الخميس، 25 فبراير 2016

الشهيد عمر القاسم مانديلا فلسطين

وثائقي عن حياة الشهيد عمر القاسم عضو اللجنة المركزية للجبهة ...

https://www.youtube.com/watch?v=06hUkrsHwQQ
07‏/10‏/2011 - تم التحديث بواسطة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
وثائقي عن حياة الشهيد الرفيق القائد عمر محمود القاسم "مانديلا فلسطين" عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والذي استشهد في ...

مقاطع من جنازة الشهيد عمر القاسم " مانديلا فلسطين ...

https://www.youtube.com/watch?v=8ftBSTOP6y8
04‏/03‏/2013 - تم التحديث بواسطة Naseem Rabee
مقاطع من جنازة الشهيد عمر القاسم " مانديلا فلسطين " naseem rabee.
.........................
 
تعلموا من عمر القاسم، وتعلموا من عمر القاسم، ثم تعلموا من عمر القاسم
ماذا قال عمر القاسم لإسحق نافون؟
د. فايز أبو شمالة
أصابني الذهول في "معبار" سجن الرملة، حين أخبرني السجين "يحيى أبو سمرة" أن السجين "عمر القاسم" قد استشهد، لم أصدق الخبر، فعمر القاسم ذو الجسد الرياضي، والذي يجري على رأس طابور الصباح في باحة سجن عسقلان، يرتقي شهيدا!!!
لقد أرسلت له قبل شهر شعراً بمناسبة مرور عشرين عاماً على اعتقاله، وكان أول سجين فلسطيني يجتاز خط العشرين سنة، أرسلت له من سجن نفحة إلى سجن عسقلان كلمات مودة، وتقدير أنبتت الفرح في قلبه كما نقل إلي، كلمات رددها كثيراً في غرفة السجن، وبصوت مرتفع، أذكر منها:
عشرون عاماً يا عمر!
عشرون عاماً قضُّها وقضيضُها
لا صيفُها ألقى عصا ترحاله
وشتاؤها ما زال في إبكاره
والأرضُ عطشى للمطر
عشرون عاماً يا عمر!
وما زلت أذكر ذاك اليوم الذي عرّفني فيه السجين "محمود الكسبة" ابن القدس على الشهيد عمر القاسم في سجن الرملة، وقد كان برفقته السجين يحيى أبو سمرة، ومن مفارقات القدر أيضاً أنني صافحته من خلف القضبان، لنلتقي بعد ذلك في سجن عسقلان، ونصير صديقين قريبين من بعضنا لأكثر من عام، لأصافحه مودعاً عند انتقالي إلى سجن نفحة، وعلى غير المألوف من خلف القضبان.
ذات يومٍ زاره في سجنه "اسحق نافون" رئيس دولة إسرائيل، وقال له: سيد "عمر" أنا وأنت من مواليد القدس، ربما أكبرك بعشرين عاماً، وسياسي مثلك، ولا شك أنك تعرف مكانتي في إسرائيل. أنا أحترمك سيد عمر، وأريد أن أصل معك إلى حل يرضينا.
قال له عمر القاسم: إلى ماذا تريد أن تصل مع رجل له عشرون عاماً في السجون؟
قال اسحق نافون: أريد منك فقط أن تدين الإرهاب، وأن تعترف بدولة إسرائيل، وتتعهد بعدم القيام بأي نشاط سياسي مقابل الإفراج عنك والسماح لك بالإقامة أينما شئت حتى في القدس.
أجاب السجين عمر القاسم: سيد نافون لك منصبك، وعرشك ولنا سجوننا، ولا تظن أنني لا أحب الحياة والحرية ولا أكره السجون، ولكنني يا سيد نافون لن أساوم !
ذات يوم قلت لعمر القاسم في باحة سجن عسقلان: أنت أحسن حالاً مني يا عمر، فلا ولد يشغل بالك، ولا طفل يضرب عصب وجدانك. فقال عمر: بل أنت أحسن حالاً مني، صحيح قد يشغل قلبك فراق أطفالك، ولكنك لو مت، سيظل اسمك، وستجد من يحمله، بينما أنا لو مت: فمن سيحل اسمي؟ تنهد عمر وهو يقول: يا ليت لي ولداً!.
لم يخرج عمر القاسم من السجن إلا شهيداً بعد واحد وعشرين عاماً، ومع ذلك ظل اسمه حياً، يحمله كل شهيد، وكل أسير، وكل جريح، وكل امرأة فلسطينية تقسم بالله العظيم أنها لن تتخلى عن المقاومة، ولن تعترف بإسرائيل، ولن تساوم على حبة رمل من فلسطين.
فمن المجرم الذي سيقتل عمر القاسم؟

قاسم الفقراء والكادحين... قاسم الشعب

الشهيد عمر القاسم مانديلا _ فلسطين#


مَن لَم يَعرف عمر القاسم(عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) ، لا يعرف الحركة الوطنية الأسيرة ... فهو علم من أعلامها ورمزٌ من رموزها، وأحد بُناتها الأساسيين وكان على الدوام عماداً أساسياً من أعمدتها الراسخة ... فكان في حياته قائداً فذاً، ومناضلاً شرساً، وأسيراً شامخاً، ونموذجاً رائعاً، وفي مماته شهيداً خالداً و قنديلاً لن ينطفئ نوره .
نعم هذا هو عمر القاسم لمن لا يعرفه، بل يعجز القلم عن وصف خصاله وتجف الكلمات حينما تسرد سيرته، وتنحني القامات تقديراً حينما تتحدث عن بطولاته ومواقفه
إنه عمر محمود القاسم من مواليد حارة السعدية في القدس القديمة سنة 1940، و تعلم ودرس في مدارس القدس، فدرس الابتدائية في المدرسة العمرية القريبة من المسجد الأقصى، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية عام 1958 في المدرسة الرشيدية الثانوية عمل مدرساً في مدارس القدس، ولم يكتفِ بذلك بل واصل تعليمه والتحق بالانتساب بجامعه دمشق وحصل منها على ليسانس في الأدب الانجليزي .
ألتحق شهيدنا بحركة القوميين العرب في مطلع شبابه وكان مثقفاً ونشطاً وفعالاً ومؤثراً بذات الوقت، وسافر إلى خارج الوطن والتحق بمعسكرات الثورة الفلسطينية وحصل على العديد من الدورات العسكرية، وبتاريخ 28-10-1968م قرر العودة إلى أرض الوطن وبعد اجتيازه لنهر الأردن وهو على رأس
مجموعة فدائية من الكوادر كان هدفها التمركز في رام الله، لكنها اصطدمت بطريقها بكمين إسرائيلي قرب قرية كفر مالك، ولم تستسلم المجموعة وقررت القتال رغم عدم تكافؤ المعركة ولكن وبعد نفاذ الذخيرة تمكنت قوات الاحتلال من أسر المجموعة وقائدها عمر، وأخضع هو ومجموعته لتعذيب قاسي جداً، ومن ثم أصدرت المحكمة العسكرية على الشهيد حكماً بالسجن المؤبد، وزج به في غياهب السجون وفي الغرف الإسمنتية وتنقل خلال فترة اعتقاله الطويلة بين العديد من السجون وأقسامها وغرفها .
وبالرغم من قساوة السجن والسجان، والشروط الحياتية القاسية، والمعاملة اللاإنسانية إلا أنه لم يستسلم للواقع المرير فكان صلباً مخلصاً عنيداً غيوراً وصبوراً كصبر الجمال، لم يساوم على مبدأ، وكان من القلائل الذين يمتلكون الثقافة التنظيمية والسياسية والثورية فلعب دوراً بارزاً في وضع اللبنات الأولى لعملية التثقيف التنظيمي والسياسي وساهم بوعيه وثقافته في التعبئة والحشد المعنوي في إعداد الأسرى وفي مواجهة إدارات القمع الإسرائيلية لتحسين ظروف الاعتقال فشارك مع إخوانه المعتقلين في العديد من الإضرابات عن الطعام بل وكان من أبرز الداعين لتلك الإضرابات ومن قيادتها، كما وشارك في العشرات من الخطوات الاحتجاجية، ونسج علاقات قائمة على الاحترام فحظى باحترام الجميع، ففرض نفسه بقوة على الساحة الإعتقالية بأخلاقه وسلوكه وحفر اسمه بحروف من نور بمواقفه البطولية وغدى القاسم نموذجاً وقائداً ليس لرفاق الجبهة الديمقراطية فحسب، بل ولكل الحركة الوطنية الأسيرة ....
نعم القاسم هو القاسم المشترك ما بين الأطياف السياسية للحركة الوطنية الأسيرة، وبعد عملية تبادل الأسرى عام 1985م بين الجبهة الشعبية القيادة العامة وإسرائيل والتي لم يفرج في إطارها عن " القاسم"، تعرضت الحركة الأسيرة في كافة السجون لهجمة شرسة من قبل إدارة السجون لسحب إنجازاتها ومكاسبها وكسر شوكتها وإذلالها، إلاّ أن القاسم بتجربته الغنية وشجاعته وصمود زملاءه وإصرارهم كان لهم رأي آخر فتصدوا وبحزم وببسالة لذلك من أجل تثبيت تلك المكاسب والتي تحققت بفعل دماء وآلام الأسرى، وقد كان للقاسم دورٌ قياديٌ مميزٌ في ذلك .
ومن مواقفه البطولية عندما قامت مجموعة مسلحة تابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بتنفيذ عملية "معالوت" في الجليل واحتلال مبنى ورهائن، استدعت إدارة السجن الشهيد "عمر القاسم" ومعه الشهيد " أنيس دولة " وأخذوهما على متن طائرة مروحية الى مكان العملية وساوموه وطلبوا منه أن يتحدث للفدائيين لتسليم أنفسهم وإطلاق سراح الرهائن، فكانت البطولة والتضحية في سبيل القضية والمبادئ عندما امسك شهيدنا الميكروفون مخاطبا رفاقه الابطال وقال جملته الشهيرة " أيها الرفاق ..أنا عمر القاسم ..نفذوا ما جئتم من اجله فعدوكم غدار" وفور انتهاء هذه الكلمات القليلة لبى رفاقه النداء وأشعلوا الارض والسماء نارا عندما قاموا بتفجير الكلية العسكرية لتحلق اراوحهم شهداء في سماء فلسطين
وانهال جنود الموت على رفيقنا عمر القاسم بالضرب باعقاب البنادق واعادوه الى الزنزانة الانفرادية .
عانى القاسم خلال مسيرة حياته خلف القضبان على مدار واحد وعشرين عاماً العديد من الأمراض في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون حتى كان الموعد مع الشهادة في الرابع من حزيران (يونيو) عام 1989م حينما توقف قلبه عن الخفقات، فيما شارك في تشييع جثمانه الآلاف من جماهير شعبنا وقياداته السياسية ودفن في مقبرة الأسباط في مدينة القدس، كما أقيمت للشهيد مسيرات وجنازات رمزية ومظاهرات عمت أرجاء الوطن وفي العديد من الأقطار العربية. حسب تقرير صدر عن الاعلام المركزي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
 ........................
 

صدور كتاب جديد عن سيرة الشهيد عمر القاسم (مانديلا فلسطين)


صدور كتاب حديث، عن سيرة الشهيد القائد عمر القاسم (مانديللا فلسطين)
صدر يوم الخميس الفائت بتاريخ 29/12/2011م كتاب، عن سيرة الشهيد القائد عمر القاسم، من تأليف الكاتب والباحث احمد القاسم (شقيق الشهيد) بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة الفلسطينية، ويتالف الكتاب من 468 صفحة من القطع المتوسط، وقد استغرق تأليف واعداد الكتاب، اربع سنوات، والمعروف ان الشهيد القائد عمر القاسم استشهد بتاريخ 4/6/1989م في سجون الاحتلال الصهيوني، نتيجة للمعاناة الشديدة والمرض والتعذيب الذي لاقاه على ايدي جلاديه خلال فترة اعتقاله، من جنود الاحتلال الصهيوني، بعد اعتقال دام اكثر من واحد وعشرون عاما، قضاها متنقلا بين سجون الاحتلال الصهيوني وزنازنته، بحيث لم يترك سجنا واحدا الا وزاره ومكث به بعض الوقت، وبنى خلالها مع رفاق السجن، علاقات ديموقراطية وثقافية ووطنية، وساعد ودعم كثيرا من الأسرى الفلسطينيين، وشحذ من هممهم وصمودهم، امام جلاديهم وعمل على بث الروح الوطنية والثقافية بينهم، فكان قدوة لهم في اخلاقه وتعامله وصموده وعلاقاته الرفاقية، بين اسرى السجن الفلسطينيين والعرب الآخرين، وكانت فترة اعتقاله تعتبر اطول فترة اعتقال قضاها اسير فلسطيني حتى يوم استشهاده، وقد توفي والده وهو في داخل السجن، وقد سمحت له قوات الصهاينة بوداع والده قبل وفاته، ومعروف عن عمر القاسم انه يوم اعتقاله كان عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، وهو اعلى منصب قيادي يعتقل به اسير فلسطيني في عملية عسكرية، عرفت باسم عملية (كفر مالك)، حيث كان في طريقه الى داخل الضفة الغربية، بعد عبوره النهر، ومعه مجموعة مقاتلة من رفاقه، وهو من اقدم السجناء الفلسطينيين في حينه، والأول من الأسرى من المستوى القيادي الأول، وقد اطلق عليه رفاقه في السجن، (عميد الأسرى) و(مانديللا فلسطين). ويمتاز الشهيد القائد عمر القاسم بسعة اطلاعه، وعمق ثقافته، وصلابة باسه، وقوة ارادته، التي لا تكسر، وهو يحمل الفكر الليبرالي واليساري والتقدمي، ومعروف عنه في الساحات الدولية والتنظيمات الوطنية الديموقراطية واليسارية، ويعتبره رفاقه في السجن وخارجه، مدرسة نضالية فريدة من نوعها، خرجت اجيالا من الأسرى الأشاوس، وذوو الارادة القوية والصلبة والمثقفة والواعية، ويكاد لا يوجد اسير فلسطيني واحد، لا يعرف من هو عمر القاسم، ولا يوجد مواطن فلسطيني لا يعرفه حق المعرفة، ومعروف عنه مواقفه النضالية الصلبة، خاصة في عملية معالوت (ترشيحا)، عندما طلب منه العدو الصهيوني مفاوضة الفدائيين الفلسطينيين، الذين كانوا يحتجزون طلبة عسكريين من مدرسة صهيونية، في شمال فلسطين المحتلة، حتى يطلقوا سراح من لديهم من الأسرى الأسرائيليين في مدرسة معالوت، وكان الشهيد القائد عمر القاسم، قد شعر بان الصهاينة، يريدون استخدامه كطعم للافراج عن المحتجزين الصهاينة، ولمس منهم مماطلة وخداع في المفاوضات، مما حدا به، وهو على ظهر حاملة عسكرية صهيونية، ان يخاطب رفاقه عبر الميكروفون وأن يقول لهم: نفذوا تعليمات قيادتكم بكل دقة، لأن الصهاينة يماطلون في المفاوضات، لكسب الوقت وخداعكم، ولن ينفذوا طلباتكم، مما حدا بقوات الصهاينة، بالانقضاض على الشهيد، واشبعوه ضربا، واعادته الى المعتقل، وتم على اثر ذلك، تنفيذ رفاقه ما جاؤوا من اجله، وقاموا بتفجير المدرسة العسكرية على من فيها من الطلبة العسكريين.
يتالف الكتاب من اربعة فصول، حيث يبحث الفصل الأول في سيرة الشهيد الخاصة، منذ طفولته وحتى يوم استشهاده، وبه الكثير من المعلومات التفصيلية عن حياته التي لا يعرفها الكثير من اصدقائه، سوى المقربين منه جدا، ويتحدث الفصل الثاني من الكتاب، عن القصائد والأغاني التي كتبت عن الشهيد وخصاله الوطنية والنضالية، والفصل الثالث، يتحدث عن ما كتبه رفاقه وابناء الشعب الفلسطيني عنه، وعن نضالاته ومواقفه الخالدة، وعلاقاتهم معه ايام معايشتهم له في فترة اعتقالهم معه، اما الفصل الرابع والأخير، فيتحدث عن المهرجانات والمؤتمرات والندوات التي اقيمت يوم استشهاده، وفي ذكرى اربعينية الشهيد، والدول العربية والأجنبية التي خلدت ذكراه، واطلقت اسمه على الكثير من الشوارع والميادين والقاعات والمستشفيات وخلافه. هذا وسيتم توزيع الكتاب على ابناء الشعب الفلسطيني مجانا تخليدا لذكرى استشهاده. 
..................

عزام الحملاوى
9‏/6‏/2010

عمر القاسم مانديلا فلسطين000تاريخ وعطاء وتضحية

بقلم الكاتب/ عزام الحملاوى

إن قضية الأسرى هي قصة نضال طويلة, تتناول تاريخ ومعاناة شعب صاحب قضية نبيلة, حاكها الأسرى في لوحة كفاحية بطولية رائعة, قدموا فيها سلسلة طويلة من الشهداء منهم الشهيد المقدسي, شهيد الشعب الفلسطيني, والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- مانديلا فلسطين- الشهيد عمر القاسم0 ولد الشهيد عمر محمود القاسم في مدينة القدس في حارة السعدية في الثالث عشر من نوفمبر عام ,1940 من أسرة تتكون من 9 إفراد, وتعلم في مدارس القدس وانهي دراسته الثانوية عام 1958وعمل مدرسا بها, وكان للقضايا الوطنية نصيب من حصصه المدرسية, وبذلك جمع بين توعية طلابه وبين إجادته لمادته التعليمية فأحبه طلابه والتفوا حوله, ثم انتسب لجامعة دمشق وحصل على بكالوريوس اللغة الانجليزية0  التحق القاسم بحركة القوميين العرب في ريعان شبابه, وسافر إلى خارج الوطن والتحق بمعسكرات الثورة الفلسطينية, وحصل على العديد من الدورات العسكرية, وبعدها رجع القاسم في 8/11 / 1968عابرا لنهر الأردن مع مجموعة فدائية اصطدمت بدورية صهيونية, واشتبكوا معها حتى نفذت ذخيرتهم, وتمكنت قوات الاحتلال من أسره  هو ورفاقه وحكمت عليه بالمؤبد0 ومن هنا بدأ القاسم مسيرته منفذا مقولته المشهورة, "لا ينتهي دور المناضل في السجن بل يبدأ,  وهو نضال مكمل ومترابط مع النضال خارجه"0 لذلك لم يكن القاسم سجينا عاديا منذ الوهلة الأولى لاعتقاله وحتى استشهاده, بل كان دوره بارزا ومميزا, فحرص على الدور الوحدوي الذي انتهجه خلال فترة اعتقاله, وهذا بشهادة كافة الأسرى رغم اختلاف أطيافهم الفكرية والسياسية, وكان من الأوائل الذين ساهموا في صياغة وتأسيس الحركة الأسيرة داخل السجون الصهيونية, وكان احد رموزها وأعمدتها الأساسية, لهذا فحينما نتحدث عن عمر القاسم فإنما نتحدث عن كل الحركة الأسيرة في كل سجون الاحتلال0 لقد كان القاسم على درجة عالية من الثقافة التنظيمية والسياسية, مكنته من النجاح في صقل وإبراز الشخصية الفلسطينية بمفاهيمها الوطنية والثورية للأسرى, وساعدته أيضا في عملية التثقيف والتعبئة والإعداد النفسي والمعنوي, في إعداد الأسرى لمواجهة إدارة السجون لتحسين ظروف الاعتقال, فقاد الأسرى في العديد من الإضرابات عن الطعام, لذلك فالحديث عن القاسم هو الحديث عن قصة شعب مناضل يعشق المقاومة, لهذا يمثل نضاله جزءا من تاريخ نضال شعبنا, ولأجل هذا منح لقب منديلا فلسطين0لقد  امتلك القاسم كل هذا الحب  والعشق الجارف من خلال أخلاقه وسلوكه وثوريته ومواقفه البطولية,  وأصبح نموذجا وقائدا لكل الحركة الأسيرة, والقاسم المشترك لكل الأطياف السياسية من أبناء الحركة الأسيرة, التي جعل منها حركة دءوبة وخلاقة لا تعرف الكلل ولا الملل تتناول هموم كل الأسرى ومشاكلهم, وحول المعتقل إلى أكاديمية ثورية تخرج المناضلين من خلال حوارهم المشترك والدائم حول القضية الفلسطينية, وعمل على محو الأمية للأسرى الذين كانوا يجهلون القراءة والكتابة, بالإضافة إلى تميزه بعشقه للديمقراطية والعدالة الاجتماعية, وكان يحارب العنف والظلم بقوة وعزيمة وإصرار, وكان من اشد المدافعين والمحافظين عن القيم الإنسانية,  فكان صاحب فكرة أن تتبنى كل أسرة فلسطينية أسير عربي حتى لايشعروا باليأس والإحباط والوحدة والغربة مع تامين احتياجاتهم0اما عن مواقفه البطولية التي يتغنى بها أبناء شعبنا حتى اليوم, ففي احد مواقفه المشهودة سأله أحد قادة العدو الصهيوني قائلا: إذا تم الإفراج عنك ياقاسم فهل ستلتزم ببيتك وتمتنع عن القيام بأي نشاطات سياسية ضدنا؟؟؟؟؟ فأجابه القاسم: "لقد أمضيت أكثر من عشرين عاما في السجون, ولا يهمني مصيري ومستقبلي،كل ما يهمني هو قضية شعبي, وطالما بقي الاحتلال جاثم على صدر شعبي، سأبقى أقاتلكم حتى يأتي اليوم الذي نتحرر فيه"0 ومن مواقفه البطولية أثناء عملية معا لوت التي نفذتها الجبهة الديمقراطية, حينما أحضرته القوات الصهيونية وطلبوا منه أن يخاطب رفاقه بتسليم أنفسهم, فخاطبهم عبر مكبر الصوت بعبارته الشهيرة قائلا:" أيها الرفاق, نفذوا ماجئتم من اجله, نفذوا أوامر قيادتكم كاملة ولا تستجيبوا لمطالب احد", فانهال عليه الجنود ضربا وأعادوه إلى الزنازين الانفرادية0وموقف آخر عندما أفرج العدو الصهيوني عن مجموعة من زملائه بالسجن، ولم يكن ضمن هذه المجموعة, فجمع الأسرى الذين سيفرج عنهم وقال:" انه إنجاز عظيم أن يتم الإفراج عنكم, ونحن نعيش الآن عرسا فلسطينيا وطنيا، وعلينا أن نعمل على إنجاحه، أما نحن الذين سنبقى في داخل المعتقل، فعلينا أن لا نحزن حتى لا يفقد رفاقنا وإخوتنا فرحتهم، فعلينا أن نفرح معهم"0وفى احد المرات زاره إسحق نافون رئيس دولة إسرائيل وخاطبه قائلا: عمر لاشك أنك تعرف مكانتي في إسرائيل, أنا أحترمك وأريد أن أصل معك إلى اتفاق يرضينا, فرد القاسم: "إلى ماذا تريد أن تصل مع رجل له عشرون عاما في السجون".فأجابه نافون: "أريدك أن تدين الإرهاب, وتعترف بإسرائيل, وتتعهد بعدم القيام بأي نشاط سياسي مقابل الإفراج عنك", فرد القاسم فورا: "سيد نافون, لك منصبك وعرشك ولنا سجوننا، ولا تظن أنني لا أحب الحياة والحرية ولا أكره السجون, ولكني لن أساوم0"هذا هو القاسم الذي كان قاسما مشتركا لكل الأطياف الفلسطينية بكافة انتماءاتها, فقد سطر هو ورفاقه أروع القصص الكفاحية والبطولية,وكان قائدا وقدوة يحتذي به داخل السجون من قبل كافة الأسرى, لما سطره من بطولات وتحدى للعدو الصهيوني بفكره وإرادته وحبه لقضيته وزملائه الأسرى, وكان مثقفا على درجة عالية من الوعي وقوة الفكر وشديد الملاحظة, لهذا كان ينال إعجاب الأسرى ومحبتهم, فأطلق عليه إخوته ورفاقه شيخ الأسرى والمفكرين 0  لقد ظل القاسم شامخا كالجبال الراسخة طوال فترة اعتقاله إلى إن داهمته ألام مرض العضال, وأهمل عن عمد في ظل سياسة الحرمان من العلاج والإهمال الطبي المتعمد, حتى وافته المنية في 4/6/1989 ليدفن في القدس, بعد أن رفضت سلطة الاحتلال إطلاق سراحه ضمن صفقة التبادل عام 1985 ,وبعد أن قضى 21 عاما من النضال الدؤوب داخل كل سجون العدو الصهيوني, و استشهد القائد الوطني الكبير عمر محمود القاسم, واحتراما وتقديراً له خرجت مدينة القدس بأكملها, وعلى رأسها القيادات السياسية والشعبية ووجهاء المدينة في جنازة مهيبة, ودفن في مقبرة الأسباط في مدينة القدس, كما عمت المظاهرات الحاشدة إرجاء الوطن كله, لتؤكد على مواصلة طريق القاسم طريق الحرية والاستقلال, طريق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف0هذا سرد بسيط عن سيرة الشهيد عمر محمود القاسم في ذكراه21 ,فستبقى ذكراه خالدة في روح شعبه وفي قلوبنا ما دام بنا قلوب تنبض بالحياة ,لذلك فمن لا يعرف القاسم  ليس فلسطينيا ولا يعرف الحركة الوطنية الأسيرة, كان مدرسة في العطاء والنضال والتسامي فوق الجراح, واليوم في الذكرى21لاستشهاده نؤكد له, إننا سنبقى على نفس الدرب حتى إعادة كافة حقوقنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف, رغم كل الظروف المؤلمة التي نمر بها0

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق