عدنان الغول
عدنان الغول مخترع ومطور صاروخ البنا و قذيفة الياسين ورمانة حماس |
|
---|---|
|
|
الميلاد | 24 يوليو 1958 مدينة غزة. فلسطين |
الوفاة | 21 أكتوبر 2004 (46 سنة) مدينة غزة |
الجنسية | فلسطيني |
أعمال أخرى | مخترع |
الخدمة العسكرية | |
اللقب | أبو انتفاضة الأقصى |
الولاء | حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فلسطين |
الفرع | كتائب الشهيد عز الدين القسام |
الوحدة | وحدة التصنيع العسكري |
الرتبة | قائد وحدة |
المعارك | عديدة |
إصابات ميدانية | قطعت بعض أصابعه في تصنيع المتفجرات |
تعديل |
من صناعة كتائب القسام |
أسلحة قسامية |
---|
محتويات
- 1 كبير مهندسي القسام وأسطورة صواريخها
- 2 المولد والنشأة
- 3 تصنيع السلاح مع كتائب القسام
- 4 إختراعه لأول قنبلة يدوية فلسطينية
- 5 أبو صواريخ القسام والصواريخ الفلسطينية
- 6 فقد بعض أصابعه أثناء التصنيع
- 7 المرجعية والتصنيع
- 8 لم يتمكن من تشييع جثمان ابنه
- 9 في سجون السلطة الفلسطينية (حركة فتح)
- 10 محاولة الاغتيال بالسم في سجون السلطة الفلسطينية
- 11 رحلة جهاد ومطاردة
- 12 إغتياله وإستشهاده
- 13 قالوا عنه
- 14 سلاح قنص باسمه
- 15 مدرسة باسمه
- 16 مصادر ومراجع
كبير مهندسي القسام وأسطورة صواريخها
صاروخ القسام و قاذف الياسين و صاروخ البتار أبرز إبداعات عدنان الغول، الشهيد الذي رحل قبل تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ مضاد للطائرات " بصماته وآثاره باقية بقوة من خلال السلاح الذي يحمله مقاتلو كتائب القسام اليوم، يقارعون به الاحتلال، ليصبح ما ابتكره صدقة جارية له كما تقول حماس.المولد والنشأة
ولد في مدينة غزة يوم 24/7/1958م في مخيم الشاطئ، وقد كان المخيم يمثل اللبنة الأولي والهم الأول للقائد يحيى الغول في ظل الاحتلال والغطرسة الصهيونية الغاشمة.التسمية "يحيى" ام "عدنان"
حين عادت الأم تحمل وليدها يحيى إلى منزلهم في مخيم الشاطئ استقبلتهم أخته الكبرى زينب وسألتهم عن اسم المولود فأجابوا "يحيى" فرفضت الأخت إلا أن تسميه "عدنان" وطلبت منهم ذلك وأصرت على طلبها فقرر جميع أفراد الأسرة علي مناداته بعدنان استجابة لطلب أخته، على أن يبقي اسمه في الأوراق الرسمية "يحيى".ولد عدنان الغول لأبوين فلسطينيين، فأبوه المجاهد الكبير محمود جابر الغول "أبو خضر" الذي يعتبر رمزا من رموز المقاومة في قرية هربيا إحدى قري قضاء المجدل التي هاجروا منها عام 1948، وقد كان محمود الغول والحاج شوقي الغول من قادة المجاهدين، وعلى رأس الجيش الذي تصدي لقوات الاحتلال الغاشم عام 1948 واستطاعوا أن يلحقوا الخسائر بالجيش الصهيوني والبريطاني، وهذا ما جعل لوالد الشهيد عدنان الغول هيبة في كل القرى المجاورة.
والده مجاهد
عندما ولد عدنان كان والده يقبع في سجن غزة المركزي لدى القوات المصرية، التي أرهقها محمود جابر الغول بعملياته المستمرة ضد البريطانيين، فقرروا إعتقاله لمدة عام، وحين جاءوا بعدنان إليه في السجن تبسم وكان اللقاء الأول بينهما داخل قاعة سجن غزة المركزي.غادر محمود الغول قرية هربيا عام 1948 إلى مدينة غزة ومكث فيها حوالي شهرين في منزل متواضع للسيد أديب القيشاوي، وهو أحد أخوال أبي خضر، بعد ذلك انتقلت العائلة للعيش في مدينة رفح التي كان سكانها غير راضين عن استقبال اللاجئين لولا صرامة الغول الذي فرض البقاء بقوة على الأرض.
في ذلك العام كان المطر شديداً، والرياح قوية جداً، فالجميع يذكر الخيام التي طارت والثلوج التي حطت علي هذه البقعة الداكنة من الأرض، حتى أصبح الناس يسمون ذلك العام "عام الثلجة"، وبعد عامين أو أكثر قليلاً تركوا مدينة رفح متجهين إلي دير البلح، وفي تلك الفترة عمل الأب في تهريب (مواتير) الماء من قرية هربيا إلي أهالي المخيم، ويذكر إخوة أبي بلال ما حدث لأبيهم حيث عثر اليهود على أحد (المواتير) المهربة من قرية هربيا إلي مخيمات اللاجئين ليتم البحث عنه ومحاصرة منزله، واستطاع الفرار من المخيم إلي مدينة غزة.
تعليمه
انتقل الجميع بعد ذلك للعيش في النصيرات، واستطاع الأب أن يشتري قطعة كبيرة من الأرض في منطقة المغراقة التي عاش بها قائدنا طيلة حياته، رحمه الله، فقد حط الجمع رحالهم عام 1965 في منطقة وادي غزة واستقروا هناك إلي يومنا هذا.درس الشيخ عدنان الغول السنتين الأولى والثانية من المرحلة الابتدائية في المدرسة العتيقة بمخيم الشاطئ، ويذكر الجميع ما حدث لعدنان في يومه الأول من المدرسة، فقد كاد أن يموت لولا رعاية الله وحده، فحين غادر المدرسة في يومه الأول لم يتجه للمنزل فوراً لكنه قرر الذهاب إلي بحر المخيم وظل يسبح فترة من الزمن وعندما عاد إلي المنزل ضربته أمه وغسلته بالماء، و حدث بعد ذلك أن الفتي عدنان مرض مرضاً شديداً اضطر أهله أن يحملوه إلي مستشفي دار الشفاء، وهناك مكث حوالي ثلاثة أيام بسبب نزلة حادة ألمت به وتحولت بعد ذلك إلي حمى شوكية، وفي اليوم الرابع أخبرهم الطبيب بأنه في الأربع والعشرين ساعة القادمة سيتحدد مصير الطفل الغول ، فإما أن يموت وهو الاحتمال الأرجح، وإما أن يصاب بالشلل، أو يفيق دون شيء وهو احتمال ضعيف ،لكن لاشيء يقف أمام قدرة الله عز وجل وأفاق الطفل في يومه الرابع نشيطاً سليماً معافى، إلا أن أذنه اليسرى ظلت تؤلمه حتى استشهاده رحمه الله، فقد كان لا يسمع بها كثيرا بسبب الالتهاب الذي ألم به جراء تلك الحادثة.
مخترع منذ الصغر
وانتقل بعد ذلك للعيش مع أسرته في المغراقة، فأكمل دراسته الابتدائية هناك في مدرسة ذكور النصيرات الابتدائية "ج"، ثم درس المرحلة الإعدادية أيضا ًفي مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية "ب"، وكان ذا طبيعة هادئة رزينة، لكنه كان في منزله عكس ذلك تماماً، فكان يحب اللعب وخصوصاً بالسلاح الخشبي و القنابل التي يكونها من الرمل.يتحدث عن ذلك أخوه محمد الذي كان دائما يلاحظ حب الفتي عدنان للبحث واكتشاف مواد بسيطة متفجرة، فيخترع مواد عادية من أعواد الثقاب ترعب أهل المنزل الذين كانوا دائماً خائفين على ولدهم أن يؤذي نفسه، وكان أحيانا لا ينام تفكيراً في كيفية تصنيع سلاح صغير مناسب له.
مع شباب المساجد
في تلك الفترة بدأت ميوله الإسلامية تظهر من خلال إلتزامه بمسجد بلال، أحبه جميع شباب المسجد، وكان مطيعاً هادئا ودودا باشاً في وجه الجميع.وذات صباح كان الشاب عدنان مغادراً المسجد مع أخيه عمر والمعتقل الآن لدى قوات الاحتلال منذ عام 1987م، ووجدا على شاطئ بحر النصيرات عجلاً مطاطياً ممتلئاً بالمخدرات، أخذه عدنان وأخوه وأحرقاه في مزرعتهم في منطقة المغراقة، رغم أنهما كانوا قادرين على بيعه وتخفيف المعاناة التي حلت بهم تلك الفترة فقد كانوا في وضع سيئ لا يحسدون عليه.
ذكي
التحق عدنان بعد ذلك بمدرسة خالد بن الوليد الثانوية في النصيرات عام 1976، وكان من أفضل الطلاب وأذكاهم على الإطلاق خصوصاً في مادتي الفيزياء والكيمياء، وكان يتمتع بحب مدرسيه وزملائه الذين يغبطونه لذكائه، وكان في تلك المرحلة من أبرز الدعاة إلى الالتزام بتعاليم الإسلام، والالتفاف للدين الإسلامي.رياضي
وكان في ذلك الوقت يمارس هوايته المفضلة وهي لعبة كمال الأجسام، فتدرب مع بعض إخوانه من مسجد بلال والجمعية الإسلامية في أحد النوادي بتلك المنطقة.وفاة والده
في يوم 2/2/1977 فجع عدنان بوفاة أبيه الذي أصيب بجلطة في الدماغ، وحزن حزناً شديداً لموت الرجل الذي علمه معنى العزة والجهاد، والذي أخذ بيده نحو النور، وأصيب جراء ذلك بصدمة فقد كان يعتبر والده رمزاً له في بطولاته وجهاده ضد المحتلين التي طالما ترنم بها لأصحابه وأحبابه.العودة من جامعات إسبانيا
وبعد نجاحه في الثانوية العامة وتفوقه فيها قرّر جميع إخوانه إرساله إلي خارج فلسطين لإتمام دراسته الجامعية، إلا أنه رفض ذلك العرض متمسكاً بتراب الوطن، لكن إصرار الأهل جعله يلين، فسافر في نهاية عام 1979 إلى إسبانيا لنيل درجة البكالوريوس في علم الكيمياء، لكن ما أن مرت فترة قصيرة حتى أحاطه الملل من كل جانب، ولم يعجبه الأمر كثيراً، فقرر العودة إلى غزة، وبعد شهرين فقط عاد شوقاً وحنيناً إلي أزقة المخيم ودروبه التائهة، وظل يصلي حتى كلّت قدماه، كأنه ارتكب خطيئة بسفره إلي خارج فلسطين.ثم مر وقت طويل وقرر الزواج، وكان له ما أراد.
تصنيع السلاح مع كتائب القسام
بدأ عمله في إعداد وتصنيع السلاح من الصفر، ومنذ أول تجربة أجراها كان لديه إصرار غير عادي على أن تمتلك المقاومة الفلسطينية السلاح، وبكل تواضع كان يتحرك بين خلايا المجاهدين حاملاً حقيبته.صاحب الحقيبة
مجاهد قسامي من أوائل الذين عملوا مع الشهيد عدنان الغول يقول عن حقيبة المهندس التي لم تكن تفارقه: «كان يضع فيها دائما ساعة فحص وأسلاكاً وأدوات كهربية، منذ بداية علاقتي به عام 1988م كان رحمه الله يحرص علي تدريبنا على ما يعرفه، كان شعلة نشاط لاتكل، وبدأ يذيع صيته في صفوف الخلايا التي يتعامل معها، حتى أصبح المرجعية في مجال التصنيع والسلاح في كتائب القسام، بل مرجعية المقاومة الفلسطينية فيما بعد.»إختراعه لأول قنبلة يدوية فلسطينية
أما النقلة النوعية في مجال السلاح التي تمكن الشهيد الغول من تحقيقها فكانت في إعداد أول قنبلة يدوية، حيث اجتهد في تشكيل مادة ال TNT التي كان يضعها في كاس حتى تأخذ شكل القنبلة، ورغم شح وضعف الإمكانيات المتوافرة إلا أنه تمكن من تصنيع عدد من القنابل. عرفت القنبلة اليدوية لاحقاً باسم (رمانة حماس) .أحد مقاتلي كتائب القسام يقول:«القنابل اليدوية كانت بمثابة البذرة لكافة الأسلحة المصنعة محلياً بعد ذلك، وأبو بلال كان أول من أقام مصنعاً لإنتاج القنابل اليدوية، التي عمل على تطويرها ـ في وقت لاحق ـ بشكل فني وحرفي جعل إنتاج حماس من القنابل اليدوية يضاهي الأنواع الأخرى من القنابل المعروفة» .
و من الأسلحة التي عمل عليها من البداية قذائف الأنيرجا، حيث أجرى تجارب لهذا السلاح قبل انتفاضة الأقصى، واستطاع أن ينتج منه لاحقاً آلاف القذائف.
أبو صواريخ القسام والصواريخ الفلسطينية
إختراع صاوخ البنا
الشهيد عدنان الغول انطلق بعد ذلك في تصنيع السلاح، فانتقل إلى تصنيع قذائف الهاون، ثم عمل على مشاريع القذائف المضادة للدروع، فصنع صاروخ البنا، ثم انتقل إلى محطة في غاية الأهمية في سيرته الجهادية من خلال تصنيع صواريخ القسام على مختلف أبعاد مداها، حيث استحق لقب "أبو صواريخ القسام"، وقد جد في تحسين قدراتها خلال العامين الأخيرين من حياته وتفادي الأخطار التي يمكن أن تصيب المجاهدين، والمتمثلة في الطائرات الصيونية التي كانت تستهدفهم، وبعدما كان يتم الإطلاق عن طريق الدائرة الكهربية التقليدية من خلال السلك تمكن الشهيد أبو بلال من تحويل الدائرة للعمل من خلال التوقيت، حيث يتم تحديد وقت الإطلاق وينصرف المقاومون من المكان، وبهذا لا تتمكن الطائرات من اصطيادهم.تطويره القذائف المضادة للدروع
ثم واصل أبو بلال عمله في مجال الصواريخ، ولكن في اتجاه القذائف المضادة للدروع، فتمكن من تصنيع صاروخ البتار الذي استخدمه المقاتلون في الاجتياحات، وحقق نتائج جيدة في مواجهة قوات الاحتلال.أما أهم المشاريع التي تمكن من إنجازها قبل استشهاده ـ وظهرت بشكل متميز في تصدي المقاومة الفلسطينية للعدوان الصهيوني علي شمال القطاع ـ فهو سلاح الياسين، وهو مأخوذ عن فكرة آر بي جي 2 وقد كان هذا السلاح فعالاً في المعركة، ومكن المجاهدين من خوض اشتباكات ومعارك مع آليات الاحتلال أعطبت العديد منها.
ومن أقواله عن قاذف الياسين:
«لن يهدأ لي بال حتى يغرق قطاع غزة بهذا السلاح.»
إعداده لفكرة الصاروخ المضاد للطائرات
وأما المشروع الطموح الذي كان يعد له قبل استشهاده فكان مشروع الصاروخ المضاد للطائرات وهو ما لم يتمكن من إتمامه، وكان مصمماً على تصنيع سلاح يواجه هذه الطائرات.فقد بعض أصابعه أثناء التصنيع
وكان الشهيد عدنان الغول دائما قريباً من الخطر والشهادة، لأن الخطأ الواحد في عمله معناه الموت، وقد أصيب بالفعل في إحدى تجاربه حيث انفجر صاعق في يده مما أدى إلي فقدانه عدداً من أصابع يده.المرجعية والتصنيع
أطلقوا على الشهيد الغول أيضاً "أبو انتفاضة الأقصى" التي صنع أسلحتها ووصلت لمختلف الفصائل والمقاتلين، كما اشتهرت وانتشرت مقولة في أوساط مجاهدي القسام: إن "أبو بلال" يستطيع أن يصنع المتفجرات من الرمل.درّس مئات المهندسين في التصنيع العسكري
لقد كان المرجعية الأولى في مجال الهندسة والتصنيع، حيث ترك خلفه مؤسسة من مئات المهندسين في التصنيع العسكري وعن ذلك يقول أبو عبيدة المتحدث في كتائب الشهيد عز الدين القسام: «إن الشهيد القائد عدنان الغول ترك بصمات كبيرة، وخرج المئات من المهندسين القساميين الذين سيواصلون الطريق من بعده، وهم علي أهبة الاستعداد أن يخلفوا قائدهم»، وأضاف أبو عبيدة:" الشهيد أبو بلال هو كبير المهندسين القساميين، وهو العقل المدبر الذي يقف وراء عشرات المشاريع العسكرية التي كان آخرها "قاذف الياسين"، وهو سلاح مضاد للدروع استخدم في رد العدوان على شمال قطاع غزة وأثبت فعاليته.لم يتمكن من تشييع جثمان ابنه
أبو بلال لم يتمكن من تشييع جثمان فلذة كبده البكر بلال لدواعٍ أمنية، كما عايش الموقف نفسه بعد استشهاد ابنه الأصغر محمد البالغ 15 عاماً، والذي استشهد في قصة لا تقل بطولة عن أخيه عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزل الغول الواقع في المغراقة.في سجون السلطة الفلسطينية (حركة فتح)
تعرض القائد أبو بلال للاعتقال عدة مرات من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية التابعة لحركة فتح، حيث تمكن من الهرب من سجن السرايا عام 1998 ليعاود مشاريعه العسكرية، كما تمكن من الهرب مرة أخرى عن طريق خداع سجانيه.المخابرات الفلسطينية تعذب ابنه الطفل
وعمدت المخابرات الفلسطينية التابع لفتح إلى اختطاف ابنه بلال و كان عمره 12 عاما، وعذبوه عذاباً شديداً كي يبوح بمكان والده، وليشكل ذلك ضغطا علي الغول ليسلم نفسه، إلا أن ذلك لم يفت في عضد "أبو بلال" .محاولة الاغتيال بالسم في سجون السلطة الفلسطينية
قوات الاحتلال الإسرائيلية التي استشعرت الخطر القادم علي يدي هذا الرجل استنزفت كثيراً في البحث عنه ومطاردته، إلى أن جاءت أجهزة السلطة الفلسطينية التابعة لحركة فتح وتم اعتقاله مرتين، تعرض خلال إحداهما لمحاولة إغتيال عن طريق دس قوات الاحتلال السم له في السجن، حيث قام أحد ضباط الجهاز الأمني ـويعتقد أنه كان عميلاـ بتقديم فنجان من القهوة خلال لقاء له معه في السجن، إلا أن "أبو بلال" عندما وجد أن العميل لم يشرب من فنجانه سكب القهوة ورفض أن يشربها إلى أن قام الضابط العميل بتناول فنجانه وشرب منه، حينها شرب الشهيد القائد، ولكن مخطط الأعداء الخبيث مر، حيث كان السم موضوعا في الفنجان وليس في القهوة وهو سم يسري مفعوله بعد ثلاثة أيام، ولولا قيام "أبو بلال" بسكب الفنجان في المرة الأولى التي أدت إلى تقليل كمية السم لنجحت عملية الاغتيال.وقد أدى تراجع حالته الصحية بعد ذلك جراء السم إلى عجز الأطباء عن علاجه، إلى أن تمكنت امرأة بدوية من علاجه بطب الأعشاب، مما أوقف تدهور حالته الصحية، إلا أن آثار السم بقيت في جسده حتى يوم استشهاده.
رحلة جهاد ومطاردة
كان مطارداً لأكثر من 18 عاماً من قبل جيش ومخابرات الاحتلال .في الانتفاضة الأولى
بدأ أبو بلال نشاطه العسكري في وقت مبكر، وهو فتى لم يتجاوز العشرين عاماً، حيث استأذن قيادته قبل إندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987م بالقيام بعمل جهادي، لأن الحركة لم تكن اتخذت قرارها بخوض العمل العسكري علي نطاق واسع، فأذنت له، وشكل مجموعة عسكرية، ونفذ عمليات طعن لجنود الاحتلال دون الإعلان عنها، إلى أن انكشف أمر المجموعة في العام 1987 بعد اعتقال أحد أفرادها وهو شقيقه فتمكن أبو بلال من الخروج من قطاع غزة إلى الخارج، وعاد إلي أرض فلسطين في أوائل التسعينيات ليستأنف نشاطه العسكري.في عمليات الثأر المقدس
لقد كان لأبي بلال دور بارز في عمليات الثأر للمهندس الأول في الحركة الشهيد يحيي عياش، كما أشرف على تنفيذ العشرات من العمليات الاستشهادية لكونها مرتبطة بعمله، كما كان معروفاً عن الغول الحس الأمني العالي وهو ما جعله ينجح في الإفلات من الاحتلال 18 عاما.استشهاد ابنه وابن أخيه اثناء الدفاع عن منزله
وعندما حاولت قوات جيش الاحتلال الصهيوني إقتحام منزله وجدته محاطاً بالألغام والمتفجرات، ودخلت في معركة حقيقية مع محمد ابن القائد "أبو بلال" وابن أخيه وزوج ابنته عمران اللذين استشهدا في المعركة، حيث قتل وأصيب عدد من الجنود بقيت أشلاء بعضهم لدى عائلة الغول.لقد كان أبو بلال مضطراً للتنقل في السيارات لمتابعة مشاريعه الجهادية، لأنه لا يقدر على المشي لمسافات طويلة نتيجة معاناته الصحية منذ محاولة اغتيال سابقة له بالسم.
إغتياله وإستشهاده
أستشهد عدنان الغول و رفيقه القائد عماد عباس (وكلاهما من أهم خبراء المتفجرات وتصنيع صواريخ القسام) في قصف صاروخي غادر من إحدى طائرات العدو الصهيوني الغاشم للسيارة التي كانا يستقلانها في مدينة غزة مساء يوم الخميس السابع من رمضان 1425هـ 21/10/2004م. مما شكل خسارة فادحة للمقاومة الفلسطينية؛ لأن كليهما من القادة الميدانيين، المصنعين للمتفجرات، والمبتكِرين للصواريخ القسامية الفعالة في حرب تحرير غزة.بيان كتائب القسام عقب الاغتيال
«(
وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا
وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا
اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )
بيان عسكري صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام قائد جديد يترجل
والموت للأعداء قادم رحيل كبير المهندسين بعد أن خرج مئات المهندسين
القساميين
يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية.. يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد.. لا تزال الدماء القسامية الطاهرة تروي أرض فلسطين المباركة ، ولا يزال المجاهدون الأبطال يتوافدون إلى جنان الله مضرجين بدمائهم، تفوح منهم رائحة المسك الزكية، يعبدون الطريق بأشلائهم ، يزرعونها صبراً واحتساباً و يروونها بالدماء الطاهرة الزكية لتنبت بعد ذلك نصراً وتمكينا بإذن الله تعالى. تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام اثنين من قادتها الميامين الذين أفنوا سني أعمارهم جهدا وجهاداً ، لا تلين لهم قناة ولا تهن لهم عزيمة ولا تكسر لهم شوكة وإن امتد جهادهم عبر السنين :
الشهيد القسامي القائد الكبير / يحيى (عدنان) محمود جابر الغول (أبو بلال)
46 عاماً من منطقة المغراقة
أحد القيادات القسامية الكبيرة وكبير مهندسي تصنيع المتفجرات في كتائب القسام خلال انتفاضة الأقصى وما قبلها طور فيها مع إخوانه في كتائب القسام الصناعات العسكرية ونفذ العديد من المشاريع في مجال التصنيع كان آخرها قاذف الياسين المضاد للدروع. والمطارد لقوات الاحتلال الصهيونية لما يزيد على 18 عاماً مسطراً أسطورةً تاريخية من الصمود في وجه الاحتلال بعد أن قدم اثنين من أبنائه شهداء في أكثر من محاولة لاغتياله واعتقال ابنه الثالث.
والشهيد القسامي القائد / عماد محمود عيد عباس (أبو أحمد)
31 عاماً من حي الدرج
بعد أن قدم تاريخاً مشرفاً في الجهاد والمقاومة
والذين استشهدا في قصف صاروخي غادر من إحدى طائرات العدو الصهيوني الغاشم للسيارة التي كانا يستقلانها في مدينة غزة مساء اليوم الخميس السابع من رمضان 1425هـ 21/10/2004م. إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام نؤكد أن المئات من مهندسي القسام سيواصلون الدرب من خلف قائدهم ونطمئن شعبنا وأمتنا أن الصناعات العسكرية لدى كتائب القسام لن تتأثر برحيل القائد الكبير الذي خرج مئات الاستشهاديين وقدم عشرات المشاريع في تطوير الأسلحة القسامية. وبأن خسارة شعبنا والمقاومة في القائدين يحيى الغول وعماد عباس كبيرة ولكن طريق الجهاد والمقاومة بحاجة إلى تضحيات وستكون هذه الدماء الزكية هي ضريبة النصر والتمكين بإذن الله تعالى وعزاؤنا أن الشهيد خلّف من بعده تراثاً عسكرياً كبيرا سيتواصل وسيتمر بإذن الله. ونؤكد بأن العدو الصهيوني الغاشم قد ارتكب حماقة عظيمة باغتياله لقادتنا القساميين، وسيعرف مدى حماقته في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الخميس 07 رمضان 1425هـ
الموافق 21/10/2004م
الساعة 23:10»
يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية.. يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد.. لا تزال الدماء القسامية الطاهرة تروي أرض فلسطين المباركة ، ولا يزال المجاهدون الأبطال يتوافدون إلى جنان الله مضرجين بدمائهم، تفوح منهم رائحة المسك الزكية، يعبدون الطريق بأشلائهم ، يزرعونها صبراً واحتساباً و يروونها بالدماء الطاهرة الزكية لتنبت بعد ذلك نصراً وتمكينا بإذن الله تعالى. تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام اثنين من قادتها الميامين الذين أفنوا سني أعمارهم جهدا وجهاداً ، لا تلين لهم قناة ولا تهن لهم عزيمة ولا تكسر لهم شوكة وإن امتد جهادهم عبر السنين :
الشهيد القسامي القائد الكبير / يحيى (عدنان) محمود جابر الغول (أبو بلال)
46 عاماً من منطقة المغراقة
أحد القيادات القسامية الكبيرة وكبير مهندسي تصنيع المتفجرات في كتائب القسام خلال انتفاضة الأقصى وما قبلها طور فيها مع إخوانه في كتائب القسام الصناعات العسكرية ونفذ العديد من المشاريع في مجال التصنيع كان آخرها قاذف الياسين المضاد للدروع. والمطارد لقوات الاحتلال الصهيونية لما يزيد على 18 عاماً مسطراً أسطورةً تاريخية من الصمود في وجه الاحتلال بعد أن قدم اثنين من أبنائه شهداء في أكثر من محاولة لاغتياله واعتقال ابنه الثالث.
والشهيد القسامي القائد / عماد محمود عيد عباس (أبو أحمد)
31 عاماً من حي الدرج
بعد أن قدم تاريخاً مشرفاً في الجهاد والمقاومة
والذين استشهدا في قصف صاروخي غادر من إحدى طائرات العدو الصهيوني الغاشم للسيارة التي كانا يستقلانها في مدينة غزة مساء اليوم الخميس السابع من رمضان 1425هـ 21/10/2004م. إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام نؤكد أن المئات من مهندسي القسام سيواصلون الدرب من خلف قائدهم ونطمئن شعبنا وأمتنا أن الصناعات العسكرية لدى كتائب القسام لن تتأثر برحيل القائد الكبير الذي خرج مئات الاستشهاديين وقدم عشرات المشاريع في تطوير الأسلحة القسامية. وبأن خسارة شعبنا والمقاومة في القائدين يحيى الغول وعماد عباس كبيرة ولكن طريق الجهاد والمقاومة بحاجة إلى تضحيات وستكون هذه الدماء الزكية هي ضريبة النصر والتمكين بإذن الله تعالى وعزاؤنا أن الشهيد خلّف من بعده تراثاً عسكرياً كبيرا سيتواصل وسيتمر بإذن الله. ونؤكد بأن العدو الصهيوني الغاشم قد ارتكب حماقة عظيمة باغتياله لقادتنا القساميين، وسيعرف مدى حماقته في الوقت المناسب وبالكيفية المناسبة.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الخميس 07 رمضان 1425هـ
الموافق 21/10/2004م
الساعة 23:10»
قالوا عنه
يقول مجاهد قسامي:" لقد تميز بطيبته الغير الطبيعية، لكنه كان شخصية نادرة، كان حريصاً علي أن يحتضن إخوانه ويجمعهم في كل الظروف".أحد المجاهدين الذين عرفوه يقول: بعد استشهاد ابنه بلال التقيته وسألته عن شعوره وهو يري ابنه يستشهد أمام عينيه، بعدما قصفت طائرة الأباتشي السيارة التي كان يستقلها بدل أبيه، وإذ بالقائد يقهقه ضاحكا ردا علي السؤال، وقال رحمه الله: نحن نتمناها قبله.
ويضيف المجاهد القسامي لقد كان الغول صاحب دعابة ودائم الضحك.
يقول أحد المجاهدين: "لقد قال لنا أبو بلال قبل استشهاده بأيام إنه لم يبق عنده علم إلا وأعطاه، ولم يبق في جعبته سهم إلا ورماه، وبقي أن ألقى الله شهيدا بإذن الله ".
ويقول مجاهد آخر: "لقد حذرت أبا بلال في الفترة الأخيرة لكثرة تنقلاته إلا أنه قال :"إنني الآن لا يهمني إن قتلت لأني قد وضعت أمانة العلم في أعناق المئات من المجاهدين، وأصبح كل واحد منهم أبا بلال.
سلاح قنص باسمه
حيث كرمته كتائب الشهيد عز الدين القسام عام 2014 بتسمية سلاح مصنع محليا للقناص باسمه وهي بندقية القنص غول، تخليدًا لإنجازاته التي حققها من خلال توليه قيادة وحدة التصنيع في الكتائب.[3]مدرسة باسمه
في عام 2012 افتتح رئيس الوزراء إسماعيل هنيه مدرسة الشهيد عدنان الغول في جنوب غزة، حيث هنأ أهالي المنطقة ووزارة التربية والتعليم بهذا الانجاز المهم، لا سيما وان المنطقة بحاجة ماسة لمدرسة أساسية في هذا المكان. وترحم هنية على الشهيد عدنان الغول وكل الشهداء الأبرار، موضحا ان المدرسة تحمل أهمية المكان والمكانة والمقام والقامة، مبينا ان الشهيد الغول مجاهد من نوع خاص ومن العلامات الفارقة في تاريخ المقاومة حيث جاهد في وقت عصيب، مشيدا بعائلة الغول المجاهدة الكريمة.[4]................
الشهيد عدنان الغول.. أسطورة تصنيع سلاح المقاومة الفلسطينية
04/08/2014 03:59 م
سجل
الشهيد القائد المهندس عدنان الغول -أبو بلال- العديد من بطولات التي لم
تنتهِ حتى بعد استشهاده، حيث كرمته كتائب الشهيد عز الدين القسام بتسمية
سلاح مصنع محليا للقناص باسمه، تخليدًا لإنجازاته التي حققها من خلال توليه
قيادة وحدة التصنيع في الكتائب.
ولقّب
الغول، والذي ولد بمخيم الشاطئ عام 1958 واستشهد عام 2004، بكبير مهندسي
كتائب القسام، حيث استطاع أن ينقل المقاومة الفلسطينية نقلة نوعية من خلال
تصنيع أسلحتها محليا في ظل الحصار المفروض وشح السلاح الذي يقاومون به أقوى
ترسانة أسلحة في الشرق الأوسط، وكان من أبرز إبداعاته القسام والياسين
والبتار، فيما رحل قبل تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ مضاد للطائرات.
وكان
الشهيد قد بدأ عمله في إعداد وتصنيع السلاح من الصفر، ومنذ أول تجربة
أجراها كان لديه إصرار غير عادي على أن تمتلك المقاومة السلاح، وبكل تواضع
كان يتحرك بين خلايا المجاهدين حاملًا حقيبته، والتي قال عنها مجاهدو
القسام: "كان يضع فيها دائما ساعة فحص وأسلاكًا وأدوات كهربية".
أما
النقلة النوعية في مجال السلاح التي تمكن الشهيد الغول من تحقيقها فكانت في
إعداد أول قنبلة يدوية، حيث اجتهد في تشكيل مادة TNT التي كان يضعها في
كأس حتى تأخذ شكل القنبلة، ورغم شح وضعف الإمكانات المتوافرة إلا أنه تمكن
من تصنيع عدد من القنابل.
وانتقل
الشهيد إلى تصنيع سلاح جديد على المقاومة الفلسطينية وهو الصواريخ، حيث قام
بتصنيع قذائف الهاون، ثم عمل على مشاريع القذائف المضادة للدروع، فصنع
صاروخ البنا، ثم انتقل إلى محطة في غاية الأهمية في سيرته الجهادية من خلال
تصنيع صواريخ القسام على مختلف أبعاد مداها، فلقب بـ"أبو صواريخ القسام"،
والتي جد في تحسين قدراتها في العامين الأخيرين وتفادي الأخطار التي يمكن
أن تصيب المجاهدين، والمتمثلة في طائرات الاحتلال التي كانت تستهدفهم.
وتمكن
الشهيد أبو بلال من تحويل الدائرة للعمل من خلال التوقيت، بعدما كان يتم
الإطلاق عن طريق الدائرة الكهربية التقليدية من خلال السلك، حيث أصبح يتم
تحديد وقت الإطلاق وينصرف المقاومون من المكان، وبهذا لا تتمكن الطائرات من
اصطيادهم.
وواصل
أبو بلال عمله في مجال الصواريخ، ولكن في اتجاه القذائف المضادة للدروع،
فتمكن من تصنيع البتار الذي استخدمه المقاتلون في الاجتياحات، وحقق نتائج
جيدة في مواجهة قوات الاحتلال.
أما أهم
المشاريع التي تمكن من إنجازها قبل استشهاده -وظهرت بشكل متميز في تصدي
المجاهدين للعدوان على شمال القطاع- فهو سلاح الياسين، وهو مأخوذ عن فكرة
آر بي جي 2 وقد كان هذا السلاح فعالا في المعركة، ومكن المجاهدين من خوض
اشتباكات ومعارك مع آليات الاحتلال أعطبت العديد منها.
أما
المشروع الطموح الذي كان يعد له قبل استشهاده فكان مشروع الصاروخ المضاد
للطائرات وهو ما لم يتمكن من إتمامه، وكان مصممًا على تصنيع سلاح يواجه هذه
الطائرات.
وكان
الشهيد عدنان الغول دائما قريبًا من الخطر والشهادة، لأن الخطأ الواحد في
عمله معناه الموت، وقد أصيب بالفعل في إحدى تجاربه؛ حيث انفجر صاعق في يده
مما أدى إلى فقدانه بعض أصابعه.
وأطلق
أيضا على الشهيد الغول أيضًا "أبو انتفاضة الأقصى" التي صنع أسلحتها ووصلت
لمختلف الفصائل والمقاتلين، واشتهر بين المقاومة الفلسطينية بأنه أسطورة،
انتشرت مقولة في أوساطهم: إن أبو بلال يستطيع أن يصنع المتفجرات من الرمل.
ويعتبر
المرجعية الأولي في مجال الهندسة والتصنيع للكتائب، حيث ترك خلفه مؤسسة من
مئات المهندسين في التصنيع العسكري، الذين كانوا أبطال حرب العصف المأكول
الدائرة بين كتائب المقاومة والاحتلال الصهيوني.
وحاولت
إسرائيل اغتيال الغول عدة مرات، حتى نجحت في ذلك ليلة الجمعة 22 –10-2004،
وذلك بعد أن استهدفت طائرة استطلاع بصاروخين على الأقل سيارة كانت تسير في
شارع يافا وسط مدينة غزة، أسفر عن استشهاد القائد في كتائب القسام عدنان
الغول "أبو بلال" وكبير المهندسين وإصابة عدد آخر من المارة بجراح مختلفة.
......................
عدنان الغول.. شهيد القسام الذي قنصت بندقيته عشرات الصهاينة
عشية
يوم الجمعة الثامن من رمضان 1425هـ ، الموافق 22 أكتوبر 2004، دوى انفجار
كبير هز مدينة غزة، وعلت بعده أصوات المآذن في القطاع تزف إلى جنان ربها
الشهيد القسامي المهندس عدنان الغول الذي تكالبت على سيارته الطائرات
"الزنانة" (بدون طيار) بالصواريخ.. وصلت جثة الغول متفحمة تماما، وكان من
الصعب التعرف عليها، لكن الغول فاجأ جند الاحتلال الصهيوني من جديد عندما
قنصت المقاومة ببندقيتها "غول" عشرات الجنود الصهاينة خلال العدوان الأخير.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام
مؤخرا عن تصنيعها محليا بندقية قناصة جديدة "غول" عيار 14.5 بمدى قاتل
يتجاوز الكيلومترين استخدمتها في قنص عشرات الجنود الصهاينة خلال العدوان
الأخير على قطاع غزة، وأطلقت عليها هذا الاسم تيمنا بالشهيد القسامي
المهندس عدنان الغول الذي "أسطورة تصنيع سلاح المقاومة الفلسطينية" استطاع
أن ينقل المقاومة الفلسطينية نقلة نوعية من خلال تصنيع أسلحتها محليا في ظل
الحصار المفروض وشح السلاح الذي يقاومون به أقوى ترسانة أسلحة في الشرق
الأوسط، وكان من أبرز إبداعاته القسام والياسين والبتار، فيما رحل قبل
تحقيق حلمه بتصنيع صاروخ مضاد للطائرات.
ولد الغول بمخيم الشاطئ عام 1958 واستشهد عام 2004، وبدأ عمله في إعداد وتصنيع السلاح من الصفر، وحمل قناعة بضرورة أن تمتلك المقاومة السلاح دون أن تعتمد في ذلك على أحد، وبكل تواضع كان يتحرك بين خلايا المجاهدين حاملًا حقيبته، والتي قال عنها مجاهدو القسام: "كان يضع فيها دائما ساعة فحص وأسلاكًا وأدوات كهربية".
أما النقلة النوعية في مجال السلاح التي
تمكن الشهيد الغول من تحقيقها فكانت في إعداد أول قنبلة يدوية من صنع
المقاومة، حيث اجتهد في تشكيل مادة TNT التي كان يضعها في كأس حتى تأخذ شكل
القنبلة، ورغم شح وضعف الإمكانات المتوافرة إلا أنه تمكن من تصنيع عدد من
القنابل.
أبو صواريخ القسام
وانتقل الشهيد إلى تصنيع سلاح جديد على
المقاومة الفلسطينية وهو الصواريخ، حيث قام بتصنيع قذائف الهاون، ثم عمل
على مشاريع القذائف المضادة للدروع، فصنع صاروخ البنا، ثم انتقل إلى محطة
في غاية الأهمية في سيرته الجهادية من خلال تصنيع صواريخ القسام على مختلف
أبعاد مداها، فلقب بـ "أبو صواريخ القسام"، والتي جد في تحسين قدراتها في
العامين الأخيرين وتفادي الأخطار التي يمكن أن تصيب المجاهدين، والمتمثلة
في طائرات الاحتلال التي كانت تستهدفهم.
وتمكن الشهيد أبو بلال من تحويل الدائرة
للعمل من خلال التوقيت، بعدما كان يتم الإطلاق عن طريق الدائرة الكهربية
التقليدية من خلال السلك، حيث أصبح يتم تحديد وقت الإطلاق وينصرف المقاومون
من المكان، وبهذا لا تتمكن الطائرات من اصطيادهم.
وواصل أبو بلال عمله في مجال الصواريخ،
ولكن في اتجاه القذائف المضادة للدروع، فتمكن من تصنيع البتار الذي استخدمه
المقاتلون في الاجتياحات، وحقق نتائج جيدة في مواجهة قوات الاحتلال.
أما أهم المشاريع التي تمكن من إنجازها
قبل استشهاده -وظهرت بشكل متميز في تصدي المجاهدين للعدوان على شمال
القطاع- فهو سلاح الياسين، وهو مأخوذ عن فكرة آر بي جي 2 وقد كان هذا
السلاح فعالا في المعركة، ومكن المجاهدين من خوض اشتباكات ومعارك مع آليات
الاحتلال أعطبت العديد منها.
أما المشروع الطموح الذي كان يعد له قبل
استشهاده فكان مشروع الصاروخ المضاد للطائرات وهو ما لم يتمكن من إتمامه،
وكان مصممًا على تصنيع سلاح يواجه هذه الطائرات.
مؤسسة تدريب المهندسين
وأطلق أيضا على الشهيد الغول أيضًا "أبو
انتفاضة الأقصى" التي صنع أسلحتها ووصلت لمختلف الفصائل والمقاتلين، واشتهر
بين المقاومة الفلسطينية بأنه أسطورة، انتشرت مقولة في أوساطهم: إن أبو
بلال يستطيع أن يصنع المتفجرات من الرمل.
ويعتبر الغول المرجعية الأولي في مجال
الهندسة والتصنيع للكتائب، حيث ترك خلفه مؤسسة من مئات المهندسين في
التصنيع العسكري، الذين كانوا أبطال حرب العصف المأكول الدائرة بين كتائب
المقاومة والاحتلال الصهيوني.
وفي ليل الجمعة 22 –10-2004، وبعد صلاة
قيام ليلة الثامن من رمضان جلس القائد عدنان الغول مع زوجته وأبنائه الصغار
وزوجي ابنتيه، وبعد أن أفطر معهم وصلى بصحبتهم صلاة العشاء وصلاة
التراويح، جلس ينتظر حتى تغادر الطائرات الصهيونية سماء المنطقة التي كانت
تحلق في الأجواء ليخرج لمواصلة جهاده، ولكن صوت طائرة الاستطلاع (الزنانة )
كان يرتفع أكثر فأكثر، فطلب من زوجي ابنتيه ألا يغادرا المنزل بسيارتهما
الخاصة حتى لا يتعرضا للاغتيال.
وجلس أبو بلال بجوار زوجته قائلاً لها:
"لقد مللت الحياة واشتقت للشهادة، لقد طالت حياة المطاردة، فجميع من كان
معي سبقني إلى الشهادة حتى بلال ومحمد، أريد أن ألحق بهم.. ثم غادر المنزل
وزوجته ترجوه ألا يغادر فالسماء ملبدة بطائرات الاستطلاع لكنه أصرّ على أن
يخرج حتى يكمل ما عليه من أعمال عسكرية، خاصة أنه لم يتمكن من الخروج من
المنزل منذ يومين ..
وما هي إلا دقائق معدودة حتى سمع دوي
انفجار كبير، كان الشهيد عدنان الغول وقتها قد التحق بكوكبة الشهداء وحقق
الله له أمنيته ليلحق بقائديه الشيخ أحمد ياسين وصلاح شحادة وولديه محمد
وبلال بعد حياة مسطرة بنور الجهاد لأكثر من 23 عاماً، وقد وصل إلى المستشفى
أشلاء متفحمة بحيث صعب في البداية التعرف على هوية القائد عدنان .
آﻻف المشيعين
علت أصوات المساجد تذيع الخبر بحزن وأسى وصار الكثير من الناس يبكون لما لهذا القائد من مكانة في قلوب الفلسطينيين، وخرجت مسيرات عفوية من كل مكان في قطاع غزة والضفة الغربية وبدأت إذاعات محطات الراديو الفلسطينية تذيع الخبر بعدما تأكد للجميع أن الشهيد هو المهندس عدنان الغول القيادي في كتائب القسام.
وخرج عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة لوداع
القائد الكبير عدنان محمود جابر الغول (46 عاما) من قرية هربيا والشهيد
عماد عباس (31 عاما) أحد القادة البارزين في كتائب القسام الذراع العسكري
لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وانطلق الموكب الجنائزي من مشفى الشفاء
بمدينة غزة ومن ثم اتجه إلى "منزلي الشهيدين" من اجل إلقاء النظرة الأخيرة
عليهما قبل الصلاة عليهما في المسجد العمري الكبير. وتقدم عدد من قادة حركة
"حماس" والعشرات من المسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء وهم يتوعدون
بالرد القاسي و المؤلم وبالعمليات النوعية و الصواريخ المزلزلة. و قد
توافدت الجماهير و حضرت عشرات المسيرات من مساجد قطاع غزة إلى المسجد
العمري الكبير وسط مدينة غزة، حيث أديت صلاة الجنازة هناك بعد صلاة الجمعة
على جثماني الشهيدين القائدين عدنان الغول و عماد عباس، ومن ثم انطلقت
الجنازة وقد حُمل جثمانا الشهيدين على أكتاف المشيّعين الذين قدّر عددهم
بما يزيد عن 250 ألف مشيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق