الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

الشهيدة هدى محمد درويش

دم الطهارة والعفاف .... يزهر ورد لا يذبل يا فلسطين
في مثل هذا اليوم
19/10/2015
الشهيدة هدى محمد درويش
بينما كانت المرأة المسنة تحتضر في سيارة ابنها جراء اختناقها الشديد تعاني صعوبة في التنفس، كان أبنائها يتوسلون إلى جنود الاحتلال الذي يعرقلون حركة المارة على الحاجز العسكري المنصوب بمدخل قرية العيساوية بالقدس المحتلة ، للسماح لهم بالمرور وإيصال والدتهم إلى المستشفى لتلقي العلاج قبل فوات الأوان.
تلك كانت آخر المشاهد من حياة الشهيدة المسنة هدى محمد درويش (65 عاما)، والتي ارتقت فور وصولها إلى مستشفى عين كارم "هداسا" في القدس المحتلة، جراء عرقلة مرورها عبر الحاجز العسكري لأكثر من نصف ساعة، بعد اختناقها بفعل قنابل الغاز التي يلقيها الاحتلال بشكل يومي في مدن القدس والضفة المحتلة .
قبل ليلة من الحادثة، استنشقت الحاجة درويش الغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال في بلدة العيساوية أثناء تواجدها على باب منزلها، ما دقع أبنائها إلى تقديم الاسعافات الاولية لها وإدخالها إلى المنزل حتى هدأت حالتها، إلا أن ذلك لم يطل.
وعند فجر يوم الاثنين (19/10)، اشتدت خطورة حالة المسنة، وبدأت تعاني صعوبة بالغة في التنفس، ما أثار ذعر ذويها الذين بادروا على الفور لنقلها عبر سيارتهم لتلقي العلاج، إلا أن تعنت جنود الاحتلال على الحاجز العسكري حال دون ذلك، وتسبب بوفاتها.
يقول نجلها: "ناشدت الجندي الإسرائيلي على الحاجز بأن والدتي تموت وبحاجة للنقل للمستشفى فورا، لكنه استهزأ بي وأخذني وأخي على جانب الطريق وبدأ تفتيشنا واستفزازنا".
حينها، صرخ نجلها في وجه الجندي بأن والدته تموت، الأمر الذي قابله الجنود بإطلاق النار في الهواء وتهديد أفراد العائلة، قبل أو يوعزوا إلى أحد الجنود بالتوجه إلى السيارة وتفقد حالة من فيها والتأكد من رواية الفلسطينيين، وحينها سُمح لسيارتهم بالتحرك وعبور الحاجز نحو المستشفى.
تلك الإجراءات استغرقت نصف ساعة، كانت تقصر من حياة الحاجة المسنة درويش، في مشهد يعكس استخفافا بحياة البشر ويبين شكلا مختلفا من الامعان في قتل الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم.
سلاماً لروحك شهيدة فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق