الثلاثاء، 12 أبريل 2016

عندليب طقاطقة الفدائية الفلسطينية الخامسة ابتسمت لأمها قبل خروجها وقالت: سيأتي أناس لخطبتي


عندليب طقاطقة الفدائية الفلسطينية الخامسة ابتسمت لأمها قبل خروجها وقالت: سيأتي أناس لخطبتي
تركت الدراسة بعد الصف السابع وعملت في مشغل خياطة ولم يعرف عنها اهتمامها بالسياسة
غزة: صالح النعامي
مساء اليوم الاحد كان من المفترض ان تتلقى عندليب خليل طقاطقة (20 عاما) الهدية التي حرصت صديقاتها وزميلاتها في العمل على مفاجأتها بها، لكن عندليب قتلت هذه المفاجأة ومعها ستة من الاسرائيليين بعد ظهر اول من امس، عندما فجرت نفسها على مدخل سوق «محني يهودا» اكبر سوق شعبي لليهود في القدس الغربية والذي اصيب فيه اكثر من خمسة وتسعين اسرائيليا، وكادت تقتل رئيس بلدية الاحتلال في القدس الليكودي المتطرف ايهود اولمرت. أم عندليب واخوانها واخواتها الثمانية مصدومون، فلم يكن احد يتوقع ان تكون عندليب هي التي ستحتل المكان الخامس من حيث ترتيب الفدائيات الفلسطينيات اللاتي نفذن عمليات استشهادية منذ اندلاع انتفاضة الاقصى. هذه الفتاة التي يؤكد اهلها ان وزنها لم يتجاوز الخمسة واربعين كيلوغراما على اكثر تقدير لم يكن يبدو عليها اي توجهات سياسية او فكرية ولا حتى اهتمام ملحوظ بالشأن العام، فهذه الفتاة التي تركت مقاعد الدراسة بعد ان انهت الصف السابع اضطرت للعمل في مشغل للخياطة يقع في مشارف بيت لحم بسبب قلة ذات اليد والفقر الذي تحياه عائلتها. اخوتها صغار واخوها الكبير القادر على العمل مصاب بمرض غضروفي في الظهر يحول دون تمكنه من العمل، فضلا عن أن اقرب اخواتها الى قلبها مريضة بمرض القلب. كانت عندليب تخرج بشكل اعتيادي من بيتها الكائن في قرية «بيت فجار» شمال مدينة الخليل الى مكان عملها في السابعة والنصف صباحا وتعود في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، لم يحدث ان تجاوزت هذه الرتابة مطلقا. تقول امها ان عندليب غادرت البيت يوم الجمعة الماضي في الوقت المعتاد، لكنها وبعد ان خرجت من الباب عادت وقد علت وجهها ابتسامة عريضة، وقالت لأمها «هذا المساء سيأتي اناس لكي يطلبوا يدي منك، فأرجو ان تحتفي بهم بما يليق بمنزلتي عندك». ابتسمت الام ولم تأخذ كلام عندليب مأخذ الجد، اكتفت بأن حثتها على التحرك حتى لا تثقل على زميلتها التي تنتظرها على الباب. وعلى الرغم من ان عملية التفجير التي نفذتها عندليب قد تبنتها «كتائب شهداء الاقصى» الا ان احدا من الاهل يصر على ان هذه الفتاة ليس لها اي انتماء سياسي. وبهذه العملية تنضم عندليب الى كل من وفاء ادريس من رام الله اول امرأة فلسطينية تنفذ اول «عملية استشهادية» في القدس الغربية، قتل فيها اسرائيلي وجرح مائة وعشرون آخرون، وبعدها دارين ابو عيشة من نابلس التي نفذت عملية على مشارف مدينة القدس بالقرب من حاجز «مكابيم» وقد اصيب فيها ثلاثة من رجال الوحدة الخاصة في شرطة الحدود الاسرائيلية. وبعدها آيات الاخرس من مخيم «الدهيشة» التي نفذت عملية في القدس الغربية قتل فيها ثلاثة اسرائيليين وجرح سبعون آخرون. اما الرابعة فكانت الهام الدسوقي التي فجرت نفسها اثناء اقتحام قوات الاحتلال منزلها في مخيم جنين، وقد اسفرت العملية عن مقتل ضابطين وجرح عشرة آخرين. جدير بالاشارة الى ان جميع الانتحاريات الفلسطينيات عملن تحت راية «كتائب شهداء الاقصى» الجناح العسكري لحركة فتح. وقد يكون لهذا علاقة بعدم قبول بعض المرجعيات الروحية للحركات الاسلامية ان تقوم الفتيات «بتنفيذ عمليات استشهادية»، كما قال الشيخ احمد ياسين مؤسس حركة «حماس» الذي اشترط ان «تنفذ الفتاة العملية الاستشهادية بوجود محرم»، وهو الامر الذي أنكره العديد من المرجعيات الروحية في فلسطين والعالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق