الموساد .. سجل حافل بدماء (علماء الأمة المهددة)
لايزال سجل الموساد الاسرائيلي يحكي عن جرائم بحق
الانسانية ارتكبتها الادارات الاسرائيلية المتعاقبة منذ احتلال الارض
الفلسطينية وحتى يومنا ، وكان للعلماء العراقيين الذين قتلوا على ايدي
عناصر هذا الجهاز الحصة الاكبر بعد الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني
للعراق في التاسع من نيسان عام 2003 وحتى يومنا هذا ، فتأكد للقاصي والداني
ان الثروة التي كانت سببا في احتلال العراق ليس النفط الذي وقف عند امريكا
في مقدمة الثروات ، ولكن العلماء العراقيين كانوا ولايزالون الثروة الاولى
لدى اسرائيل منذ ان وطأت ارض العراق تحت مظلة الاحتلال الامريكي ، كما ان
استهداف العقول العراقية والعربية ليس بجديد فمنذ بدء البرنامج النووي
العراقي عملت دول عديدة ومنها (الكيان الصهيوني ) على تعقب العلماء
العراقيين والعرب الذين لهم صلة بتطوير هذا البرنامج وما حدث لعالم الذرة
المصري (امين يحيى المشد) الذي استعين به كحلقة وصل مع مؤسسة الطاقة الذرية
العراقية في فرنسا خير مثال حيث استطاعت عناصر الموساد الصهيوني اغتياله
في باريس اثناء مهمة له هناك صيف عام 1985 حيث قيد جريمة اغتياله ضد مجهول
مع ان الجهات المصرية اتهمت الموساد الصهيوني بتصفيته وبعد حرب الخليج
الثانية ركزت الولايات المتحدة الامريكية على العلماء العراقيين وعملت على
اغرائهم تارة وملاحقتهم تارة اخرى لغرض استقطابهم الى مراكز ابحاثها
وجامعاتها ومختبراتها ولكنها لم تنجح وعملت على مساومة ذات العلماء للافصاح
لها عن مكامن المشروع العراقي ولم تنجح ايضاً ، كما ان الساسة الامريكيين
كانوا لا يكفون عن التنبيه الى خطر العلماء العراقيين باعتبارهم اهم من
اسلحة الدمار الشامل وكانوا يكررون دائماً وبصراحة ووضوح ان العراق لن
يتضرر بشكل فعلي الا حينما يتم تدمير عقوله وملاكاته العلمية والفنية
اوشراء الادمغة والعقول وحرمان العراق منها ، لان هذه العقول قادرة دائماً
على اعادة الامكانيات العلمية الى ما كانت علية بمجرد حصولها على اي نوع من
الاستقرار لاحقاً وفي أواخر تشرين الاول عام 2002 كتب (مارك كلايتون)
المحرر في صحيفة “كريستين ساينس مونيتور “محذرا من العقول المفكرة التي تقف
وراء المخزون العراقي من الأسلحة” حسب قوله ، وبعد أن قدّم لائحة بعدد من
علماء العراق الذين تدربوا في الولايات المتحدة قال: “إن هؤلاء العلماء
والفنيين أخطر من أسلحة العراق الحربية؛ لأنهم هم الذين ينتجون هذه
الأسلحة” ، ودعا مفتشي الأسلحة الدولية في ذلك الحين ألا يكتفوا بالبحث عن
أسلحة الدمار الشامل فقط، ولكن عليهم محاولة إيجاد الأشخاص الذين يعرفون
كيف يصنعونها! ، وعدد كلايتون -نقلاً عن خبراء- قرابة 15 من كبار الخبراء
النوويين العراقيين قال بأنهم تدربوا في الولايات المتحدة ضمن خطة تعليمية
كبرى للرئيس صدام حسين، ونقل عن “الدكتور كاري” كبير مفتشي الأسلحة السابق
في العراق قوله بأنه أثناء زيارة قام بها إلى جامعة متشيجان في آن آربور
عام 1993 اكتشف أنه بعد حرب الخليج بقي كثير من الطلاب العراقيين ملتحقين
بجامعات أمريكية لدراسة الفيزياء والهندسة النوويتين، وأنه أثناء إلقائه
محاضرة أمام عدد من طلاب صف التخرج في الهندسة النووية كانوا يملئون
الغرفة، دهش عندما وجد هناك حوالي 12 طالبًا عراقيًا.
وأوضح كلايتون “أنّ دراسة جرت مؤخرًا لشهادات الدكتوراة في
الولايات المتحدة أيدت تلك الملاحظة الشخصية، حيث وجد باحثون في جامعة
جورجيا في أتلانتا أنه خلال الفترة من 1990 إلى 1999، مُنحت 1215 شهادة
دكتوراة في العلوم والهندسة لطلاب من 5 من الدول السبع المصنفة من قبل
وزارة الخارجية الأمريكية على أنها دول ترعى الإرهاب، بما يمثل 2% من
الشهادات التي منحت لطلاب من مواليد دول أجنبية؛ حيث نال العراقيون 112
شهادة دكتوراة في العلوم والهندسة، ومن هؤلاء كان هناك 14 طالبًا يدرسون
مواضيع حساسة كالهندسة النووية، أو الكيميائية، أو البيولوجيا المجهرية.
ولذلك عندما قررت الأمم المتحدة إعادة المفتشين الدوليين
للعراق سارعت واشنطن لعرقلة عودتهم والإصرار على إصدار قرار جديد لمجلس
الأمن (1441) ينص بوضوح في الفقرة الخامسة على ضرورة سماح العراق للمفتشين
باستجواب علماء وفنيين عراقيين حتى لو تطّلب الأمر تسفيرهم هم وعائلاتهم
خارج العراق؛ لضمان الحصول على معلومات منهم بأي وسيلة عن برامج التسلح
العراقية، وهو ما تم بالفعل مع عدد من العلماء، بيد أن رفض الحكومة
العراقية تسفيرهم للخارج أغضب واشنطن.
وقبل اعلان الحرب الاخيرة اتخذت واشنطن العديد من الاجراءات
حيث اجرت على تضمين قرار مجلس الامن رقم (1441) فقرة تجبر العراق على
السماح للمفتشين باستجواب العلماء والفنين حتى لو تطلب الامر تسفيرهم هم
واسرهم ،كما اقر الكونغرس الامريكي قانون (هجرة العلماء العراقيين ) والذي
ينص على منح العلماء الذين يقدمون معلومات ذات مصداقية اقامة دائمة في
الولايات المتحدة ، وحدد القانون عدد العلماء الذين يمكنهم الاستفادة بهذا
القانون نحو 500 شخص ، وبرغم كل هذه الاجراءات لم يتعاون معها اي عالم
عراقي في تلك المدة .
كما أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية قائمة تتألف من 52 مسؤولاً
عراقيًا من المطلوبين، بينهم عدد من علماء العراق النوويين والبيولوجيين،
وشرح البريجادير( جنرال فينسنت بروكس ) في مقر القيادة المركزية في قطر
أهمية هؤلاء العلماء بقوله بأن الولايات المتحدة ( لها أهداف أخرى أيضا غير
الإطاحة بصدام، وعلى الأخص القضاء على مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية
أو كيماوية أو بيولوجية.. وما زال أمامنا كثير من العمل الذي يجب أن نقوم
به ضمن برنامج القضاء على أسلحة الدمار الشامل) !.
وتكشف هذه المعطيات أحد الأهداف الحقيقية للحرب -غير
الاستيلاء على النفط العراقي بالطبع- والذي ظهر بوضوح منذ صدور القرار 1441
لمجلس الأمن حيث أصرت واشنطن على أن يتضمن بندًا حول استجواب العلماء
العراقيين، ثم تطور الأمر إلى مطاردتهم على غرار ما حدث للعلماء الألمان
عقب الحرب العالمية الثانية، وتجنيد من يرغب منهم، وقتل من يرفض التعاون.
وفي توقيت واحد تقريبًا كشف جنرال فرنسي متقاعد عن وجود 150
من وحدات الكوماندوز الإسرائيلية داخل العراق لاغتيال 500 من العلماء
العراقيين ممن لهم صلة ببرامج التسلح العراقية الكيماوية والبيولوجية
والنووية والصاروخية وردت أسماؤهم فى قوائم مفتشي الأسلحة الدوليين (!!)..
وكشف علماء عراقيون -في نداء استغاثة عبر البريد الإلكتروني في وقت سابق –
أن قوات الغزو الأمريكية والبريطانية التي لديها كشوفات بأسماء وعناوين
هؤلاء العلماء تداهم منازلهم وتحقق معهم وتعتقل بعضهم وتطالبهم بتسليم ما
لديهم من أبحاث وأوراق.
وكشفت الرسالة التي حملت توقيع “علماء الأمة المهددة” أن
بعضهم تم تحديد إقامته في بيته ووضع حراسة عليه، وتم منعهم من الذهاب
لجامعاتهم ومعاملهم، في حين بدأت مفاوضات مع البعض الآخر -من جانب من يعتقد
أنهم رجال مخابرات أمريكيون- لنقلهم إلى مراكز بحثية غربية لم تحددها
الرسالة التي ناشدت العالم إنقاذهم من العدوان الأمريكي عليهم الذي يتعمد
طمس العقل العراقي والهيمنة عليه.
وأوضحت الرسالة أن قوات الاحتلال تحمل قوائم بأسماء العلماء
العراقيين وعناوينهم والأبحاث التي يعملون بها؛ وهو ما يسهل لهم عمليات
التهديد والتحقيق في ظل غياب كامل لأي سلطة وانشغال العالم بالفوضى الحادثة
في العراق.
وأشارت الرسالة إلى أن جنود الاحتلال يشجعون أعمال السلب
والنهب ويقومون بنقل غوغاء على عربات خاصة إلى المؤسسات العلمية، ومنها
جامعة الموصل والمعاهد التعليمية، ويستغلون هذه الفوضى في تدمير مراكز
الأبحاث ومصادرة كل الوثائق وأوراق المشروعات الأكاديمية الموجودة بهذه
المؤسسات لحرمان العراق من أي نواة لنهضة علمية، على حد تعبير الرسالة.
وقد دفعت هذه الأعمال الأمريكية المدير العام لوكالة الطاقة
الذرية محمد البرادعي لتوجيه رسالة إلى واشنطن يطالبها فيها بحماية معاهد
الأبحاث النووية العراقية ومنع تخريبها أو إخراج مواد نووية منها.
بل وأبدى البرادعي تشككه في تلفيق واشنطن أدلة ضد العراق
لتبرير عدوانها بقوله لصحيفة (بيلد إم سونتاغ) في الثاني عشر من نيسان عام
2003 ( إن تحليل المواد المشبوهة في المختبرات الأمريكية لا يكفي، والنتائج
يجب أن يدرسها مفتشو الأمم المتحدة)، وإنه ( لا يمكن بغير هذه الطريقة
إصدار إعلانات تتمتع بالمصداقية حول وجود أسلحة للدمار الشامل) في العراق.
وأضاف( أن الدليل على امتلاك العراق أسلحة للدمار الشامل لم يقدم حتى الآن
)!!
بل نفى البرادعي عقب لقاء سابق مع الأمين العام لجامعة الدول
العربية عمرو موسى في القاهرة أن يكون استجواب العلماء العراقيين ( قسريا
)، وقال ردًّا على سؤال عما يتردد عن أن مهمة التفتيش هي إبعاد العلماء
العراقيين: إن “الهدف هو التاكد من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل وليس
إفراغه من العلماء”، وأغضبت هذه التصريحات واشنطن بالطبع.
وقد كشف جنرال فرنسي متقاعد فى تصريحات لقناة التلفزة
الفرنسية الخامسة أن أكثر من 150 جنديًا إسرائيليًا من وحدات الكوماندوز
دخلوا إلى الأراضي العراقية في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين
كانوا وراء برامج التسلح العراقية، وقُدّمت أسماؤهم إلى لجنة مفتشي
الأسلحة الدولية برئاسة هانز بليكس.
وقال الجنرال الفرنسي: إن مخطط الاغتيال هذا تم وضعه من قبل
مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وإن لديه معلومات دقيقة بوجود الكوماندوز
الإسرائيليين داخل العراق بهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا نواة
برامج التسلح الصاروخي والنووي والكيماوي التي أرعبت إسرائيل، وعددهم -حسب
الجنرال الفرنسي- قرابة 3 آلاف و500 عالم عراقي ذوي مستوى عال، من بينهم
نخبة تتكون من 500 عالم اشتغلوا فى تطوير مختلف الأسلحة، وهذه النخبة هي
المستهدفة من العمليات الإسرائيلية بالدرجة الأولى.
وفي ظل الفوضى التي شجعتها قوات الاحتلال في العراق سيكون من
الطبيعي أن يجري تبرير مقتل هؤلاء العلماء ضمن أعمال الفوضى والنهب والسلب
وكأن شيئًا لم يكن، بل إن هناك تكهنات بأن تسليم المستشار العلمي للرئيس
العراقي الفريق عامر السعدي نفسه للقوات الأمريكية بحضور التلفزيون
الألماني استهدف إنقاذ نفسه من أيدي فرق الاغتيال هذه!
وقد ترددت أنباء عن هرب بعض هؤلاء العلماء العراقيين إلى دول
أخرى -على غرار ما فعل العلماء الألمان عقب الحرب العالمية- خاصة سوريا
الدولة الوحيدة التي ظلت حدودها مفتوحة للعراقيين؛ الأمر الذي سعى
الأمريكان لاستغلاله أيضا للإضرار بسوريا.
فقد قالت صحيفة واشنطن تايمز نقلاً عن مسؤولين بالحكومة
الأمريكية لم تذكرهم بالاسم: إنه يعتقد أن عددًا من أبرز علماء الأسلحة
البيولوجية العراقيين قد فروا إلى سوريا. وقالت الصحيفة: إن من بين هؤلاء
العلماء الذين أفادت الأنباء بأنهم عبروا حدود العراق مع سوريا “هدى صالح
مهدي عماش” المعروفة لدى الاستخبارات الأمريكية بأنها من أكبر خبراء
بكتيريا الجمرة الخبيثة، و”رحاب طه” المتخصصة في الحرب الجرثومية أيضا.
ونقل التقرير عن المسؤولين الأمريكيين قولهم بأن تقارير المخابرات تشير إلى
أن الخبيرتين قد هربتا إلى العاصمة السورية دمشق.
وقال التقرير: إن اسم هدى عماش كان مدرجًا ضمن القائمة التي
أمرت القوات الأمريكية إما “باعتقالهم أو قتلهم”، حيث شوهدت هدى عماش ضمن
من حضروا اجتماعات الحكومة العراقية برئاسة صدام، علاوة على اجتماعات مع
نجله عدي الذي كان مسؤولاً عن مؤسسات عسكرية وأجهزة أمنية بالعراق. وقالت
الصحيفة: إن رحاب طه التي تلقت تعليمها في الكائنات الحية الدقيقة
/الميكروبيولوجيا/ في بريطانيا وضعت برنامجًا عراقيًا لتطوير أسلحة الجمرة
الخبيثة.
وقد سعت واشنطن بوسائل عدة لتفريغ العراق من كفاءاته العلمية
مستكملة خطة إسرائيلية قديمة لتصفية أي عالم نووي عربي (قتلوا المشد وسميرة
موسى وغيرهما)؛ ولهذا صدر أغرب قانون أمريكي لتهجير علماء العراق، حيث أقر
الكونجرس الأمريكي مشروع قانون حمل عنوان “قانون هجرة العلماء العراقيين
2002″ ينص على منح العلماء العراقيين الذين يوافقون على تقديم معلومات “ذات
مصداقية” بشأن برامج الأسلحة العراقية تصريح إقامة دائمًا في الولايات
المتحدة.
وجاء في أسباب تسويغ صدور هذا القانون أن “العراق يتابع إخفاء
معلومات مهمة بشأن برنامجه النووي”، وأن بغداد تملك “قوة” صواريخ من طراز
“سكود” يتجاوز مداها مسافة 150 كم سمحت بها الأمم المتحدة بعد انتهاء حرب
الخليج، وأن العراق لم يعط أي معلومات عن مصير مخزونه من 15 ألف صاروخ و550
قذيفة مدفعية يمكن تزويدها بذخائر كيميائية وجرثومية.
وبموجب هذا القانون تم منح وزير الخارجية أو وزير الدفاع
الأمريكي صلاحية اقتراح بطاقة إقامة دائمة، من دون المرور بالإجراءات
العادية، لكل عالم عراقي “يملك معلومات محددة وذات مصداقية عن أي برنامج
عراقي من هذا النوع”.
ويبدو أن الخطوة الأخيرة كانت قتل هؤلاء العلماء ومنع
انتقالهم لدول عربية أخرى خصوصا سوريا؛ خشية أن يطوروا أسلحة هذه الدول
ويعيدوا تكرار تجربة العراق وتهديده لإسرائيل بالصواريخ والأسلحة غير
التقليدية التي نزعتها الأمم المتحدة.
لقد أصر المسؤولون الأمريكيون على عدم الاكتفاء بالتدمير
المادي للاسلحة العراقية أو الآلات التي تنتجها، بل الذهاب إلى مدى أبعد
والعمل على وضع تقويم للمعارف والخبرات التي طورها العراق في هذا الميدان،
وهو ما عبر عنه رئيس بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق جاك بوت
بكل وضوح ودون مواربة حين قال: “يجب أن نحدد ما إذا كانت توجد قدرات نووية
أم لا؟ وبالنسبة لي فإن ذلك يشمل العقول والأسلحة”؟!
كما دعا الكاتب الأمريكي توماس فريدمان -قبل الغزو- الى تفعيل
خطة استجواب علماء عراقيين وتهريبهم مع عائلاتهم لو أمكن للخارج؛ للحصول
منهم على معلومات عن أسلحة العراق بدلاً من تضييع الوقت في ضرب العراق
واستنزاف تكاليف للبحث عن هذه الأسلحة.
وكشف تقرير أميركي, أن جهاز الموساد الإسرائيلي, تمكن
بالاشتراك مع القوات الأمير كية في العراق, حتى الآن من قتل 350 عالما
نوويا عراقيا, وأكثر من 200 أستاذ جامعي في المعارف العلمية المختلفة.
وذكرت صحف عراقية, أن التقرير الذي أعدته الخارجية
الأميركية, وتم رفعه الى الرئيس جورج بوش أكد أن وحدات الموساد والكوماندوز
الإسرائيلية تعمل في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام, وأن هذه الوحدات
تعمل خصيصا لقتل العلماء النوويين العراقيين وتصفيتهم, بعد أن فشلت الجهود
الأميركية منذ بداية الغزو في استمالة عدد منهم للتعاون والعمل في الأراضي
الأميركية.
وأضافت ان التقرير أكد أنه رغم أن البعض منهم أجبر على العمل
في مراكز أبحاث حكومية أميركية, إلا أن الغالبية الكبرى من هؤلاء العلماء
رفضوا التعاون مع العلماء الأميركيين في بعض التجارب, وأن جزءا كبيرا منهم
هرب من الأراضي الأميركية إلى بلدان أخرى.
وأشار إلى أن العلماء العراقيين الذين قرروا التمسك بالبقاء
في الأراضي العراقية خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات الأميركية
والتي ترتب عليها إخضاعهم للتعذيب, إلا أن إسرائيل كانت ترى أن بقاء هؤلاء
العلماء أحياء يمثل خطرا على الأمن الإسرائيلي في المستقبل.
وأكد أن إسرائيل رأت أن الخيار الأمثل للتعامل مع هؤلاء
العلماء هو تصفيتهم جسديا, وأن أفضل الخيارات المطروحة لتصفيتهم هو في ظل
انتشار أعمال العنف الراهنة في العراق.
وأضاف التقرير الأميركي أن البنتاغون كان أبدى اقتناعه منذ
أكثر من 7 أشهر بوجهة نظر تقرير الاستخبارات الإسرائيلية, وأنه لهذا الغرض
تقرر قيام وحدات من الكوماندوز الإسرائيلية بهذه المهمة, وأن هناك فريقا
أمنيا أميركيا خاصا يساند القوات الإسرائيلية في أداء هذه المهمة.
وأكد كذلك, أن الفريق الأمني الأميركي يختص بتقديم السيرة
الذاتية الكاملة وطرق الوصول إلى هؤلاء العلماء العراقيين وأن هذه العملية
مستمرة منذ أكثر من 7 أشهر, وأنه ترتب على ذلك قتل 350 عالما نوويا و200
أستاذ جامعي حتى الآن, خصوصا في الشوارع العراقية بعيدا عن منازلهم.
وأشار التقرير إلى أن أسر هؤلاء العلماء تعتقد أنهم قتلوا أو ماتوا في عمليات عنف , وأن المسلسل مازال يتواصل حتى الآن.
وتستهدف هذه العمليات وفقا للتقرير الأميركي أكثر من 1000
عالم عراقي, وأن أحد أسباب انتشار الانفجارات في بعض شوارع المدن العراقية
يكون المستهدف منه قتل العلماء.
ونشرت مجلة “نيويوركر” تقريرًا مفاده أن القوات الخاصة
الأمريكية تلقَّت مساعداتٍ صهيونية استخبارية وفنية، وأن بعض الجنود
الصهاينة يتخفَّون في العراق كعرب وعراقيين! وأن القوات الخاصة الأمريكية
تلقت مساعدات صهيونية استخبارية وفنية، إضافةً إلى وجود 150 جنديًّا من
الوحدات الخاصة الصهيونية داخل العراق لاغتيال العلماء الذين وردت أسماؤهم
في قوائم مفتشي الأسلحة الدوليين، وحددت المخابرات الأمريكية قائمةً تضم
800 اسم لعلماء عراقيين وعرب من العاملين في المجال النووي والهندسة
والإنتاج الحربي؛ لأجل تصفيتهم.
ويؤكد التقرير- الذي أعدته الخارجية الأمريكية، ورُفِع إلى
الرئيس الأمريكي يوم 18/6/2005م- أن وحدات الموساد والقوات الخاصة
الصهيونية تعمل في الأراضي العراقية منذ أكثر من عام، وأن هذه الوحدات تعمل
خاصةً لقتل العلماء العراقيين.
وأكد تقرير آخر أعدته وزارة الخارجية الأمريكية، ورفعته إلى
الرئيس “جورج بوش” أن جهاز الاستخبارات الصهيوني “الموساد” تمكّن حتى الآن-
بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي في العراق- من قتْل أكثر من 350 عالمًا
نوويًّا عراقيًّا، بالإضافة إلى أكثر من 300 أستاذ جامعي في كافة التخصصات
العلمية المختلفة، وأن 17 ألفًا من العلماء والأساتذة أُجبِروا على الرحيل
من العراق منذ بدء الاحتلال.
ويؤكد الخبراء أنّ الولايات المتحدة طبّقت مثل هذا البرنامج
في تصفية العلماء الألمان بعد هزيمة ألمانيا ضمن برنامج أُطلق عليه “بايبر
كليب”، لكن بعض العلماء الألمان وافقوا على التعاون مع الأمريكيين، وتم
ترحيل 500 عالم منهم إلى أمريكا، وهذا أيضًا حدث مع علماء العراق؛ فمنذ
سنوات تم رصد مبلغ 16 مليون دولار لتشغيل علماء برامج التسلُّح العراقية
السابقين داخل الولايات المتحدة خوفًا من هربهم للعمل في دول أخرى، وكدفعة
أُولى غادر أكثر من 1000 خبير وأستاذ نحو أوروبا وكندا والولايات المتحدة،
وكثير من العلماء فضّلوا الهجرة بعد أن وجدوا أنفسهم عُزْلاً في مواجهة
الموساد وفرق الموت وفيلق “بدر”؛ الذي عمل منذ اللحظات الأولى على اغتيال
الكفاءات والعقول العراقية، أو اعتقالهم وتعذيبهم، ولا يُعرف مصير الكثير
من هؤلاء العلماء.
وكشف سيمور هرش الذي كان وراء فضح جرائم معتقل أبوغريب، في
مقال تحت عنوان (الأهداف المتحركة ) نشر في مجلة «النيويوركر» الأمريكية
وبتاريخ 15/12/ 2003: ( صيد البشر في العراق، إسرائيل تدرب فرق اغتيال
أمريكية) ونقلا عن مصادر في المخابرات الأمريكية أن إسرائيل دربت فرق
كوماندوز على عمليات الاغتيال المستهدف، وتم تكوين قوة خاصة باسم(قوة
المهمات121) من قوات البحرية والاستخبارات الأمريكية ومرتزقة من شركات
الأمن الخاصة للقيام بعمليات الاغتيال، ونقلا عن مستشار في البنتاجون قال
«الكثير من المسؤولين الذين تحدثت معهم عبروا عن خشيتهم من أن فقدان %80
من طواقم المستشفيات العراقية واغتيال 350 عالماً عراقيا تتحول الخطة
المسماة «اصطياد البشر الوقائي»- التي صممها رامسفيلد شخصيا-إلى برنامج
(فينكس آخر)- قتل في برنامج فينكس للاغتيالات في فيتنام أكثر من 50ألف
إنسان-. ويتابع (عندما تجند عناصر من الدول المضيفة من الصعب أن تمنعهم من
القيام بما يودون عمله..هؤلاء لهم أجندتهم الخاصة).
أي أنهم كانوا يتوقعون تحول برنامج الاغتيالات هذا إلى عصابات
الموت التي اختطفت المئات خلال عامي 2006-2007 و قامت بتعذيبهم وقتلهم
ورمت جثثهم في الشوارع. اما فرق الكوماندوز الإسرائيلية التي تسللت للعراق
فقد كان هدفها الأساس تصفية حوالي 500عالم عراقي وردت أسماؤهم في قوائم
برنامج الأمم المتحدة للتفتيش عن أسلحة العراق، وبالطبع مثل هذه النية
مبيتة، ففي العشرين من تشرين الثاني من عام2002، أي قبل بدء الغزو الأمريكي
أقر الكونغرس قانونا ينص على ضرورة نقل العلماء العراقيين للإقامة الدائمة
في أمريكا.
وكانت أمريكا قد طبقت مثل هذا البرنامج في تصفية العلماء
الألمان بعد هزيمة ألمانيا ضمن برنامج باسم «بايبر كليب» لكن العلماء
الألمان وافقوا على التعاون مع الأمريكيين وتم ترحيل 500 عالم ألماني إلى
أمريكا، وإسرائيل أيضا مارست تصفية العلماء الألمان الذين عملوا في برنامج
الصواريخ المصري في الستينات بحملة الطرود المفخخة، كما مارست قتل العلماء
العرب المتخصصين في المجال النووي مثل العالم المصري د.يحيى المشد 1980
الذي انضم لمشروع بناء المفاعل النووي العراقي الذي قصفته إسرائيل، وكذلك
قتلت عالم الذرة الفلسطيني نبيل فليفيل 1984، وقد تنبه العالم لهذه
المؤامرة ولهذا تبنى «الصندوق الدولي لحماية العلماء» مساعدة العلماء
العراقيين على الخروج من العراق.
وفي الثالث والعشرين من نيسان عام2006 عقد مؤتمر دولي في
العاصمة الإسبانية بعنوان (المؤتمر الدولي حول اغتيال الأكاديميين
العراقيين) تم فيه عرض قوائم العلماء والأكاديميين والأطباء العراقيين
الذين تم اغتيالهم وهم بالمئات، وبينت الإحصائيات أن غالبيتهم من العرب،
وأن الاغتيالات شملت كل الطوائف بنسب متقاربة وابتدأت قبل اشتعال الفتنة
الطائفية ،وحسب تقرير للأمم المتحدة فقدت المستشفيات العراقية 80% من
طواقمها.
وحسب تقرير أمريكي رئاسي مسرب-في حزيران عام 2005-أن قوات
إسرائيلية وأمريكية اغتالت 350عالما عراقيا وأكثر من200 أكاديمي، وأن
العلماء العراقيين الذين هجّرهم الأمريكيون للعمل في أمريكا قاموا بالفرار
إلى خارج أمريكا، وأن القوات الأمريكية توفر لفرق الاغتيال الإسرائيلية
المعلومات والتسهيلات اللازمة للوصول إلى الضحايا ، فمن الواضح أن هناك
مؤامرة كبرى ضد العراق وضد المنطقة هي أكبر من التجاذبات الطائفية وهي
تستهدف العراق والعراقيين ككل.
وقد كشفت منظمة ( ذا بروكسل تربيونال كوميتي) أن اكثر من 418
أستاذاً وعالماً عراقياً تمت تصفيتهم وإغتيالهم مُنذ إحتلال العراق قبل ست
سنوات.. كما يُعتقد أن عدد الذين تم إغتيالهم ولم تسجل أسماؤهم يتجاوز
الألفين!.. وأيٌ منهم لم يلق حتفه عشوائيا في إحدى الغارات أو العمليات
الإرهابية كسائر أفراد الشعب العراقي الجريح.. ولكنهم قد أصيبوا بطلقة رصاص
في الرأس أو في القلب أثناء مغادرة الجامعة أو المنزل في عمليات تصفية
تتصف بالمهنية العالية والإحترافية !.. وغيرهم قد تم إعتقالهم أو إختطافهم
بعمليات متقنة قبل العثور على جثثهم مقطعة ومرمية في الشوارع .. وآخرين
تعرضوا للخطف من أمام بوابة الكلية أو من أمام منازلهم قبل سنوات ولم يتم
العثور عليهم لحد الآن .. وأخرين أحالوا أنفسهم للتقاعد أو نجوا بها بعد أن
غادروا العراق أو إختفوا وهؤلاء يتجاوز عددهم 5000 من العلماء العراقيين.
وقال الدكتور نور الدين الربيعي الأمين العام لاتحاد المجالس النوعية للأبحاث العلمية :
( لقد فقد العراق 5500 عالم منذ الغزو الأنجلوأميركي في نيسان
2003، معظمهم هاجروا إلى شرق آسيا وشرق أوروبا والباقي تم إغتياله. وأن
نسبة 80 بالمائة من عمليات الإغتيال إستهدفت العاملين في الجامعات ويحمل
أكثر من نصف القتلى لقب أستاذ وأستاذ مساعد وأكثر من نصف الإغتيالات وقعت
في جامعة بغداد تلتها البصرة ثم الموصل والجامعة المستنصرية وأن 62 بالمائة
من العلماء المغتالين يحملون شهادات الدكتوراه وثلثهم مختص بالعلوم
والطب).
ويوضح الدكتور نور الدين الربيعي الأمين العام لاتحاد المجالس
النوعية للأبحاث العلمية حقيقة خطيرة جدا (إن التقدم التقني والعلمي في
العراق كان في مقدمة أسباب غزوه من قبل الولايات المتحدة وشركائها بدفع
وتوجيه صهيوني ويكفي في ذلك تصريح «مادلين اولبرايت» وزيرة الخارجية
الأمريكية السابقة والتي قالت فيه بالحرف الواحد: ماذا نستطيع ان نفعل مع
العراق غير تدمير عقوله التي لا تستطيع القنابل الذرية أن تدمرها فتدمير
العقول العراقية أهم من ضرب القنابل)!.. وذكر الكاتب البريطاني روبرت فيسك
مرات عدة إن مايقارب خمسة عشر جهاز إستخباراتي لعدة دول يعمل في العراق
بهدف إجهاض العراق والقضاء على ثروته العلمية المتمثلة بعقول أبنائه.
وقالت تقارير صادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية: (إن 74
بالمائة من العلماء والأكاديميين تعرضوا للتصفية الجسدية بينما بقي حوالي
26 بالمائة تحت وطأة التهديد المستمر )..
ومن المعروف أنه ووفق دراسة عراقية سابقة كشفت أن الاحتلال
الأمريكي تعامل مع علماء العراق ومفكريه بطريقة تضمن إحتواء العلماء وإعادة
توظيفهم أو تجميدهم خدمة للمصلحة الأمريكية ..وجرى ويجري ذلك بموجب آلية
تعتمد على ثلاثة خيارات: (الخيار الأول) هو الإستهداف المباشر وغير المباشر
حيث ذكر خبير الشؤون الإسرائيلية في مؤسسة الأهرام الدكتور عماد جاد إن
الولايات المتحدة نقلت من العراق جوا أكثر من 70 من العلماء العراقيين إلى
خارج العراق ووضعتهم في مناطق نائية خشية أن يسربوا ما لديهم من معلومات أو
يحولوا تلك المعلومات إلى منظمات أو دول معادية للأمريكان.
أما (الخيار الثاني ) والذي عرف بالخيار السلفادوري..والذي
يقوم على تصفية العقول التي ترفض الإغراءات الأمريكية الإسرائيلية بهدف
تجفيف منابع العراق العلمية والفكرية وحرمان شعبه من خبراته وكفاءاته
وعقوله ورجال البحث العلمي .
و(الخيار الثالث) هو الذي يعرف بالخيار الألماني ويتمثل
بإفشاء المعلومات من قبل العلماء العراقيين إلى الجهات الغربية وبالتحديد
الأمريكية. وبدأت هذه المحاولات بمشروع السيناتور جوزيف بايدن الذي صادق
عليه مجلس الشيوخ الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني 2002، وقضى بمنح العلماء
العراقيين الذين يوافقون على إفشاء معلومات مهمة عن برامج بلادهم
التسليحية بطاقة الهجرة الأمريكية الخضراء مستغلا بذلك الحصار المفروض
آنذاك على العراق!. وفي عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش كشفت الخارجية
الأمريكية عن تقرير أن المخابرات الأجنبية تركز على اغتيال علماء العراق
المتخصصين في المجال النووي والمعارف العلمية المختلفة. وقال التقرير إن
وحدات أجنبية خاصة تعمل في الأراضي العراقية لقتل العلماء النوويين
العراقيين وتصفيتهم بعد أن فشلت الجهود الكبيرة منذ بداية الغزو في استمالة
عدد منهم للتعاون والعمل خارج العراق. وأكد التقرير أنه علي الرغم من أن
البعض منهم أجبر علي العمل في مراكز أبحاث حكومية أجنبية إلا أن الغالبية
الكبري من هؤلاء العلماء رفضوا في بعض التجارب وأن جزءا كبيرا منهم هرب من
تلك البلدان إلي بلدان أخرى.وأشار التقرير إلي أن العلماء العراقيين الذين
قرروا التمسك بالبقاء في الأراضي العراقية خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب
والتحقيقات والتي ترتب عليها اخضاعهم للتعذيب في حين كان وجود هؤلاء
العلماء أحياء يمثل خطرا علي أمن الدول التي ناصبها العراق العداء في
المستقبل. وتستهدف هذه العمليات وفقا للتقرير الأمريكي أكثر من 1000 عالم
عراقي وأن أحد أسباب انتشار الانفجارات في بعض شوارع المدن العراقية يكون
المستهدف منه قتل العلماء.
ويحاول الكثير التغاضي عن تلك الإحصاءات والأرقام فيما تبادر
جهات مسؤولة إلى تكذيب تلك الإحصاءات الصادرة عن جهات متخصصة. وقد شكّلت
عمليات ملاحقة ومتابعة ومضايقة علماء العراق والتضييق عليهم وتهجيرهم
واعتقالهم وقتلهم جزءاً أساسيا من عملية تدمير وهدم وتشتيت مدروسة ومنظمة
لقدرات ولإمكانات العراق المادية والبشرية بدأت بتهجيرهم في مرحلة الحصار
واستكملت بوسائل أخرى مع بداية احتلال العراق ومازالت مستمرة .
إن عملية الملاحقة والتهجير والمحاربة والتدمير التي تعرض لها
العلماء العراقيين ماهي إلا حلقة من حلقات تدمير كل الخبرة العلمية
العراقية المتراكمة عبر سنين طويلة والتي بدت ظاهرة وواضحة خلال فترة الغزو
والإحتلال الأمريكي في عمليات التخريب والتدمير والسرقة التي تمت بعد
الحرب والتي شملت جميع مراكز البحث العلمي والمؤسسات والجامعات والمصانع
والدوائر ومنشآت التصنيع العسكري والتعليم العالي والكليات العسكرية بما
فيها من عقول وإبداعات وأدوات وأجهزة وأبحاث ودراسات والتي إنتشر عطاء
منتسبيها وإبداعاتهم من بحث وتطوير وتصنيع وإبتكار وإختراع ..هذه المؤسسات
التي كان الشعب يفخر بها ويتغنى بإنجازاتها. ففي مجال الصناعة والإبداع
العسكري كان الهدف هو منع العراق من إعادة بناء قدراته العسكرية ومنع وصول
علمائه ومهندسيه ومبدعيه إلى أي بلد عربي وإسلامي وملاحقتهم ومتابعتهم
وتضييق سبل العيش عليهم بغية استقطابهم للعمل في مراكز ومعاهد محددة تعمل
بإدارتهم ووضع خطة وقائية لمنع الطلاب العرب الدارسين في الغرب من التحصيل
العلمي في مجال الأبحاث القريبة من التخصصات العسكرية. وفي مجال تدمير
المؤسسات الأكاديمية.. فقد أكَّد تقرير نشرته اليونسكو في العام 2006 أنه
تم إثبات نهب حوالي 84% من المؤسسات العلمية والبحثية والأكاديمية العراقية
..وتعرضت المكتبات الوطنية والجامعية إلى نهب 80% من الكتب الموجودة فيها
إضافة إلى كل المخطوطات وبدون أية حماية من القوات الأميركية الغازية
ولأغلب الجامعات. لقد لفت العراق أنظار العالم لما شهده من طفرة علمية
وتصنيعية هائلة في بدايات الثمانينات وما كان لهذه الثورة العلمية أن تمر
بهذه السهولة حيث جرى الإعداد بشكل دقيق لمخطط تدمير وإغتيال الموروث
والمستودع العلمي والقدرات العراقية ..وقد مثّل الحصار الشامل الذي أحاط
بالعراق بإطباق شديد عام 1990 ودام ثلاثة عشر عام بداية تنفيذ هذا المخطط
والذي بدأ بقطع أي صلة للعراق بالعالم الخارجي ومنع العلماء العراقيين من
مواصلة برامجهم العلمية والبحثية والتطويرية التي يتوجب لها التواصل مع
عموم حركة التطور في العالم.. ومنذ عام 1991 بدات الولايات المتحدة بتنفيذ
سلسلة من التوصيات القديمة وتشريع القوانين وحث الدول والمنظمات الدولية
على تسهيل هجرة العقول العراقية والضغط عليها لمغادرة العراق وإستخدمت
أساليب متعددة في الترغيب والتسهيلات والترهيب والإجبار وتشير الدراسات إلى
أن الفترة ما بين عامي 1991 و 1998 شهدت مغادرة أكثر من 7350 عالماً
عراقيا تلقفتهم دول أوربية وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها ومنهم
67% أساتذة جامعة و 23 % يعملون في مراكز أبحاث علمية ومن هذا العدد الضخم
83% درسوا في جامعات أوربية وأمريكية.
وبعد الغزو والإحتلال الأمريكي تعرضت الكفاءات العراقية من
علماء وأساتذة جامعات لحملة منظمة للإذلال والتحقير والإهانة لتطويعهم وكسر
شوكتهم ..كما تعرضوا لحملة مخطط لها بإتقان للإغتيال وبمهنية عالية وبطرق
إحترافية ولحملة مطاردة وإعتقالات ومراحل تحقيق وإستجواب وتعذيب طويلة
لعلماء عراقيين..حيث كان القتل داخل المعتقلات مصيرا حتميا لغير المتعاونين
منهم.
كما تعرضت الكفاءات العراقية لحملة مخطط لها بعناية للإختطاف
هم وأبناءهم وعوائلهم وطاب فدية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم ..مما حدى
بالكثير من العلماء الذين بقوا في العراق الى الإنصياع لحملة التهجير
القسرية ..وحملة الهجرة المنظمة للدول الأوربية وتشير الدراسات الرسمية بان
الأرقام المعلنة حتى أواسط العام 2006 إلى أن حوالي 17 ألف من العلماء
والأساتذة أجبروا على الرحيل منذ بدء الاحتلال.
ويذكر السياسي العراقي عبد الأمير علوان أن السيدة مادلين
أولبرايت التقت بالعاهل المغربي المغفور له الحسن الثاني وطلبت منه أربعة
آلاف إلى خمسة آلاف عالم عراقي وسبعة آلاف هؤلاء أراد الأميركان اللقاء بهم
أو تسهيل خروجهم إلى خارج العراق أو إعطائهم اللجوء السياسي في بلدان
مختلفة، هذا أحد أسباب الحرب التي شنت على العراق، الحروب تشن لتدمير
القدرة العسكرية للخصم أولا ثم لتدمير إرادة الخصم وإرادة الخصم وكما نذكر
قد قيل كثيرا في الصحافة الأميركية والغربية أن العراق صحيح أنه لم يعد
يمتلك أسلحة دمار شامل وبرامج تصنيع عسكري ولكنه قادر أن يبدأ هذه الصناعة
متى شاء لوجود هؤلاء العلماء ولذلك يستهدف اليوم علماء الفيزياء والكيمياء
والمهندسين وكل الطاقات النادرة التي كانت تملأ الحقيقة مؤسسات الدولة
العراقية وخاصة مؤسسات التصنيع العسكري. والعراق بنى قاعدة عراقية كبيرة
وفيها ناس مختصون ذهبوا في دورات وذهبوا في اختصاصات كثيرة نعم العقل
العراقي المختص العلماء العراقيون مستهدفون كيف لا وقد استهدف الموساد قبل
ذلك عالم بلجيكي كان يعمل في صناعة عسكرية داخل العراق وهو العالم.. ويؤكد
علوان ايضا انه اطلع على تقرير في مجلة بروسبكت الأميركية يشير الى أن هناك
مخططا ترعاه أجهزة داخل البنتاغون وداخل ال(C.I.A) وبالتعاون مع أجهزة
مخابرات إقليمية لأهداف أميركية ايضا تقوم باستهداف هؤلاء العلماء .
ويدل تحليل الطبيب الاستشاري العراقي إسماعيل الجليلي
للإحصائيات التي أعدتها “رابطة التدريسيين الجامعيين” في بغداد وهي أول
دراسة إحصائية لمجزرة علماء وأطباء ومهندسي العراق باللغة الإنكليزية
وعُرضت في “المؤتمر الدولي حول اغتيال الأكاديميين العراقيين”، الذي عُقد
في العاصمة الإسبانية مدريد ، اكد الجليلي فيه أن 80 في المئة من عمليات
الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات، ويحمل أكثر من نصف القتلى لقب
أستاذ وأستاذ مساعد، وأكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، تلتها
البصرة، ثم الموصل، والجامعة المستنصرية ، و62 في المئة من العلماء
المغتالين يحملون شهادات الدكتوراه، وثلثهم مختص بالعلوم والطب، و17 في
المئة منهم أطباء ممارسون، وقد قُتل ثلاثة أرباع العلماء، الذين تعرضوا
لمحاولات الاغتيال.
هذا القتل “المضبوط” يؤكد قناعة الدكتور الجليلي، والمراقبين
العالميين بأن عمليات الاغتيال والاختطاف تتبع النمط المعروف باسم “مجزرة
السلفادور” ، وهي في الواقع سلسلة مجازر أشرفت على تنفيذها وكالة المخابرات
المركزية الأميركية في بلدان عدة في أميركا اللاتينية.
ويظهر من هذه الإحصائيات أن اغتيال علماء العراق جزء من
استراتيجية “الفوضى المنظمة” التي اتّبعها الاحتلال منذ الغزو لتطويع
العراقيين وإخضاعهم. “فوضى” فائقة التنظيم تُصوّر الغزاة العتاة، كسُذج
مغلوبين على أمرهم، أو أغبياء عاجزين عن وقف استباحة قصور الدولة العراقية
ومنشآتها الحكومية ومصارفها وجامعاتها ومصانعها ومراكزها الهندسية
العسكرية، ومتاحفها، ومكتباتها، وكنوزها التراثية. “فوضى” مُستدامة، كرسوم
الغرافيك العشوائية بالكومبيوتر، تتغذى ذاتياً على هدر موارد العراقيين
المالية الهائلة، وفساد لم يسبقه مثيل، ورشى جماعية بمشاريع خدّاعة،
كالانتخابات، والمحاصصة الطائفية، والحكم الفيدرالي. “فوضى” مُحكمة،
كالظواهر الفيزيائية، هدفها الرئيس ، زرع الفتنة، وتحطيم الوحدة الوطنية،
وهدم كيان الدولة، فيما بنيت أكبر سفارة أميركية في بغداد، وإنشئت شبكة من
14 قاعدة عسكرية في جميع أرجاء العراق.
وقال أسامة عبد المجيد (رئيس دائرة البحوث والتطوير في وزارة
التعليم العالي سابقا في إن 15500 عالماً وباحثاً وأستاذاً جامعياً
عراقياً فصلوا من عملهم في الاشهر الاولى للاحتلال الامريكي للعراق في إطار
الحملة الإسرائيلية” ، بينما اتهم (الأمين العام للرابطة الوطنية
لأكاديمي ومثقفي العراق) هاني إلياس “الموساد” الإسرائيلي بالوقوف وراء
اغتيالات العلماء والمثقفين العراقيين ، مؤكدا إن معظم الضحايا لم يكونوا
محسوبين على النظام العراقي السابق مما يجعل أسباب تصفيتهم ترتبط بمخطط
يهدف إلى تحطيم مؤسسات العراق الوليدة مشيراً إلى أن “القتلى هم من الأطباء
والمهندسين وأساتذة الجامعات والقضاة والمحامين، وهو ما يعزز القناعة بأن
الهدف من وراء الاغتيال هو قتل الخلايا النوعية في جسد المجتمع العراقي
لمنعه من النمو والتطور”.
وتتحدث الأوساط الجامعية والعلمية العراقية عن فريق اغتيالات
مرتبط بجهاز الاستخبارات الخارجي الإسرائيلي “الموساد”، وقد حمل هذا الفريق
اسم “الجيش الجمهوري السري، وقال: إن معظم العلماء والمثقفين وأساتذة
الجامعات الذين تم اغتيالهم تمت تصفيتهم في إطار يخرج عن الانتقام الثأري
أو تصفية الحسابات.
فيما قال مسؤول عراقي رفض الكشف عن هويته: ” إن سياسة فصل
العلماء العراقيين من وظائفهم وضعت في تل أبيب بهدف الاقتصاص من منفذي
برامج العراق العلمية”.
وأكدت أوساط عراقية مطلعة في بغداد أن الموساد الإسرائيلي طلب
من المخابرات الأمريكية ترك ملف العلماء العراقيين برمته إلى عملاء
الموساد في العراق، مشيرين إلى أن الموساد يريد تهجير هؤلاء العلماء أو
اغتيالهم إذا رفضوا التعامل معه.
وكشف (الناطق باسم قوات التحالف) الجنرال مارك كيميت أن حملة
واسعة من الاغتيالات استهدفت من وصفهم بـ”ذوي الياقات البيضاء” من الطبقة
المتعلمة، وقد نفذتها أيد مجهولة.
وتتحدث بعض التقارير عن مشروع أمريكي إسرائيلي يهدف إلى إفراغ
العراق من الكفاءات العلمية ، وتؤكد تقارير لوزارة الهجرة والمهجرين أن
العشرات من الكفاءات العلمية التي غادرت العراق ، وجدت أمامها فرصا للعمل
في وحدات تابعة للجيش الأمريكي مقابل مبالغ مغرية، كما أن أعداد العراقيين
المهاجرين بعد الاحتلال الأمريكي والتي توجهت إلى الدول الاسكندنافية وكندا
عرضت عليهم مغريات مادية كبيرة، مقابل تغيير ديانتهم.
ولم تخف دوائر المهجرين والمهاجرين مخاوفها من وجود تنسيق
مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وربما مع المفوضية العليا
لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومقرها في عمان في الأردن، خاصة وأن
هذه المفوضية تقوم بانتقاء العناصر العراقية ومنحها اللجوء في هذا البلد أو
ذاك.
ومعروف أن عمليات تهجير العلماء العراقيين لم تكن وليدة
الاحتلال، اذ سبق أن تعرض العديد منهم إلى عمليات تهجير سابقة، بسبب الوضع
الاقتصادي الصعب الذي وضع فيه العراق إبان سنوات الحصار، الذي فرض على
البلاد في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، كما أن بعض العلماء العراقيين
من المتخصصين في علم الذرة تعرضوا إلى ضغوط كثيرة من أجل دفعهم للهجرة
خلال وجود المفتشين الدوليين في العراق قبل الحرب وذلك عندما عرض عليهم
المفتشون الدوليون توفير ضمان الهجرة إلى أمريكا مقابل إفشاء الأسرار
النووية العراقية.
كما أن عددا من هؤلاء عرضت عليهم مناصب في الولايات المتحدة،
مع ضمان سفرهم إليها، مقابل إفشاء أسرار البرنامج النووي العراقي، وهو
الأمر الذي صار يطرح على هؤلاء العلماء بشكل علني بعد الاحتلال الأمريكي،
سواء بالترغيب أو بالترهيب، حتى أن مجلس الشيوخ الأمريكي سن قانونا يتحدث
عن منح البطاقة الخضراء الأمريكية لعلماء عراقيين يوافقون على إفشاء أسرار
البرنامج النووي العراقي.
فهل حققت اسرائيل اكثر مما هو مخطط ومامتوقع له على ارض
العراق كما قال وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق (آفي ديشتر) في محاضرة له
عن (الدور الإسرائيلي في العراق) ؟
هذه التدوينة ادرجت ضمن تصنيف أحداث تاريخية, إرهاب, إسرائيل, اعتقالات سياسية, الأسلمة, العراق, الولايات المتحدة الأمريكية, حرب العراق, سوريا, سياسة
........................
السبت 30 مارس 2013 - 13:37 بتوقيت غرينتش
صحيفة بريطانية تكشف:
تورط الموساد والـ"سي.اي.اي"باغتيال علماء العراق
الموساد الاسرائيلي والمخابرات الأميركية المركزية
كشفت مجلة المشاهد السياسي البريطانية ان عملية وأد العقول
العراقية التي بدأت في اليوم الثاني لسقوط بغداد تتوزع بين أطراف ثلاثة هي
الموساد الاسرائيلي والمخابرات الأميركية المركزية وفريق عراقي عمل بناء
على توجيهات خارجية.
وحسب ما جاء في موقع صحيفة اخبار جهينة، الطرف الأول يعني الموساد أوفد
مجموعات سرّية الى العراق لمطاردة العلماء والباحثين والمفكّرين والأطباء،
لا سيما الطاقمين النووي والكيميائي، وتصفيتهم بناء على قرار اتخذ على أعلى
المستويات الأمنيّة في الكيان الإسرائيلي.والطرف الثاني هو المخابرات الأميركية المركزية، التي قدّمت عروضاً مغرية للعلماء العراقيين من أجل التعاون معها، بينها تأمين عقود عمل لهم في الولايات المتحدة وضمان سلامتهم، والذين رفضوا هذه العروض تمّت مطاردتهم وتصفيتهم على مراحل.
والطرف الثالث هو فريق عراقي وقد صدرت إليه التعليمات بالانخراط في حملة التصفية بناء على توجيهات خارجية.
والتصريحات الأولى التي صدرت حول هذه العمليات جاء على لسان طبيب في وزارة الصحّة العراقية هو الدكتور محمود العباسي الذي قال: إن هذه الظاهرة تحتاج الى بحث واستقصاء لأنها ليست عملاً عبثياً، وإنما هي من تخطيط جهات أجنبية، وأصابع الاتهام تتجه نحو الموساد الإسرائيلي الذي يعتبر الجهة الوحيدة التي تمارس مثل هذه الجرائم، لأنه سبق أن اغتال عدداً من علماء الجامعات العراقية وأساتذتها، لا سيما في بغداد والمنطقة الشمالية. في وقت لاحق كشفت مصادر في وزارة الداخلية أن إجراءات أمنيّة مشدّدة اتخذت لمواجهة عمليات الخطف والتصفية التي تتولاّها عصابات مسلّحة في حق العلماء والأطباء، بقصد حرمان العراق من عقوله المبدعة.
كل هذا حصل في مرحلة الحكم الانتقالي، مباشرة بعد سقوط بغداد، مع حديث تكثّف في تلك المرحلة عن دخول مجموعات من الموساد مختلف المدن العراقية، في حماية الجيش الأميركي، بحثاً عن علماء الذرّة العراقيين وأشهر علماء الكيمياء.
في الفترة نفسها، وبعد مضي بضعة أشهر على انتهاء الاجتياح، نشر موقع «العراق ـ ٥» الإلكتروني معلومات أكثر تفصيلاً. وقد استند الموقع الى تصريحات أدلى بها زياد عبد الرزاق، وزير التعليم العراقي السابق (في زمن صدام) يقول فيها: إن اعدادا كبيرة من العلماء واساتذه الجامعات العراقية فصلوا من أعمالهم في سياق الحملة الأميركية ـ الإسرائيلية التي استهدفتهم.
في السياق نفسه، اتّهم وكيل وزارة الصحّة العراقية عامر الخزاعي "أيادي خفيّة وخبيثة" بالوقوف وراء هذه الظاهرة، بهدف تعطيل عملية النهوض بالعراق من جديد، وشاركت في هذا الاتهام رئيسة مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة بغداد هدى النعيمي التي قالت إن الموساد يقف وراء التصفيات، وأن عروضاً إسرائيلية قدّمت الى فريق من العلماء العراقيين للعمل في "إسرائيل"، وتبلّغ أصحابها رسائل تقول" عليكم أن تختاروا بين القبول أو الاغتيال"
وقد تكثفت التهديدات الى حدّ ان مجموعة كبيرة من الباحثين العراقيين وجهت رسائل عبر الإنترنت بعنوان: "علماء الأمّة مهدّدون" طلب موقّعوها من الجهات العربية المعنيّة العمل على إنقاذهم من عمليات الدهم والاغتيال والتصفية التي يتعرّضون لها، خصوصاً الخبراء منهم في مجال التسلّح.
وفي ١٥ أيار/مايو نشرت صحيفة المنار الفلسطينية الأسبوعية، أن الولايات المتحدة نقلت اليها أكثر من سبعين عالماً عراقياً، ودفعت بهم الى معسكرات خاصة كي تضمن عدم قيامهم بتسريب معلومات أو معارف عسكرية الى جهات تصفها الدوائر الأميركية بأنها "معادية" و"تشكّل خطراً على المصالح الأميركية". وتشير مصادر الصحيفة الى أن هؤلاء العلماء موجودون في المكان نفسه الذي نقلت اليه مجموعة علماء من مختلف الجنسيات. كما يعملون في برامج تطوير الأسلحة الليبية في طرابلس الغرب على أيدي رجال المخابرات الأميركية.
في مجال آخر، كشفت المنار أنه رغم التعاون الوثيق بين الموساد وسي آي إيه في عملية التحضير للحرب على العراق، إلا أن صراعاً نشأ بين الجهازين محوره استقطاب العلماء العراقيين بطرق خاصة الى الداخل الأميركي كما الى الداخل الإسرائيلي، وقد استخدمت "إسرائيل" في هذه المحاولة الأسلوب الذي استخدمته بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عندما استدرجت عشرات العلماء الروس مع برامجها التسليحية ونقلتهم الى قاعدة سرّية في وسط فلسطين المحتلة.
وما يؤكّد الدور الإسرائيلي في خطف وقتل أو استقطاب العلماء العراقيين، التصريحات التي أدلى بها في ٨ نيسان /أبريل ٢٠٠٤ جنرال فرنسي متقاعد الى القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي، أكد فيها أن أكثر من ١٥٠ جندياً من وحدات الكوماندوس الإسرائيلية دخلوا الأراضي العراقية في مهمة تستهدف اغتيال العلماء العراقيين الذين كانوا وراء برامج التسلّح العراقية الطموحة في أيام النظام السابق، وقد قدّمت أسماء الإسرائيليين الى لجنة مفتشي الأسلحة الدولية التي ترأسها هانز بليكس في حينه. ومما قاله الجنرال الفرنسي: إن مخطط الاغتيال هذا تمّ وضعه من قِبل مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، وأن لديه معلومات دقيقة عن الغرض المقصود منه، وهو تصفية العلماء الذي خطّطوا للقوّة الصاروخية العراقية ووضعوا أسس البرنامج النووي، كما ساهموا في برنامج الأسلحة الكيميائية الذي أرعب تل ابيب، وعددهم "٣٥٠٠ "عالم من ذوي الخبرات العالية، بينهم نخبة تتكوّن من "٥٠٠ "عالم اشتغلوا في تطوير مختلف الأسلحة.
في وقت لاحق نشر مركز الخليج (الفارسي) للدراسات الاستراتيجية تقريراً مفصّلاً عن أبعاد المخطط الأميركي ـ الإسرائيلي الذي يهدف الى منع العراق من إعادة بناء ترسانته العسكرية، واستقصاء المصادر التي استقى منها العلماء العراقيون معلوماتهم ومعارفهم، ومنع انتقالهم الى أي بلد عربي أو إسلامي، وتحذيرهم من معاودة نشاطاتهم تحت أي صورة من الصور، في المجلاّت التي ترى واشنطن أنها محظورة عليهم.
ويوضح التقرير أن المخطط يقوم على عدد من المحاور الرئيسية وأبرزها:
تدمير البنية التحتية العراقية المتطوّرة التي سعى العراق الى بنائها منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، مستفيداً من قدراته المالية التي وفّرت له التكاليف الباهظة لامتلاك الأسلحة المتطوّرة، ومستثمراً حالة الدعم الأميركي والغربي له تحت مظلّة التحالف الذي كان قائماً بينهما في ذلك الوقت. وقد بدأ تنفيذ هذا المخطّط عندما قامت "إسرائيل" بقصف المفاعل النووي العراقي "تموز" في حزيران /يونيو من العام ١٩٨١، ثم أُعقب باستصدار واشنطن مجموعة من القرارات غير المسبوقة من مجلس الأمن تدعو الى تدمير هذه البنية ونزع أسلحة العراق عقب حرب الخليج الفارسي الثانية، وبقيام بوش باستغلال هذه القضية كمبرّر لإعلان الحرب على العراق، وغض القوّات الأميركية الطرف عن عمليات النهب والسلب التي أعقبت احتلال بغداد، والتي طاولت أكثر من ٧٠% من المختبرات والأجهزة داخل الجامعات ومراكز البحث العلمي في العراق.
ـ أما المحور الثاني من المخطّط فيقوم على ملاحقة العلماء والخبراء الفنّيين العراقيين والعرب الذين عملوا في برامج التسليح العراقية. وفي هذا السياق، يقول التقرير إنه منذ بدء البرنامج النووي العراقي، عملت "إسرائيل" على تعقّب العلماء العرب الذين كانت لهم صلة بتطوير هذا البرنامج، وهو ما حدث مع عالم الذرّة المصري يحيى المشدّ الذي استعين به كحلقة وصل مع مؤسّسة الطاقة الذرّية في فرنسا.
لكن عناصر من الموساد استطاعت اغتياله في باريس أثناء مهمّة له هناك في صيف العام ١٩٨٠. كذلك يوضح التقرير، أنه رغم أن النفط كان وما زال الدافع الرئيسي لتلك الحرب، فإن استهداف العلماء العراقيين كان عاملاً مهمّاً أيضاً، وهو ما عبّر عنه البريغادير جنرال فينسنت بروكس من مقرّ القيادة المركزية الأميركية قبل شهرين من الحرب، عندما تحدّث عن أهمية العلماء العراقيين بالنسبة الى الولايات المتحدة، حيث قال: "إن واشنطن لها أهداف أخرى غير الاطاحة بصدّام، على الأخص مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيميائية أو بيولوجية ضمن برنامج القضاء على أسلحة الدمار الشامل"، كما عبّر عن ذلك بوضوح جاك بوت رئيس بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق قبل الحرب حين قال: "يجب أن نحدّد ما إذا كانت توجد قدرات نووية في العراق أم لا؟، وبالنسبة لي فإن ذلك يشمل العقول والأسلحة". كما تحدّث العديد من الدوائر داخل أميركا عن هذا الموضوع، فقد دعا جون بي ولفثال عضو برنامج حظر انتشار الأسلحة النووية في مؤسّسة كارنيغي وهو مستشار سابق لسياسات منع الانتشار النووي في وزارة الطاقة الأميركية إلى استقطاب علماء العراق مذكّراً بما حدث بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، حيث تعاونت الولايات المتحدة وأوروبا واليابان على إغراء علماء الأسلحة السوفيات، لضمان عدم قيامهم ببيع خبراتهم أو أي مواد تحت تصرّفهم كسباً للرزق، وأوضح أنه يمكن تبنّي الحل ذاته في العراق، فبدلاً من تعقّب هؤلاء العلماء والخبراء، فمن الأفضل أن يمنح غالبيتهم عفو عام مقابل تعاونهم.
وكتب مارك كلايتون في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور في تشرين الأول /اكتوبر ٢٠٠٢، محذّراً من العقول المفكّرة التي تقف وراء المخزون العراقي من الأسلحة، وقدّم لائحة بأسماء علماء العراق الذين تدرّبوا في الولايات المتحدة، وقال: إن هؤلاء العلماء والفنّيين أخطر من أسلحة العراق الحربية، لأنهم هم الذين ينتجون هذه الأسلحة، ودعا المفتشين الدوليين إلى ضرورة إيجاد هؤلاء الأشخاص إلى جانب مهمّتهم في البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.
ويشير التقرير إلى أن واشنطن اتخذت العديد من الاجراءات لتحقيق هدفها في تفريغ العراق من علمائه قبل إعلان الحرب عليه، فقد أصرّت على تضمين قرار مجلس الأمن الرقم ١٤٤١ الذي صدر في العام ٢٠٠٢، فقرة تجبر العراق على السماح للمفتشين الدوليين باستجواب علمائه وفنّييه حتى لو تطلّب الأمر تسفيرهم هم وعائلاتهم خارج البلاد، لضمان الحصول على معلومات منهم عن برامج التسلّح العراقية. كما أقرّ الكونغرس الأميركي في مطلع العام ٢٠٠٣ قانون هجرة العلماء العراقيين الذي ينص على منح العلماء العراقيين الذين يوافقون على تقديم معلومات "ذات صدقيّة" بشأن برامج التسلّح العراقية تصريح إقامة دائمة في الولايات المتحدة. وقد حصلت بعد الحرب على العراق على قوائم بأسماء هؤلاء العلماء، خصوصاً الذين ساهموا في برنامج التسلّح العراقي، من لجان التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرّية التي تعاقبت زياراتها للعراق قبيل الحرب.
ويشير التقرير إلى أن الخطة الأميركية عملت على إجبار العلماء العراقيين على الاختيار بين عدّة بدائل هي:
ـ العمل داخل العراق شريطة التزامهم عدم تقديم خبراتهم إلى دول معيّنة تحدّدها واشنطن، وقد أعدّت الخارجية الأميركية في هذا الصدد خطة حملت اسم "مبادرة رعاية العلوم والتكنولوجيا والهندسة في العراق" فاقت ميزانيتها ٢٠ مليون دولار، من أجل توظيف العلماء العراقيين في أبحاث سلمية داخل العراق.
ـ إغراء هؤلاء العلماء بالعمل في الولايات المتحدة ذاتها، مع منحهم حق الاقامة فيها.
وقد أكّدت مصادر علمية رفيعة المستوى في العراق، أن ثمّة مفاوضات تدور مع الكثير منهم لنقلهم إلى مراكز بحثية غربية، كما عرض على العديد منهم السفر إلى "إسرائيل"، والعمل في جامعاتها ومعاملها التي تتسم بدرجة عالية من التطوّر والتقدم التكنولوجي والعلمي، والحصول منها على درجات علمية.
أما من يرفض من العلماء العراقيين التعامل مع هذه الخيارات السابقة، فإن المصير الذي ينتظره ما زال مكتنفاً بالغموض.
ومن خلال مراجعة دراسات أخرى تعود الى مطلع التسعينيات من القرن الفائت، يتبيّن أن المـؤسسات الأمنيّة والعسكرية الأميركية كانت منذ ذلك الوقت تركّز على الخبرة التي يملكها العراقيون. وفي مقال لمارتن أنديك نشر في مجلة الشؤون الخارجية في العام ١٩٩٣، نقرأ: إن الاهتمام الأميركي بالعراق يرجع الى أسباب عدّة أهمها الخبرة العراقية الكبيرة والمتراكمة في مجال التصنيع العسكري والبحث العلمي، وهناك آلاف العلماء العراقيين الذين يشكّلون بحق مصدر خطر في الشرق الأوسط لأنهم قد ينقلون خبراتهم الى دول عربية وإسلامية.
ولم يخف الأميركيون اهتمامهم بموضوع العلماء العراقيين منذ بدء التحضير للحرب الأخيرة، إذ ركّزوا عى الأسماء وطالبوا المحقّقين في لجنة الأنفوميك بضرورة إعطاء الأولوية لاستجواب هؤلاء العلماء، وتحديد أسمائهم، الأمر الذي مهّد في مرحلة ما بعد الاحتلال لملاحقتهم، وتنفيذ خطط موضوعة سلفاً للتعامل معهم. وفي بعض الاحصاءات غير الرسمية أن شهر أيار /مايو ٢٠٠٣ شهد مقتل ٤٥٨ عالماً وباحثاً عراقياً، وأن العدد ارتفع الى ٧٥١ في حزيران /يونيو ثم الى ٨٧٢ في آب /أغسطس. وقد استقرّ متوسط عدد هذه الاغتيالات على ٦٥٠ ضحيّة في الشهر، اعتباراً من آب /أغسطـس ٢٠٠٣ حتى أوائل العام ٢٠٠٤. وتقول إحصائية صادرة عن عدد من المنظّمات غير الحكومية التي قامت بزيارة العراق بعد الحرب، أن صناعة الاغتيال التي ازدهرت بعد سقوط بغداد، حملت آلاف الأطباء والمهندسين والباحثين والجامعيين على مغادرة العراق قبل أن تشملهم لائحة التصفيات الطويلة في غياب الرادع الأمني.
وتؤكد هذه المنظّمات أن التصفيات كانت تجري في الشارع من دون إنذار مسبق، قبل أو بعد صلاة الجمعة، عندما يتأكد الجناة هويّة الشخص المراد قتله، وفي كل الحالات كانت التحقيقات تحفظ تحت عنوان أن "الفاعل مجهول".
إحصائية أخرى أعدّتها رابطة الأساتذة الجامعيين في بغداد تؤكّد أن ٨٠ في المئة من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات، وأكثر من نصف القتلى يحملون لقب أستاذ أو أستاذ مساعد، وأكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، ثم البصرة، ثم الموصل والجامعة المستنصرية، و٦٢ في المئة من العلماء الذين تمّت تصفيتهم يحملون شهادة دكتوراه دولة من جامعات غربية، ثلثهم مختص بالعلوم والطب، و١٧ في المئة منهم أطباء ممارسون، وقد قتل ثلاثة أرباع الذين تعرّضوا لمحاولات اغتيال والربع الذي نجا فرّ الى الخارج.
وتبقى شهادة ذات دلالة خاصة وردت على لسان العالم العراقي الدكتور نور الدين الربيعي الأمين العام لاتحاد المجالس النوعية للأبحاث العلمية، رئيس أكاديمية البحث وأحد أبرز العلماء العراقيين في مجال التكنولوجيا النووية. يقول الربيعي: إن التقدّم التقني للعراق كان أحد أسباب الحرب، وقد سبق لمادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية أن صرّحت "ماذا نستطيع أن نفعل مع العراق غير تدمير عقوله التي لا تستطيع القنابل الذرية أن تدمّرها، فتدمير العقول العراقية أهم من ضرب القنابل".
يضيف الربيعي: لقد تحقّق الوعيد الذي أطلقه جيمس بيكر في وجه طارق عزيز وهما مجتمعان في جنيف في العام ١٩٩٩، إذ قال: "إذا لم تتعاونوا معنا فسوف نعيدكم الى عصور ما قبل الوسطى".
ويستطرد: "إن اغتيال علماء العراق جزء من استراتيجية الفوضى المنظّمة التي اعتمدها الاحتلال لتطويع العراقيين وإخضاعهم، وعلى أساسها تمّت استباحة قصور الدولة ومنشآتها الحكومية ومصارفها وجامعاتها ومصانعها ومراكزها الهندسية العسكرية ومتاحفها ومكتباتها الى جانب كنوزها التراثية".
.....................
• الكونت فولكي برنادوت
في 20/5/1948 عيّن مجلس الأمن الدولي الكونت السويدي فولكي برنادوت كوسيط دولي في الصراع العربي - الإسرائيلي، وقد اغتيل برنادوت في 17/9/1948 في القدس على يد وحدة من حركة ((ليحي)) الصهيونية التي كان إسحق شامير، رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أحد قادتها. وكانت الحركة تأخذ على الدبلوماسي الدولي نيّته تعديل خطة التقسيم لصالح العرب. وقد قتل في عملية الاغتيال هذه أيضاً ضابط فرنسي هو العقيد ((أندريه سيروا)).
• العلماء الألمان
شهدت نهاية الحرب العالمية الثانية سقوط ألمانيا النازية، وفرار عدد من العلماء الألمان إلى القاهرة، وحاول الرئيس المصري جمال عبد الناصر بعد ثورة تموز/يوليو الاستفادة من بعض هؤلاء لبناء مصانع لإنتاج الأسلحة. وقرر الموساد الإسرائيلي القيام بخطوات استباقية لتدمير هذا المشروع في المهد، فأرسل طروداً ملغومة قتلت عدداً من العلماء. وأصيب البروفسور ولفغانغ بيلز بجروح خطيرة، وقُتلت سكرتيرته في انفجار طرد ملغوم، كما قتل خمسة من العمال المصريين في انفجار طرد ملغوم في مصنع صواريخ ((هيليو بوليس)).
• مصطفى حافظ
أرسله الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر إلى قطاع غزة لتنظيم العمل الفدائي، وقد عُرف الفدائيون فيما بعد بفدائيي مصطفى حافظ. وفي حزيران/يونيو 1956 اغتاله الموساد بواسطة طرد ملغوم.
• غسان كنفاني
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية والناطق الرسمي باسمها، قُتل بواسطة عبوة ناسفة وضعت في سيارته بمنطقة الحازمية في لبنان بتاريخ 8/7/1972، تسبب الانفجار باستشهاده إضافة إلى ابنة شقيقته لميس.
• أنيس الصايغ
مدير مركز الأبحاث والدراسات الفلسطينية في بيروت، جرت محاولة اغتياله في بيروت بتاريخ 19/7/1972، لكن نجا من عملية الاغتيال بأعجوبة رغم إصابته البليغة.
• بسام أبو شريف
الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حاولت (إسرائيل) اغتياله بواسطة طرد ملغوم بتاريخ 25/7/1972 في بيروت، ممّا أدّى إلى فقده إحدى عينية وإصابة يديه.
• وائل زعيتر
ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى إيطاليا، وكاتب فلسطيني معروف. استطاع أن يمدّ جسوراً قوية بين الثورة الفلسطينية ومجموعة من قادة الفكر والسياسة في إيطاليا. نُفذت عملية الاغتيال في العاصمة الإيطالية روما، بإطلاق النار عليه بتاريخ 17/10/1972.
• محمود الهمشري
هو طبيب وممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الحكومة الفرنسية، اغتيل بالعاصمة الفرنسية باريس من خلال عبوة ناسفة زرعت في منزله بتاريخ 8/12/1972.
• حسين علي أبو الخير
ممثل منظمة التحرير في قبرص، اغتيل يوم 25/1/1973 بعبوة ناسفة في سريره في نيقوسيا.
• وديع حداد
من قادة حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ركز اهتمامه على ضرب العدو عسكرياً، واعتبر العقل المدبر للعديد من العمليات العسكرية وخطف الطائرات. نجح الموساد باغتياله في بغداد من خلال دسّ السم له كما تقول إحدى الروايات، ممّا أدّى إلى إصابته بسرطان الدم، حيث بدأ جسده بالضمور حتى استشهد بتاريخ 28/3/1973.
• باسل رؤوف الكبيسي
عراقي من مواليد بغداد، درس في أمريكا وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية. تولى عدة مسؤوليات هامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وبينما كان يسير في أحد شوارع باريس بتاريخ 6/4/1973 تقدّم نحوه شخصان وأطلقا عليه النار فأردوه قتيلاً.
• موسى أبو زياد
قيادي فلسطيني اغتيل في باريس في شهر نيسان/أبريل 1973.
• زياد وشاحي
أحد قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، قتل بتفجير سيارته في قبرص بتاريخ 9/4/1973.
• محمد يوسف النجار
قيادي فلسطيني بارز، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح. استشهد في 10/4/1973 حين داهمت قوة من الموساد، بقيادة إيهودا باراك، منزله في بيروت، واستشهدت معه زوجته رسمية أبو الخير، والقياديان الفلسطينيان كمال ناصر وكمال عدوان، فيما عُرف بـ((عملية فردان)) وهي حي سكني في بيروت.
• كمال عدوان
المسؤول عن العمليات داخل الأرض المحتلة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، استشهد في ((عملية فردان)).
• كمال ناصر
الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية، استشهد في ((عملية فردان)).
• محمود بودية
مواطن جزائري وأحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين استشهد في 28/6/1973 حين فجّر الموساد سيارة مفخخة في باريس.
• حسين عياد البشير
واحد من رجال الارتباط الرئيسيين بين منظمة التحرير الفلسطينية ودوائر الاستخبارات الروسية، اغتيل في قبرص في العام 1973.
• أحمد بوشيكي
مواطن مغربي، اغتيل في 21/7/1973 في العاصمة النروجية أوسلو اعتقاداً من الموساد بأنه علي حسن سلامة.
• محمود ولد صالح
أحد القادة في الثورة الفلسطينية، اغتيل في باريس يوم 2/2/1977.
• علي حسن سلامة
قائد جهاز الأمن الفلسطيني المعروف باسم ((17)) وهو مقرّب من عرفات، استشهد من خلال عبوة ناسفة وضعت في سيارة تم تفجيرها عن بعد لحظة مرور سيارة سلامة بالقرب منها في بيروت بتاريخ 22/1/1979.
• زهير محسن
أمين عام منظمة الصاعقة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤول الدائرة العسكرية فيها، اغتيل في مدينة (كان) جنوب فرنسا بتاريخ 25/7/1979.
• إبراهيم عبد العزيز
أحد قادة فتح، اغتيل في باريس يوم 15/12/1979.
• سمير طوقان
عضو مكتب المنظمة في قبرص، اغتيل يوم 15/12/1979.
• يوسف مبارك
صاحب المكتبة العربية في باريس، اغتيل في 18/2/1980.
• بسام الشكعة
رئيس بلدية نابلس الأسبق، قامت المجموعات الصهيونية بمحاولة اغتياله من خلال تفجير سيارته بتاريخ 2/6/1980، لكنه نجا من محاولة الاغتيال رغم بتر ساقيه. وفي نفس اليوم أصيب كريم خلف رئيس بلدية البيرة، ومحمد الطويل رئيس بلدية رام الله.
• يحيى المشدّ
مصري وأحد أبرز علماء الفيزياء النووية، وكان يدير في باريس صفقة مع ((مصنع سارسيل)) لشراء كمية من اليورانيوم لاستخدامها في بناء المفاعل النووي العراقي، وقد استطاع الموساد الاطلاع على (تيليكسات) تذكر تفاصيل برنامج سفر المشدّ والمكان الذي سينزل فيه، ممّا سهّل عليهم وضع أجهزة تنصت في غرفته قبل وصوله، فتسلل اثنان من عملائهم إلى غرفته وقاما بذبحه في 13/6/1980.
• نعيم خضر
بتاريخ 1/6/1981 نفذت أجهزة الأمن الإسرائيلية في العاصمة البلجيكية عملية تصفية نعيم خضر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الحكومة البلجيكية، وهو في الطريق من منزله إلى مقر البعثة الفلسطينية.
• عزيز مطر
طالب فلسطيني كان يدرس الطب في جامعة روما، اغتيل أمام منزله بتاريخ 16/6/1981 في العاصمة الإيطالية.
• محمد داوود عودة (أبو داوود)
عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جرت محاولة فاشلة لاغتياله في وارسو في شهر آب/أغسطس 1981.
• ماجد أبو شرار
بتاريخ 9/10/1981 كان ماجد أبو شرار، مسؤول الإعلام الفلسطيني الموحد بمنظمة التحرير الفلسطينية، على موعد مع قدره، حين انفجرت عبوة ناسفة وضعت تحت سريره بأحد فنادق العاصمة الإيطالية روما ممّا أدّى إلى استشهاده على الفور.
• عبد الوهاب الكيالي
سياسي وكاتب فلسطيني، اغتيل في بيروت بتاريخ 7/12/1981.
• محمد طه
ضابط أمن في حركة فتح، اغتيل في ألمانيا في العام 1982.
• كمال حسن أبو دلو
نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في روما، اغتيل يوم 17/6/1982، وكان برفقته نزيه مطر.
• فضل سعد عناني
نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في باريس، اغتيل في باريس يوم 23/7/1982.
• العميد سعد صايل
قائد القوات الفلسطينية المشتركة ورئيس غرفة العمليات الفلسطينية، اغتيل في سهل البقاع اللبناني بتاريخ 29/9/1982.
• مأمون مريش الصغير
أحد مساعدي أبو جهاد، كان مكلفاً بتسيير قسم العمليات الخارجية في حركة فتح، اغتيل في أثينا يوم 20/8/1983.
• جميل عبد القادر أبو الرب
مدير شركة الملاحة البحرية في اليونان، اغتيل في أثينا يوم 22/12/1983.
• راغب حرب
أحد قادة حزب الله في الجنوب اللبناني، اغتيل بتاريخ 16/2/1984 بإطلاق النار عليه من وحدة إسرائيلية في بلدته جبشيت في الجنوب اللبناني.
• إسماعيل عيسى درويش
عضو في حركة فتح، عامل في قطاع الأرض المحتلة، اغتيل في روما في 14/12/1984.
• خالد أحمد نزال
سكرتير اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، اغتيل في روما في 9/6/1986.
• منذر جودة أبو غزالة
عضو المجلس الثوري والمجلس العسكري الأعلى وقائد القوة البحرية، اغتيل في أثينا في 21/10/1986.
• ناجي العلي
فنان ورسام كاريكاتير، اغتيل في لندن واستشهد بتاريخ 29/8/1987، وقد استغل الموساد الصهيوني عداء بعض القيادات الفلسطينية لناجي العلي فأرسل مجموعة اخترقت جهاز الـ(( 17)) وأوحت للمسؤولين بضرورة اغتيال ناجي العلي.
• محمد حسن بحيص
من كوادر القطاع الغربي، اغتيل في ليماسول بتاريخ 14/2/1988.
• محمد باسم حمدي
من كوادر القطاع الغربي في حركة فتح، اغتيل في ليماسول بتاريخ 14/2/1988 بتفجير سيارة كان فيها كوادر آخرون.
• مروان الكيالي
من كوادر القطاع الغربي في فتح، وكان يشارك في الاتصالات مع الداخل اغتيل في ليماسول بتاريخ 14/2/1988 في نفس العملية.
• خليل الوزير (أبو جهاد)
نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية ومسؤول العمل العسكري في داخل فلسطين. اغتالته قوات خاصة من الموساد في العاصمة التونسية بإطلاق النار عليه بتاريخ 16/4/1988.
• صلاح خلف (أبو إياد)
مسؤول الأمن الموحد والرجل الثاني في فتح، اغتيل في تونس بتاريخ 14/1/1991.
• هايل عبد الحميد (أبو الهول)
مسؤول في الأمن الموحد، اغتيل في تونس بتاريخ 14/1/1991.
• فخري العمري
أحد مساعدي أبو إياد، اغتيل في تونس بتاريخ 14/1/1991.
• عباس الموسوي
الأمين العام لحزب الله وأحد مؤسسيه، اغتيل بتاريخ 16/2/1992 بقصف صهيوني استهدف سيارته في قرية (جبشيت) في الجنوب اللبناني.
• عماد عقل
أحد مؤسسي الجناح العسكري لحماس، اغتيل في 24/11/1993 بعد ثلاث سنوات من العمل العسكري، قتل خلالها 11 ضابطاً وجندياً صهيونياً وجرح أكثر من 30 آخرين في عمليات نفّذها.
• ناصر صلوحة
أحد قيادات حماس، اغتيل في غزة يوم 23/6/1994.
• عاطف بسيسو
عمل في الأمن الموحد كضابط ارتباط للتنسيق الأمني مع المخابرات الفرنسية، وفي إحدى مهماته في فرنسا في العام 1994، تقدّم نحوه عملاء الموساد وأطلقوا عليه النار فأردوه قتيلاً. اعتبر جهاز المخابرات الفرنسية عملية الاغتيال موجهة إليه فقام بتسريب معلومات عن شبكة عملاء تعمل مع الموساد في مكتب المنظمة في تونس وعلى رأسهم عدنان ياسين.
• هاني عابد
أحد قادة الجهاد الإسلامي، اغتيل بتاريخ 2/11/1994 من خلال عبوة ناسفة وضعت في سيارته بمدينة خانيونس وسط قطاع غزة.
• فؤاد مغنية
مسؤول في حزب الله وقريب لعماد مغنية المتهم بخطف الرهائن في لبنان، اغتيل من خلال عبوة ناسفة زرعها العميل أحمد حلاق في الضاحية الجنوبية بتاريخ 21/12/1994، وقد استطاعت المخابرات اللبنانية اختطاف حلاق من المنطقة المحتلة من لبنان ثم إعدامه بعد ذلك.
• إبراهيم ياغي
أحد المسؤولين العسكريين في كتائب القسام، اغتيل خارج منزله في مدينة أريحا يوم 22/12/1994.
• كمال كحيل
واحد من أبرز قياديي كتائب القسام، اغتيل يوم 2/4/1995، وذلك عن طريق تفخيخ الشقة المتواجد فيها بغزة.
• فتحي الشقاقي
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ومؤسسها، اغتيل في 26/10/1995 في مالطا على يد مجموعة كوماندوس صهيونية.
• يحيى عياش
قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب الشهيد عز الدين القسام. اغتيل بتاريخ 5/1/1996 من خلال عبوة متفجرة وضعت في جهاز الهاتف المحمول الذي كان يستخدمه.
• خالد مشعل
بتاريخ 25/9/1997 حاول عميلان للموساد الصهيوني اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس الأستاذ خالد مشعل في عمان من خلال حقنه بالسم، ولكن العملية فشلت وأدّت إلى توتر في العلاقات بين الأردن و(إسرائيل) ثمّ إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.
• محي الدين الشريف
أحد قيادات القسام، تمّ اغتياله من خلال تفجير سيارة مفخخة بتاريخ 29/3/1998.
• عادل عوض الله
قائد كتائب القسام في الضفة الغربية، اغتيل هو وشقيقه عماد بتاريخ 10/9/1998.
• إبراهيم بني عودة
قائد في كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، اغتيل بتفجير سيارته بتاريخ 23/11/2000.
• ثابت ثابت
أمين سر حركة فتح في طولكرم، اغتيل بتاريخ 31/12/2000.
• صلاح دروزة
أحد قياديي حماس البارزين في الضفة الغربية، اغتيل بتاريخ 25/7/2001.
• جمال منصور
عضو القيادة السياسية لحركة حماس بالضفة الغربية، وأحد مبعدي مرج الزهور في العام 1992، سجن لسنوات عديدة في السجون الصهيونية ومعتقلات السلطة الفلسطينية. اغتيل بتاريخ 31/7/2001 عندما استهدفته الطائرات الصهيونية عندما كان في أحد المراكز الصحفية.
• جمال سليم
عضو القيادة السياسية لحركة حماس في الضفة الغربية، ومن المؤسسين لرابطة علماء فلسطين وأمين سرها، وترأس لجنة التنسيق الفصائلي. اغتيل بتاريخ 31/7/2001 وكان برفقة الشيخ جمال منصور.
• أبو علي مصطفى
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكان من المشاركين البارزين في حركة القوميين العرب في الخمسينيات والستينيات، اغتيل في مكتبه برام الله بصاروخين من طائرات الأباتشي يوم 27/8/2001.
• أيمن حلاوة
قيادي في كتائب عز الدين القسام في نابلس، اغتيل في 22/10/2001 بواسطة الطائرات الإسرائيلية.
• محمود أبو هنود
قائد بارز في كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، تعرّض لمحاولة اغتيال أولى في 26/8/2000 في قرية (عصيرة) قرب نابلس واستطاع خلالها قتل ثلاثة جنود صهاينة. اغتيل بتاريخ 23/11/2001 بواسطة الطائرات الصهيونية.
• رائد الكرمي
قائد كتائب شهداء الأقصى في طولكرم، اغتيل بتاريخ 14/1/2002 في رام الله.
• يوسف السوركجي
قائد كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، كان إماماً وخطيباً في العديد من مساجد نابلس، استشهد بتاريخ 22/1/2002 حين أقدمت وحدة صهيونية خاصة على اقتحام إحدى الشقق في نابلس واغتالته مع عدد من إخوانه.
• محمد عطوة عبد العال
قائد في سرايا القدس. اغتيل بتاريخ 2/4/2002.
• إياد حردان
قائد في سرايا القدس، اغتيل بتاريخ 5/4/2002.
• رائد نزال
قائد كتائب أبو علي مصطفى في مدينة قلقيلية، اغتيل بنيسان/أبريل 2002.
• مروان زلوم
قائد كتائب شهداء الأقصى في الخليل، اغتيل بتاريخ 23/4/2002 بصواريخ من الطائرات الصهيونية.
• مهند الطاهر
قيادي في كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية، اغتيل بتاريخ 30/6/2002.
• جهاد العمارين
مؤسس كتائب شهداء الأقصى في غزة، اغتيل بتاريخ 4/7/2002.
• صلاح شحادة
القائد العام لكتائب عز الدين القسام في قطاع غزة، اعتقلته سلطات الاحتلال لأول مرة في العام 1984 بتهمة نشاطه المعادي للاحتلال، ثم أفرجت عنه في العام 1986، قبل أن تعاود اعتقاله في العام 1989 والذي استمر إلى العام 2000. وفي 22/7/2002 كان القائد صلاح شحادة على موعد مع الشهادة حين أطلقت طائرة صهيونية من نوع (أف 16) قنبلة تزن طناً أدت إلى استشهاده إضافة إلى 15 فلسطينياً آخرين.
• نصر جرار
أحد قياديي كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية. اغتيل بتاريخ 14/8/2002.
• محمد ضيف
قائد كتائب عز الدين القسام، ينجو من محاولة لاغتياله بتاريخ 26/9/2002 وذلك بقصف سيارة كان يستقلّها في غزة. وأدت المحاولة إلى إصابة القائد ضيف.
• نضال فرحات
مهندس صواريخ ((القسام))، اغتيل بتاريخ 16/2/2003 بتفجير طائرة مفخخة.
• إبراهيم المقادمة
أحد أبرز قادة ومفكري حركة حماس، له العديد من الدراسات والكتب، لقبته الصحف الصهيونية بنووي حماس، اعتقل عدة مرات في السجون الصهيونية ومعتقلات السلطة، وفي 8/3/2003 أطلقت طائرتان صهيونيتان من نوع (أباتشي) خمسة صورايخ باتجاه سيارة المقادمة مما أدى إلى استشهاده مع ثلاثة من مرافقيه.
• محمود الزطمة
أحد قادة سرايا القدس، اغتالته يد الإرهاب الصهيونية بتاريخ 1/4/2003.
• عبد الله القواسمة
قائد كتائب القسام في الخليل، اغتالته سلطات الاحتلال بتاريخ 21/6/2003.
• إسماعيل أبو شنب
عضو القيادة السياسية لحركة حماس في غزة، ومن مؤسسي جمعية المهندسين الفلسطينيين في قطاع غزة في العام 1976، وعضواً مؤسساً للجمعية الإسلامية بغزة، استشهد بتاريخ 21/8/2003 حين أطلقت ثلاث طائرات صهيونية خمسة صواريخ باتجاه سيارته.
• إسماعيل هنية
عضو القيادة السياسية لحماس، حاول العدو الصهيوني اغتياله في 6/9/2003 عندما كان برفقة الشيخ أحمد ياسين، وذلك بقصف جوي نجيا منه بأعجوبه.
• محمود الزهار
قيادي بارز في حركة حماس، جرت محاولة لاغتياله في 10/9/2003 بقصف جوي على منزله أدى إلى إصابة الدكتور محمود الزهار واستشهاد ابنه خالد.
• الإمام أحمد ياسين
مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأحد أبرز وجوه الصحوة الإسلامية، أسس المجمع الإسلامي في السبعينيات، واعتقل عدة مرات بسبب نشاطه الإسلامي والجهادي، اغتيل بتاريخ 22/3/2004 بواسطة الطائرات الصهيونية.
• عبد العزيز الرنتيسي
داعية ومجاهد معروف، وأحد مؤسسي حركة حماس، لُقب بصقر فلسطين، وكان الناطق الرسمي باسم مبعدي مرج الزهور، تسلّم قيادة حماس في غزة بعد استشهاد الشيخ ياسين. اغتيل في 17/4/2004 بقصف جوي صهيوني.
• وائل نصار
قائد في كتائب القسام في غزة، اغتيل بتاريخ 30/5/2004.
• غالب عوالي
أحد قادة المقاومة الإسلامية في لبنان، اغتيل بتاريخ 19/7/2004 بواسطة تفجير سيارته في الضاحية الجنوبية لبيروت.
• فادي عويمر
قيادي في ألوية الناصر صلاح الدين، اغتيل بتاريخ 27/8/2004.
• عزّ الدين خليل
قيادي في حماس، اغتيل في 26/9/2004 بسيارة مفخخة في العاصمة السورية دمشق.
• عدنان الغول
كبير المهندسين القساميين، اغتيل بتاريخ 21/10/2004 بعد أكثر من 14 عاماً من المطاردة المتبادلة بينه وبين الاحتلال.
....................
أشهر 6 عمليات اغتيال لعلماء ورموز مصريين على يد «الموساد» الإسرائيلي
الإثنين 04-08-2014 20:21 |
كتب:
بسام رمضان
|
تصوير :
other
تعرض عدد من العلماء والرموز المصريين للقتل والاغتيال،
بتدبير من دول معادية أو أجهزة مخابراتية أو عصابات، والتي لا تريد لمصر
التقدم أو الازدهار علمياً، وغير العلماء هناك بعض الرموز من الكتاب لم
يسلموا من القتل بسبب معاداتهم لإسرائيل والولايات المتحدة.
سنعرض أبرز 6 حوادث لاغتيال علماء على يد الموساد الإسرائيلي والمخابرات العالمية، وذلك بحسب ما ذكرته «ذاكرة مصر المعاصرة، وكتاب (الموساد اغتيال زعماء وعلماء) للكاتب حمادة إمام)».
سميرة موسى
سميرة موسى، ولد 3 مارس 1917، في قرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية، وهي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم «ميس كوري الشرق»، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حاليا.
حصلت سميرة موسي على بكالوريوس العلوم وكانت الأولي على دفعتها وعينت كمعيدة بكلية العلوم وذلك بفضل جهود د.مصطفي مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب (الإنجليز)،حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.
كانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة فعاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما وناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة، قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948
حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي،نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم، توصلت في إطار أبحاثها إلى معادلة لم تكن تلقي قبولاً عند العالم الغربي كله.
استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة- زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراة والذي- اختفي إلى الأبد.
كانت الدلائل تشير، طبقا للمراقبين، أن الموساد، المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلى مصر والوطن العربي في تلك الفترة المبكرة.
جمال حمدان
جمال حمدان ولد 4 فبراير 1928م، أحد أعلام الجغرافيا المصريين. اسمه بالكامل جمال محمود صالح حمدان، ولد في قرية ناي بمحافظة القليوبية، ومن أشهر كتاباته عن فضح أكاذيب اليهود هو كتاب «اليهود أنثروبولوجيا» الصادر في عام 1967.
هو من أشهر المفكرين في قائمة غتيالات الموساد الإسرائيلي حيث فجر رئيس المخابرات الأسبق أمين هويدي مفاجأة من العيار الثقيل، حول الكيفية التي مات بها جمال حمدان، وأكد «هويدي» أن لديه ما يثبت أن الموساد الإسرائيلي هو الذي قتل «حمدان»، في17 أبريل 1993م
عثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقاً، واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متأثراً بالحروق، ولكن يوسف الجندي، مفتش الصحة بالجيزة وقتها، أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة أحداث الوفاة.
اكتشف المقربون من «حمدان»، في تقارير صحفية، اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابة عن اليهودية والصهيونية.
مصطفى مشرفة
وُلد على مصطفي مشرفة في دمياط في 11 يوليو 1898، حفظ القرآن الكريم في طفولته، كما كان يحفظ الصحيح من الأحاديث النبوية.
عالم فيزياء مصري، وأول عميد مصري لكلية العلوم، كما مُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره. وهو يُعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة في الحروب، كما كان أول من أضاف فكرة جديدة، وهي إمكانية صنع مثل هذه القنبلة من الهيدروجين، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، وصفه أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء.
دارت أبحاث الدكتور مشرفة حول تطبيقه الشروط الكمية بصورة معدلة تسمح بإيجاد تفسير لظاهرتي شتارك وزيمان. كذلك، كان أول من قام ببحوث علمية حول إيجاد مقياس للفراغ، حيث كانت هندسة الفراغ المبنية على نظرية «أينشين» تتعرض فقط لحركة الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
كما أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر من الشمس، والتي تُعد من أهم نظرياته وسبباً في شهرته وعالميته؛ حيث أثبت د. مشرفة أن المادة إشعاع في أصلها، ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد يتحول إحداهما للآخر.
وفي 15 يناير 1950، مات إثر أزمة قلبية، وهناك شك في كيفية وفاته فيعتقد أنه مات مسموماً، أو أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، ويعتقد أيضا أنها أحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.
سمير نجيب
يعتبر العالم سمير نجيب عالم الذرة المصري من طليعة الجيل الشاب من علماء الذرة العرب، فقد تخرج من كلية العلوم بجامعة القاهرة في سن مبكرة، وتابع أبحاثه العلمية في الذرة. ولكفاءته العلمية المميزة تم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء وسنه لم تتجاوز الثالثة والثلاثين، وأظهر نبوغاً مميزاً وعبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينات خلال بعثته إلى أمريكا لدرجة أنه فرغ من إعداد رسالته قبل الموعد المحدد بعام كامل.
تصادف أن أعلنت جامعة ديترويت الأمريكية عن مسابقة للحصول على وظيفة أستاذ مساعد بها في علم الطبيعة، وتقدم لهذه المسابقة أكثر من مائتي عالم ذرة من مختلف الجنسيات، وفاز بها الدكتور سمير نجيب، وحصل على وظيفة أستاذ مساعد بالجامعة، وبدأ أبحاثه الدراسية التي حازت على إعجاب الكثير من الأمريكيين، وأثارت قلق الصهاينة والمجموعات الموالية للصهيونية في أمريكا، وبدأت تنهال على الدكتور العروض المادية لتطوير أبحاثه، ولكنه خاصة بعد حرب يونيو 1967 شعر أن بلده ووطنه في حاجه إليه، وصمم العالم على العودة إلى مصر وحجز مقعداً على الطائرة المتجهة إلى القاهرة في 13/8/1967.
ما أن أعلن الدكتور سمير عن سفره حتى تقدمت إليه جهات أمريكية كثيرة تطلب منه عدم السفر، وعُرضتْ عليه الإغراءات العلمية والمادية المتعددة كي يبقى في الولايات المتحدة. ولكن الدكتور سمير نجيب رفض كل الإغراءات التي عُرضتْ عليه، وفي ليلة سفره فوجئ الدكتور سمير نجيب، أثناء قيادته لسيارته، بسيارة نقل ضخمة، ظن في البداية أنها تسير في الطريق شأن باقي السيارات، وانحرف إلى جانبي الطريق لكنه وجد أن السيارة تتعقبه، فأسرعت سيارة النقل ثم زادت من سرعتها واصطدمت بسيارة الدكتور الذي تحطمت سيارته ولقي مصرعه على الفور.
يحيى المشد
يحيى المشد عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية.
ولد يحيى المشد في مصر مدينه بنها 1932، وتعلم في مدارس مدينة طنطا تخرج من قسم الكهرباء في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م، ومع انبعاث المد العربي سنة 1952، وأختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو، تزوج وسافر وقضى هناك ست سنوات، عاد بعدها سنة 1963 الدكتور يحيى المشد متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية.
بعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري، مما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي، وأصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى اتجاهات أخرى، وهو الأمر الذي لم يساعده على الإبداع، أدى ذلك إلى ذهابة إلى العراق ليبدع في ابحاثة في الذرة بعد تلقيه عرض من الرئيس الأسبق صدام حسين.
في يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980 م وفى حجرته رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة عن طريق الموساد الإسرائيلي.. وقد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول.
اعترفت إسرائيل والولايات المتحدة رسميًا باغتيال العالم المصري يحيى المشد، من خلال فيلم تسجيلي مدته 45 دقيقة، عرضته قناة «ديسكفري» الوثائقية الأمريكية تحت عنوان «غارة على المفاعل»، وتم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.
يتناول الفيلم تفاصيل ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981، وفي هذا السياق كان لابد للفيلم من التعرض لعملية اغتيال يحيى المشد في الدقيقة 12:23، باعتبارها «خطوة تأمينية ضرورية لضمان القضاء الكامل على المشروع النووي العراقي».
وعلق فان جاريت: «الموساد أراد توصيل رسالة تثبت أن باستطاعته فعل أشياء وقد فعلوها»، مضيفا: «لقد اكتشف الموساد أن فرنسا على وشك شحن قلب المفاعل إلى بغداد، حيث قامت بوضعه في مخزن حربي بإحدى المدن الفرنسية، ووضعوا عبوتين ناسفتين لتدمير المكان، لكنهم رأوا أن العراقيين يمكنهم تصليح المفاعل خلال 6 أشهر، ولهذا قرر الموساد الانتظار 6 أشهر أخرى».
يذكر الفيلم أن الموساد «استطاع اختراق مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية، واستطاع تحديد شخصية عالم مصري بارز وهو يحيى المشد يعمل لصالح صدام حسين في باريس، وعرضت عليه المخابرات الإسرائيلية الجنس والمال والسلطة مقابل تبادل معلومات حول المفاعل، وعندما وجد الموساد أن المشد لا يهتم بالتعاون معهم قرروا القضاء عليه».
وينتقل الفيلم إلى المعلق عارضًا مشاهد للفندق الفرنسي وصورًا للعالم، حيث يقول المعلق: «يوم السبت الموافق 14 يونيو 1980، حجز الدكتور المشد في فندق ميريديان باريس، لكن عملاء الموساد دخلوا وقتلوه».
سعيد السيد بدير
سعيد السيد بدير عالم مصري تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي من مواليد روض الفرج بالقاهرة في 4 يناير 1949 وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية قتل متعمدة.
نشرت أبحاثه في جميع دول العالم حتى أتفق معه باحثان أمريكيان في أكتوبر عام 1988م لإجراء أبحاث معهما عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية، وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين، وذكرت زوجته أنها وزوجها وابناهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها، ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده ثم عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988م ليحمية من محاولات متوقعة لاغتياله وقرر السفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها حيث عثر عليه جثه هامدة.
أكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية وراء اغتيال زوجها وتؤكد المعلومات أن العالم سعيد بدير توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق