الجمعة، 25 أغسطس 2017

أبو علي مصطفى - رجل في عين العاصفة - ABU ALI MUSTAFA - PFLP


زوجة ابو علي مصطفى تتحدث لـ وطن في ذكرى استشهاده: حسرتي مضاعفة استشهد وانا بعيدة

رام الله- وطن للأنباء - مي زيادة: الحديث مع ارملة الشهيد، اي شهيد، تدخلك في حالة وجدانية من الحزن والالم، ومهما شاطرتها المشاعر فلن توفيها حقها، فكيف اذا كان الحديث عن شهيد بقامة ابو علي مصطفي.
ختام صالح، رفيقة درب مصطفى الزبري، تقيم في عمان، وتتذكر كل دقيقة من حياتهما المشتركة والتي قطع حبلها صاروخ جوي اسرائيلي . "حياة مشتركة ، لكن وقت ابو علي لم يكن ملكه، او ملكنا،" تقول ام هاني ، فمهماته لا نهاية لها ولا يعرف متى تبدأ او متى تنتهي فقد كرس حياته لهذه المهام . وتضيف :"عندما استشهد ابو علي كنت في عمان، حصلت معي مشكلة في الارقام الوطنية والهوية ولم أكن أملك اي وثيقة تمكنني من العودة، فوقع خبر استشهاده كالصاعقة، وتضاعفت حسرتي وحزني، لاني لم اكن بقربه".
لم يزل الشهيد ابو علي مصطفى حاضرا بتاريخه وثورته في وجدان شعبه، بعد 15 عاما على اغتياله بطائرات الاحتلال، كما لم يغب عن بال زوجته التي تتذكر ايامها معه في المنافي قبل عودته الى فلسطين، منذ بداية رحلة الشتات في سوريا والضفة الغربية.

ليلة الاستشهاد: اجتاحني احساس بما سيحصل 

وتتابع القول: "كنت حزينة لأنني لم استطع ان اكون معه قبل الاستشهاد بيوم، فكنت قد وعدته بأن اكون معه وكأننا كنا نشعر بما سيحصل، ليلة الاستشهاد اتصل بي، وقال لي ان لم يعطوك جواز السفر عودي فورا الى الضفة، كنت انوي الذهاب الى الجسر حتى لو منعوني وارجعوني، كان لدي احساس انه يجب علي ان اراه، لم اتوقع ان يكون هذا النهار يوما مشؤوما في حياتي، كنت انتظر ردًا على جواز السفر لكني تلقيت خبر استشهاده بدلا عن ذلك.

فترة الاستقرار

تتحدث ام هاني لـ"وطن للأنباء" عن الشتات والغربة وعمل زوجها ابو علي الذي كان يحتّم عليه الغياب فترات طويلة عن عائلته، وتقول:" قبل ان اعيش في عمان عشنا مع ابو علي والاولاد في سوريا فترة طويلة جدا، وكانت هي الفترة التي يمكن أن اصفها بأنها كانت مستقرة نوعا ما، في البداية عندما كان الاولاد صغارًا كان غياب ابو علي  اكثر من تواجده معنا، وخاصة حين كنا نعيش في لبنان، كانت مراحل صعبة، ولكن بعد ان ذهبنا وعشنا في سوريا ، كان الاولاد في مراحل عمرية متقدمة وواعين نوعا ما ، كنا نجلس طويلاً كعائلة مجتمعين على طاولة الغداء، اذكر حديثه للأولاد عن فلسطين وعمله ، ذكريات كبيرة وكثيرة لازلت احتفظ بها في داخلي حتى أنني اذكر "البرندة" التي كنا نجلس فيها، كانت اياما جميلة وهي الفترة من عام 1983 - 1999.








عامان في الوطن هما الاجمل 

أشياء كثيرة ومواقف جميلة تذكرني به، فعندما عدنا الى الوطن، كانت فترة عامين فقط وهي من عام 1999 -2001 ، كانت اجمل بكثير من العمر الذي قضيناه في الشتات، عشناها بين أهلنا واقربائنا وفي أرضنا، مشينا في الطرقات التي كنا نحبها، استرجعنا ذكريات كثيرة وجميلة حينها.
الحمدلله على كل شيء وكل حال، اعتز باستشهاده وميته الشريفة، والتي يتمنى ان ينالها كثيرون.
وتضيف، اول عامين بعد استشهاده كنت ازور الضفة كثيرا وفي كل مناسبة، اخر مرة كنت فيها برام الله عام 2003 في ذكراه، حينها تعرضت لمضايقات على الجسر واقتحامات لبيتنا واعتداءات من جيش الاحتلال، ومن ذلك الوقت لم اعد الى الضفة.
ولأبو علي من الاولاد اثنان هما فادي الذي يعمل في ابو ظبي وهاني الذي يعمل طبيبا في عمان، ومن البنات له هالة متزوجة في باقة الغربية في الداخل المحتل، وهند متزوجة في سوريا وهيفا تعيش في امريكا ومتزوجة ايضا.
 ويصادف اليوم السبت، الذكرى الـ15 لاستشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، الذي قضى بصاروخ إسرائيلي أطلق على مكتبه في مدينة رام الله، وولد الشهيد في بلدة عرابة بمحافظة جنين عام 1938.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق