استشهاد سمير القنطار ومساعده بغارة اسرائيلية استهدافت منزلا يرتاده في جرامانا بدمشق ادى الى تدميره بالكامل.. وحزب الله ينعيه (فيديو بالمشاهد الاولى للغارة)
بيروت ـ “راي اليوم” ـ كمال خلف:
استشهد القيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار الذي امضى نحو ثلاثين عاما في السجون الاسرائيلية، ويشارك في القتال في سوريا منذ اكثر من عامين، جراء غارة اتهم الحزب اسرائيل بشنها ليل السبت قرب دمشق.
وقالت مصادر ميدانية بدمشق لـ”راي اليوم” ان صاروخا موجها استهدف منزلا في مدينة جرامانا شرق دمشق ادى الى تدميره بالكامل.
وقالت تلك المصادر ان هذا النوع من الصورايخ لا تملكه الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية المحاذية لجرامانا.
واضافت ان المنزل كان يرتاده عميد الاسرى العرب في اسرائيل المحرر سمير القنطار الذي انضم الى الجهاز العسكري لحزب الله بعد تحريره، والذي توعدته اسرائيل بالقتل في اكثر من مناسبة.
وقالت مصادر لـ”راي اليوم” فجر الاحد ان هناك قتيلين في المنزل، الاول اسمه فرحان شعلان وهو من عناصر المقاومة، بينما تحدثت انباء ان الثاني هو القنطار،
وصباح الاحد اكد حزب الله النبأ واعلن في بيان استشهاد الاسير اللبناني السابق في سجون اسرائيل سمير القنطار في غارات شنتها ليلا طائرات اسرائيلية على مدينة جرمانا، جنوب شرق دمشق.
وافاد الحزب في بيان نعي “عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت (امس) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى إستشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين”.
وفي اولى ردود الفعل الاسرائيلية، رحب مسؤولون سياسيون وعسكريون باستشهاد القنطار، من دون اعلان مسؤولية اسرائيل عن تنفيذ هذه العملية.
واعلن حزب الله في بيان الاحد انه “عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت (امس) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى إستشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين”.
والقنطار (54 عاما) يتحدر من بلدة عبيه ذات الغالبية الدرزية جنوب شرق بيروت، وهو معتقل لبناني سابق في اسرائيل لنحو ثلاثين عاما، ويلقب ب”عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية”، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن المؤبد بعد اتهامه بقتل ثلاثة اسرائيليين بينهم طفلة في نهاريا (شمال اسرائيل) عام 1979.
وكان القنطار يبلغ من العمر حينها 16 عاما ومنضويا في صفوف “جبهة التحرير الفلسطينية”. وافرج عن القنطار في اطار صفقة تبادل مع حزب الله عام 2008.
ونشرت قناة المنار التابعة لحزب الله مشاهد فيديو تظهر المبنى الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية وهو شبه مدمر وقد انهارت جدرانه.
واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها “استشهاد عميد الاسرى المحررين سمير القنطار الليلة الماضية جراء قصف صاروخي ارهابي معاد على بناء سكني جنوب مدينة جرمانا بريف دمشق”.
واعتبر رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ان “استهداف الشهيد القنطار هو استهداف محور المقاومة والصمود” مضيفا ان “دماءه التي روت تراب سوريا الغالي دليل اخر على وحدة المصير بين الشعبين السوري واللبناني”.
– مسؤوليات قيادية-
وتولى القنطار (54 عاما) الموجود في سوريا منذ اعلان حزب الله تدخله العسكري لمساندة قوات النظام عام 2013، مسؤوليات قيادية في احدى المجموعات التي اسسها الحزب والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في مرتفعات الجولان التي تحتل اسرائيل جزءا منها.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل الى جانب القنطار احد مساعديه ويدعى فرجان الشعلان.
شغل القنطار وفق المرصد منصب “قائد المقاومة السورية لتحرير الجولان” التي اسسها حزب الله منذ نحو عامين لشن عمليات ضد اسرائيل في مرتفعات الجولان.
واستشهد ستة عناصر من حزب الله اللبناني ومسؤول عسكري ايراني، في غارة شنتها اسرائيل في كانون الثاني/يناير على منطقة القنيطرة جنوب سوريا. وكان من بين الشهداء جهاد مغنية نجل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي قتل في تفجير في دمشق العام 2008.
وافاد معارضون سوريون حينها بان شهداء حزب الله كانوا من اعضاء المجموعة التي ينشط القنطار في اطارها.
واشار المرصد السوري الى ان “الطيران الاسرائيلي استهدف القنطار في اوقات سابقة ولمرات عدة داخل الاراضي السورية من دون ان يتمكن من قتله”.
ويعد حزب الله حليفا رئيسيا للنظام السوري ويقاتل الالاف من عناصره الى جانب قوات النظام على جبهات عدة منذ بدء النزاع السوري الذي تسبب بمقتل اكثر من 250 الف شخص.
وقال احد اصدقاء عائلة القنطار لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه ان “سمير انتقل الى سوريا منذ اعلان حزب الله قتاله الى جانب قوات النظام وكان يقاتل في صفوفه” مضيفا باسى “كانت عائلته تتوقع مقتله في اي لحظة”.
وللقنطار صبي يبلغ من العمر اربعة اعوام هو ثمرة زواجه من الاعلامية اللبنانية زينب برجاوي عام 2009.
ونعى بسام القنطار شقيقه سمير، وكتب في تغريدة على موقع تويتر صباح الاحد “بعزة واباء ننعى استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا الى قافلة عوائل الشهداء بعد ?? عاما من الصبر في قافلة عوائل الاسرى”.
ومن جهتها نددت وزارة الخارجية الايرانية باغتيال القنطار، وقالت إن العملية تعد نموذجا جديدا للارهاب الحكومي وانتهاكا لسيادة ووحدة اراضي دولة سورية المستقلة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية حسين جابر انصاري ان ممارسات “الكيان الاسرائيلي باتت أخطر اشكال الارهاب”، ودعا المنظمات الدولية ومختلف حكومات العالم الى استنكار هذه الممارسات، بحسب قناة”العالم “الايرانية.
ووصف انصاري ” الشهيد سمير القنطار بانه رمز المقاومة امام الاحتلال والعدوان الصهيوني” وقدم التعازي لاسرته ورفاقه المقاتلين والمقاومة اللبنانية والفلسطينية والشعب والحكومة اللبنانية.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية القصف الجوي” الصهيوني” لضاحية دمشق والذي استشهد خلاله القنطار، انموذجا صارخا لانتهاك السيادة الوطنية ووحدة اراضي دولة مستقلة عضو في منظمة الامم المتحدة واحدث مثال للارهاب الحكومي المنظم والممنهج الذي يمارسه “الكيان الصهيوني”، منددا بهذه العملية الغادرة بشدة.
-ردود الفعل الاسرائيلية-
ولم تتبن اسرائيل رسميا تنفيذ الغارة التي ادت الى مقتل القنطار، والذي ادرجته واشنطن في 8 ايلول/سبتمبر مع ثلاثة من قادة حركة حماس على لائحتها السوداء “للارهابيين الدوليين”.
وقالت وزيرة العدل الاسرائيلية ايليت شاكيد لاذاعة الجيش الاسرائيلي الاحد انه “ارهابي كبير قتل طفلة بتحطيم جمجمتها (..) ومقتله نبأ سار”.
وراى الجنرال المتقاعد ياكوف اميدرور ان اسرائيل بعدم اعلان مسؤوليتها تقلل من احتمال القيام بعمليات انتقامية ضدها. لكنه اضاف “اذا قام احد بقتله فهذا نبأ سار لاسرائيل” لان سمير القنطار “كان يقوم بدور محوري في جهود حزب الله لتنفيذ عمليات جديدة من هضبة الجولان”.
وتوعدت اسرائيل على لسان مسؤول امني عسكري كبير، وبعد اقل من 24 ساعة على اطلاق سراح القنطار عام 2008، ان “كل ارهابي ارتكب عملا ارهابيا ضد اسرائيل، وخصوصا شخص في مستوى القنطار قتل طفلة وشخصين آخرين، هو هدف”.
واضاف “اذا كان ثمة احتمال أن تصفي اسرائيل حساباتها مع القنطار فلن تتردد”.
وخاض حزب الله حربا مدمرة شنها الجيش الاسرائيلي في صيف 2006 في جنوب لبنان تسببت بمقتل اكثر من 1200 لبناني معظمهم من المدنيين، و160 اسرائيليا معظمهم من العسكريين.
ويعد لبنان واسرائيل في حالة حرب، وقد احتلت الدولة العبرية اجزاء عدة من جنوب لبنان لمدة 22 عاما قبل ان تنسحب عام 2000 وتبقي على احتلالها لمنطقة مزارع شبعا.
...........................
" سمير القنطار نزوح نحو الفردوس"
فراس الطيراوي
{ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ...}
سمير القنطار فدائي قلبه نابض بعشق فلسطين، ثائر جمع في عينيه
أحزان الأرض، سجّل في عين الشمس أنّه لا يريد من حياته إلّا جهاداً، ومن
جهاده إلّا غفوة الشهادة.وصار للمقاومة أميناً، بعد أن آمنت السماء والأرض،
بأنه إشراقة في هذا الزمن، له حكايات على امتداد الأرض وبلون ترابها، لم
يعش كثيراً، لكنه سيعيش طويلاً، فالمقاومة إنما هي تاريخٌ وذاكرة، والشهادة
حكايةٌ تبتدئ عندما يلامس الدم وجه الأرض، فليس أصعب من الكلام في حضرة
الشهداء عن الشهداء.. حتى لو خرجنا من تلك العقدة، وبدأنا الكلام كما نفعل
الآن يبقى السؤال المر عالقا في الحلق..ما جدوى الكلام !!؟ الإجابة فقط
خطها "سميرالقنطار" بدمه الأحمر القاني ... خطها شهدائنا الابرار، وأسرانا
البواسل، وجرحانا الأبطال، والمطاردون من أبناء وبنات شعبنا المكافح دموعا
حرى ودماء غالية وسنوات من الكد والشقاء ، وحياة قدمت على عتبات الوطن فداء
لعيون حريته وكرامة شعبه . نقرر ذلك في حضرة الشهداء .. ونكتب ذلك ليس
تخليدا لذكرى الشهداء .. فذكراهم خالدة رغما عنا ، ولكن علنا نوفهم بعضا من
الدين .. سمير القنطار الثائر ..الأسير..المطارد..والقائد الشهيد الذي جمع
المجد من أطرافه كلها فبعد خروجه من الأسر كان صدره وسلوكه مفعم بالدفء
والحنان وروح التعاون والتكافل ونصرة المظلوم وتبني قضايا المحيط أكثر من
الاعتناء بنفسه، وفي الجانب النضالي جسد أسطورة رائعة من الانتماء والتواصل
النضالي منذ نعومة أظفاره وحتى يوم استشهاده وشعار التواصل النضالي لا
يفارقه قولاً وعملاً، ففي الأسر كما بعد التحرر كان دائما ممتشقا سلاح
النضال والبناء من اجل هذه الامة وفي سبيل نهضتها ووحدتها وتقدمها وفلاحها،
وحتى يكون لها مكانها اللائق تحت الشمس. فسلام عليك يا سمير القنطار يوم
ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيّا مع النبين والشهداء والصديقين وحسن أولئك
رفيقا.
....................
حزب الله: استشهاد عميد الأسرى المحررين سمير القنطار بغارة صهيونية على جرمانا في ريف دمشق
استشهد عميد الأسرى المحررين سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين بغارة صهيونية على جرمانا في ريف دمشق
وقد أصدر حزب الله بيانًا جاء فيه:
عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت الواقع فيه 19/12/2015 أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق مما أدى إلى إستشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين.
تغمد الله تعالى شهيدنا العزيز وجميع الشهداء برحمته الواسعة وأسكنهم فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين.
كما نعى بسام القنطار شقيقه الشهيد سمير القنطار عبر حسابه على موقع "تويتر" بهذه العبارة: بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد #سمير_القنطار ولنا فخر انضمامنا الى قافلة عوائل الشهداء بعد ٣٠ عاما من الصبر في قافلة عوائل الاسرى.
عميد الاسرى المحررين الشهيد سمير القنطار
عملية الرضوان 16 و17 تموز 2008: تحرير خمسة أسرى على رأسهم سمير القنطار وجثامين أكثر من 190 شهيدا
في السادس عشر من شهر تموز عام 2008 ، وتحديدا عند التاسعة والنصف صباحا ، بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من عملية "الرضوان" (وهي التسمية التي أطلقتها قيادة المقاومة الاسلامية على عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني) بتسليم جثتي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله مارك ريغيف وايهود غولد فاسر إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر عند نقطة رأس الناقورة الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
بموازاة ذلك ، كانت سلطات الاحتلال قد نقلت عند الخامسة فجراً الأسرى اللبنانيين الخمسة وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار، ماهر كوراني، حسين سليمان، خضر زيدان، ومحمد سرور، من سجن "شطة" الذين نقلوا إليه بالأمس إلى الحدود مع لبنان، تمهيدأً لتسليمهم لحزب الله عبر الصليب الأحمر الدولي في المكان نفسه.
وقد أعلن حينها مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا بدء العملية بقوله: "على اسم الله نبدأ تنفيذ عملية الرضوان".. نقوم اليوم والآن بتسليم الجنديين الاسرائيليين الاسيرين اللذين اسرتهما المقاومة الاسلامية في 12 تموز 2006، الذين بقي مصيرهما مجهولا حتى هذه اللحظة رغم الحرب التي شنت علينا من اجل استعادتهما، ورغم الضغوطات التي مورست علينا من اجل كشف المصير، اليوم نقوم بتسليم ايهود غولدفاسر والداد ريغيف الى رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي".
عميد الاسرى المحررين الشهيد سمير القنطار بعد تحريره بعملية التبادل
ومن ثم تم استخراج تابوتين أسودين من إحدى السيارات يحتويان جثتي
الجنديين الأسيرين وتسليمهما للجنة الدولية للصليب الأحمر التي تولت بدورها
نقلهما في سيارات تابعة لها باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، وسلمتهما
إلى الجانب الإسرائيلي.وحوالي الثانية عشرة ظهراً بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من عملية التبادل؛ وتم تسليم حزب الله 12 من جثامين الشهداء، بينهم ثمانية لمقاومين استشهدوا في عدوان تموز 2006، بالاضافة إلى جثامين مجموعة الشهيدة دلال المغربي.
وعند الساعة الخمسة والنصف عصراً وصل موكب الأسرى الخمسة المحررين إلى معبر الناقورة عبر سيارات تابعة للصليب الأحمر الدولي، ومن ثم انتقلوا لحضور الاحتفال الرمزي الذي أقيم خصيصا للاحتفاء بهم وهم يرتدون الللباس العسكري؛ واستقبلتهم حشود من المواطنين وعوائل الأسرى والشهداء ووفد من قيادة حزب الله على رأسه رئيس المجلس السياسي سماحة السيد ايراهيم أمين السيد ممثلاً الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله، ومسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق؛ ومدير عام مؤسسة الشهيد السيد جواد نور الدين، فضلاً عن حشد نيابي وسياسي واجتماعي.
عميد الاسرى المحررين الشهيد سمير القنطار
وبهذا أنجزت المرحلة الثانية من عملية "الرضوان" ، فيما نفّذت المرحلة
الثالثة منها في السابع عشر من تموز 2008 ، أي في اليوم التالي، ووقتها جرى
استلام جثامين أكثر من 190 من الشهداء تم نقلهم إلى بيروت عبر طريق صور -
صيدا الساحلي .وتأتي عملية تبادل الاسرى وجثامين الشهداء، كنتيجة لعملية "الوعد الصادق" للمقاومة الاسلامية التي نفّذتها في 12 تموز 2006 ، حين هاجمت قوة عسكرية إسرائيلية في "خلّة وردة" في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة فقتلت ثلاثة جنود وأسرت جنديين.
....................
الشهيد سمير القنطار
جمال ايوب
بسم الله الرحمن الرحيم
((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ))
صدق الله العظيم
استشهاد المجاهد الأسير اللبناني الفلسطيني المحرر سمير
القنطار ,لن نرثيك ياشهيد الوطن العربي ورمز شموخه وإبائه وكريم ما أعطى
بنوه , شهامة ورجولة ونزاهة ووطنية وإخلاص ,فأنت اكبر من كلمات الرثاء
,واسما من غرر القصائد وقوافي الشعر,لكن ذكرك يقض مضاجعنا , ويوخذ في
ضمائرنا , ألما والتياعا وحسره , فنرثي أنفسنا ونتأسى لعثرات حظوظنا , ونكد
أيامنا , لكوننا سهونا إسرافا وإغفالا عنك , وفرطنا بك , ولم نحافظ عليك ,
فكان الأولى بنا , إن نضمك في احداق عيوننا وان تستوطن محاجر قلوبنا
وعقولنا , لنحرسك من مكر المارقين وسموم الحاقدين الصهاينة , الذين
استبطنوا الغل يعشش في نفوسهم سنين عمرك القصير بين أحضان من أحبوك ,
فاستغفلوا غفوتنا في عتمت الليل , ليتسللوا إلى عرينك , ويخمدوا نورك
الساطع , وطيفك المنير من سمائنا ويحيلوا زهو ربيع ثورتنا ,وطلاوة
ابتساماتنا , وسحر ليالينا ,إلى ارض موحلة جدباء تضج بالحزن وتتشح بالسواد .
فما اصدق نبوءتك , قبل ان تمتد إليك يد الغدر والجريمة الصهيونية , لتسكت آخر تنهيدة من صوتك ..
عدو يسبح في بحور الظلام والخراب وحروب تلد أخرى , وملايين من
الشهداء والأيتام والأرامل وشعب مشرد خائر القوى تتناهشه الأعراق والبلدان
ولم يسلم , لكنهم لم يستطيعوا إخفاء جذوتك , وطيبة معدنك , ونقاء سريرتك ,
وشجاعتك , وضميرك الصافي في إخلاصك وحبك لوطنك سوريا ولبنان وفلسطين , حيث
تتجذر روحك , حيوية وخصوبة وازدهار, ولتغدوا خصالك ومزاياك رحيقا وشهدا
يتغذى عليها الفلسطيني والبناني واسوري جيل بعد جيل .
..................
تحية وفاء لنسر المقاومة الشهيد سمير القنطار
20/12/2015
عباس الجمعة
ما أصعب الكلام عندما تتحدث عن رفيق واخ وصديق ومناضل
انه الشهيد المناضل عميد الاسرى العرب المحررين سمير القنطار بطل عملية
نهاريا البطولية لجبهة التحرير الفلسطينية عام 1979، حيث ليس أصعب من
الكلام في حضرة الشهداء عن الشهداء، حتى لو خرجنا من تلك العقدة، وبدأنا
الكلام كما نفعل الآن يبقى السؤال المر عالقا في الحلق، ما جدوى الكلام .
الإجابة فقط خطها الشهداء والأسرى والجرحى والمطاردون من
ابناء المقاومة ،ولأمانة سمير القنطار ، الثائر ، الأسير..المطارد ،
والقائد الشهيد الذي جمع المجد من أطرافه كلها كان هذا الجهد الذي صنعه
سمير ورفاقه ، وما كان منا إلا الجمع والترتيب وإضافة هذه الكلمات .
سمير القنطار تلك الكلمة العظيمة التي لم يحملها الشهيد البطل
كاسم فقط بل جسدها بروعة في واقع النضال لدرجة انك لو بحثت له عن اسم فلن
تجد غير كلمة سمير لتطلقها عليه، ففي الحياة الاجتماعية كان صدره وسلوكه
مفعم بالدفء والحنان وروح التعاون ، وفي الجانب النضالي جسد أسطورة رائعة
من الانتماء والتواصل النضالي منذ نعومة أظفاره ، فمنذ الرابعة عشرة من
عمره وحتى يوم استشهاده وشعار التواصل النضالي لا يفارقه قولاً وعملاً، ففي
الأسر كما بعد التحرر كان دائما ممتشقا سلاح النضال حتى يطبق شعاره
الشهير، لن أكون عبداً للمرحلة لأنني لن أعيش سوى مرة واحدة وسوف أعيشها
بشرف.
بتاريخ 31 كانون الثاني/ يناير 1978، اختير المناضل سمير
القنطار هو واثنان من رفاقه لتنفيذ عملية عبر الحدود الاردنية في منطقة
بيسان داخل فلسطين لكنه اعتقل من قبل السلطات الاردنية وسجن لمدة ثمانية
اشهر واطلق سراحه، إلا أنه عاد الى لبنان وصمم على النزول بعملية نهاريا
البطولية في 22 نيسان 1979 حيث اشرف على هذه العملية امين عام جبهة
التحرير الفلسطينية الشهيد القائد ابو العباس ورفيق دربه سعيد اليوسف.
وفي 22 أبريل 1979 تسلل القنطار عندما كان في ال16 ونصف من
عمره، مع عبد المجيد أصلان، مهنا المؤيد، احمد الأبرص، من ابطال "جبهة
التحرير الفلسطينية" عبر الحدود اللبنانية بحرا في قارب مطاطي. وعند وصولهم
إلى مدينة نهاريا، حيث اشتبكوا مع قوات الاحتلال الصهيوني ودرات معركة
عنيفة ،والمميز في عملية نهاريا ان المجموعة استطاعت اختراق حواجز الاسطول
السادس واخفوا الزورق عن الرادار وحرس الشاطئ، بدأت العملية في الثانية
فجرا واستمرت حتى ساعات الصباح، ووصلت المجموعة الى شاطئ نهاريا حيث يوجد
اكبر حامية عسكرية اضافة الى الكلية الحربية ومقر الشرطة وخفر السواحل
وشبكة الانذار البحري ومقر الزوارق العسكرية الاسرائيلية شيربورغ) اقتحمت
المجموعة احدى البنايات العالية التي تحمل الرقم 61 في شارع جابوتنسكي
وانقسمت المجموعة الى اثنتين، واشتبكوا في البداية مع دورية للشرطة
وحاولوا الدخول الى منزل يملكه (امون سيلاع) يقع على الشاطئ مباشرة، وبعد
ذلك اشتبك افراد العملية مع دورية شرطة اسرائيلية فقتل الرقيب (الياهو
شاهار) من مستوطنة معلوت.
وبعدها استطاعت المجموعة اسر عالم الذرة الاسرائيلي (داني
هاران) واقتادوه الى الشاطئ، ووقعت المعركة الرئيسية عندما حاول سمير
الاقتراب من الزورق وفي هذه المعركة استشهد احد رفاقه واصيب رفيقه الاخر
بجراح بالغة كما ان سمير قد اصيب بخمس رصاصات في انحاء جسده كافة، وبعد ان
استقدمت قوات العدو وحدات كبيرة من الجيش دارت اشتباكات عنيفة على اثر
احتماء سمير وراء الصخور، ونجح سمير باطلاق النار على قائد قطاع الساحل
والجبهة الداخلية الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال (يوسف تساحور) حيث
جرح بثلاث رصاصات في صدره ونجا باعجوبة. وكانت الحصيلة النهائية للعملية
ستة قتلى من بينهم عالم الذرة داني هاران واثنا عشر جريح، وبعد هذه
المعركة مع ابطال العملية فلقد استشهد منهم اثنان هما عبد المجيد اصلان
ومهنا المؤيد واعتقل سمير القنطار واحمد الابرص.
في 28 يناير 1980 حكمت المحكمة الإسرائيلية على سمير القنطار
بخمس مؤبدات مضافا إليها 47 عاما (إذ اعتبرته مسؤولا عن قتل 5 أشخاص وعن
إصابة آخرين). تم إطلاق سراح الأبرص في 21 مايو 1985 في إطار صفقة تبادل
الأسرى بين الاحتلال و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة
بينما تم الإفراج عن سمير قنطار في 16 يوليو 2008 في اطار صفقة تبادل
الأسرى بين "إسرائيل" وحزب الله.
تم الأفراج عن سمير القنطار يوم الأربعاء 16 يوليو 2008 في
صفقة تبادل بين حزب الله والعدو تم بموجبها الإفراج عنه وعن أربعة أسرى
لبنانيين من مقاتلي حزب الله، اعتقلوا في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني
وفلسطيني وآخرين، مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين الإسرائليين اللذين تم
قتلهم في عملية "الوعد الصادق" في يوليو 2006.
واصل مشواره النضالي منذ اليوم الأول لتحرره من الأسر، مقاوما في المقاومة الاسلامية لم يترك موقعه بمواجهة العدو الصهيوني
ان أكثر المواقف التي يمكن للمرء الحديث عنها، للمناضل الشهيد
سمير القنطار بانه معروف برجل المواقف الشجاعة والشهامة والتضحية، الإنسان
عند سمير موقف، إما أن تكون أو لا تكون، تلك هي قناعاته التي عاشها طوال
حياته، تلك القناعات التي كان يدفع مرات كثيرة ثمنها غاليا وتجده مسرورا
غير عابىء بالنتائج الشخصية، لقد أرضى ضميره وقناعته.
ما أعظم روحه، أجمل شيء لديه انه مقتنع بعمق أن مهمة النضال
تقع على عاتق كل المقاومين الذين يحملون الإيمان الثوري، فهو احب الشهيد
القائد ابو العباس واقواله ومواقفه و أحلامه الثورية بحرارة وتوقد الذي كان
يجد فيه الثورة ونار التضحية، واجترح المعجزات.
من هنا نقول إن الشهداء لا يمرون في صفحات تاريخنا إلا حروفاً وكلمات معمدة بالدم وسطوراً نسجت من أشلائهم الممزقة .
فسمير القنطار واحد منهم ينبغي أن يستلهم عند كل موقف و
منعطف، بمأثرة الشهداء الأبرار، وان يزداد صلابة وتمسكاً بالقضية والموقف، و
كلما ساور أحدنا الوهن أو الشك فثمة في مواقفهم ما يغني وينير لنا الطريق و
يقودنا للنصر المحتم.
ان سمير القنطار بعد انتصارات المقاومة في لبنان وتحريره من
الاسر رآى في سماحة سيد المقاومة السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب
الله الوالد والقائد وفي المقاومة وجد الجواب، حيث انسجم بنظريته مع
الممارسة في بوتقة القضية و الموقف، فكان نموذج وطراز ، تألفه وتصادقه
بيسر خلال اقل من دقيقة معه، بعد أن يغادرك تحتاج بل تشتاق للقائه، ففي
طفولته معالم رجولة صارمة، و في رجولته ملامح طفولية تكثف البراءة والنقاء
والشفافية، ولا أبالغ حين أقول انه يطرح في سلوكه إنسانيته وغناها دون
تكليف.
سمير القنطار المقاوم رسم شخصيته النضالية أكثر يسراً وأسهل
استيعابا، عرفته عن كثب كوني كنت رفيقه ومن أبناء جيله، كان الأكثر تميزا
في ثباته واستمراره، و بعد أن تحرر من الأسر كان مثقفاً متكلماً يحمل
عبارات مصقولة وعميقة، في اندفاعه وحماسة ودعابته واستعداداته للاستمرار في
المقاومة، فهو لم يصدأ ولم يهرم ولم يمرض وبقي شامخاً شاباً يتدفق حيوية
واستعداداً للعطاء، وانخرط في مهامه بسرعة بعد أن أنهى واجباته نحو أسر
رفاقه الأسرى الذين يحمل همومهم ، وفتح ذراعيه لمهام النضال في المقاومة
الاسلامية وحزب الله مستعداً لها من ابسطها إلى أكثرها تعقيداً، لتفتح له
آفاقاً رحبة ولتفجر إمكاناته وثورته للنضال والقتال، فكان مقداماً ورجلاً
فولاذياً، لم تنحن ركبتاه، وظل رأسه مرفوعاً إلى الأعلى ، وعيناه مصوبتين
نحو الشمس المشرقة على أسوار القدس، فاستشهد قابضاً على جمرات العقيدة
والموقف والمبدأ بيد، وعلى زناد الرشاش باليد الأخرى .
هذا هو سمير القنطار يؤكد للأعداء و للأصدقاء، انه ليس
عملاقاً خارقاً غير عادي، بل إنسان، وان الإنسان حين يطارد ذاته فلديه من
الإمكانات التي إذا تحررت تحوله ألي عملاق.
وامام كل ذلك انحني أمام هامة سمير القنطار القائد المقدام
والشجاع، وحتى أكمل دائرة الحقيقة أقول، ما كان لسمير أن يمتلك هذه العظمة
ويستحق هذا التقدير لو لم ينشأ في كنف أسرة ومجتمع ساعد في تكوين شخصيته،
واكتسب منها عناصرها ومقوماتها، فقد ولد لأم تتدفق إنسانية، وأب صارم في
قسماته صلب شفاف ولطيف في معاملته، واخ حمل قضيته كاسير ومناضل، فتشعر
بالدفء والراحة ومشاعر الحب الموشحة بالهيبة والاحترام، و أخوات جميعهن بين
الصلابة وغنى المشاعر الإنسانية والانتماء العالي للواجب، وفي المجتمع
العائلي الذي تخطى الأسرة سمات تتقاطع مع سمات أسرته، وزوجته اعلامية صلبة
الذكية الإنسانة التي شاطرته الحياة وتودعه وهي تعتصر الألم، على الرغم من
أن زواجهما لم يتعد الثلاث سنوات أو يزيد عنها بقليل.
ختاما : لا بد من القول ، طوبى للمناضلين وللقادة الذين
تقدموا الصفوف في التضحية، فاعطوا نموذجا يحتذى، لشعبنا وامتنا ومقاومتنا ،
ونحن نعاهد سمير القنطار بأننا سنبقى اوفياء لارثه النضالي المتقدم في
مسيرة الكفاح والنضال والمقاومة، وان سمير باستشهاده وهو يقبض على جمر
النضال والتضحية، كان شعاره تحرير الارض والانسان .
.............................
وداعٌ رفيقنا القنطار
راسم عبيدات
التقينا في سجون الاحتلال عام 2001 في سجن نفحة
الصحراوي, حيث كان قد مضى على وجود قنطار في الأسر اكثر من عشرين عاماً,
عشرين عاماً لم تهن عزيمته ولن تنكسر إرادته, كنا نختلف في رؤيتنا ومواقفنا
ولكن ما يجمعنا ويوحدنا اكثر ما يفرقنا استخبارات الاحتلال واجهزته
الأمنية والقيادة السياسية الإسرائيلية كانت تقول له بإستمرار لن تخرج من
هذا السجن حياً وكان يرد عليها سأخرج حياً رغماً عن انوفكم وسماحة السيد
حسن نصرالله وعده وبر بعوده عندما قال لن يبق أسير لبناني في سجون الاحتلال
والسيد اذا وعد اوفى, ليس كما هو حال الكثير من القيادات العربية
والفلسطينية المتخصصة في بيع الشعارات والمزاودات الفارغة, تحرر القنطار
مقابل جثث جنود الاحتلال في 28 تموز من عام 2008 والقنطار كان همه منذ
نعومة اظافره المقاومة ولم يكن ابن طائفة ( الطائفة الدرزية), بل ابن
قومية عروبية تمسك بها حتى لحظة استشهاده فلسطين كانت قبلته وبوصلته, ولم
يغرق في الفتن المذهبية والطائفية, وإستناداً لذلك الموقف وتلك الرؤيا في
31 أيار من عام 1978 حاول التسلل الى فلسطين من الأردن في إطار عمله
المقاوم في جبهة التحرير الفلسطينية, ولكن قوات النظام الأردني القت القبض
عليه ليسجن هناك ثمانية شهور, وليخرج بعدها اكثر تمسكاً بالنضال والمقاومة,
حيث قاد في 22/4/1979 عملية نهاريا بزورق مطاطي في إطار عمله وانتماءه
لجبهة التحرير الفلسطينية بقيادة الشهيد القائد ابو العباس من لبنان الى
شمال فلسطين المحتلة, تلك العملية التي أسفرت عن قتل ستة اسرائيليين بينهم
عالم الذرة الإسرائيلي "داني هاران" واستشهاد اثنين من رفاقه هما عبد
المجيد اصلان ومهنا المؤيد, وأسر هو ورفيقه أحمد الأبرص الذي تحرر في صفقة
الأسرى الشهيرة, صفقة الجليل التي قادتها الجبهة الشعبية - القيادة العامة
في أيار 1985, تلك الصفقة الأكثر نوعية في تاريخ صفقات التبادل التي نفذتها
قوى المقاومة الفلسطينية, والتي تحرر فيها أكثر من 1150 أسيراً من أصحاب
الأحكام المؤبدة والعالية, وبقي سمير في الأسر بعد جولات قاسية وطويلة من
التحقيق, بدأ حياته الإعتقالية في سجون الاحتلال مرحلاً من سجن لآخر مرة
معزولاً واخرى منقولاً, حيث غدا واحد من أبرز القيادات الإعتقالية في
السجون بحكم التجربة والخبرة والوعي والمعرفة, ناهيك عن صلابته, النقل
والعزل بغرض الحد من تأثيراته على أبناء الحركة الأسيرة, وكذلك سمير شارك
في معظم, بل جميع المعارك الإعتقالية, معارك الأمعاء الخاوية, الإضرابات
المفتوحة عن الطعام المفتوحة والجزئية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعاً
عن وجودها وحقوقها ومكتسباتها وعن حقها في تشكيل منظماتها الحزبية
الاعتقالية, وحقها في تحسين شروط وظروف حياتها الإعتقالية, وتلقى العلاج,
وكان سمير قائداً اعتقالياً عن جدارة حتى لحظة تحرره من الأسر.
تحرر القنطار من الأسر بفضل حزب الله اللبناني, ومع نيل حريته
كانت أجهزة مخابرات الاحتلال تطارده وتلاحقه, وتعلن بانها لن يهدأ لها بال
قبل تصفية الشهيد القائد القنطار, والقنطار دائماً يقول بأنه سيكون مشروع
شهادة ولن يتخلى عن الكفاح والنضال ولن يتراجع, ولذلك انخرط في النضال في
صفوف حزب الله اللبناني مقاوماً في لبنان وقبلها في فلسطين ومن ثم في
سوريا, وترجم انتماءه بالفعل والعمل ومارس اعلى اشكال النضال, وهو الكفاح
المسلح, ورغم انه يمتلك وعياً عميقاً ومثقفاً من الدرجة الأولى, لكنه ليس
حال الكثير من أصحاب الجملة الثورية, أو مثقفي الصالونات, الذين يمضون
وقتهم في الثرثرات والجدال البيزينطي النظري, عمد وعيه بالفعل الميداني,
وقاد وبنى مجموعات عسكرية لحزب الله في لبنان وفي سوريا, وعندما شعر بأن
سقوط سوريا على يد الجماعات التكفيرية والعصابات الإرهابية, سيشكل ضربة
قاصمة لقوى المقاومة اللبنانية وفي المقدمة منها حزب الله توجه الى سوريا
ليكون في قلب المعركة, يخطط ويوجه ويقود وقام باكثر من عملية ضد قوات
الاحتلال عبر الجولان المحتل, وقد جرت أكثر من محاولة إسرائيلية فاشلة
لإغتياله, وظلت اسرائيل تطارد القنطار كما طاردت من قبله الشهيد القائد
الحاج رضوان عماد مغنية, فهي ترى بهذا النوع من القيادات خطر كبير على
امنها وجنودها وحتى وجودها, فهذه قيادات عقائدية, مبدئية تشكل نماذج
ايجابية وثورية لكل المناضلين والمقاومين, ولذلك لا بد من إغتيالها
وتصفيتها, بالإضافة الى كونها وجهت ضربات مؤلمة للإحتلال وجنوده واجهزة
مخابراته.
الشهيد القنطار تربى في أسرة مناضلة وكذلك كانت بيئته بيئة
مقاومة ونضال الأم والأب والشقيق, وكذلك هي زوجته الإعلامية السيدة زينب
برجاوي العاملة في قناة العالم الفضائية.
القنطار كانت لديه الطريق واضحة لا تحتاج الى فلسفات الظرف
الموضوعي والظرف الذاتي ومدى نضوجهما, وغير ذلك من المقولات والنظريات, كثف
رؤيته وموقفه في لقاءه مع فضائية الميادين في تموز الماضي ضمن برنامج
"لعبة الأمم" مع الصحفي سامي كليب, حيث قال "أنا رجل مقاوم وخرجت من الأسر
واستمريت في هذا الخط, وأنا لم أخدع أحداً, حتى عندما كنت في الأسر قلت
بأنني خارج من الأسر لأواصل درب المقاومة, وكلما تجد مناضلاً بهذا العنفوان
والإنتماء والوضوح, فالكثير من المناضلون في السجون, تعتقد بانهم تشربوا
الثورة والكفاح والنضال جبل في دمائهم وعروقهم, ولكن ما ان تتخطى أرجلهم
عتبات وبوابات السجن, حتى يتراجعون عن ما يقولونه ويعلمون ويثقفون به
ويغادرون طريق النضال الى غير رجعة.
قليل هم من المناضلون من ينعون شهداءهم كما نعى المناضل بسام
شقيق سمير, والذي حمل قضيته وقضية الأسرى اللبنانيين طول فترة اعتقاله
لمدة قاربت الثلاثين عاماً, حيث قال في تغريدة له على موقع "تويتر" "بعزة
وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا إلى
قافلة عوائل الشهداء بعد ٣٠ عاماً من الصبر في قافلة عوائل الأسرى".
إستهداف الشهيد القنطار, استهداف لكل المناضلين والمقاومين
على مختلف انتماءاتهم ومشاربهم السياسية والفكرية فلسطينيين ولبنانيين
وسوريين وغيرهم, والقنطار عمد انتماءه بالشهادة اعلى شكل من أشكال النضال.
المحلل العسكري الإسرائيلي "روني بن يشاي" في مقالة تحليلية
له في صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية بعنوان "لماذا اغتيل القنطار"
يقول"لدولة اسرائيل حساب دم طويل مع سمير القنطار, فهو قتل وجرح, وفي
الاساس خطط وبادر لتنفيذ عمليات "ارهابية " ضد الاسرائيليين, منذ ان كان
في الـ 16 من عمره الى ان قتل بيديه ابناء عائلة "هرن" وشرطيين على ساحل
نهاريا وحتى يومنا هذا, لكن ما يميز القنطار عن بقية " الارهابيين " الذين
عملوا ويعملون ضدنا كونه من ابناء الطائفة الدرزية في لبنان, اضافة الى
عدم تراجع او انطفاء جذوة النضال ومستوى كراهيته ورغباته القاتلة, حتى بعد
ان امضى 30 عاماً في السجون الاسرائيلية.
عملية اغتيال الشهيد القنطار, تثبت الطبيعية العدوانية لهذا
الاحتلال الصهيوني, هذا الاحتلال الذي توفر له امريكا ومعها الغرب
الإستعماري كل مقومات البقاء والحصانة من أي قرارات او عقوبات تتخذ بحقه او
تفرض عليه في المؤسسات الدولية نتاج لما يرتكبه من جرائم وخرقه المستمر
وعدم احترامه لكل الأعراف والمواثيق الدولية, آن الآوان لكي يعاقب ويدفع
ثمن ما يرتكبه من جرائم وعدوان.
..................................
استشهاد سمير القنطار وقيادات عسكرية في قصف اسرائيلي لجرمانا -و"يديعوت": الحساب اغلق- فيديو وصور
20/12/2015
أمد/ دمشق: ذكرت مصادر اعلامية عن استشهاد الاسير المحرر سمير القنطار بغارة اسرائيلية على حي جرمانا في سوريا.
هذا وقد نعي بسام القنطار أخاه سمير في تغريدة له على موقع تويتر قال فيها:
"بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا الى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاما من الصبر في قافلة عوائل الاسرى".
وكتبت صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية على صفحتها الاولى: الحساب قد اغلق
وكانت أشارت مصادر، إلى إستشهاد الأسير السابق لدى الاحتلال الإسرائيلى، والقيادي في حزب الله سمير القنطار، وذلك بعد استهداف منزله مساء يوم السبت بثلاث صواريخ إسرائيلية موجهة في مدينة جرمانا بريف دمشق، مشيرين إلى ان البناء يقطن به آخرون من قادة المقاومة في الجولان المحتل.
وأضافت المصادر، أنه “نتج عن الاستهداف إستشهاد 6 أشخاص، وإصابة 12 أخرين في حصيلة أولية، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة أدت إلى إنهيار المبنى المستهدف بشكل كامل، عدى عن وجود اشخاص تحت الانقاض عمل الدفاع المدني على انتشالهم”.
وبعد حوالي ساعة من الانفجار، نعت صفحات على "فيسبوك" الشاب فرحان عصام شعلان ابن قرية عين قنية المحتلة، وهو احد القادة المسؤولين في المقاومة الوطنية السورية في الجولان وعضو اللجنة التنفيذية بريف دمشق للاتحاد الرياضي، نتيجة ذات الاستهداف.
هذا وقد نعي بسام القنطار أخاه سمير في تغريدة له على موقع تويتر قال فيها:
"بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا الى قافلة عوائل الشهداء بعد 30 عاما من الصبر في قافلة عوائل الاسرى".
وكتبت صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائيلية على صفحتها الاولى: الحساب قد اغلق
وكانت أشارت مصادر، إلى إستشهاد الأسير السابق لدى الاحتلال الإسرائيلى، والقيادي في حزب الله سمير القنطار، وذلك بعد استهداف منزله مساء يوم السبت بثلاث صواريخ إسرائيلية موجهة في مدينة جرمانا بريف دمشق، مشيرين إلى ان البناء يقطن به آخرون من قادة المقاومة في الجولان المحتل.
وأضافت المصادر، أنه “نتج عن الاستهداف إستشهاد 6 أشخاص، وإصابة 12 أخرين في حصيلة أولية، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة أدت إلى إنهيار المبنى المستهدف بشكل كامل، عدى عن وجود اشخاص تحت الانقاض عمل الدفاع المدني على انتشالهم”.
وبعد حوالي ساعة من الانفجار، نعت صفحات على "فيسبوك" الشاب فرحان عصام شعلان ابن قرية عين قنية المحتلة، وهو احد القادة المسؤولين في المقاومة الوطنية السورية في الجولان وعضو اللجنة التنفيذية بريف دمشق للاتحاد الرياضي، نتيجة ذات الاستهداف.
فرحان الشعلان سمير القنطار
القنطار ، بطل قضى ولكن ....
ردحذفالقنطار ، بطل قضى ولكن ....
لم يحظ شهيد قضى نحبه في الآونة الأخيرة كما حظي سمير قنطار من مقالات وتعليقات ، بين من يعدد مناقبه ويشيد بنضالاته وبين من يتعرض لروحه الطاهرة من شتم وسباب ومن منابر ومواقع متنوعة .. أستغرب وأستنكر كل تلك المحاولات التي التي تتناول الشهيد ونضاله بالإساءة ليس من أجله فحسب من أجل فلسطين والعروبة والحرية ، وما كل تلك الأقلام التي تناولت شهيد فلسطين وعاشقها بالسوء إلا أقلام مأجورة متصهينة سواء كانت تدري وتلك مصيبة أو كانت لا تدري ومصيبتها أعظم وأكبر لكونها تردد ما يقوله الصهاينة المتأسلمون المأجورون ...
ولعلني هنا استذكر كيف كان الصهاينة يصرون على عدم خروجه حياً من سجونهم في الوقت الذي كان به مصراً على الخروج لثقته بأن نهر العروبة لا ينضب من الأحرار الذي سعوا وحققوا له الخروج رغم كيد الصهاينة ضمن صفقة تبادل ارتقت في مسعاها ومضمونها ونتائجها على كل نباح الطائفية والطائفيين والمتنكرين للحرية والعروبة ، واستذكر هنا كلماته بعد تحريره حيث قال " أنا رجل مقاوم وخرجت من الأسر واستمريت في هذا الخط ، وأنا لم أخدع أحداً، حتى عندما كنت في الأسر قلت بأنني خارج من الأسر لأواصل درب المقاومة " فواصلها ولم يبخل بدمه وروحه فداءً لها .
وربما ، ومهما سطرت من حروف وكلمات ، فلن أوفِ شهيدنا حقه ، ولن استطيع تلخيص نضالاته وأعماله سواء قبل الأسر أو أثناءه أو بعد أن تنفس هواء الحرية ويكفي الإشارة إلى أنه أختار صفة الشهيد منذ نعومة أظافره حين كان يكتب صغيراً صفة الشهيد قبل إسمه وهو في صفوف الدراسة الأولى ، وكأنه كان يتنبأ بمصيره ، وكأنه كان يخطط لذلك بعقله الصغير ماذا سيفعل للصهاينة وماذا سيفعلون به مقابل ذلك وهو ابن العروبة الحرة الذي عبر عن انتمائه لعروبته بالأفعال فقاوم الصهاينة على جبهات متعددة من لبنان إلى فلسطين فسوريا التي أُستشهد على ترابها الطاهر بعد أن أدى واجبه الذي لم يوقفه إلا تلك الصواريخ التي سقطت على مكان إقامته فقد كان يعمل حتى الثواني الأخيرة من حياته على تثوير جبهة الجولان من خلال حث أبناءها على مقاومة الاحتلال الصهيوني .
لقد عرف الصهاينة قيمته كما لم يعرفها المتصهينون ... عرف الصهاينة طاقات وقدرات شهيد فلسطين ، فكان أن خططوا المرة تلوة المرة لاستهدافه وقتله ، وفشلوا ، إلا أن حققوا بغيتهم أخيراً ليلحقوه بدرب شهداء فلسطين وشهداء الحرية ويكفي هنا أن أشير إلى ما نعاه به شقيقه " بسام " حين تلقى خبر استشهداه حيث قال في تغريدة له على موقع "تويتر" "بعزة وإباء ننعي استشهاد القائد المجاهد سمير القنطار ولنا فخر انضمامنا إلى قافلة عوائل الشهداء بعد ٣-;-٠-;- عاماً من الصبر في قافلة عوائل الأسرى" فكيف لا وقد نشأ شهيدنا وتربى ضمن أسرة عربية مناضلة .
القنطار ، بطل قضى ولكن ....-2-
ردحذفابراهيم ابوعتيله
الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لقد تعرض عميد الأسرى العرب في سجون الاحتلال والشهيد الحي في ضمائر كل الشرفاء ، إلى حملة مسعورة من والشتائم والسباب والاتهامات من قبل من خانوا فلسطين ومن خانوا العروبة والإسلام الحق حين وجهوا بوصلتهم لتدمير سوريا والعراق بدلاً من محاربة الصهاينة والعمل على تحرير فلسطين وحين قالوا زوراً وبهتاناً بالحث على الجهاد في كل الأماكن والمناطق الأخرى إلا فلسطين وباستثناء العمل على تحرير الأقصى فما كان من الصهاينة إلا أن ساعدوعم بقتل القنطار وعلاج جرحاهم في مشافي الكيان الصهيوني مؤكدين عمق العلاقة بين إرهاب " دولة الاحتلال " وإرهاب الظلاميين التكفيريين ضد كل لسان حر وبوهدف قتل كل نبض حر محاولين في ذلك إسكات وإخراس أصوات الحرية بما يفعلون وبما يستهدفون ، ولعلي أستذكر هنا بأن شهيدنا البطل وحين أعتقله الصهاينة لم يكن محسوباً على طائفة بعينها أو على تيار بعينه فقد كان محسوباً على " جبهة التحرير الفلسطينية " وكان أحد عناصرها وهي فصيل من فصائل الثورة الفلسطينية الصغيرة نسبياً والتي لم ترفع راية الطائفية أو الحزبية يوماً ، فلم يكن شهيدنا معادٍ لتيار بعينه ولم يكن محسوباً على تيارٍ بذاته ولم يتلون بألوان البعث أو الماركسية أو الطائفية – وهذا من أجل التوثيق فقط وليس المس بفكر الشهيد - .. واستمر على مبادئه بالسعي لحرية العرب وقتال الصهاينة حتى اللحظات والثواني الأخيرة من عمره ، وإن استهداف الصهاينة للشهيد القنطار ما هو إلا استهداف لكل عربي حر ولكل مناصر للقضية الفلسطينية في كل مكان مهما كانت انتماءاتهم وأفكارهم السياسية وجنسياتهم فجبهة إرهاب دولة الكيان الصهيوني ضد الأحرار مفتوحة في العالم كله ولعلني هنا غير مضطر لأذكر باغتيال الصهاينة للعديد من القادة الفلسطينيين في دول اوروبية عدة .. ولعل في ذلك عظة لكل من تناول الشهيد بسوء متغلفاً بطائفة أو حزب ... ولو اني أقول هيهات فلقد أعمى الصهاينة بصيرة هؤلاء حين لا يجدون من إدعاء بالحق إلا في إرهابهم وفي تجارتهم للدين التي لو أُسقطت لضاعوا ولما عاد لهم مكاناً في الكون .
ومما أستغرب له أيضاً عدم قيام من يدعون تمثيلهم الشرعي والوحيد للفلسطينيين بنعي الشهيد والترحم عليه إلا من قبل أصوات خافتة مخنوقة لا تتفق ونضال الشهيد وعطاءه من أجل فلسطين ، وأضيف مشيراً إلى ازدواجية الموقف واللون من قبل تجار الإسلام السياسي في فلسطين ، فهناك قيادة تنعي وقاعدة تستنكر وتسب وكل ذلك لذر الرماد في العيون من قبل قيادة حماس وأجهزتها فالشهادة عندهم هي حصراً بهم ولا مكان لغيرهم بحمل صفة الشهيد .....
ولعلني أشير إلى ما ورد في حق الشهيد على لسان الصهاينة على أن لهم حساب طويل مع " القنطار " حيث قتل وجرح منهم وخطط ودبر وبادر لتنفيذ عمليات ضد دولة الاحتلال مذ كان في الـسادسة عشرة من عمره وحتى يومنا هذا مشيرين إلى أن ما يميزه أيضاً كونه من ابناء الطائفة العربية الدرزية الذين يخشون من تثويرها والتي كان الشهيد يعمل على ذلك في أيامه الأخيرة .
وفي الختام أقول وإن صح القول بأن لكل منا من إسمه نصيب ... فإن شهادة القنطار ستحوله إلى ذرات من الحرية تغذي أرواح مناضلينا وتنتشر لتكون نبراساً ووعداً بالحرية القريبة وبالتحرير الكامل لمعشوقة الشهيد ففلسطين بالإنتظار ..
وأقول أن كان الشهيد قد مضى فلا بد وأن يتجدد كما هي الأيام فسنتنا الحالية 2015 في إنقضاء قريب ولكن حتماً سيتبعها عام آخر وأعوام أخرى .. فلننتظر ونرى ...
ابراهيم ابوعتيله
23 / 12 / 2015
في مسألة الموقف من حزب الله
ردحذفحمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لا أقيم حزب الله من حيث الإختلاف الإيدلوجي معه ولا كوني أرفض أن يكون هناك حزب لله أو حزب للشيطان فهذه دلالات تنسحب على السماء ولاتنسحب على الأرض
ولاحتى طبيعة الخلاف حول بعض الغايات السياسية الداخلية التي تحكم حزب الله فيما يتعلق بالداخل اللبناني أو بالعلاقة بأيران
أقيم حزب الله ( في اللحظة التاريخية الراهنة) على أساس الاعتبارات التالية :
1- أن سحب حزب الله من الموازنات الإقليمية حالياً يضر بتوازنات هيكلية للدولة اللبنانية
ومن زاوية أخرى يخل بتوازنات متعلقة بدعم الدولة السورية ومقاومة مخططات سقوطها
كما أن افتراض سحبه من الموازنة الإقليمية هو في صالح ضمان الأمن التام للكيان الصهيوني ويؤمن له جانباً من التفوق الاستراتيجي في المنطقة
في المحصلة النهائية فأن افتراض سحب حزب الله من منطقة الشام حالياً هو إخلال للتوازنات يصب في صالح مخططات الهيمنة الأمريكية التي تقتضي إعادة تقسيم وتفتيت المنطقة تمهيداً لتشكيل شرق أوسط جديد يتوائم مع المسعي الأمريكي لإطالة أمد الهيمنة على دول العالم..
2 - على الرغم من المنطلق المذهبي الطائفي التأسيسي لحزب الله وذلك شأن كل السياقات السياسية و الحزبية في لبنان والمنطلقة من عوامل أثنية وطائفية ومذهبية فيما عدا بعض التنظيمات الماركسية وهي هامشية الحجم والتأثير لظروف لبنانية خاصة
على الرغم من ذلك لم يسجل في تاريخه أنه طالب أو سعى نحو الإنفراد بالسلطة في لبنان على العكس ظلت رؤيته لدوره هو أنه قوة مقاومة لا قوة تمكين من السلطة
وظل يلعب دوره السياسي كجزء من نظام التوازن الطائفي اللبناني الذي أرتبط بنشأة وطبيعة وتطور الدولة اللبنانية وبكونها أنشئت كمحمية سياسية للتنوعات الطائفية والعرقية في الشرق العربي
وهذا ينقلنا إلى أن طبيعة التعاطي السياسي اللبناني العام تقوم على أساس توازن الكيانات السياسية مولاة أو معارضة على أساس منطلقات تمثيلية طائفية في نظام حكم علماني فريد من نوعه قائم على هذا التوازن الدقيق الذي يصعب الإخلال به وإلا انهارت الدولة اللبنانية تماماً
وحزب الله قام كجزء من ذلك السياق والتزاماً به في نفس الوقت
بل وأن حزب الله وقف في الاستحقاقات الرئاسية مؤيداً للمرشح المسيحي الماروني ميشيل عون وظل هذا المرشح هو خياره الرئاسى في كل استحقاق وان لم يتمكن فيكون الخيار دائماً دعم مرشح مسيحي ماروني يوافق عليه ميشيل عون الحليف التاريخي للحزب ضمن حلفاء آخرين في حلف متنوع طائفياً ومذهبياً
هذا على العكس تماماً من تيارات التأسلم الفاشية الإرهابية التي تتنوع مابين تيارات السلفية الدعوية والسلفية الجهادية والإخوان المسلمين وداعش والنصرة وحماس وغيرها من تنوعات فاشية مسعاها الأساسي هو التمكن من الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وممارسة الإقصاء المذهبي والطائفي لكافة التنوعات الفكرية والرؤيوية وإحياء مشروعات الخلافة أو الإمارة الإسلامية التي تنتمي إلى ماقبل القرون الوسطى
3 - حزب الله كظاهرة عسكرية تواجدت داخل الدولة نتيجة توازنات واتفاقات لبنانية وعربية لموائمة التعقيدات الأمنية اللبنانية وهشاشة الدولة والجيش اللبناني وظل هو لعوامل عدة حامل لواء المقاومة اللبنانية في مواجهة التحرش الصهيوني الدائم بالدولة اللبنانية
من ناحية أخرى
فلم يثبت يوماً انه ومنذ نشأته قد أدار فوهات بنادقه وصواريخه إلى الداخل اللبناني مهما كانت الأزمات والتناحرات الداخلية اللبنانية ومهما اشتدت ومهما كانت تهدد مراكزه السياسية في الداخل
هذه هي الاعتبارات التي لايجب أن تغيب عنا ونحن نتناول حزب الله بحيث لايجب أن ننزلق إلى المحاولات الإسرائيلية والأمريكية والأوربية وأدواتها في السعودية وتركيا لوصم هذا التنظيم بصفة التنظيم الإرهابي
فشطب حزب الله الآن وإخراجه من المعادلة الشامية الشرق أوسطية ليس في صالح لبنان أو سوريا أو العالم العربي بشكل عام
فهذه نقرة
وتلك نقرة أخرى
حمدي عبد العزيز
21 ديسمبر 2015
في الموكب التأبيني لسمير القنطار مباركة البراهمي و الصافي سعيد ينبذون الطائفية و ينددون بالمد الوهابي
ردحذففى: ديسمبر 23, 2015القسم: أخبار وطنية
تونس قبل الأولى
نظمت الرابطة التونسية للتسامح اليوم موكبا تأبينيا لرجل المقاومة اللبناني أو عميد المقاومة كما يحلو للبعض تسميته سمير القنطار في نزل “الأفريكا “بالعاصمة، الذي قتله الطيران الصهيوني يوم الأحد الفارط في منطقة جرمانة السورية . و عرف موكب التأبين حضور عدد من الوجوه السياسية التونسية من بينهم الكاتب الصافي سعيد و النائبة مباركة البراهمي عن الجبهة الشعبية و النائب زهير المغزاوي رئيس حزب حركة الشعب وعمر الشاهد امين عام حزب المجد .
و اجمع الحاضرون في هذه التظاهرة على التضحيات و النضالات التي قدمها سمير القنطار في صفوف المقاومة سواء في لبنان او فلسطين و نددوا بتنامي المد الوهابي و تغلغل التنظيمات الارهابية و الحملة الممنهجة ضد سمير القنطار في وسائل الاعلام التي ترمي إلى تشويه صورته والتي تحمل في طياتها تمجيدا ضمنيا بالكيان الصهيوني .
حيث اعتبرت النائبة مباركة البراهمي ان هذه التنظيمات في إشارة إلى تنظيم الدولة الاسلامية هو من صنع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين و شددت على ضرورة دعم البندقية العربية في و جه هؤلاء التكفيريين على حد تعبيرها و في وجه الصهاينة بعيدا عن كل النعرات الطائفية .
الصافي سعيد من جهته اعتبر ان تركيا و الدولة العثمانية سابقا تمثل العدو الأساسي للدول العربية و اكد انهم موجودون في كل الدول العربية بشركاتهم السرية و مخططاتهم و بأفكارهم المتطرفة . و اعتبر ان الاسلام العربي سيسترجع روحه وثقافته ضمن مسار إنساني دون شعوذة و طلاسم . كما أثنى على دور سمير القنطار و تاريخه النضالي.
غادة متاع الله