الاثنين، 28 ديسمبر 2015

الشهيد يحيى عياش

يحيى عياش

المهندس رقم (1)
يحيى عياش
قائد ومؤسس لكتائب القسام
صورة معبرة عن يحيى عياش
صورة نادرة ليحيى عياش

الميلاد 6 مارس 1966
رافات،  فلسطين
الوفاة 5 يناير 1996 (29 سنة)
بيت لاهيا، فلسطين
الجنسية فلسطيني
أعمال أخرى مهندس كهربائي
الخدمة العسكرية
اللقب المهندس ، المطلوب رقم واحد
الولاء Flag of Hamas.svg حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، فلسطين
الفرع Alqassam.jpg كتائب الشهيد عز الدين القسام
الوحدة وحدة الاستشهاديين
القيادات قائد مجموعات الاستشهاديين
المعارك الانتفاضة الأولى العمليات الاستشهادية
السيارات المفخخة، وغيرها.
إصابات ميدانية أغتيل بقنبلة مزروعة بهاتف نقال
يحيى عبد اللطيف عياش ويلقب بالمهندس(1966-1996)[1] قائد وعسكري فلسطيني، ومن أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى إغتياله،[2] ولد ببلدة رافات في محافظة سلفيت بالضفة الغربية يوم الأحد الموافق 6 آذار (مارس) 1966 [3]، حاصل على شهادة البكالوريس في الهندسة الكهربائية من جامعة بير زيت عام 1993[4]، اتهمته إسرائيل بأنه خلف مقتل العشرات حيث كانت أول بصماته في منطقة "رامات أفعال" بتل أبيب بعد العثور على سيارة مفخخة [5] فيما استمرت إسرائيل بمطاردته في الفترة ما بين أبريل 1993 حتى اغتياله [6] في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بتاريخ 5 يناير 1996 باستخدام عبوة ناسفة زرعت في هاتف نقال كان يستخدمه أحياناً [7]، وقد تركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية، وطور لاحقاً أسلوب الهجمات الانتحارية (الاستشهادية) عقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل في فبراير 1994 وقد شيع جثمانه نحو 100 ألف شخص في قطاع غزة.[8][9][10][11]

حياته

يحيى عياش مع والديه، ويظهر شعار على قميصه مكتوب عليه (الإسلام هو الحل) وهو شعار تتخذه الحركة الإسلامية في فلسطين و الإخوان المسلمون
ولد يحيى عياش في بلدة رافات والتي تتوسط مدن نابلس ورام الله وقلقيلية وهو ينحدر من عائلة عرفت بتدينها وبساطة أفرادها وماضيها الجهادي. فآل عياش، شاركوا في الانتفاضات والثورات الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني منذ وعد بلفور وحتى الثورة العربية الكبرى عام 1936 [12] ووالده عبد اللطيف ساطي عياش والذي يعمل بمهنة الزراعة ونقش الحجر له ابنين بالإضافة ليحيى هما مرعي الذي ولد عام ،1969 ويونس الذي ولد في عام 1975 [13] ويوصف يحيى في طفولته أنه كان هادئاً ولا يحب الاختلاط كثيراً بغيره من أطفال الحي [14]

أسرته

تزوج المهندس ابنة خالته، هيام عياش، بتاريخ 9 سبتمبر / أيلول من عام 1991م. ولكن، سرعان ما طرق زوار الفجر منزله، وأصبحت القوات الخاصة الإسرائيلية وأعتى رجال الأمن والمخابرات الصهاينة من رواد البيت. فمضى يحيى مطاردأ مطلوباً تاركاً وراءه زوجة وابناً أسماه (براء) تفتحت عيناه على الحياة في 1 يناير / كانون الثاني عام 1993. ولم يلتم الشمل مرة أخرى، إلا بعد نحو عام ونصف حين نجح المهندس في تخطي جيش المخبرين وضباط الشاباك والوحدات الخاصة التي كانت تداهم المنزل باستمرار، وانتقلت هيام مع براء إلى قطاع غزة، وقد رزق المهندس قبل استشهاده بيومين فقط، بابنه الثاني الذي أسماه (عبد اللطيف) تيمناً بوالده، غير أن العائلة أعادت اسم يحيى إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم (يحيى).[15]

متفوق في المدرسة

ولقد كان يحيى متفوقا منذ الصف الأول وحتى إنهائه المرحلة الثانوية وحصوله على شهادة (التوجيهي)، فقد نال المرتبة الأولى دائماً خلال دراسته لاثنتي عشرة سنة في رافات والزاوية وبديا. وكان يحيى قد انتقل إلى مدرسة الزاوية الإعدادية بعد إنهائه الصف السادس الابتدائي في مدرسة رافات نظراً لكون مدرسة قريته لا تستوعب أكثر من هذه المرحلة. ودرس يحيى المرحلة الإعدادية والأول ثانوي في مدرسة الزاوية، ثم انتقل بعد ذلك إلى قرية بديا حيث درس الثاني والثالث ثانوي (الفرع العلمي) في مدرسة بديا الثانوية، وحصل على شهادة الدراسة الثانوية بمعدل 92.8 % [16]

حفظ القرآن

وقد أتم يحيى عياش حفظ القرآن الكريم كاملاً وحصل على شهادة تقدير من مديرية الأوقاف الإسلامية بالقدس لتفوقه في دراسة العلوم الشرعية وتجويد القرآن الكريم، وما تزال محفوظة في صالة منزل والديه [17]

تعليمه

بعد أن حصل يحيى عياش على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة بديا الثانوية عام 1984، وكان معدله 92.8 % [18] سافر يحيى في شهر أيلول (سبتمبر) من عام 1984 إلى مدينة رام الله للتسجيل في جامعة بيرزيت[4] وقد تخرج يحيى عياش مهندساً كهربائياً من جامعة بيرزيت في شهر آذار (مارس) من عام 1993م، وهذا يعني أنه قضى ثمان سنوات على مقاعد الدراسة الجامعية. ويعود السبب في ذلك إلى الإضرابات والإغلاقات المستمرة للجامعة ففي شهري كانون أول (ديسمبر) من عام 1986 وكانون الثاني (يناير) من عام 1988 أصدر الحاكم العسكري الإسرائيلي عدة قرارات بتعطيل الدراسة وإغلاق الجامعة.

حفل التخرج

وقد غاب يحيى عن حفل التخرج في الجامعة ولم يحضر مراسم تسليم الشهادات؛ فقد كان وقتها مطارد ومطلوب لجهاز الشاباك وتطارده قوات الاحتلال بسبب دوره في التخطيط لعملية "رامات افعال" بتل أبيب في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1992 [19]
وبعد تخرجه حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا ورفضت سلطات الاحتلال طلبه ، وقد عقب على ذلك يعكوف بيرس رئيس المخابرات آنذاك بالقول: «لو كنا نعلم أن (المهندس) سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحاً، بالإضافة إلى مليون دولار» ، وتزوج بعد تخرجه من ابنة عمه ورزقه الله ولده البكر (البراء) ثم رزق بولده (يحيى) بتاريخ 24/12/1995م .

المهندس وحماس وجناحها العسكري

نشاطه الطلابي

بدأت علاقة يحيى مع الكتلة الإسلامية -الاطار الطلابي لحماس- في جامعة بيرزيت في تشرين أول (أكتوبر) 1984. إذ جرت العادة عند الكتلة الإسلامية أن تقيم حفل استقبال يضم الطلبة من أبناء الكتلة وجميع الطلبة الجدد الذين يلبون الدعوة ويظهرون موافقة مبدئية على الانضمام إلى صفوف الكتلة. وتم خلال هذا اللقاء الذي عقد في مسجد بيرزيت القريب من الحرم الجامعي القديم، التعارف بين الطلاب القدامى والجدد، وعرّف الشهيد وقتها بنفسه قائلاً:
«أخوكم في الله يحيى عياش من رافات - سنة أولى هندسة [20]»

نشاطه الإجتماعي

وفي بداية العام الدراسي الثاني (1985/1986)، أصبح عضواً بإحدى (مجموعات) الإخوان المسلمين في مدينة رام الله. ووظف المهندس السيارة التي اشتراها والده في خدمة الحركة الإسلامية، حين دأب على السفر إلى رافات ونظراً للدور الريادي الذي قام به فقد اعتبرته الفصائل الفلسطينية (شيخ الإخوان في رافات)، رجعت إليه في كافة الأمور التي تتعلق بالفعاليات أو الإشكالات خلال الأعوام (1988 - 1992) [21]

مع كتائب القسام

وكانت بدايات المهندس مع العمل العسكري ترجع إلى أيام الانتفاضة الأولى، وعلى وجه التحديد عامي 1990 و 1991؛ حيث توصل إلى مخرج لمشكلة شح الإمكانات المتوفرة وندرة المواد المتفجرة، وذلك بتصنيع هذه المواد من المواد الكيماوية الأولية التي تتوفر بكثرة في الصيدليات ومحلات بيع الأدوية ولمستحضرات الطبية. فكانت العملية الأولى بتجهيز السيارة المفخخة في رامات افعال بتل أبيب، وبدأت أثر ذلك المطاردة المتبادلة بين يحيى عياش ودولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية والعسكرية وبعد تحقيق شديد وقاس مع أعضاء في حركة حماس الذين اعتقلوا أثر العثور على السيارة المفخخة، طبع الشاباك اسم يحيى عبد اللطيف عياش في قائمة المطلوبين لديها للمرة الأولى. ولذلك، داهمت قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود يرافقها ضباط ومحققين من الشاباك بلدات سلفيت وقراوة بني حسان بحثاً عن زاهر جبارين، وعلي عاصي، اعتقاداً بأن أحدهما قد نجح في التوصل إلى المعادلات الكيميائية [22]
وفي الربيع الأخير من عام 1992 استكمل الفريق الرباعي المكون من المهندس يحيى عياش بالإضافة إلى زاهر جبارين وعلي عثمان عاصى وعدنان مرعي مستلزمات الانتقال بالجهاد نحو مرحلة الدفع بقوة باتجاه تنفيذ العمليات العسكرية وتحديد الأهداف وذلك بعد أن وصل المهندس إلى مبتغاه الذي كان يبحث عنه في المعادلة الكيميائية وهو تحويل المواد الكيماوية والأولية إلى متفجرات.[23]
يعتبر يوم الأحد الموافق 25 نيسان (إبريل) من عام 1993، بداية المطاردة الرسمية له. ففي ذلك التاريخ، غادر المهندس منزله، ملتحقاً برفاقه الذين كانوا يتخذون من كهوف ومغارات فلسطين قواعد انطلاق لهم ضد جنود ودوريات الاحتلال. وفي مساء ذلك اليوم، داهمت قوات كبيرة من الجيش والمخابرات المنزل وقامت بتفتيشه والعبث بالأثاث وتحطيم بعض الممتلكات الشخصية للمهندس. وبعد أن أخذ ضباط الشاباك صورة الشهيد جواد أبو سلمية التي كان المهندس يحتفظ بها، توجه أحدهم لوالده مهدداً: «يجب على يحيى أن يسلم نفسه، وإلا فإنه سوف يموت، وسوف نهدم المنزل على رؤوسكم» [24]
وقد كانت بداية المهندس مع تفجير الحافلات بتركيب العبوات التي قدّر وزنها بأربعين كيلو غراماً من المواد المتفجرة ربطت بجهاز التفجير وأربع اسطوانات غاز لزيادة قوة التأثير. وحسب الخطة، وضع المهندس بمساعدة أبو إسلام، العبوات في حافلة صغيرة من طراز (فان- فولكسفاغن) تحمل لوحات معدنية صفراء-اللوحات الإسرائيلية- استولى عليها أحد أعضاء حركة حماس من مدينة تل أبيب مساء يوم الجمعة الموافق 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 1992. وعليه، يعد هذا التاريخ بداية (قصة الحب التي يعيشها المهندس مع الحافلات الإسرائيلية)، كما يقول ألكس فيشمان في مقاله الطويل الذي نشره في صحيفة معاريف تحت عنوان (أعرف عدوك: المهندس هو المطلوب الأول) في تشرين أول (أكتوبر) من عام 1994 م.[25]

عمليات متهم بتنفيذها

إحدى العمليات التي أتهمت إسرائيل المهندس بتنفيذها
  • عملية تفجيرية (استشهادية) بسيارة مفخخة بالعفولة 6 نيسان 1994 والتي نفذها (رائد زكارنة) والذي أدّى إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح ما لا يقل عن 30 آخرين، وقد كانت هذه العملية أولى الردود على مذبحة المصلين في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.[26] ففي نحو الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر يوم الأربعاء ووفقاً للخطة التي أعدها المهندس، تقدم رائد زكارنة بسيارته المفخخة نحو محطة الحافلات المركزية في مدينة العفولة وتتبع الحافلة التي تعمل على خط رقم (348) وعند محطة انتظار الحافلات القريبة فتح السائق بابها الأمامي لصعود الركاب. وعندئذ، تجاوز رائد الحافلة وأوقف سيارته على مسافة مترين فقط من مقدمة الحافلة وخلال ثوان، دوى صوت انفجار قوي حوَّل السيارة إلى أشلاء تطايرت على بعد عدة أمتار. كما تحطمت جميع نوافذ الحافلة واحترق هيكلها الداخلي وأصيب جميع من فيه بدرجات متفاوتة. وعلى الأثر، هرعت فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف، وهبطت الطائرات المروحية لإخلاء المصابين بجروح خطيرة.[27][28]
  • عملية مدينة الخضيرة داخل الخط الأخضر في 13 نيسان 1994 والتي نفذها الاستشهادي (عمار عمارنة) الذي فجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة مما أدّى إلى مقتل 7 إسرائيليين وجرح العشرات فقد أعد المهندس برنامجه وبدأت مرحلة الاستعداد واختيار الطاقم المساعد وقد تضمنت خطة العملية، تجهيز عبوتين ناسفتين بطريقتين مختلفتين. فالأولى، جرى تركيبها وتشكيلها بحيث يتم وضعها على الجسم، بينما ركب المهندس العبوة الثانية في حقيبة سفر صغيرة تشبه ما اعتاد جنود الجيش الإسرائيلي على استخدامها خلال تنقلاتهم من وإلى معسكراتهم. ووضع المهندس العبوتين وإرشادات الاستخدام وتفاصيل العملية والهدف في النقطة الميتة وهي مقبرة بلدة يعبد، ليستلمها سعيد في وقت لاحق.[29] فبعد التجهيز وصل عمار عمارنه وقد ربط على جسده عبوة متفجرة فيما حمل الثانية داخل حقيبة سوداء إلى محطة الحافلات المركزية في مدينة الخضيرة، ووقف في مكان الانتظار الخاص بالحافلة رقم (820) والتي تعمل على خط (العفولة - الخضيرة - تل أبيب). وعند الساعة الثامنة وخمسين دقيقة من صباح يوم الأربعاء الموافق 13 نيسان (إبريل) ،1994 وفي غمرة انشغال الكيان بعيد الاستقلال وذكرى جنوده القتلى، توقفت الحافلة (820) في المحطة لإنزال ركاب ونقل آخرين. وعندئذ، صعد عمار إليها من الباب الخلفي بعد أن ترك الحقيبة المفخخة في الموقف بناء على تعليمات المهندس. وخلال ثوان قليلة، فجر العبوات التي تحزم بها ويقتل مالا يقل عن خمسة بينهم ثلاثة جنود ويصيب نحو اثنين وثلاثين آخرين بينهم ثمانية عشر جندياً وفق ما اعترف به الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية. وقد حملة الاعتقالات التي نفذتها الشاباك بتعزيز من المظليين والوحدات الخاصة في أعقاب العملية طالت نحو (500) مواطناً فلسطينياً جديداً، وضمت أئمة مساجد وطلاب وأطباء وأكاديميين ممن استثنوا في الحملات السابقة.[30]
عقب تفجير الحافلة في شارع ديزنغوف بتل ابيب عام 1994
فبناء على ترتيبات مسبقة، قامت إحدى مجموعات الإسناد بتسهيل عملية انتقال صالح نزال إلى مدينة قلقيلية حيث بات ليلة الأربعاء في منزل عائلته وحين وصل إلى محطة الحافلات المركزية، ووقف ينتظر حافلة شركة (دان) رقم (90) التي تعمل على خط رقم (5) والذي يبدأ من بلدة حولون بجنوب تل أبيب وينتهي بمنطقة الفنادق في هيرتسليا مروراً بساحة ديزنغوف، ويقفز الدرجات صعوداً في حافلة الشهادة الأجمل في نحو الساعة الثامنة وخمس وخمسين دقيقة من صباح يوم الأربعاء الموافق 19 تشرين أول (أكتوبر) 1994. وسارت الحافلة في طريقها المعتاد، وقد أخذ الشهيد مقعده في الصف السادس خلف السائق، وخلال دقائق معدودة، وصل الموكب ساحة ديزنغوف، ولاحت الفرصة حين اقتربت حافلة أخرى، وأضحت في محاذاة الحافلة رقم (90). وعندئذ فجر عبواته الناسفة لتتحول الحافلة إلى كومة من الحطام بعد أن تطاير سقفها كلياً وتناثرت قطع من الحديد الملطخة بالدماء في دائرة قطرها يتجاوز الخمسين متراً. ولم تسلم المحلات والمخازن والمقاهي، فقد أحدث الانفجار أضراراً جسيمة وفادحة في المنطقة التي اهتزت وتصاعد عمود من الدخان إلى علو ستة أمتار بفعل الحريق الذي اندلع في الحافلة، ويبدو أن العملية بما انطوت عليه من خسائر بشرية (22 قتيلاً و 47 جريحاً) ومادية (سبعة ملايين شيكل - مليونين وثلاثمائة ألف دولار أمريكي)،وقد أصيب الناس بالذهول وهرعوا في بعض المدن إلى الشوارع في تظاهرات صاخبة كانت تنادي بالموت للعرب والقضاء على حركة حماس، وتطالب باستقالة اسحق رابين ومحاسبة القيادات العسكرية والأمنية على التقصير [32][33][34]
وقد سعى رابين الذي قطع زيارته لبريطانيا فور سماعه الخبر وعاد لتل أبيب ليعقد اجتماعاً طارئاً لقادة الأجهزة الأمنية ومن ثم اجتماع للحكومة لدراسة الخطوات والإجراءات المضادة لحركة حماس. وصرح «أقول للخاطفين ومفجري القنابل، إن قوات الأمن سيمسكون بكم عاجلاً أو آجلاً» [35][36]
وفي رافات، مسقط رأس المهندس، دفعت سلطات العدو بقوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود ترافقها وحدات مستعربين وضباط من الشاباك إلى الجبال والمناطق المحيطة بالقرية. وأعادت تلك القوات نصب النقطة العسكرية الموجودة على مدخل القرية في اليوم التالي للعملية البطولية في تل أبيب. وتمكنت قوات الاحتلال من مراقبة الحركة داخل رافات عبر هذه النقطة [37] وحين أشارت تقارير وحدات المستعربين السرية بأنها تشتبه بوجود المهندس في منزله، داهمت قوات كبيرة من المظليين المنزل يوم السبت الموافق 29 تشرين أول (أكتوبر) 1994 وأجرت فيه عملية تفتيش دقيقة وواسعة حطمت خلالها معظم محتويات المنزل [38] وقد توالت الاعتقالات المنظمة لمن يشتبه بأنه قدم العون أو المساعدة أو الملجأ، وحتى من تصادف أن التقى دون ترتيب مسبق بالمهندس، وقد اعترفت الشاباك، بأن التقدم الذي أحرزته في مطاردتها للمهندس جاء بعد أن خولت اللجنة الوزارية لشؤون جهاز المخابرات التي يرأسها اسحق رابين شخصياً لمحققي الشاباك باستخدام أساليب الضغط والتعذيب الجسدي بشكل مكثف ومتزايد مع معتقلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذين تتوفر شبهات قوية تؤكد أن بحوزتهم معلومات حول المهندس.
واستناداً لما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد أسهم استخدام هذا الأسلوب من الضغط الجسدي المشدد في انتزاع اعترافات من بعض المعتقلين قادت لاعتقال آخرين، ومن بينهم (43) عضواً من مجموعات الرصد والاستطلاع والخدمات والتموين الذين عملوا بخدمة المهندس بشكل أو بآخر في منطقة شمال الضفة الغربية [38] واعترفت سلطات الاحتلال العسكرية بأن حملتها الرامية لإلقاء القبض أو قتل يحيى عياش قد امتدت إلى المناطق المحتلة منذ عام ،1948 بعد أن انتشرت الإشاعات داخل المجتمع الإسرائيلي بأن المهندس يختبىء هناك متقمصاً شخصية حاخام يهودي [39]
  • تفجير حافلة تقلّ جنوداً في سلاح الجو في القدس يوم 15 كانون أول 1994 ومنفذها أسامة راضي وهو شرطي فلسطيني وعضو سري في مجموعات القسام.
  • مقاتلان فلسطينيان من حركة الجهاد الإسلامي يفجران نفسيهما في محطة للعسكريين في منطقة بيت ليد قرب نتانيا يوم 22 كانون ثاني1995 ؛ مما أدّى إلى مقتل 23 جندياً وجرح 40 آخرين في هجوم وُصف أنه الأقوى من نوعه، وقالت المصادر العسكرية إن التحقيقات تؤكد بشكل قاطع إلى وجود بصمات المهندس يحيى عياش في تركيب العبوات الناسفة [40]
  • مقاتل يفجّر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة ركاب يوم 24 تموز 1995 في رامات غان بالقرب من تل أبيب ؛ مما أدّى إلى مصرع 6 وجرح 33 آخرين
  • هجوم انتحاري (استشهاديّ) استهدف حافلة للركاب في حيّ رامات أشكول في مدينة القدس في 21 آب 1995 ؛ مما أسفر عن مقتل 5 ، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح [41]

مرحلة المطاردة

بدأ نجم عياش يسطع في العام 1993 بعد أن اكتشفت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن ذاك الشاب هو مهندس العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، فشرعت بحملة مراقبة حثيثة ومداهمات يومية لبلدته ومنازل أقاربه وأصدقائه في محاولة لاعتقاله. ولكن بعد اشتداد حملة المطاردة التي تعرض لها في الضفة الغربية، قرر الانتقال إلى قطاع غزة للتمويه ولتدريب نشطاء كتائب القسام على صناعة المتفجرات[42]
وعبر الجنرال جدعون عيزرا، نائب رئيس الشباك السابق عن إعجابه بيحيى عياش ففي مقابلة مع صحيفة معاريف، قال الجنرال عيزرا: «إن نجاح يحيى عياش بالفرار والبقاء حولته إلى هاجس يسيطر على قادة أجهزة الأمن ويتحداهم. فقد أصبح رجال المخابرات يطاردونه وكأنه تحد شخصي لكل منهم، وقد عقدت اجتماعات لا عدد لها من أجل التخطيط لكيفية تصفيته... لقد كرهته، ولكني قدرت قدرته وكفاءته» [43]
وقد عانت المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية من ضغوط شديدة، بعد أن تلقت ضربة معنوية قاسية نظراً لعدم تمكنها من متابعة تحركات المهندس وتنقلاته خصوصا بعد انتقال المهندس إلى قطاع غزة ثم انضمام زوجته وابنه إليه وزيارة والدته السرية للقطاع ولقائها بولدها هناك، بعيداً عن أنظار القوات والأجهزة الإسرائيلية التي كانت تتابع تحركات العائلة باستمرار وتنصب الكمائن، وعلى الرغم من خضوع جميع أفراد عائلة عياش وأهالي القرية للمراقبة المستمرة [44]
وقد بين القادة العسكريون الصعوبات التي تواجههم في متابعة البحث عن المهندس، ففي مناسبتين متباعدتين زمنياً، يقول الميجر جنرال أمنون شاحك -رئيس هيئة الأركان العامة- والميجر جنرال ايلان بيران الذي كان يشغل قيادة المنطقة الوسطى ومن بينها الضفة الغربية بعدم معرفتهما بمكان إقامة يحيى عياش. ومن أروقة الكنيست، يصرح الجنرال شاحك أثر لقائه مع لجنة الخارجية والأمن بقوله: «الشاب يحيى عياش الملقب بالمهندس، أنا لا أعرف بالضبط أين هو؟!. نحن نبحث عنه منذ مدة طويلة… نحن نواصل البحث عنه حتى نقبض عليه» [45] ويضيف شاحك: «إن قوات الجيش الإسرائيلي تبحث عنه في كل مكان، وعندما تعرف مكان تواجده فإنها ستصل إليه» [46] وأما الجنرال بيران في مقابلة صحفية: «لزاما علينا العثور على المهندس ولم نتمكن من ذلك حتى الآن. نريد الاستمرار بمجهوداتنا والوصول إليه. وفقا لاعتقادي لا يتواجد في المنطقة الوسطى، هذا ليس سهلاً. الصعوبات كبيرة لكن يجب الاستمرار بالمحاولة» [47]
وقد حمّل بيران الأجهزة الأمنية مسؤولية الفشل معتبراً أن هذه الأجهزة «أصبحت عاجزة تماماً أمام الأعمال والخطط التي يضعها عياش»، وبناء على ذلك ينصح بيران بقوله: «الآن يتوجب على أجهزة الأمن حماية نفسها من هجمات عياش الانتحارية، وعليهم أن يتوقعوا المزيد من العمليات» [48]

إستشهاده (إغتياله)

توديع يحيى عياش
أغتيل في يوم الجمعة 5 كانون الثاني (يناير) 1996 م، وذلك بعد أربع سنوات من وضع اسحق رابين ملف تصفية القائد القسامي على رأس أولويات حكومته السياسية والأمنية [49] فقد وضع له جهاز الشاباك مادة متفجرة وصلت إلي 50 جم في تليفون محمول أخذه من صديقه أسامة، وأسامة أخذ التليفون من خاله وهو الوحيد الذي كان يعلم بأمر اختباء عياش في بيت أسامة. وكان يأخذ التليفون من أسامة ويعيده إليه وشك عياش يوما في احتمال وضع اليهود لجهاز تصنت في التليفون ففكه ولم يجد شيئا، وكان عياش ينتظر مكالمة من والده صباح يوم الجمعة 5/1/1996 م وكان الخط المنزلي مقطوعا فاتصل والده بالتليفون المحمول وعن بعد تم تفجير التليفون عن طريق طائرة كانت تحلق في نفس الوقت، فتناثرت أشلاء عياش بعدما قطعت رقبته وتمزق نصف وجهه الأيمن حيث كان الهاتف [50][51][52][53]
وقد وضع الجنرال غيون ومساعدوه خطة تفصيلية لاغتيال المهندس، بعد أن انتقل إلى موقع متقدم في مستوطنة نيسانيت القريبة من بيت لاهيا للإشراف بشكل مباشر على عملية التنفيذ حيث أقيمت غرفة قيادة أمنية ذات تجهيزات فنية عالية. وفي ذلك الموقع، استعان رئيس جهاز الشاباك بخبراء وفنيين قاموا بتركيب بطارية خاصة صنعها القسم الفني بالموساد في جهاز التليفون الخلوي الذي استعاده كمال حماد من ابن أخته في أواخر كانون أول (ديسمبر) 1995. والبطارية الجديدة كانت في الحقيقة بنصف حجمها العادي حيث وضعت المتفجرات التي يتراوح وزنها بين 40 و 50 غراماً في النصف الآخر. وكان كمال حماد قد دأب على التوجه إلى المستوطنة [54] وبعد أن انتقل المهندس إلى منزل أسامة حماد في نحو الساعة (30:4) من فجر يوم الجمعة الموافق 5/1/،1996 وقام بتأدية صلاة الفجر ثم ذهب للنوم. وحسب القصة التي يرويها أسامة حماد بعد ذلك، فإنه كان من المفترض أن يتصل والد المهندس على تليفون المنزل في نحو الساعة الثامنة غير أن اتصالاً غريباً جرى في ذلك الوقت حين اتصل كمال حماد في الساعة الثامنة طالباً من ابن أخته فتح جهاز التليفون الخلوي لأن شخصاً يريد الاتصال به ثم قطع الخط الهاتفي، ولم يكن في خط الهاتف البيتي حرارة بعد هذا الاتصال. وفي نحو الساعة التاسعة، اتصل والد المهندس مستخدماً الهاتف الخلوي حيث رفعت زوجة أسامة السماعة وسلمتها لزوجها الذي كان نائماً مع يحيى في نفس الغرفة. فأيقظ أسامة المهندس ثم أعطاه السماعة وبعد (15) ثانية تقريباً، وفيما كان أسامة يهم بالخروج من باب الغرفة تاركاً المهندس ليحدث والده، سمع دوي انفجار، فالتفت على الفور فرأي يد الشهيد القائد تهوي إلى أسفل، وغطى الغرفة دخان كثيف، ليتبين بعد ذلك أن المهندس قد استشهد.[55]
تشيع يحيى عياش في غزة
وقد كانت طائرة مروحية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي حامت فوق المنزل في ذلك الوقت، يعتقد أنها كانت تقل ضابط الشاباك المسؤول عن تفجير الشحنة الناسفة التي زرعت داخل جهاز الهاتف النقال. فما أن تأكد الضابط من تشخيص صوت المهندس عبر أجهزة الرصد حين قال لوالده: :كيف حالك يا أبي، دير بالك على صحتك ولا تظل تتصل على الهاتف "، حتى ضغط على زر جهاز الإرسال لإرسال ذبذبة معينة لانفجار العبوة الناسفة لاسلكياً، فوقع الانفجار.[56]
وقد نقلت الجثة إلى مستشفى الشفاء وتوافد عدد من قادة حركة حماس لمعاينة الجثة ، ومنهم الصحفي فايد أبو شمالة الذي يعرف المهندس منذ أيام الدراسة الجامعية. وقال فايد بأن الجهة اليمنى من وجه المهندس (من أذنه وحتى منتصف وجهه) كان مهشماً تماماً، وكذلك يده اليمنى، بينما لم يتأثر بقية جسمه إطلاقاً بالانفجار.[57]
هذا وقد خرج في تشيع جثمانه 100 الف فلسطيني في غزة وحدها.[11]

ردود الفعل

 فلسطين
عم الإضراب الشامل مدينة القدس وضواحيها، وألصقت صور يحيى عياش في الشوارع، ووقعت صدامات ومواجهات عنيفة بين المتظاهرين وجنود الاحتلال بينما شهدت مدينة رام الله أيضاً إضراباً عاماً ومسيرة جماهيرية حاشدة في صباح يوم السبت، شارك فيها أكثر من (30) ألف رددوا الهتافات والشعارات الإسلامية والوطنية وأحرقوا الأعلام الإسرائيلية. وقد شارك في المسيرة إلى جانب حركة حماس، كافة الفصائل الفلسطينية ومحافظ المدينة وعدد كبير من قادة وكوادر القوى والأحزاب السياسية وضباط في الشرطة الفلسطينية حيث ألقيت كلمات باسم حركة فتح وحزب الشعب والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحركة الجهاد الإسلامي والكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، بالإضافة إلى كلمة حركة حماس ألقاها الشيخ حسن يوسف [58] وعلى نفس الصعيد، انطلقت بعد صلاة ظهر يوم السبت مسيرة حاشدة من مسجد أريحا الجديد نحو مركز المدينة بمشاركة كافة الفصائل. وتجمهر أكثر من ألفي متظاهر أمام منصة البلدية حيث أشعلت النيران في أعلام إسرائيلية وألقيت العديد من الكلمات من قبل مختلف القوى السياسية [59][60]
إحدى المسيرات في مدن الضفة الغربية
كما ساد الحداد والإضراب مختلف أنحاء مدينة نابلس، وأغلقت جميع المحلات في المدينة والضواحي أبوابها، وعمت المسيرات الشعبية مناطق عديدة، ندد المشاركون فيها بممارسات الاحتلال مطالبين بالثأر للشهيد. وواصلت مكبرات الصوت في مساجد المدينة بث آيات من القرآن الكريم وبيانات النعي داعية إلى التوجه إلى مقر جمعية التضامن الخيرية لتقديم التعازي باستشهاد المهندس للحركة الإسلامية. وأوقفت محطات التلفزة المحلية بالمدينة البث، واستعاضت عنه بإذاعة القرآن الكريم والأناشيد الإسلامية والوطنية وبيانات النعي، وبعضها بث فيلم عمر المختار. وفيما علق مجلس الطلبة في جامعة النجاح الوطنية الدراسة بالتنسيق مع إدارة الجامعة، انطلقت مسيرة كبرى ضمت ثلاثة آلاف في جنازة رمزية وهم يحملون تابوتاً عليه علم فلسطين، طافت شوارع نابلس مرددة الهتافات، والشعارات الإسلامية [61][62]
وما أن أعلن نبأ استشهاد المهندس، حتى خرج آلاف المواطنين من سكان محافظة طولكرم في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة ومخيم طولكرم، ردد خلالها المتظاهرون الهتافات المؤيدة لحماس وكتائب الشهيد عز الدين القسام منددين بالاحتلال وبمفاوضات السلام، ومعاهدين الشهيد على مواصلة الجهاد حتى دحر الغزاة المحتلين. واتجه المتظاهرون نحو الشارع الرئيسي (طولكرم - نابلس) الذي يعتبر مسلكاً للدوريات الفلسطينية - الإسرائيلية المشتركة وأغلقوه لبعض الوقت، ومن ثم توجهوا نحو مركز المدينة حيث ألقى الشيخ محمود الحصري إمام مسجد الروضة كلمة نعى فيها الشهيد، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني هو يحيى عياش. كما ألقيت كلمات باسم الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وحزب الشعب بالإضافة إلى محافظ مدينة طولكرم [63][64] وفي مدينة قلقيلية المجاورة، عم الإضراب الشامل وانطلقت مسيرة من جانب بيت الشهيد أبو علي في وسط قلقيلية ضمت عشرات الآلاف من أبناء المدينة والقرى المحيطة في الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم السبت. وشارك في المسيرة التي حملت جنازة رمزية للمهندس كافة المؤسسات الإسلامية والوطنية وأجهزة سلطة الحكم الذاتي ورافقتها فرق الكشافة حيث زُين النعش بالشعارات والأكاليل والبطاقات، وفتحت حركة حماس بيت عزاء للشهيد يحيى عياش في مقر الغرفة التجارية. وشهدت القرى المحيطة بمدينة قلقيلية مواجهة عنيفة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال. ففي قرية حبلة التي تقع ضمن المنطقة (ج) حسب خطة إعادة الانتشار واتفاقية أوسلو، وقعت مواجهات بين حرس الحدود والمواطنين الفلسطينيين، فرضت أثرها سلطات الاحتلال نظام منع التجول على القرية [65]
أما مدينة خليل الرحمن، فقد أعلنت الإضراب الشامل حداداً على المهندس، وتعطلت حركة المواصلات العامة ولم ينتظم الطلاب في مدارسهم كالمعتاد. وغطت الشعارات التي تنعى الشهيد كافة أنحاء المدينة وجدران المنازل والمحلات التجارية، فيما علقت الأعلام السوداء فوق أسطح المباني. وأعلن نشطاء من حركة حماس، خلال استعراض عسكري قاموا به، حالة من الاستنفار العام في صفوف الحركة مؤكدين أن دم الشهيد لن يذهب هدراً [60] وفي مدينة بيت لحم والمناطق المجاورة لها، وشوهدت العديد من الشعارات التي تنعى الشهيد. وقد أكد العديد من المراقبين أن المدينة لم تشهد مثل هذا الإضراب في قوته والالتزام التام به من قبل جميع التجار والمواطنين منذ مدة طويلة [66]
وفي مدينة جنين، نظمت الفعاليات الوطنية والإسلامية مسيرات حاشدة تقدمتها جنازة رمزية وذلك يومي السبت والأحد. وطافت المسيرة الأولى التي شارك فيها حوالي عشرة آلاف مواطن شوارع وأحياء المدينة ومخيمها، حيث رفع المشاركون اللافتات والأعلام ورددوا الهتافات المنددة بالاحتلال وبعملية الاغتيال. وفي وسط المدينة، تحولت المسيرة إلى مهرجان جماهيري تحدث فيه الشيخ خالد سليمان والشيخ جمال عبد السلام وممثلين عن الجبهتين الشعبية والديمقراطية، أشادوا بالشهيد ومناقبه ودوره في مسيرة الجهاد وعاهدوه على التمسك بالقيم التي زرعها. كما انطلقت مسيرات شارك فيها مئات من الطلبة من مدارس جنين ومخيمها بعد أن أعلنت إدارات المدارس عن تعطيل الدراسة، وهتف المشاركون ضد الاحتلال وجريمته معلنين العهد والوفاء للمهندس. وافتتحت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية ولجنة بلدية جنين بيت عزاء في قاعة البلدية لمدة يومين حيث أمته وفود تمثل الفعاليات والمؤسسات المختلفة [67]
وفي قطاع غزة، عم الإضراب الشامل وتوقفت جميع النشاطات فيما أخذت المساجد تذيع آيات القرآن الكريم، وعلقت الجامعة الإسلامية الدراسة، ونظم مجلس الطلبة مهرجاناً خطابياً شارك فيه ممثلون عن كافة الكتل الطلابية. وقال الصحافي علاء الدين أسعد صفطاوي واصفاً المشاعر التي سادت القطاع: «إن الشارع الفلسطيني أصيب بصدمة عنيفة إزاء نباء استشهاد الجنرال الإسلامي يحيى عياش. ليس هيناً على شعبنا أن يتقبل بصمت استشهاد هذا البطل. فهو شخصية وطنية كبيرة وليس رجلاً عادياً» [68]
عقب تفجير الحافلة في شارع يافا بالقدس
HamasLogo.jpg حركة حماس
نفذت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس سلسلة عمليات تفجيرية أسفرت عن مقتل 48 إسرائيلي وجرح 85
  • عملية عسقلان والتي نفذت بتاريخ 21 فبراير 1996 حيث قام مقاتل من حماس بتفجير نفسه في حافلة كانت تمر في مدينة عسقلان المحتلة أدى الهجوم التفجير إلى مقتل 3 جنود إسرائيليين وجرح 30 آخرين [69]
  • تفجير حافلة 18 في شارع يافا في القدس صباح 25 فبراير 1996 حيث قام مقاتل من كتائب القسام بتفجير نفسه في الحافلة رقم 18 التي كانت تمر في شارع يافا الموجود في مدينة القدس أدى الهجوم لمقتل 17 مدني إسرائيلي و 9 جنود إسرائيليين وجرح 48 أخرىن.[70]
  • تفجير محطة يافا في صباح 3 مارس 1996 حيث قام مقاتل كتائب القسام بتفجير نفسه في محطة انتظار يافا الذي يقف فيها العسكريين الإسرائيليين أدى الهجوم إلى مقتل 16 جندي إسرائيلي وثلاثة سائحيين أمريكان وجرح 7 أخرىين.[10]

  • يهودا باراك -وزير الخارجية آنذاك - قال في تعليقه بأن عملية الاغتيال ستمنع المزيد من سفك الدماء على المدى البعيد. واكتفى الوزير يعقوب تسور بالقول: «أزال الله كل أعدائنا»، بينما قال أفرايم سنية «أنا فرح لأنه قتل ولم يعد موجوداً في هذه الحياة» [71]
  • وزير الأديان الإسرائيلي، شمعون شتريت، فقد أشاد بالمسؤولين عن تنفيذ الاغتيال، واعترف في تصريح إذاعي بأنه علم بمقتل المهندس قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأضاف الوزير شتريت: «نحن على علم بأنه قتل. إنه يوم سنتذكره، لأنه الرجل المسؤول عن عدد كبير جداً من الهجمات الانتحارية» [72]
  • الجنرال أوري أور - نائب وزير الدفاع وعضو الكنيست عن حزب العمل- هاجم فيها بشدة السياسيين الذين أصدروا تصريحات تعقيباً على اغتيال المهندس، ومما جاء في كلامه: «ها أنا أسمع عدد من أعضاء الكنيست الذين لا يعرفون شيئاً، يوزعون الثناء والمديح، من الأفضل لنا أن نصمت. لقد مات وانتهى، وكان للسلطة الفلسطينية مصلحة في ذلك أيضاً». ورغم هذه الكلمات، وأضاف: «سمعت أن المهندس قتل -هناك العديد من الطرق للموت، ولكن ما يهم هو أن هذا الرجل قتل» [73]
  • بارك حجاي ميروم -رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست «إن مقتل المهندس عياش هي بمثابة هدية كبيرة لعملية السلام، وإصابة قاتلة وخطيرة للإرهاب الذي ترتكبه حركة حماس» [74]
  • بنيامين نتنياهو -زعيم تكتل الليكود آنذاك «أنه إذا كانت تلك عملية اغتيال فيجب أن نبارك الذين قاموا بالعمل، وقدموا خدمة هامة للغاية لدولة إسرائيل. فالشخص المذكور قتل الكثير من الإسرائيليين ويستحق الموت، وهذه هي الطريقة الوحيدة لمحاربة الإرهاب، ونأمل أن تكون نهاية رفاق عياش مثل نهايته» [75]
  • بارك رحبعام زئيفى زعيم حركة موليدت «إذا كان المهندس قتل من قبل رجالنا، فإنهم قدموا خدمة ممتازة للأمن الوطني في إسرائيل وجعلوا المخربين يخشون على حياتهم أينما كانوا» [76]

الصحافة والإعلام والكتب

غلاف كتاب Hunt for the Engineer
  • صدرت عدة كتب تتحدث عن سيرة المهندس ومنها كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان The Hunt For The Engineer [77]
  • صدر باللغة العربية كتاب بعنوان المهندس الشهيد يحيى عياش رمز الجهاد وقائد المقاومة في فلسطين لغسان دوعر
  • في عام 2010 أطلقت بلدية رام الله اسم يحيى عياش على أحد شوارعها وقد احتج بنيامين نتنياهو على ذلك ففي بيان وزعه مكتبه جاء فيه "فإن إطلاق اسم يحيي عياش على أحد شوارع رام الله يعتبر تحريضاً من قبل السلطة الفلسطينية تقشعر له الأبدان، فيحيي عياش هو كبير المخربين قتل مئات الإسرائيليين رجال وأطفال ونساء " [78]
  • مسلسل يحيى عياش والذي عرضته قناة المنار ويتكون من 15 حلقة وهو من إخراج الفلسطيني باسل الخطيب، وكاتبة السيناريو هي ديانا جبور. وقد قام بدور يحيى عياش الممثل سامر المصري، وأدت دور زوجة عياش الممثلة مانيا النبواني، بينما أدى ووالد عياش الممثل تيسير إدريس،ووالدته لورا أبو أسعد [79]
  • كتاب (فضائل الشهيد يحيى عياش) للأستاذ مخلص برزق [80]
  • ...................
  •  

    هكذا اغتيل المقاوم يحيى عياش - YouTube

    https://www.youtube.com/watch?v=sOkXEUrpD7o
    27‏/11‏/2013 - تم التحديث بواسطة Yusuf Obaidat
    هكذا اغتيل المقاوم يحيى عياش. Yusuf Obaidat ... كيف تم اغتيال الشهيد يحيى عياش - Duration: 1:47. by Aissa BOUGUERN 35,936 views. 1:47.

    فيديو عن حياة الشهيد القائد يحيى عياش - YouTube

    https://www.youtube.com/watch?v=f5PF2txEA7I
    06‏/01‏/2012 - تم التحديث بواسطة Palinfo
    فيديو عن حياة الشهيد القائد يحيى عياش. ... 1:00:00. مغاره وبندقيه جهاد الشهيد محمود ابو هنود رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جنانه - Duration: 47:02. by ...
    .............
     

    يديعوت أحرنوت تنشر تفاصل اغتيال المهندس يحيى عياش

    4-1-2014 10:13 PM
    ترجمات-أمامة

    نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم تقريرا بمناسبة مرور 18 عاما على اغتيال القائد العام لكتائب القسام الشهيد المهندس يحيى عياش، ذكرت فيه بعض التفاصيل الجديدة في ملف اغتيال المهندس عياش الذي شكل كابوسا مرعبا لجيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على مدار سنوات عديدة.

    وقالت الصحيفة في مستهل تقريرها المطول "إن هذه الذكرى السنوية هي بمثابة احتفالية يستشعر سعادتها عشرات العائلات الإسرائيلية التي تسبب المهندس عياش في مقتل أفراد أو عدة أفراد منها، حتى المستوى السياسي والأمني لا يزالان يتذكران هذه الحادثة على أنها إنجاز تاريخي خلص الإسرائيليين من تهديد حقيقي لا يقل خطرا عن التهديد النووي".
    أرشيف يديعوت أحرونوت

    "يديعوت احرونوت" التي لم تترك جزئية إلا وتحدثت عنها في قصة اغتيال المهندس عياش، تقول "في الخامس من شهر كانون الثاني عام 1996، اتصل عبد اللطيف عياش والد المهندس عياش على رقم الهاتف الخلوي (050507497)، و هو رقم سرّي لهاتف نقال لا يعرفه إلا أشخاص معدودون على الأصابع، أهمهم، رجال الشاباك الإسرائيلي".

    وأضافت الصحيفة "المهندس عياش المطلوب الأول لـ "إسرائيل" في مخبئه في بيت صديقه أسامة حماد في بلدة بيت لاهيا بقطاع غزة في الساعة التاسعة صباحا، بينما كانت مروحية إسرائيلية تحلق في الجو تنتظر هذه المكالمة و بعد أن ميز من في المروحية صوت يحيى أرسلت إشارة، إلى عبوة ناسفة صغيرة بحجم 50 غراماً من مادة شديدة الانفجار مثبتة في الهاتف النقال، فانفجر الهاتف الذي كان أداة اتصال المهندس مع العالم الخارجي، بالإضافة إلى هاتف آخر ثابت، واستشهد يحيى عياش قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، والذي تحوّل لعدة أشهر لرمز فلسطيني مقاوم اكتسب تعاطفاً لا يوصف معه من الشارع الفلسطيني".


    وتنقل الصحيفة عن عميل الشاباك الذي كان أداة المخابرات الإسرائيلية في توصيل الهاتف المفخخ للمهندس عياش كمال حماد والمقيم حاليا في "إسرائيل"، قوله "قمت بإيصال الهاتف الخلوي من طراز" ألفا" يعمل بآلية الفتح، وله لسان قابل للطي لشقيقي أسامة الموجود مع عياش، حيث كانا يختبئان في منزلنا الكائن في بيت لاهيا، ليكون فقط للاستخدام الشخصي للمهندس عياش، دون أن يعلم أخي ان الجهاز من الشاباك، ويحوي على متفجرات".

    كما وتنقل الصحيفة عن أسامة حماد شقيق العميل كمال حماد قوله "فى الساعة 8:30 صباحا انقطع التيار الكهربائي عن المنزل، فطلب مني يحيى أن أقوم بتشغيل المولد، وبعد بضع دقائق قطع خط الهاتف الأرضي الموجود بمنزلنا أيضا، وبشكل غير متوقع، فقمت بتشغيل الهاتف اللاسلكي الذي اعطاني إياه كمال، وعند الساعة 9:00 رن الهاتف وكان على الخط والد يحيى الذي طلب مني التحديث مع المهندس، فأعطيت الهاتف ليحيى، وخرجت من الغرفة وتركته لوحده، وبعد خمس دقائق عدت للغرفة، لأنني اعتقدت أن المكالمة الهاتفية انتهت، فوجدت المهندس مستلقيا على الأرض ومدرجا بالدماء، لقد كانت قوة الانفجار لا تكاد تسمع، فخمسين غراما من المتفجرات بالكاد يسمع صوتها".

    وتنقل "يديعوت احرونوت" عن والد عياش الحاج عبد اللطيف قوله "لقد تحدثت ليحيى لأقل من دقيقة، وسألني عن صحتي وصحة والدته ثم انقطع الصوت فجأة، واعتقدت أن الانقطاع كان بسبب سوء الخدمة، فعاودت الاتصال مرة أخرى على نفس الرقم، إلا أن الرد الآلي أخبرني أن الرقم أصبح خارج التغطية، وعند الظهر أبلغوني أن يحيى قد استشهد".
    مكان غامض للاختباء

    تقول "يديعوت" كان "عياش يدرك جيدا أن إسرائيل تتابعه بدقة، ووفقا لمصادر فلسطينية فإن المهندس عياش اتخذت تدابير أمنية مشددة لحماية حياته، وقد تنقل من مكان لآخر عدة مرات، وكان يوفر له الطعام والمعدات اللازمة للبقاء، وكان يرفض البقاء في نفس المكان وقتا طويلا، فقد سكن في جميع انحاء القطاع من جنوبه حتى شماله، وكان أيضا يغير هويته الشخصية المزورة كل أسبوع مرة، وكل منزل كان ينتقل إليه يجده مجهزا بنفس الطريقة وبنفس التدابير".

    وتضيف الصحيفة "اغتيال المهندس أثار القلق بين كبار حماس والجهاد الإسلامي، ومنظمات المعارضة الفلسطينية، بحيث بدأ رؤساء المنظمات الفلسطينية اتخاذ سلسلة من التدابير لحماية أرواحهم، من بين تلك التدابير الامتناع عن التحدث عبر الهواتف المحمولة خوفا من انفجارها"

    وتختم الصحيفة تقريرها بالقول "عند الساعة الثالثة والنصف من مساء نفس اليوم أعلنت إذاعة (إسرائيل) مقتل المطلوب الأول لحكومة (إسرائيل) يحيى عياش، وكان الشارع الفلسطيني يغلي، بينما كانت (إسرائيل) التي اتجه إليها الاتهام فوراً بالمسؤولية عن اغتيال عياش، فرحة بالاغتيال وكان أشد (الإسرائيليين) فرحاً، ربما "كرمي غيلون" رئيس جهاز الشاباك حينها الذي كان وراء العملية و نفّذها بخطة محكمة باستخدام عميله كمال حماد.

    "في اليوم التالي أحضر عياش لتنطلق جنازته من حرم الجامعة الإسلامية، كانت واحدة من أكبر الجنازات في تاريخ غزة، شارك فيها عشرات الآلاف من الغزيين العاشقين لعياش، وعشرات المقاتلين، بالإضافة لأفراد عائلته، الذين دعوا لتدمير "إسرائيل"، واعلن حينها المئات عن نيتهم تنفيذ عمليات فدائية في "إسرائيل"، لقد أدخل اغتيال عياش الحزن والغصة لمنزل كل فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، لقد كانت ضربة قاصمة"، تقول يديعوت.

هناك تعليق واحد:

  1. كشف تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال الشهيد يحيى عياش







    القدس المحتلة - كشف الجنرال جدعون ميتشنيك، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في مجلة "إسرائيل ديفينس" العسكرية, تفاصيل جديدة عن اغتيال يحيى عياش القائد المؤسس بالجناح العسكري لحركة حماس في يناير/كانون الثاني 1996، من خلال هاتف محمول، بعد أن تحول إلى المطلوب رقم واحد لـ "إسرائيل".

    وأشار ميتشنيك الذي خدم بصفوف المخابرات لمدة 27 عاما، وبعد انتهاء خدمته العسكرية تفرغ للكتابة في التاريخ العسكري لجيش الاحتلال، أن عياش -الذي كان يتخفى في منزل ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة استنزف من أجهزة الأمن الإسرائيلية جهدا كبيرا في البحث والتحري وجمع المعلومات عنه، منذ أن بدأت مطاردته في الضفة الغربية قبل أربع سنوات من اغتياله.

    هذا الحديث يأتي بعد مرور شهرين في يناير/كانون الثاني الماضي على الذكرى السنوية العشرين لاغتياله، كاشفا النقاب أن العقل المدبر للاغتيال هو "آفي ديختر" رئيس القطاع الجنوبي بجهاز الأمن "الـشاباك" المسؤول عن قطاع غزة، وتم الاتفاق على تنفيذ اغتياله عن بعد من خلال الجو بوضع مواد متفجرة في هاتفه المحمول.

    وأوضح أن اغتيال عياش يعتبر من أوائل عمليات التصفية التي قامت بها "إسرائيل" في سنوات التسعينيات، حيث ترأس الشاباك في حينه كرمي غيلون، بينما كان أول من بدأ بمتابعة ملف عياش رئيس جهاز الشاباك الأسبق يعكوف بيري، في حين أن موشيه يعلون وزير الدفاع الحالي ترأس آنذاك جهاز الاستخبارات العسكرية أمان، وتمت التصفية بتعاون الشاباك وأمان وقسم الاستخبارات في الجيش وسلاح الجو.

    تحول عياش مع مرور الوقت إلى المطلوب الأكثر خطورة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، لكنه نجح مرة أخرى في التخفي عنها، لأنه أدرك أنه موجود على قائمة الاستهداف، وقد جندت المخابرات الإسرائيلية له العديد من الجواسيس لتعقبه، ولذلك لم ينم أكثر من ليلة واحدة في مكان واحد، وقد أوشك جيش الاحتلال في عدة مرات على إلقاء القبض عليه، لكنه كان ينجح في الإفلات.

    نجح عياش في الخروج من الضفة والوصول إلى القطاع عبر شاحنة خضراوات، مما جعل رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين يضعه على قائمة الأهداف الأكثر خطورة لإسرائيل، ولذلك باتت صورة عياش معروفة لكل جنود جيش الاحتلال، ومع ذلك فقد نجح في الابتعاد عنهم.

    حتى وهو داخل غزة، واصل عياش التخطيط لتنفيذ العمليات ضد إسرائيل، لاسيما الاستشهادية منها، بمساعدة عناصر من حماس، الذين وفروا له احتياجاته، من الدعم اللوجستي وأماكن الاختباء، وهو ما يجعله مسؤولا بصفة شخصية عن مقتل العشرات من الإسرائيليين ومئات المصابين.

    الكاتب يتحدث عن وصول الشاباك إلى طرف خيط في ملاحقة عياش، حيث علم أن زوجته وابنه يريدان الانتقال إليه في غزة، فغض الطرف عن وصولهما هناك، حيث عرفت المخابرات الإسرائيلية في مارس/آذار 1995 أنه موجود في بيت لاهيا، لكنه نجح في الغياب عن الرادار الإسرائيلي رغم الجهود التقنية والتنصت على الاتصالات ومراقبة التحركات البشرية، حيث علم الشاباك لاحقا أن زوجة عياش أنجبت ابنها الثاني في غزة.

    نقطة البداية في تعقب عياش كانت في الوصول إلى أحد زملائه في الدراسة بجامعة بيرزيت، ويدعى أسامة حماد، الذي آوى عياش في بيته، ومن خلال مراقبة بيته، علم الشاباك أن عياش يلتقي بزوجته وأبنائه في شقة صديقه بين حين وآخر، كما اعتاد على إجراء مكالمة هاتفية مع أبيه بالضفة، إلى أن وصلت المخابرات الإسرائيلية إلى النقطة الأكثر قربا لعياش، وهو كمال حماد مقاول أعمال فلسطيني يعمل داخل إسرائيل، حيث تواصلت المخابرات معه وفق سيناريو لم يتوصل إليه مخرجو مدينة هوليود للأفلام السينمائية، على حد وصف الكاتب الإسرائيلي.

    الشاباك طلب من المقاول حماد أن يوصل الهاتف المحمول إلى ابن أخته أسامة الذي يأوي عياش في بيته، وبعد أن أجرى فيه عدة مكالمات تجريبية ليطمئن إليه، طلب الشاباك استعادة الجوال، ومرره إلى خبرائه التقنيين، الذين وضعوا فيه خمسين غراما من المتفجرات، وبعد عدة تجارب في استخدام الجوال، قام سلاح الجو الإسرائيلي بتفجيره عن بعد عقب أول كلمة تحدث بها عياش مع والده، ليصبح بعد لحظات من التاريخ.

    في حين أقام حماد العميل في إسرائيل، وقد عبر في لقاءات أجريت معه عن خيبة أمله من عدم التزام إسرائيل بالتعهدات التي قدمتها له عقب خدمته لها.

    الجنرال ديفيد حاخام مستشار الشؤون العربية السابق بوزارة الدفاع وأحد الخبراء الكبار في موضوع حماس، قال إن اغتيال عياش لم يتمكن من استئصال مسيرة العمليات "الانتحارية" التي أسس لها، ولكن من الواضح أن جهود "إسرائيل" في سياسة الاغتيالات تتعلق بقرار إستراتيجي، وليس مسألة تكتيكية، ولذلك يتم تنفيذها بكل السبل، والتسبب بمفاجآت غير سارة لنشطاء المنظمات المسلحة، وأن يبقوا دائما في أجواء من التهديد، لأن ذلك يشوش مسيرة عملياتهم

    ردحذف