الجمعة، 19 مايو 2017

الغيلان البشرية....الى الصياد الشهيد محمد ماجد بكر...

بعينيها كانت تنادي
تمد اصابعها الصغيرة لتلمس وجنته الباردة
تماما كعودته من البحر
لم تمتد يده لتلامس خدها الصغير
لم ياتيها صباح اليوم بوجبة السمك الوفير
قالت الام ان الاب قدنزعت الغيلان منه الحياة
وشربوا دمه النازف
ليستمروا فبدون لعقهم للدماء تموت فيهم الحياة
لم تفهم الصغيرة ان الغيلان تقتل اباها وسط البحر
وانها بدل القرش تمتص دمه
ارتها الجدة صورة الغيلان البشرية
كانت سحناتهم مثل البشر
غير ان قتل ابيها احالهم في عينيها الى غيلان تمتص الدماء
ترامت من بين الجموع تحاول عناق والدها المسجى بين اغصان زيتون وعلم يحتضن تاريخ الالهة على الارض
هل ابتسم
هل فتح عينيه المفتوحتين على الافق الشاهق
هل قال لها عن سر رحيله في قافلة الشهداء الاتين بين حنايا الزمن وافق العشق اللامنتهي لفلسطين
اغمضت عينيها
صعدت في الفراغ اللامتناهي برمية خفيفة من والدها الشهيد
عند ارتدادها ارتمت على صدره
انصتت في سكون ابدي لوصيته الاخيرة
عندما رفعتها الايادي
كانت تحمل بندقية الشهيد
وقاربا يمخر البحار البعيدة
ليعود بسلة سمك حاولت الغيلان مصادرته دون جدوى







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق