التخطي إلى المحتوى الرئيسي

باسل

باسل

07 آذار / مارس 2017
باسل الاعرج 2235
باسل الاعرج 
نعت فلسطين باسل الاعرج، وهو الذي لم ينعى إيمانه فيها قط، ولم يكفر بشعبها طرفة عين، ولم يكن في استشهاده يقارب غير ما أراد، لم يأخذ العدو باسل بقصف عشوائي او بأحد مجازره اليومية بحق شعبنا، بل استهدفه وهو يعلمه، وباسل يعلم هذا العدو وجيشه وينتظره ويتوثب للقاء، ولم تكن معركته الأخيرة فجيعة إنسانية بل ممارسة للوجود بكل معانيه أو كما قال "الثائر قاطع طريق بمشروع سياسي".
لم يكن الباسل قاطع طريق بل كان جسراً للقضية، إلتف حوله في حياته كل المؤمنين بالانتفاضة التي بشّر بها، وراهن عليها، وبالصراع مع العدو الذي رآه حتمية لا فكاك منها، وفي إستشهاده إلتحق الجميع بلحظة الاستشهاد، بمن في ذلك خصوم تلك الانتفاضة، ليعيد أهله وذويه لنا الدرس، حين ردوا بعض هؤلاء على أعقابهم، فهؤلاء معادين للمقاومة والانتفاضة، وأعداء لكل ما مثله باسل وشهداء شعبنا في حياتهم ومماتهم.
 إحالة الشهادة لفاجعة هو جريمة ترتكب أولاً بحق الشهيد وثانيا بحق القضية، ومقاربة فعل باسل لا يجب ان تكون إلا في سياق الإلتصاق بقضيته، قضية فلسطين، وقضية تحريرها، حتى آخر ذرة تراب فيها، وحتى آخر ذرة تراب عربي يحتله الكيان الصهيوني، فبتحية العروبة ودعنا البطل في وصيته، ليذكّرنا بالقضية الواحدة وبمواجهته لكل مشاريع تحويل هذه الأمة لطوائف، لكل محاولات نزع اللحم عن العظم، وبأولوية الصراع مع العدو الصهيوني.
وحين أطلق الشهيد صليات كلا الرشاشين، مشتبكاّ مع جنود الاحتلال كان يفتح اشتباك يأمل أن يدوم، ويدعونا للإلتحاق بفرصة الاشتباك مع هذا العدو، ويطلق ناره لا على جنود العدو فحسب، بل على كل تلك المنظومة التي توزع القهر والظلم والقتل في هذا العالم، فلم يرى الرجل يوما تناقضا بين هويته الوطنية وعروبته وأمميته.
لن نتقول على الشهيد شيء، ولا ندّعي القدرة على اختزال معاني الشهادة وما تركه الشهيد في بضعة سطور، ولكن من يستطيع أن ينكر أن استشهاده كان طلقة في وجه التنسيق الأمني، وفي وجه من اعتقله وعذبه حماية لأمن الاحتلال، وفي وجه من سيحاكمه الاسبوع القادم أمام محكمة رام الله بتهمة حيازة سلاح الشرف الذي قاتل به العدو الصهيوني حين أخفى من عذبوا باسل أسلحتهم ووجوهم على بعد بضعة أمتار من مكان استشهاده، ومعركته.
سيبقى باسل، فهو الذي عاش وسيعيش إنتفاضة وثورة، طيلة سنى حياته، وسيبقى المشروع السياسي الذي حمله، مشروع تحرير فلسطين عبر مواجهة عدوها حتى آخر رمق، ومشروع وفاء فلسطين لعروبتها، واخوتها مع المعذبين وضحايا نظام القهر العالمي الغربي، سيبقى باسل وستبقى اسئلته التي تركها لنا عنوان ودعوة للاشتباك مع هذا العدو حتى آخر رمق.
وستبقى البيئة التي أخرجت باسل تخرج أمثاله، في الولجة عروس فلسطين المزدانة بشهيدها، والتي قرر فيها أهلها وذويه خوض معركة جثامين الشهداء المحتجزة لدى العدو، إتصالا بمعركتهم الدائمة مع الاستيطان، والتي تمثل أحد العناوين التي تركها باسل للاشتباك مع العدو فيها، وقرر الأوفياء له من طلبة جامعة بيرزيت جعل استشهاده عنوان آخر للاشتباك مع العدو على خطوط التماس اليوم، وقرر أبناء مخيم نهر البارد جعلها عنوان لتشبثهم بعودتهم، وقرر أبناء حيفا ورام الله وغزة جعلها عناوين لاشتباكهم المستمر مع الاحتلال.
معركتنا اليوم ليس استعادة جثمان الشهيد فحسب، وليس استعادة ارض فلسطين، بل استعادة ذاتنا وهويتنا المسلوبة، والنهوض لنموت وقوفاً كالأحرار إذا لم نجد نصرنا الموعود، معركة تبدأ بالالتحام بكل ما قاتل لأجله الشهداء والاستمرار في قتالنا لهذا العدو، فهيهات منا الذلة، وهيهات منا الخنوع، وهيهات منا الاستسلام، لعدو نعرف إنه ليس إلاّ دعيٌ كاذب ولص مارق ومحض قاتل أثيم، غرته قوته وآلة حربه سيلقى بها أو دونها عما قريب مصرعه، ونهاية مشروعه الخبيث، فبقول الباسل " لا تبقى في الوادي الا حجارته".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بأسماء الاستشهاديات الفلسطينيات في انتفاضة الأقصى ..11 استشهادية

وفاءا وفاءا أتيت إليك أشدّالرحال وأأوي لديك أجوب الفيافي وأبكي عليك أحنّ أحنّ وقلبي لديك وفاء الأماني وكل المعاني دموعي ستروي نهارا لديك فأنت رموز الحياة طهور كتبت الحياة بلحن لديك رحلت رحلت لباب السماء تريدين عمرا جديدا إليك سلامي إليك يابنت المراسي وعمري سيقضي زمانا لديك الأربعاء 21/2/2007 ...

الشهيد ناجي العلي-3- كاريكاتير

ناجي العلي حياته و رسومه : ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني مشهور ، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من اهم الفنانين الفلسطينيين. رسم ما يقدر بأكثر من 40 ألف رسم، إغتيل على يد مجهول عام 1987 في لندن. سيرته الذاتية  : لا يعرف تاريخ ميلاده ولكن يرجح انه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وهاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة بعد الاجتياح الإسرائيلي ، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة ، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان . وفي الجنوب اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطه ، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. تم إعتقاله أكثر من مرة في ثكنات الجيش اللبناني وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن. سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات. تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية في فلسطين وأنجب منها أربع أبناء هم خالد وأسامة وليال وجودي. المزيد عن حياته و أعماله رسومه كان الصحفي غسان كنفاني قد شاهد ثلاث اعمال م...

الشهيد احمد ياسين

أحمد ياسين أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاسم عند الولادة أحمد إسماعيل ياسين تاريخ الولادة 28 يونيو 1936 مكان الولادة عسقلان ،   فلسطين تاريخ الوفاة 22 مارس 2004 (67 سنة) مكان الوفاة غزة ،   فلسطين سبب الوفاة إغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي بطائرة أباتشي دفن في مقبرة الشيخ رضوان الإقامة قطاع غزة الجنسية فلسطيني أسماء أخرى أحمد سعدة تعليم ثانوية عامة العمل مدرس لغة عربية منظمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سبب الشهرة تأسيس حركة حماس اللقب شيخ فلسطين [1] ، شيخ المقاومة، شيخ الانتفاضة خلفه عبد العزيز الرنتيسي الحزب حركة حماس التيار الإخوان المسلمون الخصوم الإحتلال الإسرائيلي المذهب أهل السنة والجماعة أبناء (ثلاث صبية وثمانية بنات) تعديل   الشيخ أحمد إسماعيل ياسين ( 28 يونيو 1936 – 22 مارس 2004 ) داعية ، ومجاهد، وشهيد، من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين والمؤسس ورئيس لأكبر جامعة إسلامية بها المجمع الإسلامي في غزة، ومؤسس حركة المقاومة الإسل...