافيين في بيتها الريفي وسط مُخيّم البريج للاجئين، شرق قطاع غزّة، محاولة إخفاء حُزنها وآلامها على استشهاد ابنها المُدلل سمير، فيما راحت تروي لـ«السفير» قصّة أم فلسطينيّة تحمل صبرها وثباتها رغماً عن رحلة العذابِ إلى السجون الإسرائيليّة، هناك، حيثُ يقبع الأبناء بالولادة، وآخرون بالتبنّي.
نبأ استشهاد القيادي في حزب الله، الأسير المُحرر من السجون الإسرائيليّة، سمير القنطار، في غارة إسرائيليّة على ضواحي دمشق؛ لم يكن هيّناً على أم جبر، التي اعتبرته ابنها الأوّل مُذ أن دأبت على زيارته في المُعتقل الإسرائيلي برفقة ابنها البكر جبر، وتوفير كل احتياجاته ومُستلزماته الشخصيّة، في الوقت الذي حرمت فيه سلطات الاحتلال عائلته من زيارته، حتّى أخذت أم جبر عهداً على نفسها أن تعتبر سمير ابنها الأوّل، وجبر الثاني.
ترجع قصّة تعرّف أم جبر وشاح، 88 عاماً، على الشهيد القنطار إلى العام 1986، في إحدى زياراتها لابنها الأسير المُحرّر جبر، في سجن نفحة الصحراوي، حيث التقت الشهيد سمير لأوّل مرّة آنذاك، حينما أدخل أصابعه من بين شباك السياج الحديدي الذي يفصل الأسرى عن ذويهم، ليسلّم على أم رفيقه في السجن جبر وشاح. وقتها كان قد مرّ على اعتقاله ست سنوات، ولم يتمكّن من رؤية أحد من ذويه.
بأنّاتِ الأم الحنونة، تروي أم جبر أنّ سيّدة من قطاع غزّة كان لها ابن في السجن ذاته، وكانت تزور سمير برفقة ابنها قبل أن يتحرر، وتوفّر له احتياجاته، كون ذويه محرومين من زيارته، وفي الزيارة الأولى التي التقت فيها أم جبر الشهيد سمير، كانت تلك السيّدة تزوره لأوّل مرّة بعدما خرج ابنها من السجن، وكان القنطار يستجديها أنّ لا تتكبّد عناء المجيء من قطاع غزّة لزيارته، والتنقّل بين السجون والمعتقلات بعد تحرر ابنها، على مسمعِ أم جبر.
لمّا سمعت أم جبر حديث الشهيد سمير مع تلك الأم الفلسطينيّة، قطعت عهداً أمام الله والسيّدة أن تعتبر القنطار ابنها الأوّل قبل جبر، الذي كان سبب قدومها إلى السجن، وطلبت منها أن تطمئن عليه، فهو بين أيدي أمّه الثانية، ولن تتأخّر عليه لا في زيارة، ولا في أي شيء يحتاجه في السجن، وقد أخبرت القنطار وابنها جبر بذلك، ومن ثمّ واظبت على زيارة ابنها الشهيد العربي اللبناني سمير القنطار، ككل أم فلسطينيّة كان لها أسير أو أسيرة في السجون الإسرائيليّة.
ظلت أم جبر تفعل ذلك لثلاثة عشر عاماً. تذهب إلى مقر الصليب الأحمر في غزّة، تُسجّل لزيارة ابنها سمير، فيما تُسجّل ابنتها لزيارة أخيها جبر، القابعين في سجن نفحة الصحراوي، واستمر الحال على ذلك حتّى العام 1999، إذ رفضت إدارة السجن الإسرائيلي السماح لها بزيارة ابنها سمير، لسببين، الأول: أنّ ابنها جبر تحرّر من السجن في هذا العام، وثانياً: أنّ الشهيد القنطار لا يمت لها بصلة، وفق القواعد والقوانين الوضعيّة!
لكن أم جبر لم تستسلم للقرار الإسرائيلي الذي وقع كالصخرة على قلبها، ولم تستطع الغياب عن ابنها الذي تعلّقت به، وتعلّق بها، ولم تنس أيضاً عهدها القديم، فرفعت دعوى قضائيّة في المحكمة العليا في القدس، وأوكلت أمرها للمحامين الذين انتزعوا لها سنة 2000 تصريحاً بزيارة سمير، فكان اللقاء من جديد مع بطل جبل العرب، لكنّ الفرحة لم تطل كثيراً، فبعد أربع زيارات، على مر شهرين، مُنعت مرّة أخرى من زيارة القنطار.
بصوتها الحنون، ونبرتها الفلسطينيّة، تقول أم جبر: «هم (الإسرائيليون)، أرادوا مُعاقبة سمير، ومنعه من لقائي، بعدما عرفوا علاقتي به، وأنّي أمّه الثانية، خصوصا أنهم منعوا والدته ووالده، وجميع ذويه من زيارته».
تستذكر أم جبر وشاح، تلك السنوات، فخورة: «عرفته، وتبنّيته، أحببته أكثر من أبنائي، والله العليم وحده يعلم ما في القلوب»، لافتة الانتباه إلى أنّه برغم قرار منع الزيارة، إلّا أنّ الاحتلال الإسرائيلي لم ينل من عزيمة الشهيد القنطار وإرادته، مُبدية إعجابها بالإرادة الصلبة للعميد سمير، وبعزيمته القوية وقناعاته الراسخة التي لم تتبدل ولم تغيرها الزنازين وغياهب السجون والمعتقلات بعد سنوات الاعتقال الطويلة، «وأمضى سمير حياته لأجلِ فلسطين، وقناعاته النضاليّة» تقول أمّه بفخر.
وقت الإفراج عن الشهيد سمير القنطار ضمن صفقة تبادل بين «حزب الله» وإسرائيل، في صيف العام 2008، جلست أم جبر في دارها ترقب بجلل عودة ابنها إلى والدته في عبيه، والى أهله وناسه ووطنه. تجمهرت النسوة من حولها، وكذلك فعل الأسرى المحررون. لم يهدأ لها بال حتى رأت سمير في الجانب اللبناني من الحدود، عندها أطلقت ومعها النسوة المجتمعات الزغاريد، وأقيمت الاحتفالات في بيتها، ووزعت الحلوى والمشروبات ابتهاجاً بعودة الصقر.
الحاجة أم جبر التي سبق لها أن زارت عائلة سمير القنطار في جبل لبنان، لم تستطع وقت الإفراج عنه أن تكون من بين مستقبليه، بحكم إغلاق المعابر في غزّة، لكنها لم تفوّت لحظة واحدة رصدتها كاميرات الصحافة وهو ورفاقه في طريقهم من السجن الإسرائيلي إلى عبق الحريّة، وتقول: «كنت أتمنّى تلك اللحظة أن أكون هناك، وأعانق سمير وأشاركه الفرحة بعودته إلى أهله».
لم تستطع أم جبر حبس دموعها هذه المرّة حين عُدت لسؤالها عن شعورها وقت استقبالها نبأ استشهاد سمير، حتّى تمتمت بكلمات الدعاء بالرحمة والقبول في علّيين، وقالت: «كان خبراً مُفجعاً، نقله لي ابني جبر. سمير إنسان عظيم، يستحق كل الخير؛ لأنّه لم ينحنِ يوماً لإسرائيل، وخرج من السجن عدواً لإسرائيل، ودائماً كان يقول لي إن الإنسان لا بد يوماً ما أن يسترد حقّه».
أمّا أبناء الحاجة أم جبر، وهم: جبر، باسم، ذياب، وياسر، وجميعهم ذاقوا مرارة السجّان الإسرائيلي، فأضحوا يستقبلون المُعزّين في استشهاد سمير أمام منزلهم في مُخيم البريج، يؤكّدون أنهم لم يشعروا يوماً بأن الشهيد القنطار أخوهم بالتبنّي فقط، بل اعتبروه وشعروا به أخاً لهم حملته أمّهم، ورفيقاً في السجن الإسرائيلي.
يقول شقيقه، ورفيقه في السجن، جبر وشاح، إنّ سمير نموذج من النماذج الفريدة في النضال، فهو صدق الوعد الذي عبر عنه في أول يوم له خارج الأسر، حين قال إنه «لم يعد إلى لبنان؛ إلا ليعود إلى فلسطين».

........................

قاتل سمير القنطار: صاروخ «سبايس»


سبايس 1000


ليس محسوماً بعد نوع السلاح الذي استخدمه الإسرائيليون لاغتيال القائد المقاوم سمير القنطار، لكن المرجّح أن يكون صاروخاً من طراز «سبايس» جو ـ أرض الإسرائيلي الصنع («شركة رافايل») بالتعاون مع الأميركيين.
ما هو هذا الصاروخ؟
هو صاروخ جو ـ أرض عالي الدقة يصيب الهدف بدقة نقطية وباحتمال خطأ ثلاثة أمتار، يُستعمل للرماية على أهداف «معادية ذات قيمة عالية». ويمتلك حزمة واسعة من المعطيات الطوبوغرافية والصور، وبإمكانه أن يختزن بنك أهداف لاختيار أهداف منه عند اللزوم.
هذا الصاروخ مزوّد بتقنية بصرية للتعرف على الأهداف عبر شاشة يتأكد الطيار بواسطتها من الهدف المحدّد. وتستطيع أجهزة التوجيه في الصاروخ من التغلّب على تشويش أنظمة تحديد الموقع العالمية GPS وتتغلّب أيضاً على ظروف الطقس وخصوصاً الغيوم والأمطار.
كما زوّد الصاروخ بأجهزة تصوير بالإحساس SENSORS بطريقة CCD أي جهاز الشحن المزدوج الذي يحصل على معطيات الصورة من الموجات الضوئية والإشعاعات الكهرومغناطيسية والحرارية ويحوّلها الى معطيات رقمية. والجدير ذكره أن مثل هذه الأجهزة يُستعمل في التصوير الشعاعي الطبي.
أُنتج من هذا الصاروخ نوعان، الأول هو «سبايس 1000» ويبلغ مداه 100 كلم و «سبايس 2000» ويبلغ مداه 60 كلم ودخل الخدمة في العام 2003. صمّم لاستعماله على منصات طائرات «ف 15» و «ف 16» و «تورنادو» و «غريبين» (طائرة سويدية الصنع). ويستطيع الرأس الحربي للصاروخ اختراق التحصينات ثم الانفجار.
من الناحية العملياتية، يتطلّب إطلاق الصاروخ معطيات استخبارية دقيقة تمكن الجهة التي تحضر للعملية من تحديد دقيق لإحداثيات الهدف. وتتوافر هذه المعطيات من مصدرين أساسيين إما يكونان منفردين والأفضل مجتمعان:
الأول، الاستخبارات البشرية أي معطيات من مخبر عن مكان وجود الهدف بدقة وقدرة المخبر على التعريف بالهدف ووصفه وتحديد إحداثياته.
الثاني، الاستخبارات التقنية التي تلاحق رقم الهاتف النقال وإحداثياته على شبكة GSM أو موقع إرسال رسالة الإنترنت سواء كانت بريداً إلكترونياً أو «واتس آب» أو «انستاغرام» أو «تويتر» أو «فايس بوك» وباقي مواقع التواصل الاجتماعي. وبمجرد الاتصال من جهاز هاتف «اي فون» ومثله أو الدخول على الشبكة العنكبوتية بجهاز حاسوب أو «لابتوب» أو «أيباد»، تحصل على الإحداثيات الدقيقة للهدف صاحب الرقم أو الحساب على الانترنت.
هذه المعطيات التقنية مع إمكانيات وقدرات ومميّزات هذا الصاروخ تدفع إلى الاعتقاد بوجود قيادات عدة في دائرة خطر هذا الصاروخ، الأمر الذي يتطلّب المزيد من التدابير الاحتياطية من الغدر الإسرائيلي.
...........................







..................

 

«القنطار واحد منّا وسنمارس حقنا بالرد على اغتياله»

نصرالله يحمي «قواعد الاشتباك»: الثأر حتمي


نعش الشهيد سمير القنطار محمولا على الاكتاف خلال تشييعه امس (عباس سلمان)
......................
 
بهدوء ما قبل العاصفة، وبأعصاب متماسكة، وثقة في القدرات واطمئنان الى المستقبل.. أطلَّ الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بعد ساعات من التشييع الحاشد والمهيب للشهيد سمير القنطار، ليعطّل مفاعيل الاغتيال، ويوجّه رسالة واضحة الى العدو الاسرائيلي، مفادها أن عليه أن يمضي ساعات أو أياماً صعبة من الانتظار العصيب والمنهك، الى حين أن تنجز المقاومة ردّها على استهداف أحد رموزها.
أوحى «السيد» بأن الردّ على جريمة الاغتيال هو تحصيل حاصل ولا يحتاج الى كثير من الشروحات، كأنه أراد ان يترك للميدان ان يبدأ من حيث توقف عن الكلام المباح. بدا نصرالله عملياً في خطابه، متفادياً الاستغراق في العواطف الشخصية التي ستكون لها مساحتها بعد إتمام عملية الثأر.
يكاد يكون السيناريو المرسوم مشابهاً لذاك الذي طبّقه «حزب الله» في أعقاب الغارة الاسرائيلية على موكب له في القنيطرة السورية، قرب الجولان المحتل، والتي أدت الى استشهاد المقاوم جهاد عماد مغنية. حينها أصيب كيان العدو بـ «فوبيا» الرد الذي تسبب في تعطيل العديد من جوانب الحياة في المستوطنات الاسرائيلية، الى أن نفّذت المقاومة ضربتها ضد دورية معادية في منطقة شبعا المحتلة.
والأرجح، أن مؤسسات العدو الأمنية والسياسية ستنشغل خلال الأيام المقبلة في تقدير طبيعة الانتقام الحتمي من اغتيال القنطار. بهذا المعنى، فإن السؤال الذي سيؤرق الاسرائيليين ويعبث بيومياتهم حتى إشعار آخر، ليس ما إذا كان «حزب الله» سيثأر، ولكن أين ومتى وكيف؟
لم يتردد نصرالله خلال كلمته، عبر «المنار» أمس، في إعادة تثبيت قواعد الاشتباك المعدّلة التي كان قد أرساها بعد استشهاد جهاد مغنية.
لم ينتظر أن يذكره أو يحرجه أحد بالمعادلة التي سبق أن أطلقها في معرض تحصين «توازن الردع»، ولم يحاول أن يلتفَّ عليها او يتفلت منها، بل بادر هو شخصيا الى استعادتها حرفيا واستدعائها للخدمة، مؤكدا استمرار التزام المقاومة بها، حتى الإلزام:
«عندما تعتدي اسرائيل اينما كان وكيفما كان وفي أي وقت كان، من حق المقاومة أن ترد أينما كان وكيفما كان وفي أي مكان». و «أي كادر من كوادر «حزب الله» يُقتل سنحمّل المسؤولية لاسرائيل وسنعتبر أن من حقنا ان نرد في اي مكان أو زمان وبالطريقة المناسبة، واليوم أقول للعدو والصديق، الشهيد سمير القنطار واحد منا وقد قتله الاسرائيلي يقينا ومن حقنا أن نردّ على اغتياله في المكان والزمان وبالطريقة المناسبة». قالها نصرالله.
ومنعاً لأي التباس أو اجتهاد على مستوى طبيعة العلاقة التي تربط القنطار بـ «حزب الله»، كان نصرالله واضحا وقاطعا في التأكيد ان الشهيد «واحد منا وقائد في مقاومتنا»، مع ما يعنيه ذلك من سريان مفاعيل قواعد الاشتباك المحدّثة على جريمة جرمانا في ريف دمشق، بعدما أصبحت الجبهة واحدة من الناقورة الى الجولان.. بالحد الادنى.
ولم يكتف نصرالله بتظهير حق الرد على الاعتداء الاسرائيلي، بل ذهب الى الجزم بأن المقاومة ستمارس هذا الحق، داعيا الجميع الى ان يبنوا حساباتهم على هذا الاساس.
هي مسألة وقت ليس إلا، قد يطول او يقصر تبعا للظروف الميدانية والمعطيات العملانية، أما القرار السياسي بالثأر لدم القنطار فقد صدر منذ اللحظة الاولى لاستشهاده.
أصلا، لم يكن امام نصرالله الكثير من الخيارات، ذلك ان التغاضي عن الاعتداء الاسرائيلي ربطاً بأي اعتبار، سيعني استعادة العدو لزمام المبادرة وكسر توازن الردع الذي نجحت المقاومة في بنائه وحمايته على مدى سنوات من الحروب العسكرية والأمنية، وهذا ما لا تحتمله استراتيجية الحزب في مواجهة عدوانية كيان الاحتلال.
وإذا كان البعض قد حاول عن قصد، او غير قصد، فتح ابواب الاحتمالات في معرض تحديد الجهة التي اغتالت عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، فإن «السيد» كان جازما في تحميل اسرائيل المسؤولية المباشرة عن استهداف المبنى الذي كان يتواجد فيه القنطار، بواسطة الطيران، متفاديا الانزلاق الى نقاش التفصيل المتعلق بما إذا كان القصف قد تم من داخل او خارج الاجواء الاقليمية السورية، لاسيما ان نقاشا من هذا النوع لن يبقى محصورا في الاطار التقني بل سيطال الملف الروسي ـ الاسرائيلي، وسيطرح اسئلة بصدد دور منظومة صواريخ أس 400 التي يُفترض بها حماية المجال الجوي السوري، وهو أمر لا يريد نصرالله الخوض فيه حاليا، بالنظر الى حساسيته ودقته، خصوصا ان المعطيات المتصلة به غير مكتملة.
ولئن كان من بين أهداف قتل القنطار إضعاف معنويات المقاومة وجمهورها، بالنظر الى ما يمثله من رمزية، إلا ان نصرالله أكد ان المقاومة لا يمكن ان تتأثر باغتيال القنطار الذي كان منذ تحريره شهيدا مع وقف التنفيذ، وهي التي اعتادت على تقديم الشهداء على كل المستويات.
وكما كان يحصل بعد كل اغتيال لقائد من قادة المقاومة، اراد نصرالله ان يُفهم الاسرائيلي مرة أخرى ان اغتيال القنطار سيساهم في تزخيم مسيرة المقاومة وتذخيرها، لا العكس.
ولأن استهداف القنطار ليس معزولا عن مجمل الصراع في المنطقة، فقد توسع نصرالله في خطابه، مفنّدا العقوبات والاتهامات الاميركية وغير الاميركية التي طالت «حزب الله» مؤخرا بقصد «تشويه صورته»، ومجوّفا إياها من أي محتوى ومصداقية بعدما وضعها في سياق الاستهداف السياسي، ليخلص الى انها «لن تزيدنا إلا تمسكا بالحق»، قائلا: لا قتلنا ولا محاصرتنا سيغيران شيئا، بل سينتهيان الى هزيمتهم وانتصارنا.

.............................
 
عميد الأسرى شهيداً

كأني بنصرالله يكرر: لقد ترك لكم سمير القنطار...


أرشيف "السفير"
 
جملتان تختصران الكثير، قالهما السيد حسن نصرالله في العام 1997 خلال تشييع نجله هادي، وفي العام 2008 خلال ذكرى الشهداء القادة. قال في المناسبة الاولى إن هادي ذهب بنفسه اليهم ليقاتلهم في الجبل الرفيع. وفي المناسبة الثانية قال «لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدرّبين المجهّزين الحاضرين للشهادة».
تفاصيل قليلة تبدلت. العدو واحد. من جبل الرفيع في اقليم التفاح، الى جبل الشيخ حيث يجثم الاحتلال. «جيش لحد» هو ذاته. تبدلت الاسماء قليلا والادوار، لكن الهدف واحد: نبض المقاومة أينما كان.
تحضر هذه المقارنة للحديث عن سمير القنطار. بالأمس، كرّر السيد حسن المقولتين بشكل او بآخر. وبهذا المعنى، فإن القنطار في يوم حريته الأول عندما استقبله الأمين العام لـ «حزب الله» قال له انا بانتظار قراركم ايفادي للقيام بعملية مقاومة ضد اسرائيل، أي للعودة الى فلسطين، كما كان يتمنى. أمنيته القصوى «الذهاب اليهم» مجدداً، وهو لم يكد يستمتع بيوم حريته الاول خارج المعتقلات. في العام 1997، قال السيد متباهياً بابنه الشهيد، هو اختار بكل جرأة الصعود الى مواقع الاحتلال لمقاتلته. هي سيرة كل الشهداء. القنطار، منذ جرّب محاولته الفدائية الأولى عبر حدود الاردن واعتقل، ثم الى نهاريا.. وصولا الآن الى الجولان.
هذا في الجرأة والقرار. اما في ما ترك القنطار خلفه، فهو كثير. «المقاومة الوطنية السورية في الجولان» ليست عبارة فضفاضة. ليست كلاماً دعائياً. من شككوا في المقاومة اللبنانية قبل 30 سنة، يرتكبون الإثم ذاته الآن. منذ عامين، وهذه النبتة تنمو في الجولان. هي ليست جديدة، وليست غريبة عن بيئتها. انها استكمال لمسيرة طويلة من أشكال المقاومة هناك. الان تتخذ ـ او اتخذت ـ هيكلاً قتالياً منظماً.

« لقد ترك لكم عماد مغنية....» (أرشيف "السفير")

كأني بنصرالله يقول بالأمس من دون استفاضة « لقد ترك لكم سمير القنطار....» ولم يكمل. «الرد السوري» المؤجل على الاحتلال لم يعد يصلح ليكون تهمة بعض المشككين والمتخاذلين. أمامكم الان سلسلة عمليات جرت ضد الاحتلال. أمامكم قائد شهيد ينتمي الى الامة كلها. هو فلسطيني وسوري ولبناني ...خلق القنطار واقعا جديدا امام اسرائيل. معادلة جديدة، وبقرار بالتأكيد من القيادة السورية العليا.
المعلومات المتوفرة، وهي قليلة، تشير الى جهد تنامى منذ اكثر من عام، بعد تحضيرات بدأت قبل ذلك، خصوصا بعد تصاعد الدور الذي تقوم به الفصائل المسلحة وبينها «جبهة النصرة» في محاذاة الشريط الجولاني المحتل، وبدعم مباشر من اسرائيل. سيظهر في المرحلة المقبلة الكثير عما انجزه القنطار لمواجهة المنطقة الاسرائيلية ـ الارهابية المشتركة هناك. العديد من المجموعات المقاومة تشكلت بعدما اختيرت بعناية من صفوف قوات «الدفاع الوطني» المشكلة في بداية الازمة السورية لمواجهة خطوط الامداد التي فتحها الاسرائيلي للفصائل الارهابية من داخل الجولان المحتل.
في مواجهة الخاصرة الاسرائيلية الضعيفة والخطرة في الوقت ذاته، اعدت الخطط، وجرى تدريب المقاومين الجدد وتسليحهم خصوصا بأسلحة فردية نوعية وتحديدا بما يمكنهم من مقارعة الاسرائيلي وعملائه في «جيش لحد الثاني»، من صواريخ موجهة وصواريخ قصيرة وعبوات، وصار عدد المنتسبين بالمئات، نظّمهم وأعدّ هياكلهم وتدريبهم سمير القنطار. وعلى طول الشريط وداخل القرى المواجهة، شاركوا في عمليات عدة ضد الاحتلال، وكان اخرها مجموعة الشهداء الاربعة الذي حاولوا زرع عبوة داخل مجدل شمس قبل بضعة اسابيع.
وتقول مصادر مطلعة ان هذه المجموعات منتقاة بعناية للمشاركة في العمل المقاوم، ولم تشارك في المعارك الداخلية سوى في حالات استثنائية بما يرتبط بالدفاع عن النفس. وهم من ابناء القرى والمتداخلة خارج الشريط المحتمل وخارجه. عائلاتهم هناك، وهم سوريون من اهل المنطقة، ومن طوائفها المتنوعة، بما في ذلك من البيئات الدرزية والسنية وغيرها. وعبر هذه الصلات والروابط تمكنوا من تحقيق اختراقات داخل مناطق الاحتلال. هذا انجاز كبير في زمن قصير نسبيا ، وبقرار من اعلى هرم القيادة السياسية والعسكرية في سوريا، وفّر للمقاومين موارد التسليح والتنسيق والاتصالات ومكّنهم من العمل بحرية واسعة برغم المشهد العسكري المعقد.
وبهذا المعنى فإن المقاومة السورية تكتسب شرعيتها الاخلاقية والدولية الكاملة. هذه اراض سورية محتلة حتى وفق قرارات مجلس الامن الدولي، ويجعل بالتالي، مريبا قرار واشنطن المفاجئ ادراج القنطار على لائحتها الارهابية في ايلول الماضي، فيما هو يقود مقاتلين سوريين يعملون على الاراضي السورية لتحرير مناطق محتلة، وينتمون الى عائلات هذه المنطقة والمحاذية لها، ولم يكن بالمفهوم الاميركي المضلل منخرطا في ساحات الاشتباك السورية الواسعة، وهي بكل الاحوال معركة مواجهة مشروعة.
من هنا، تكمن اهمية دور القنطار وخطورة اغتياله. لقد اسس الرجل لمقاومة شعبية آخذة بالتكامل في تلك القرى، وهم من اهلها، والى التبني الكامل من محور المقاومة لمفهوم المعركة الواحدة من الناقورة الى شبعا والجولان. توسع مصطلح «المقاومة» ومفهومها بين اهالي المنطقة. وبأدبيات الناس هناك، يسمونهم «من المقاومة». مرصد جبل الشيخ يقبع هناك في الاعالي كاشفا المناطق الممتدة من الريف الجنوبي لدمشق وصولا نحو اقصى الجنوب عبر عرفه وحضر بالتماس مع مزارع شبعا، ومع القرى التي يحتلها «مسلحو لحد» في خان أرنبة وعقربة والحارة ونوى وجاسم. كل حراك مرصود. وفي هذه البيئة تحرك القنطار ورفاقه، وعززوا ثقافة المقاومة. هذه معادلة جديدة في مقارعة اسرائيل، من داخل سوريا.
وهذا بعض مما تركه لنا سمير القنطار.عميد الأسرى شهيداً

ألبوم صور: من الأسر إلى الشهادة


مع السيد حسن نصرالله على منصة الاحتفال بتحريره العام 
 
خلال عقود أسره الثلاثة، قليلة هي الصور التي تمّ تداولها في الإعلام لسمير القنطار، لكنّها كانت كفيلة بصناعة أسطورته في الوعي الجماعي. خلال الثمانينيات، حضر عميد الأسرى في الصحف بصورته حين كان في السابعة عشرة، ضمن مجموعة نهاريا، قبل تنفيذ العمليّة التي أسر على إثرها العام 1979.
في التسعينيات، حضر بصورة أو اثنتين من معتقله، ورسم بقلم الرصاص على بطاقات التضامن معه، أو الملصقات التي كانت ترفع في التظاهرات المطالبة بالإفراج عنه.
بعد تحريره في العام 2008، صورٌ كثيرة: يرفع شارة النصر فور دخوله الأراضي اللبنانية بعد إتمام اتفاقيّة التبادل، يمشي رافعاً قبضته في احتفال ملعب الراية حيث احتفلت المقاومة بتحرير الأسرى، يقبّل السيد حسن نصر الله، يضحك، يحضن أخاه بسام ووالدته سهام. خلال السنوات السبع الماضية، انسحب من الأضواء، واختار الصمت. صورٌ قليلة بقيت تصلنا عن الأسير المحرّر: زفافه، صوره في لقاءات تلفزيونيّة، في احتفالات تكريم، توقيع كتابه، صورته قبل أشهر في الجولان المحتلّ...
أمس، كانت الصور «الأخيرة»: مبنىً مهدّم استعادته الشاشة أكثر من مرّة، ذلك كان بيت «الشهيد سمير القنطار» الأخير. بعدها، استقّر سمير من جديد في مساحة «الشعار»، في خلفيّة تغطية «المنار»: «مقاوم، أسير محرّر، شهيد».
القنطار بطل عمليّة نهاريا
في 22 نيسان 1979، قاد سمير القنطار رفاقه في «جبهة التحرير الفلسطينيّة» عبد المجيد أصلان، ومهنا المؤيد، وأحمد الأبرص، عبر زورق مطّاطي إلى مدينة نهاريا، لتنفيذ عمليّة خطف إسرائيليين. انتهت العمليّة بأسره والأبرص، واستشهاد أصلان والمؤيد. تحوّلت صورة المقاومين الأربعة إلى أيقونة للعمليّات الفدائيّة في الثمانينيات، وكذلك صورة سمير، وهو يحمل بندقيته على ظهره، مبتسماً، مغمضاً عينيه.

مجموعة عمليّة نهاريا (أرشيف «السفير»)
في سجون الاحتلال
سروال «جينز» وسترة كحليّة، قميص أحمر وحذاء رياضي أبيض. تشبه الصورة الموناليزا قليلاً، لا نعرف إن كان القنطار يبتسم فيها أم لا. يعود تاريخ الصورة إلى العام 1997. ثمانية عشر عاماً في الأسر لم تكسره.

في معتقله العام 1997 (أرشيف «السفير»)

في أواخر التسعينيات أيضاً، بدأ نشاط أهالي الأسرى يحظى باهتمام إعلاميّ أكبر. وباتت صور سمير، عميد الأسرى، ترفع في التظاهرات.

معتصمون في ساحة الأسكوا العام 1999 للمطالبة بتحرير الأسرى

من صوره في الأسر، لقطة نشرتها «يديعوت أحرونوت» في العام 2007، قبل تحريره بعام واحد، وتجمع بينه وبين الأسيرين الفلسطينيين مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
في صورة واحدة، تظهر معتقل سمير، نشرت بعد تحريره، وأخذت في العام 2005، داخل معتقله في سجن نهاريم. سرير حديديّ موضّب، مروحة صغيرة، سجادة صلاة، وتلفزيون مثبّت على قناة «المستقبل» اللبنانيّة. في جيبه قلم ودفتر صغير. يبدو سمير في الصورة صارماً. 27 عاماً في الأسر، ونظرة عينيه لم تتغيّر، بل باتت أكثر حدّة وثباتاً.

في زنزانته في سجن هداريم العام 2005
الحريّة
في أوّل لقاء له مع الكاميرا بعد تحريره من سجون الاحتلال، يرفع سمير القنطار شارة النصر. تبدو عيناه دامعتين، لا نعرف إن كانت دموع فرح، أو دموعاً من أشعّة الشمس التي اخترقت عينيه.

الصورة الأولى بعد التحرير
في صور الحريّة فرح كثير. يحتضن والدته سهام، يبكي. أخوه بسام، يسرق منه قبلة، بلهفة من انتظر عمره لحظة اللقاء تلك. في صور أخرى، يقف ضاحكاً على المنصّة بجانب السيد حسن نصرالله ورفاقه المحرّرين.
لاحقاً، نراه ضاحكاً في صور زفافه، وفي صور لقائه بوالدته بالتبنّي هندومة (أم جبر) وشاح، وفي لقاءاته التلفزيونيّة.

مع والدته بالتبنّي السيّدة الفلسطينيّة أم جبر (أرشيف «السفير»)
في صورة نشرتها وكالة «رويترز» أمس، يظهر سمير القنطار في زيارته الأولى إلى الجولان المحتلّ، بعد تحريره بأشهر، في تشرين الثاني من العام 2008. الجولان الذي قضى السنوات الأخيرة من حياته، يعدّ لانطلاق المقاومة ضدّ الاحتلال فيه.
 

هناك 8 تعليقات:

  1. اتّحاد الشيوعيّين الأردنيّين
    ساعة واحدة ·

    بيان صادر عن إتحاد الشيوعيين الأردنيين
    حول جريمة إغتيال المناضل الوطني البارز سمير القنطار
    اقترف الكيان الصهيوني العنصري جريمة غادرة، تضاف الى سجله الحافل بأبشع الجرائم والمجازر الدموية، ذهب ضحيتها المناضل الوطني البارز، عميد الاسرى سمير القنطار الذي سطّر طيلة حياته مآثر بطولية ومعالم كفاحية بارزة في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعملائه وأعوانه.
    فمنذ نعومة أظفاره كانت القضية الفلسطينية حاضرة في ضميره ووجدانه، من أجلها وفي سبيلها التحق بصفوف المقاومة الفلسطينية، وشن أجرأ العمليات، وأمضى ثلاثة عقود في غياهب سجون المحتل الصهيوني الغاشم، وأخيراً قدم حياته رخيصة من أجل أنبل قضية.
    ان اتحاد الشيوعيين الأردنيين الذي عايش عدداً من أبرز أعضائه الشهيد الكبير في السجون الأردنية وخبروا عن قرب إقدامه وجسارته واندفاعه الثوري، يدين الجريمة النكراء التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق أبرز كوادر وقادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية الذي واصل بكل همّة وتصميم وارادة صلبة بعد تحريره من أسر الصهاينة الأوغاد كفاحه على مختلف جبهات الصراع مع العدو الصهيوني والمجموعات الارهابية والتكفيرية والمتطرفة، ويؤكد أن المآثر الكفاحية التي سطرها سمير القنطار، هذا المناضل المقدام لن تفت في عضد المناضلين ضد الامبريالية الصهيونية والرجعية والجماعات الارهابية، وستبقى مصدر إلهام لأجيالهم المتلاحقة.

    عمان في 22/12/2015
    المكتب التنفيذي
    لإتحاد الشيوعيين الأردنيين

    ردحذف

  2. رساله من الشهيد سمير القنطار الى أحمد سعدات بعد اقتحام سجن اريحا ..
    https://www.facebook.com/197055733817998/photos/a.197447980445440.1073741828.197055733817998/424019037788332/?type=3&theater

    ردحذف
  3. عملية نهاريا ..الوجه الذي غير تاريخ النضال ،أحد أبطالها سمير القنطار

    شهد يوم 22 من نيسان لعام 1979 عملية نوعية غيرت تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي حيث ضمنت العملية مجموعة من القادة وهم جمال عبد الناصر وعبد المجيد اصلان ، ومهنا المؤيد وأحمد الأبرص فيما تولى سمير القنطار قائد العملية برتبة ملازم من جبهة التحرير الفلسطينية .

    تفاصيل العملية .

    اخترقت هذه المجموعة رادارات الاحتلال الإسرائيلي وترسانة اسلحته منطلقة من شاطئ ‏مدينة صور بزورق مطاطي صغير من نوع (زودياك) معدل ليكون سريعاً جداً، وكان هدف العملية ‏الوصول الى مستوطنة نهاريا واختطاف رهائن من الجيش الاسرائيلي لمبادلتهم بمقاومين معتقلين في ‏السجون الاسرائيلية.

    ‏ المميز في عملية نهاريا ان المجموعة استطاعت اختراق حواجز الاسطول السادس واخفوا الزورق عن ‏الرادار وحرس الشاطئ، بدأت العملية في الثانية فجرا واستمرت حتى ساعات الصباح، ووصلت ‏المجموعة الى شاطئ نهاريا حيث يوجد اكبر حامية عسكرية اضافة الى الكلية الحربية ومقر ‏الشرطة وخفر السواحل وشبكة الانذار البحري ومقر الزوارق العسكرية الاسرائيلية شيربورغ)، ‏اقتحمت المجموعة احدى البنايات العالية التي تحمل الرقم 61 في شارع جابوتنسكي، وانقسمت ‏المجموعة الى اثنتين، واشتبكوا في البداية مع دورية للشرطة وحاولوا الدخول الى منزل يملكه ‏‏(امون سيلاع) يقع على الشاطئ مباشرة، وبعد ذلك اشتبك افراد العملية مع دورية شرطة ‏اسرائيلية فقتل الرقيب (الياهو شاهار) من مستوطنة معلوت.

    ‏ وبعدها استطاعت المجموعة اسر عالم الذرة الاسرائيلي (داني هاران) واقتادوه الى الشاطئ، لكن ‏المعركة الرئيسية وقعت عندما حاول سمير الاقتراب من الزورق وفي هذه المعركة استشهد احد ‏رفاقه واصيب رفيقه الاخر بجراح بالغة كما ان سمير قد اصيب بخمس رصاصات في انحاء جسده كافة، ‏وبعد ان استقدمت قوات الاحتلال وحدات كبيرة من الجيش دارت اشتباكات عنيفة على اثر احتماء ‏سمير وراء الصخور، ونجح سمير بإطلاق النار على قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية ‏في الجيش الاسرائيلي الجنرال (يوسف تساحور) حيث جرح بثلاث رصاصات في صدره ونجا باعجوبة، ‏والجدير ذكره ان اسرائيل طمست خبر اصابة الجنرال بجراح بالغة في العملية وعندما ادلى ‏بشهادة للمحكمة فيما بعد تم اخلاء القاعة من الناس والمحامين ومن ثم عاد الجنرال ليصرح بعد ‏عشر سنوات لاحدى الصحف الاسرائيلية انه "لن ينسى طيلة حياته وجه الفدائي الذي اصابه ‏بثلاث رصاصات في صدره انه دون شك سمير القنطار"، وكانت الحصيلة النهائية للعملية ستة ‏قتلى من بينهم عالم الذرة داني هاران واثنا عشر جريح.

    ‏ اما افراد العملية فقد استشهد منهم اثنان هما عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد واعتقل سمير ‏القنطار واحمد الابرص، واطلق سراح الابرص عام 1985 على اثر عملية تبادل للاسرى، وتم نقل ‏الاسير سمير القنطار وهو ينزف دما الى شاطئ نهاريا للتحقيق معه في ظروف العملية التي نفذها ‏واهدافها.

    تفاصيل عملية اعتقاله

    التعذيب الذي تعرض له سمير القنطار يصفه بانه اشبه بقصص الخيال التي لا يمكن ان ‏يصدقها الناس او يتصورها العقل البشري ثم تم الأفراج عن سمير القنطار يوم الأربعاء 16 يوليو 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله وإسرائيل تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم اعتقالهم في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائيليين الذين قتلا في عملية "الوعد الصادق" في يوليو 2006.

    وكات اسرائيل قد اغتالت القنطار اليوم في قصف استهدف مبنا سكنيا في جرمانا في دمشق


    ردحذف


  4. في أعقاب تحريره مباشرة، عام 2008، بعد 30 عامًا من الأسر، كان اللقاء بسمير القنطار من أصعب ما يكون، خاصة بعد التهديدات الصهيونية الكثيرة باغتياله، وأن إسرائيل لن تسمح له بأن يكون جزءًا من هذا العالم. حاولت أن ألتقيه، وأنا أدرك صعوبة الأمر، الجميع كان يخبرنني باستحالته، وكان لدي يقين، لا أعرف سببه، أن لقائنا قادم لا محالة.

    بعد أسبوعين أو أقل قليلا من وجودي في لبنان، تلقيت اتصالًا يطلب مني الانتظار في مكان محدد، لم أعرف من المتصل ولا السبب، لكن إحساسي كصحفي كان يدفعني إلى الذهاب إلى المكان المجهول بالنسبة لي، في الموعد المحدد، للهدف غير المعلوم. ذهبت في الموعد المحدد، وإذ بسيارة جيب سوداء بعد فترة قصيرة، تتوقف أمامي، ويسألني من فيها: أحمد بلال؟.. فأجبت بنعم، فرد قائلًا: اركب!

    لا أعرف لماذا ركبت السيارة دون حتى الاستفسار عن هوية الأشخاص أو الجهة التي نقصدها، أو السبب في هذه الطريقة المخابراتية، لكن كان لدي إحساس أن شيئًا مما كان يعد مستحيلًا على وشك التحقيق الآن.

    تحركت السيارة على طرق عديدة، وبدا الأمر أنه خطة للتمويه، ثم توقفت فجأة وطُلب مني الانتقال إلى سيارة أخرى كانت تقف حيث توقفنا، وكذلك الأمر مع السيارة الجديدة، لم أعرف ما هي الوجهة ولا من هم الأشخاص، انتقلت إليها، وبدأت أشعر أنني أقترب أكثر إلى شيء ما كنت أسعى إليه، حتى انطلقت السيارة.

    كنت أفكر طوال الوقت في الجهة التي يسعى هؤلاء إلى إيصالي إليها، وفي نفس الوقت أحاول حفظ معالم الطرق التي نسير عليها، فأنا، وإن كانت مطمئن لهؤلاء المجهولين، إلا أنني لا أعرفهم، وهكذا استمر الأمر حتى توقفت السيارة، وطُلب مني النزول، وسار معي قائد شخص حتى توقفنا أمام أحد المباني، ثم طلب مني الصعود إلى الدور الرابع (على ما أتذكر)، وطرق باب الشقة، دون أن يذكر أي معلومة إضافية.

    بالفعل صعدت إلى الدور الرابع، في هذا المبنى الموجود في منطقة هادئة، طرقت الباب، وإذ به يفتحي، وإذ بي أمام.. عميد الأسرى العرب، الأسير المحرر: سمير القنطار.

    بعد 30 عامًا من الأسر، كان الجميع يتصور لسمير القنطار مستقبلًا مختلفًا، البعض تحدث عن دور سياسي، والبعض توهم أنه سيكتفي بلقب عميد الأسرى العرب ولأسير المحرر، ليظهر في المناسبات المختلفة ويتحدث عن تاريخه النضالي، إلا أن القنطار كان له رأي آخر، ترجمه في إصراره على عودته إلى لبنان من الوطن المحتل (فلسطين)، بالزي العسكري، وكأنه قائد عسكري منتصر عائد ليواصل مسيرة الكفاح.

    في لقائي معه في أعقاب تحريره، سألت القنطار عن سبب إصراره على ارتداء الزي العسكري، فقال لي: “رسالة للعدو أن ثلاثين عاماً في الأسر لم تؤثر على معنوياتنا و لا على إصرارنا على مواصلة الكفاح لتحرير فلسطين، فكان الزي العسكري نموذج للدرب الذي سنواصله”.

    وعندما سألته إن كان سيقبل بأي دور سياسي في لبنان أجابني بشكل قاطع: “لا يمكن، أنا أرفض أن أكون في أي منصب سياسي داخل لبنان، أنا فقط مكاني في المقاومة العسكرية، و المقاومة التابعة لحزب الله قبلت وجودي وانتهى الأمر”.

    وبحكم متابعتي للعدو وإعلامه ومراكز أبحاثه، تابعت مدى حقد قادته على سمير القنطار، وتهديداتهم المستمرة باغتياله، وبأنهم لن يسمحون له بأن يكون جزءا من هذا العالم، أنا الآن (لبنان- 2008) أمام هذا الرجل الذي تستهدفه المؤسسة الصهيونية بأكملها، ومن حقي أن أسأله، كيف يواجه، كإنسان قبل أي شيء، هذه التهديدات، ومدى تأثيرها عليه. ضحك القنطار وهو يرتشف قهوته، وقال لي: “أنا لم أخافهم عندما كنت في الأسر، فلن أخافهم و أنا بين شعبي و بين أهلي، أما عن سعيهم لمحاولة اغتيالي فهذا لا شك فيه، و لكن الإخوة يأخذون الاحتياطات، وأنا لا أبالي وأتحرك في أي مكان، العدو الصهيوني يريد أن يستخدمني كنموذج أن من يقاوم إسرائيل ويخرج منتصراً يجب أن يموت، أنا شخصياً أرحب بالشهادة في أي وقت، وسأفعل ما بوسعي لكي يدفعوا ثمن شهادتي قبل أن أموت”.

    ردحذف

  5. القنطار يفضحهم ميتا
    الإثنين, ديسمبر 21, 2015 | مايكل عادل

    المُتَصَهينون موجودون دائمًا بيننا، من قبل أن تقوم انتفاضة واحدة، ومن قبل حرب النكسة، لا بل من قبل 1948، المتصهينون دائمًا هُنا ونحن دائمًا نراهم، وهُم دائمًا لا يعلمون أنهم واضحون وضوح الشمس في كبَد السماء.

    المُتصَهينون منبوذون بطبعهم، ينبذون أنفسهم قبل أن ينبذهم الناس، فهُم يفضّلون الانزواء جانبًا قبل أن تسوقهم الفضيحة إلى ذات الجانب ونفس الطرقات المحمّلة بالعار ووصماته التي تلطّخ الجبين ليراها الكفيف قبل المُبصر.

    المُتَصَهينون يعيشون على الجيف، يأكلون الموتى بعد أن كانوا يهابونهم وهُم أحياء، يخشون نسمة الحياة الخارجة من أنوف وأفواه جنود الحق فيقتلونهم على استحياء بطعنة في الظَهر ليلاً، ويقيمون الأفراح فوق جثثهم نهارًا، هكذا هُم، هكذا كانوا وهكذا ستبقى سيرتهم حينما يدوّنها أبناؤنا كصفحة مطويّة من صفحات التاريخ.

    في الماضي، كان المتصهين المنزوي يخشى أن يلمح أحدهم بسمته الخبيثة حين يموت جسد مناضل، كان بعضهم يبذل قصارى جهده كي تقطر من عينه دمعة لعلها تختلط بدموعنا وتختفي فيها. في الماضي، كان المتصهين يرقص طربًا في بيته أو ملجأه على صوت الرصاص الذي يقتل أصحاب الأرض والحق والتاريخ.

    المتصهين لا يحمل جنسيّة، ولا يرتدي القبّعة، المتصهين يرتدي ذات ردائك، لكن الرداء لا يخفي الدماء الملطخة لجسده، يبكي في الخفاء ويضحك في الخفاء، يبكي حين تضحك ويضحك حين تموت، لن ترى ضحكة قلبه الجوف مرّة واحدة.

    كانوا كذلك حتى وقتٍ قريب، كانوا يمارسون شعائرهم الجوفاء في الخباء حين يسقط جسد شهيد لترتقي روحه الطاهرة، كانوا كذلك إلى أن تشعّبت القضايا بأيديهم وتراكمت الخبائث وسط الحقائق واندس سُم الخيانة في عسل النضال الزائف، كانوا كذلك إلى أن ذابت العيون الزائغة وسط الشعارات البريئة وحينها وجد كُل متصهين جواده الذي يمتطيه ليرتدي أمام الجميع ثوب الفارس، ويسحق أسفل أقدامه الحق الجَليّ رافعًا الباطل فوق عنقه مقدّمًا إياه لنا، معلنًا للجميع سعادته على ما آل إليه الحق والباطل من تبدّل واختلاط.

    اليوم، لا يجد المتصهين أي حرج في أن تنفرج أساريره حين تُعلن الإذاعة عن استشهاد المناضل «سمير القنطار» في غارة جويّة صهيونيّة على حيّ جرمانا السوري، معللاً سعادته بأن الشهيد كان يناصر نظامًا ظالمًا، يصف المتصهين النظام بالظالم بينما يرقص طربًا على نيران العدو الصريح التي قتلت مناضلاً قضى من عمره أكثر من ربع قرن في أسر الصهيونيّة، يرقص المتصهين فرحًا لموت من حمل السلاح ضد الاحتلال، ولا يتوقف المنساقون خلفه لحظة واحدة أمام المشهد الواضح أمامهم، المشهد البسيط المباشر الذي نرى به مقاتلاً في صفوف المقاومة يقع شهيدًا بنيران الاحتلال، ومازال يردد عبارات الخيبة والعار عن نظام ظالم، أي نضال هذا الذي تدعمه الغارات الصهيونية؟ وأي مناضل ذلك الذي يحتفي ويسعد ويطرب بنيران الاحتلال؟.

    لم يلتفت أحدهم لإعلان أن سبب الاغتيال كان إقدام القنطار على فتح جبهة للمقاومة في الجولان السوري، لم يلتفت أحدهم إلى عُمر الرجُل الذي ضاع بين رصاص العدو وبين قضبان سجونه، لم ولن يلتفت المُتصهين ومن تبعه يومًا إلى الحقيقة الواضحة، فقد أصبح للخائن قضيّته وأصبح لبائع الوطن نضاله الذي يفتخر به، ولهذا وذاك في الدنيا عار لن يتركه حتى بالموت. لهم فرحهم بالقنطار الذي مات، ولنا أن نزف إلى السماء بطلاً من بلادنا لعلنا نتطهّر بروحه من كُل متصهين أنجبته أراضينا.

    ردحذف

  6. الإعلام الصهيوني يحتفي باغتيال «سمير القنطار»
    الأحد, ديسمبر 20, 2015 | أمير إبراهيم | 3:12:06 م
    سمير القنطار

    باهتمام كبير، وبث مباشر تابعت وسائل الإعلام الصهيونية اليوم نبأ استشهاد القيادي في حزب الله سمير القنطار بسوريا، وبدت المتابعة تشفيا واحتفاء بهذا النبأ الذي طالما سعت لتنفيذه الأجهزة الصهيونية، فصحيفة يديعوت أحرونوت وصفت الأحداث التي شهدتها سوريا بالدرامية انتهت باغتيال القيادي سمير القنطار، راصدة رد فعل حزب الله والبيان الذي صدر عنه تعقيبا على عملية الاغتيال.

    نقلت صحيفة “هآرتس” عن شقيق سمير الكاتب الصحفي بسام القنطار نبأ استشهاده في سوريا حيث نشر بسام على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، تدوينة ينعي فيها شقيقه دون الكشف عن ملابسات استشهاده، قائلا: بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاما من الصبر في قافلة عوائل الأسرى.

    اهتم موقع “واللا” برصد موقف الدوائر السياسية في تل أبيب بعد الإعلان عن اغتيال القنطار، حيث لم يعقب رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو على هذه الأنباء، بينما قال وزير الطاقة يوفال شتاينس خلال الجلسة الأسبوعية اليوم: لن أعقب على ما ذكرته وسائل الإعلام عن اغتيال القنطار، لكنني لست آسفا لسماع تلك الأخبار، فالقنطار كان شخصا خطيرا.

    وفي السياق ذاته؛ رحّب وزير البناء والإسكان الصهيوني يؤوف جلانت باغتيال القنطار قائلا: من الأمور الطيبة أن أشخاصا مثل سمير القنطار لن يكونوا جزءا من عالمنا، رافضا نفي أو تأكيد الكيان الصهيوني في تنفيذ عملية الاغتيال بسوريا.

    صحيفة معاريف، تناولت في تقرير لها استشهاد القنطار، مع تسليط الضوء على الفترة الأخيرة في حياته، خاصة عقب إطلاق سراحه في صفقة تبادلية بين حزب الله وتل أبيب عام 2008، مشيرة إلى أن التقارير الأمنية أكدت خطورة تحركاته عقب الإفراج عنه، لا سيما في الجولان بين الدروز الذين يدعمون الرئيس السوري بشار الأسد.

    موقع “ديبكا” وثيق الصلة بالدوائر الاستخباراتية، قال إن القنطار لعب دورا بارزا خلال العامين الماضيين على وجه التحديد في الجبهة الجنوبية السورية، ومعارك التصدي للجماعات الإرهابية، لافتا إلى أنه يعمل في سوريا تحت قيادة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، مضيفا أنه يشرف على عمل مجموعات مسؤولة عن تنفيذ عمليات بفلسطين المحتلة تستهدف الاحتلال وجنوده.

    تطرقت القناة العاشرة في تقرير لها إلى رصد جولات المواجهة بين حزب الله والكيان الصهيوني على الأراضي السورية، منذ اغتيال القيادي السابق عماد مغنية فبراير 2008 الماضي، وصولا إلى سمير القنطار، مؤكدة أن تقديرات الأجهزة الأمنية في تل أبيب أشارت إلى أن القنطار كان يعمل على فتح جبهة مواجهة ضد الكيان الصهيوني في الجولان.

    ردحذف
  7. القنطار.. البطل الذي كشف زيف "ثوار" السعودية وقطر

    الخميس 24 ديسمبر 2015

    یبدو ان استشهاد البطل اللبناني المناضل والاسير المحرر سمير القنطار، نزل كالصاعقة على رؤوس الرجعية العربية، التي تقف وراء ادعياء “الجهاد والمقاومة” من التكفيريين، في سوريا غيرها، فلم يجدوا شيئا يمكن ان يخفوا وراءه خيبتهم وخزيهم، الا تبني الموقف الصهيوني بحذافيره دون زيادة او نقصان.

    المتتبع للاعلام العربي، الذي تهيمن عليه السعودية وقطر، يتلمس بوضوح حجم “المصيبة” التي انزلها استشهاد القنطار، بهذا الاعلام الرخيص والطائفي، الذي اوصلته فضيحته، بدعمه شذاذ الافاق من التكفيريين والمجرمين، وتسويقهم على انهم “ثوار”، ان يستخدموا اساليب رخصة، للنيل من الشهيد القنطار، كما فعلت قناة “العربية” السعودية، سيئة الصيت، عندما جلبت مطلقة الشهيد القنطار، واعطتها فسحة لتطلق ما في قلبها من حقد اخرق على الشهيد واصفة اياه ب”القاتل”، عسى ولعل، ان تخفف من فضيحة ما نزل بالسعودية وقطر و”مرتزقتهم” من تكفيري “داعش” والقاعدة، الذي كان القنطار يقاتلهم ويقاتل اسيادهم الصهاينة في آن واحد.

    صحيح ان الاعلام السعودي والقطري، هو المهيمن على الاثير، بعد ان تحولا الى غرابين ينعقان على خراب الامة، اثر اغلاق السلطات السعودية لكل الفضائيات التي كانت تعكس جانبا من الحقيقة المرة التي تعيشها الشعوب العربية والمنطقة، بعد اختطاف الرجعية العربية للقرار العربي والجامعة العربية، ولكن رغم كل ذلك لا يمكن لهذا الاعلام الطائفي الرجعي، ان ينال من قمة نضالية كبرى مثل الشهيد القنطار، الذي استشهد على يد “اسرائيل” الحليف الاقوى للسعودية وقطر والرجعية العربية في سوريا ، فمثل هذه القمة لا يمكن التعتيم عليها اوتشويهها فالجميع يعرف ان القنطار:

    - حمل السلاح وهو في الخامسة عشر والتحق بالمقاومة الفلسطينية

    - شارك وهو في السابعة عشر بعملية فدائية نوعیة داخل الاراضي الفلسطينية مع رفاق له، استشهد البعض وأُسر الباقي، فكان من بين من اسروا جريحًا.

    - حكم بأكثر من خمسمائة عام قضى منها 29 عامًا، قضاها شامخًا عنيدًا أمام عنجهية سجاني العدو.

    - خرج القنطار من السجن بعد ان قضى نحو 30 عاما، بأمر من سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، الذي ارغم الصهاينة على اطلاق سراحه في عملية تبادل للاسرى.

    – بعد خروجه من الاسر جدد عهده للمقاومة والتحق في صفوف حزب الله ليبدأ في وضع حجارة الأساس للمقاومة الشعبية في الجولان المحتل، مع رفاق له تعرض بعضهم للاغتيال.

    - انطلق بعمله المقاوم من بلدة الحضر وشمال القنيطرة، لیحول دون قیام الجماعات التكفيرية المدعومة من الكيان الصهيوني للسيطرة على هذه المنطقة الحدودية وتحويلها إلى منطقة آمنة.

    القنطار لبناني المولد، الا انه عاش اكثر سنوات عمره في فلسطين، في سجون الاحتلال الصهيوني، واستشهد في سوريا على يد اشرس عدو للعرب والمسلمين، فتاريخ الرجل ومواقفه اخرست الاعلام العربي العربي الذي اضطر ان يكرر مقولة الصهاينة، لصعوبة اتهام القنطار بانه ينطلق من دوافع طائفية او مذهبية او دينية فقد كان وجوده يهدد “اسرائيل”، التي حاولت اكثر من ست مرات اغتياله، وفي الاخير تمكنت منه، وهي تظن انها ستتنفس الصعداء بعده، وسيكون المجال اكثر امنا ل”ثوار” السعودية وقطر وتركيا، من الدواعش والقاعدة، ولكن فات “اسرائيل” ان المقاومة مدرسة تخرج كل يوم المئات من امثال القنطار، سيكونون لها ولمرتزقتها بالمرصاد ليس في سوريا والعراق واليمن ولبنان فحسب، بل في داخل فلسطين نفسها.

    * سامي رمزي ـ شفقنا

    ردحذف