الاغتيال المريب لمقاوم فلسطيني في بلغاريا
27 شباط / فبراير 2016
سقط
المناضل الفلسطيني عمر نايف حسن زايد شهيداً في العاصمة البلغارية صوفيا
بعد تعرضه لاعتداء بأدوات حادة داخل السفارة الفلسطينية، التي كان لجأ
إليها بعد رفضه طلب السلطات هناك تسليم نفسه تمهيداً لتسليمه لإسرائيل التي
كانت قبل شهرين طالبت به بتهمة الهرب من معتقلاتها.
وأثار اغتيال المناضل البالغ من العمر 52 عاماً ردود أفعال حادة واتهامات داخل الساحة الفلسطينية، برغم أن المتهمة الأساس بالاغتيال كانت ولا تزال إسرائيل، حتى لو كان المنفذ غير ذلك. ولم تخف وسائل الإعلام الإسرائيلية فرحها بـ «تسوية الحساب» المديد مع الشهيد، وتحدثت عن «تصفية» داخل السفارة الفلسطينية.
وكان الشهيد من النشطاء البارزين في الحياة العامة للجالية الفلسطينية في بلغاريا التي استقر فيها مع عائلته منذ أكثر من 20 عاماً بعد رحلة نضال شاقة. وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت عمر نايف في العام 1986 مع مجموعة من رفاقه في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بتهمة قتل أحد المستوطنين في القدس المحتلة، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة. وكان تعرض لتعذيب شديد فساءت صحته، لكنه أيضاً عمد إلى إعلان إضراب عن الطعام، ما اضطر الإسرائيليين إلى نقله إلى المستشفى، حيث أفلح في الفرار والاختفاء، إلى أن تمكن من الهرب إلى الخارج ثم الوصول إلى بلغاريا في العام 1994.
ومن الجائز أن نجاح الشهيد، وهو من قرية اليامون قرب جنين، في الفرار من يد السجّان الإسرائيلي، مثّل شهادةً له في الجرأة، خصوصاً أن مثل هذا العمل يعتبر نادراً، لكنه أيضاً وفر الأساس الدائم لملاحقته. فهو عدا نجاحه في الهرب، كان متهماً ومداناً من محكمة إسرائيلية، وبالتالي فهو مطلوب بدرجة إلحاحية لأجهزة الأمن الإسرائيلية وانتقامها. ولكن ما ساعده على البقاء في بلغاريا هو أنه وصل إليها في أوائل سقوط المعسكر الاشتراكي، حيث كانت للفلسطينيين مكانة وصداقات في المؤسسات الحاكمة في دول ذلك المعسكر، وخصوصاً في بلغاريا. وقد تزوج الشهيد من إحدى قريباته التي ذهبت إلى بلغاريا لتعيش إلى جانبه، خصوصاً أن وضعه لم يكن يسمح له بالخروج من هناك.
وبرغم أن زوجته وأطفاله الثلاثة حصلوا على الجنسية البلغارية، إلا أن الحكومات المتعاقبة هناك، وبالتنسيق اللاحق مع الإسرائيليين، رفضت منحه الجنسية فعاش إلى يوم استشهاده بإقامة دائمة. وتأبى المصادفات أن تتجنب حياة الشهيد عمر الذي لا يمكن أن تمر مرور الكرام على واقعة اغتياله في اليوم ذاته الذي يزور فيه رئيس الحكومة البلغارية، بويكو بوريسوف، إسرائيل، ويجتمع إلى رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.
ومنذ الإعلان عن ملاحقة الشرطة البلغارية لعمر بقصد تسليمه لإسرائيل، بدأت في بلغاريا والعديد من الدول العربية والأوروبية نشاطات لمنع تسليمه. وفي هذا الإطار، ضغطت جهات فلسطينية في الضفة الغربية على السفارة في بلغاريا من أجل إيوائه والحفاظ عليه، كما طالب فلسطينيون كثر مؤسسات ومسؤولين أوربيين بالتدخل لمنع تسليم عمر.
وأقر المعلق الأمني في «معاريف»، يوسي ميلمان، بأن توقيت اغتيال الشهيد عمر «قد يسبب إرباكاً كبيراً للسلطات البلغارية. فرئيس حكومتهم يزور إسرائيل ويلتقي مع رئيس حكومتها». وأشار إلى أن الأنباء التي تحدثت عن سقوطه من طابق مرتفع «يمكن أن تفسر كانتحار أو كتشبيه انتحار» بمعنى أن أحداً يريد الإيهام بأنه انتحر.
ويعترف ميلمان بأن إسرائيل هي المشتبه فيه الأساسي باغتياله لأنها طالبت بتسليمه قبل شهرين. وأوضح أن هناك احتمالات عدة بشأن المنفذين: «إذا كانت إسرائيل فعلاً ضالعة، فهذا يقتضي أن تكون العملية تمت بأيدي الموساد المسؤول عن العمليات الخاصة خارج الدولة. وواضح أنه إذا كان عمر قد اغتيل، فإن من نفذ ذلك كان ينبغي أن يتسلل للسفارة الفلسطينية التي وجد عمر فيها ملاذاً، والسفارة كما هو معلوم تخضع لحراسة». وأضاف أن الاحتمال الثاني هو أن «يكون المنفذ شخصاً من الداخل، من موظفي السفارة، أو أحداً يعرفه ويلتقي معه داخل المبنى. ويمكن الافتراض أنه بسبب توقيت زيارة رئيس الحكومة البلغارية، وبسبب العلاقات الأمنية الوثيقة بين الدولتين في محاربة الإرهاب، هناك من سيعرض احتمال أن يكون جهازا أمن إسرائيل وبلغاريا فعلا الأمر سوياً. ومعروف أن إسرائيل تعاونت مع السلطات البلغارية في التحقيق بقتل حزب الله الإسرائيليين قبل بضع سنوات في بورغاس».
وفور الإعلان عن اغتيال الشهيد عمر، أعلنت عائلة المستوطن الإسرائيلي الذي اتهم الشهيد بقتله عن فرحتها، معتبرة أنه «بعد ثلاثين عاماً، تمت تصفية الحساب. هذا شعور طيب للعائلة». وقالت شقيقة المستوطن إنه «قبل شهرين، أبلغتنا وزارة الخارجية باكتشاف المخرب في بلغاريا. وأنا أؤمن أنهم قاموا باغتياله». لكن مصدراً إسرائيلياً قال «لا صلة لنا بما جرى».
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن «إسرائيل فعلاً طالبت بتسليم عمرـ وهو سجين هارب، لكننا علمنا بموته من وسائل الإعلام ونحن ندرس التفاصيل».
وفور شيوع نبأ اغتيال الشهيد، بدأ تداول الاتهامات، حيث حمّل فلسطينيون طاقم السفارة المسؤولية عن الحادث. وقال شقيق الشهيد إن عائلته «تحمّل السلطة المسوؤلية، ولا تتهمها». ومع ذلك، تناقلت المواقع الفلسطينية أنباء اتهام عائلة عمر السفير الفلسطيني في صوفيا وطاقمه بالضغط عليه من أجل تسليم نفسه للسلطات البلغارية. وقال أحد أشقاء عمر لمنظمة حقوقية في لندن «إنه منذ اللحظة الأولى للجوء عمر إلى السفارة الفلسطينية، تعرض لضغوط من قبل السفير أحمد المدبوح وطاقم السفارة لمغادرتها، وجرى التضييق عليه بكل السبل». وأضاف أن «آخر اتصال مع عمر كان أمس الخميس الساعة 11:30 مساء»، وروى له فيها كيف أن السفير وطاقم السفارة «صعّدوا من الضغوط والحرب النفسية عليه من قبيل أن أحداً قد يدس له السم في طعامه» وأن «طائرة تنتظره لنقله إلى تل أبيب» لدفعه إلى مغادرة السفارة.
وحمّل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، المعتقل في سجون الاحتلال، «الموساد الصهيوني والسلطات البلغارية وقيادة السلطة ممثلة برئيسها محمود عباس ووزير الخارجية رياض المالكي والسفير في بلغاريا أحمد المدبوح المسؤولية الأولى والمباشرة عن هذه الجريمة».
وطالب سعدات «رفاقه» في الجبهة الشعبية بـ «عدم الصمت إزاء هذه الجريمة البشعة»، معرباً عن ثقته الكاملة بهم، وبأن هذه الجريمة «لن تمر من دون عقاب رادع ومحاسبة كل من تورط فيها». كما طالب بـ «تشكيل محاكمة شعبية للقيادات الفلسطينية التي تواطأت في هذه الجريمة وضرورة إنزال أشد العقوبات الثورية بحقهم».
لكن وكيل الخارجية الفسطينية تيسير جرادات قال إن طاقم السفارة عثر على عمر ملقى في حديقة السفارة، وكان على قيد الحياة وعلى وجهه آثار دماء، وتوفي خلال نقله إلى المستشفى داخل عربة إسعاف. وقد أصدر الرئيس محمود عباس تعليمات بتشكيل لجنة تحقيق خاصة لمتابعة هذه القضية والوقوف على حيثياتها.
...............
وأثار اغتيال المناضل البالغ من العمر 52 عاماً ردود أفعال حادة واتهامات داخل الساحة الفلسطينية، برغم أن المتهمة الأساس بالاغتيال كانت ولا تزال إسرائيل، حتى لو كان المنفذ غير ذلك. ولم تخف وسائل الإعلام الإسرائيلية فرحها بـ «تسوية الحساب» المديد مع الشهيد، وتحدثت عن «تصفية» داخل السفارة الفلسطينية.
وكان الشهيد من النشطاء البارزين في الحياة العامة للجالية الفلسطينية في بلغاريا التي استقر فيها مع عائلته منذ أكثر من 20 عاماً بعد رحلة نضال شاقة. وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت عمر نايف في العام 1986 مع مجموعة من رفاقه في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بتهمة قتل أحد المستوطنين في القدس المحتلة، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة. وكان تعرض لتعذيب شديد فساءت صحته، لكنه أيضاً عمد إلى إعلان إضراب عن الطعام، ما اضطر الإسرائيليين إلى نقله إلى المستشفى، حيث أفلح في الفرار والاختفاء، إلى أن تمكن من الهرب إلى الخارج ثم الوصول إلى بلغاريا في العام 1994.
ومن الجائز أن نجاح الشهيد، وهو من قرية اليامون قرب جنين، في الفرار من يد السجّان الإسرائيلي، مثّل شهادةً له في الجرأة، خصوصاً أن مثل هذا العمل يعتبر نادراً، لكنه أيضاً وفر الأساس الدائم لملاحقته. فهو عدا نجاحه في الهرب، كان متهماً ومداناً من محكمة إسرائيلية، وبالتالي فهو مطلوب بدرجة إلحاحية لأجهزة الأمن الإسرائيلية وانتقامها. ولكن ما ساعده على البقاء في بلغاريا هو أنه وصل إليها في أوائل سقوط المعسكر الاشتراكي، حيث كانت للفلسطينيين مكانة وصداقات في المؤسسات الحاكمة في دول ذلك المعسكر، وخصوصاً في بلغاريا. وقد تزوج الشهيد من إحدى قريباته التي ذهبت إلى بلغاريا لتعيش إلى جانبه، خصوصاً أن وضعه لم يكن يسمح له بالخروج من هناك.
وبرغم أن زوجته وأطفاله الثلاثة حصلوا على الجنسية البلغارية، إلا أن الحكومات المتعاقبة هناك، وبالتنسيق اللاحق مع الإسرائيليين، رفضت منحه الجنسية فعاش إلى يوم استشهاده بإقامة دائمة. وتأبى المصادفات أن تتجنب حياة الشهيد عمر الذي لا يمكن أن تمر مرور الكرام على واقعة اغتياله في اليوم ذاته الذي يزور فيه رئيس الحكومة البلغارية، بويكو بوريسوف، إسرائيل، ويجتمع إلى رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.
ومنذ الإعلان عن ملاحقة الشرطة البلغارية لعمر بقصد تسليمه لإسرائيل، بدأت في بلغاريا والعديد من الدول العربية والأوروبية نشاطات لمنع تسليمه. وفي هذا الإطار، ضغطت جهات فلسطينية في الضفة الغربية على السفارة في بلغاريا من أجل إيوائه والحفاظ عليه، كما طالب فلسطينيون كثر مؤسسات ومسؤولين أوربيين بالتدخل لمنع تسليم عمر.
وأقر المعلق الأمني في «معاريف»، يوسي ميلمان، بأن توقيت اغتيال الشهيد عمر «قد يسبب إرباكاً كبيراً للسلطات البلغارية. فرئيس حكومتهم يزور إسرائيل ويلتقي مع رئيس حكومتها». وأشار إلى أن الأنباء التي تحدثت عن سقوطه من طابق مرتفع «يمكن أن تفسر كانتحار أو كتشبيه انتحار» بمعنى أن أحداً يريد الإيهام بأنه انتحر.
ويعترف ميلمان بأن إسرائيل هي المشتبه فيه الأساسي باغتياله لأنها طالبت بتسليمه قبل شهرين. وأوضح أن هناك احتمالات عدة بشأن المنفذين: «إذا كانت إسرائيل فعلاً ضالعة، فهذا يقتضي أن تكون العملية تمت بأيدي الموساد المسؤول عن العمليات الخاصة خارج الدولة. وواضح أنه إذا كان عمر قد اغتيل، فإن من نفذ ذلك كان ينبغي أن يتسلل للسفارة الفلسطينية التي وجد عمر فيها ملاذاً، والسفارة كما هو معلوم تخضع لحراسة». وأضاف أن الاحتمال الثاني هو أن «يكون المنفذ شخصاً من الداخل، من موظفي السفارة، أو أحداً يعرفه ويلتقي معه داخل المبنى. ويمكن الافتراض أنه بسبب توقيت زيارة رئيس الحكومة البلغارية، وبسبب العلاقات الأمنية الوثيقة بين الدولتين في محاربة الإرهاب، هناك من سيعرض احتمال أن يكون جهازا أمن إسرائيل وبلغاريا فعلا الأمر سوياً. ومعروف أن إسرائيل تعاونت مع السلطات البلغارية في التحقيق بقتل حزب الله الإسرائيليين قبل بضع سنوات في بورغاس».
وفور الإعلان عن اغتيال الشهيد عمر، أعلنت عائلة المستوطن الإسرائيلي الذي اتهم الشهيد بقتله عن فرحتها، معتبرة أنه «بعد ثلاثين عاماً، تمت تصفية الحساب. هذا شعور طيب للعائلة». وقالت شقيقة المستوطن إنه «قبل شهرين، أبلغتنا وزارة الخارجية باكتشاف المخرب في بلغاريا. وأنا أؤمن أنهم قاموا باغتياله». لكن مصدراً إسرائيلياً قال «لا صلة لنا بما جرى».
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن «إسرائيل فعلاً طالبت بتسليم عمرـ وهو سجين هارب، لكننا علمنا بموته من وسائل الإعلام ونحن ندرس التفاصيل».
وفور شيوع نبأ اغتيال الشهيد، بدأ تداول الاتهامات، حيث حمّل فلسطينيون طاقم السفارة المسؤولية عن الحادث. وقال شقيق الشهيد إن عائلته «تحمّل السلطة المسوؤلية، ولا تتهمها». ومع ذلك، تناقلت المواقع الفلسطينية أنباء اتهام عائلة عمر السفير الفلسطيني في صوفيا وطاقمه بالضغط عليه من أجل تسليم نفسه للسلطات البلغارية. وقال أحد أشقاء عمر لمنظمة حقوقية في لندن «إنه منذ اللحظة الأولى للجوء عمر إلى السفارة الفلسطينية، تعرض لضغوط من قبل السفير أحمد المدبوح وطاقم السفارة لمغادرتها، وجرى التضييق عليه بكل السبل». وأضاف أن «آخر اتصال مع عمر كان أمس الخميس الساعة 11:30 مساء»، وروى له فيها كيف أن السفير وطاقم السفارة «صعّدوا من الضغوط والحرب النفسية عليه من قبيل أن أحداً قد يدس له السم في طعامه» وأن «طائرة تنتظره لنقله إلى تل أبيب» لدفعه إلى مغادرة السفارة.
وحمّل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، المعتقل في سجون الاحتلال، «الموساد الصهيوني والسلطات البلغارية وقيادة السلطة ممثلة برئيسها محمود عباس ووزير الخارجية رياض المالكي والسفير في بلغاريا أحمد المدبوح المسؤولية الأولى والمباشرة عن هذه الجريمة».
وطالب سعدات «رفاقه» في الجبهة الشعبية بـ «عدم الصمت إزاء هذه الجريمة البشعة»، معرباً عن ثقته الكاملة بهم، وبأن هذه الجريمة «لن تمر من دون عقاب رادع ومحاسبة كل من تورط فيها». كما طالب بـ «تشكيل محاكمة شعبية للقيادات الفلسطينية التي تواطأت في هذه الجريمة وضرورة إنزال أشد العقوبات الثورية بحقهم».
لكن وكيل الخارجية الفسطينية تيسير جرادات قال إن طاقم السفارة عثر على عمر ملقى في حديقة السفارة، وكان على قيد الحياة وعلى وجهه آثار دماء، وتوفي خلال نقله إلى المستشفى داخل عربة إسعاف. وقد أصدر الرئيس محمود عباس تعليمات بتشكيل لجنة تحقيق خاصة لمتابعة هذه القضية والوقوف على حيثياتها.
...............
حزب الوطد الموحد.
تونس في 26 فبراير 2016
بيـــــــــــان
تونس في 26 فبراير 2016
بيـــــــــــان
على
اثر الاغتيال الجبان للمناضل الأسير المحرر عمر النايف داخل السفارة
الفلسطينية ببلغاريا يتوجه حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد بأحر التعازي
إلى جماهير شعبنا في فلسطين وإلى رفاقنا في الجبهة الشعبية و يعبر عن :
1/ إدانته الشديدة لهذا الاغتيال الجبان الذي يستهدف كسر إرادة المقاومة والصمود لدى شعبنا الفلسطيني وطلائعه الوطنية في وجه العدو الصهيوني الغاصب الذي يؤكد مرة ا أخرى طبيعته الإجرامية.
2/ تمسكه بحق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني البغيض.
3/ يدعو كل القوى الوطنية والتقدمية إلى إدانة هذه الجريمة النكراء وفضح مقترفيها والمتواطئين معهم .
4/ يدعو الدبلوماسية التونسية إلى إدانة هذه الجريمة وفضحها والمطالبة بمحاسبة مقترفيها في المحافل الدولية .
عاش نضال جماهير شعبنا في فلسطين من اجل تحرير فلسطين
1/ إدانته الشديدة لهذا الاغتيال الجبان الذي يستهدف كسر إرادة المقاومة والصمود لدى شعبنا الفلسطيني وطلائعه الوطنية في وجه العدو الصهيوني الغاصب الذي يؤكد مرة ا أخرى طبيعته الإجرامية.
2/ تمسكه بحق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير أرضه من الاحتلال الصهيوني البغيض.
3/ يدعو كل القوى الوطنية والتقدمية إلى إدانة هذه الجريمة النكراء وفضح مقترفيها والمتواطئين معهم .
4/ يدعو الدبلوماسية التونسية إلى إدانة هذه الجريمة وفضحها والمطالبة بمحاسبة مقترفيها في المحافل الدولية .
عاش نضال جماهير شعبنا في فلسطين من اجل تحرير فلسطين
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحّد
حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحّد
الأمين العام
زياد الأخضر
زياد الأخضر
...................
مفردات الأسطورة الفلسطينية -إلى الشهيد عمر النايف
27 شباط / فبراير 2016
بقلم طارق عسراوي
في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، لمَعَ نصلٌ في أزقّة
القدس القديمة، وفي مشهدٍ أسطوري مَشقَ يَدهُ وشقَّ في حجاب الظلام السميك
فجوة يتسلل منها شعاع الشمس الآتية، قبل الانتفاضات عَرَفَ عمر أن القدس
مهد الصبح الأكيد، لذا بدأ فيها قصّته المقدّسة، ونسج في أزقتها أحداث
أيامه الآتية، لتبقى الحكاية مشعة تتوارثها الأجيال القادمة.
والقدس يومها، لم تكن شرقيّة فحسب بل كانت في قلبه عصيّة على الجهات لا يحدّها خط الهدنة المرتبك ولا يقيّدها جدار الزيف، ولم تكن نقَصَت زيتونة واحده أو يبُسَت فيها كرمة نذرت قطوفها لشمس البلاد.
وربما لأن حكايات الأساطير لا بدّ لها أن تتكئ على حجارة التاريخ، ألبسته القدس العتيقة ثوبها وخبأته في زوايا العتبات وفيئة القباب الحذرة المتنبّهة.
والقدس يومها، لم تكن شرقيّة فحسب بل كانت في قلبه عصيّة على الجهات لا يحدّها خط الهدنة المرتبك ولا يقيّدها جدار الزيف، ولم تكن نقَصَت زيتونة واحده أو يبُسَت فيها كرمة نذرت قطوفها لشمس البلاد.
وربما لأن حكايات الأساطير لا بدّ لها أن تتكئ على حجارة التاريخ، ألبسته القدس العتيقة ثوبها وخبأته في زوايا العتبات وفيئة القباب الحذرة المتنبّهة.
كانوا صغاراً، لكن حلم البلاد الثقيل لم
يُقعد همّتهم، بل بعزم أشجار الكينا العالية وتدفّق عين الماء القريبة،
سار الرفاقُ إلى حكايتهم الفريدة وأيّ مدينة غير القدس تليقُ بالحكاية
التي آن لها أن تكتمل!
عمر الذي اختار نصل السكين ليرسم به غده الحالم، واستكمل حريّته بـِ إضرابه عن الطعام ليفلت من حكم المؤبّد، وأخفته قبّعة الفدائي الساحر إلى خارج البلاد، ولفّ وشاح الصمت والمجهول إسمه الغامض، فمن خصائص الأسطوري أنه يأبى الرحيل المتوقع والمعتاد، ويظل له أثرٌ تحمله الألسن على غير وجه!
عمر الذي اختار نصل السكين ليرسم به غده الحالم، واستكمل حريّته بـِ إضرابه عن الطعام ليفلت من حكم المؤبّد، وأخفته قبّعة الفدائي الساحر إلى خارج البلاد، ولفّ وشاح الصمت والمجهول إسمه الغامض، فمن خصائص الأسطوري أنه يأبى الرحيل المتوقع والمعتاد، ويظل له أثرٌ تحمله الألسن على غير وجه!
حينَ عاد اسم عمر للعلن في الأشهر الاخيرة
بعدما لوحِقَ بغية تسليمه للاحتلال الذي أعجزه الصبيّ قبل ربع قرن، كتبتُ
جزءا من حكايته المباحة للكلام، تحت عنوان "ربع قرن وعمر مطارداً" منها
أقتبس اليوم سيرته الفريدة، في محاولةِ ليِّ السؤال، فهو الاسم الذي أسقطه
الناس عمداً من تفاصيل الحكاية إسهاما في إخفائه عن أنياب الغول القاتل،
ومسؤولية جماعيّة في حمايته من يد الاحتلال المتعطّش للدم، كما تتواطئ صخور
الجبال بصمت لتُخفي شنارةً عن عين البندقية، وما زلتُ أذكر كيف صمتت
المدينة كلها عن سرد الحكاية، وكيف صار اسم عمر يُلفَظُ همساً وكيف ظلّ
السؤال معلّقاً ناقِصَ الجواب .. ففي الجواب احتمالات الخطر وجنينُ تحبّ
أبناءها بصمتٍ وتحميهم بادعائها النسيان!
هذا الصباح، أفاقت المدينة على ذكر اسمه
محمولاً على غموض النبأ مرّة ثالثة، كما أفاقت قبل ربع قرن، وودعت البلاد
ابنها المنفيّ، لكنّها لم تسقط أدواته في بلوغ الفجر، فما زال فيها مَنْ
يسير على صراط النصل الذي خطاهُ، جيلٌ بعُمرِ حكايته يكمل مفردات الأسطورة
التي خطّها بأحرف من برق في القدس القديمة، وما زال فيها من يعتلي صهوة
الجوع الحرّ ليكسر قيد الاعتقال الآثم، لقد عاد اسمه يلمَعُ في وضح هذا
النهار، لكنّه في هذه المرة كان جسداً مسجّى في حديقة المنفى الفلسطيني
تحيطُ به يد الغُموض المبهمة!
يرحل عُمر وقد أكمل مفردات الفلسطينيّ
كلها.. فهو الفدائي، والسجين المضرب عن الطعام، والحرّ رغم أنف القيد،
والمنفي، والمطارد والشهيد..
.......................
نحن طاعون الارض.
27 شباط / فبراير 2016
استشهاد المناضل الفلسطيني عمر النايف أمس
داخل "حرم" السفارة الفلسطينية في بلغاريا يحمل العديد من الدلالات، التي
لا ينبغي اغفالها ونحن نقف امام دماء الشهيد، وننظر في عيون عائلته وابناء
شعبه.
حرمة سفارات فلسطين تماما مثل حرمة اراضيها مستباحة امام
الاحتلال او من يتعاون معه، وان الاحتلال مصمم على تأكيد استهدافه وملاحقته
للإنسان والمناضل الفلسطيني اينما حل او ارتحل، وان كل منافي الارض لن
تبعد الفلسطيني عن حقيقة صراعه مع هذا المحتل ولن تزيح خنجره عن رقاب
الفلسطينين.
وثانيها ان سفارتنا تقاد وتدار بنفس الطريقة التي يقاد فيها
وطننا ويدار، وفق منظومة المصالح والانتفاع والانتهازية، التي لا تجد غضاضة
منذ قبول اوسلو واشتراطاتها في قبول منطق المحتل، والتعامل مع مطالباته
واعتداءاته كأنه قدر محتوم، وقانون طبيعي لا فكاك منه.
الموقف الذي اتخذته السفارة الفلسطينية في بلغاريا من المناضل
عمر النايف منذ اللحظة الاولى للجوءه لها هو ذاته الموقف المحكوم بعقلية
اوسلو، والذي يقبل ان من قاوم المحتل هو المشكلة، وهو عنوان الازمة، لا
المحتل نفسه، وعدوانه المتصل.
عمر الذي قاتل الاحتلال وهرب من سجنه الجائر، لم يقترف ذنبا
الا انه دافع عن وجوده كانسان ووجود شعبه وحقه في الحياة على هذه الارض،
والمحتل لم يطلب حقا مسلوبا حين لاحقه، وحين سجنه، وحين عاد لملاحقته
والمطالبة بتسليمه في بلغاريا.
مع ان كل هذه الحقائق واضحة وضوح الشمس، الا ان موقف سفارة
دولة فلسطين، منذ اللحظة الاولى للجوء عمر اليها، كانت تتعامل معه كورطة
يجب التخلص منها، متناسية كل واجباتها في حفظ حقوق وحياة الانسان الفلسطيني
على اراض الدولة التي تمثلنا فيها كفلسطينين، واخيرا ها قد تم التخلص من
عمر.
تم التخلص من الورطة، من طاعون الارض، من الفلسطيني، من الانسان، من المناضل، حتى تصفو الحياة للسفارة ومن فيها.
تم التخلص من الورطة، من طاعون الارض، من الفلسطيني، من الانسان، من المناضل، حتى تصفو الحياة للسفارة ومن فيها.
دماء الشهيد، دمائنا، عذاباتنا، ستبقى لعنة تلاحق كل من تورط
في ادامة هذه المعاناة، في ادامة هذه النكبة، واخرهم من تورط في اغتيال او
تسهيل اغتيال الشهيد عمر.
من يتحمل مسؤولية اغتيال عمر النايف؟
27 شباط / فبراير 2016
جادالله صفا
لا أشك ان جريمة
اغتيال عمر النايف هي من سلسلة جرائم الموساد الصهيوني، وطريقة اغتيال
النايف كان لها اهدافها الصهيونية، باعتبار الجريمة تمت داخل السفارة،
فبامكانه الموساد ان يغتال النايف بمدن وشوارع بلغاريا وحتى ببيته الذي
يسكنه، فهو من اغتال ابو جهاد ببيته وامام زوجته، فهل كان يعجز عن اغتيال
النايف؟ ارادوا من عملية الاغتيال يعمق الخلافات الفلسطينية الفلسطينية
وارهاب الفلسطينين والنشطاء انه سيلاحقهم باي مكان وانهم لن يفلتوا من
جرائمه.
عندما لجأ النايف الى السفارة،
طالبه السفير الفلسطيني بمغادرة السفارة او تسليمه للسلطات البلغارية، كما
منع اي زيارة للنايف من اي طرف او من قبل اقربائه ومحاميه، وهذا التصرف كان
مدان ومرفوض ويعبر عن الموقف الانهزامي والاستسلامي عند السفير الفلسطيني
ومرجعيته السلطة الفلسطينية ووزير خارجيته.
اصدرت الجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين بيانا، حذرت به السفير الفلسطيني من تسليم النايف وحملته وحملت
السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة للحفاظ على حياة الاسير المحرر،
وتواصلت الجبهة الشعبية مع السلطة الفلسطينية وقيادة المنظمة برام الله
بهذا الشأن، واعلنت السلطة من طرفها انها شكلت خلية ازمة لمتابعة قضية
النايف.
الجبهة الديمقراطية من طرفها
اصدرت بيانا تعتبر ان السفير الفلسطيني ببلغاريا احد كوادرها، وذكرت
ببيانها ان الجبهة الشعبية اعتذرت عن موقفها المتسرع اتجاه سفير الجبهة
الديمقراطية والذي نفته الشعبية، كما هددت الجبهة الديمقراطية الاتحاد
الديمقراطي الفلسطيني بايطاليا واتهمتهم بالعمالة للكيان الصهيوني وستقوم
بملاحقتهم ومحاسبتهم نتيجة موقفهم من تصرفات السفير، كما منعت الجبهة
الديمقراطية عناصرها وانصارها من المشاركة بحملات التضامن مع النايف بكافة
دول العالم.
كانت قضية النايف على جدول جولة
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ليلى خالد باروبا حيث التقت نائب رئيس
برلمان الاتحاد الاوروبي، كما ناقش البرلمان قبل ايام بجلسة خاصة قضية
النايف وتسليمه للسلطات الصهيونية.
احمد النايف شقيق الشهيد عمر
النايف يقول لوكالة معا: "شقيقي كان يتعرض لتهديدات مباشرة وغير مباشرة من
قبل بعض افراد السفارة وخاصة السفير حيث كانوا يطالبوه بالخروج من السفارة
التي احتمى بها بعد تهديده من قبل الموساد الاسرائيلي بالاعتقال". وتساءل
احمد شقيق الشهيد عمر عن وجود عناصر امن في السفارة خلال عملية اغتيال
شقيقه؟ واتهم الطاقم الامني بـ"التواطؤ" في عملية الاغتيال.
اما حمزة النايف الشقيق الاخر
يقول باتصال مع بوابة الهدف: "السفير الفلسطيني احمد المذبوح شريك في
اغتيال أخي عمر, السفارة الفلسطينية ومنذ اليوم الأول للجوء عمر إليها وهي
تضيق عليه الخناق وحاولوا إخراجه من السفارة, وكانت تطلب منه مغادرة
السفارة, والطاقم الأمني لم يشكل له حماية بالمطلق" ويوضح أن السفير
الفلسطيني في بلغاريا احمد المذبوح كان يقول لشقيقه حرفياً, "سوف يضعون لك
السُم في الطعام ويقتلونك, والطيارة تنتظرك لتعيدك الى اسرائيل". فهل المذبوح كان على علم باغتيال
السؤال الذي يطرح نفسه، هل
السفارة الفلسطينية عليها حراسة امنية؟ كيف تمكنوا من الدخول الى السفارة
واغتيال النايف؟ هل يوجد بالسفارة كاميرات حراسة بامكانها كشف القائمين على
الاغتيال؟ ما الذي يمكن ان تقدمه السفارة من معلومات؟ هل تم العبث
بمحتويات السفارة واسرارها اذا لديها اسرار؟ وهذا يعيدنا الى عملية اغتيال
محمود المبحوح بدبي من قبل الموساد الصهيوني حيث الكاميرات الموزعة بالفندق
هي التي كشفت الجريمة.
اغتيال النايف عار على السلطة بكل
تفاصيلها، عار على منظمة التحرير بكل تفاصيلها، عار على سفارة فلسطين
وسفيرها ببلغاريا بكل التفاصيل، فدخول السفارة واغتيال النايف جاء ليقول ان
سفاراتنا مرتع للموساد والجاسوسية والخيانة، فهل هناك سفارة محمية او
بعيدة عن عيون الموساد ونشطائها، فالعملاء متواجدين وبقوة داخل مؤسسات
السلطة والمنظمة وكافة اجهزتهما ويسرحون ويمرحون، فلا تستغرب عملاء بسفارة
فلسطين ببلغاريا، فكان بالامس عميلا بمكتب صائب عريقات منذ 20 عاما.
استشهادك يا نايف جاء ليقول انهم
تأمروا عليك ليسهلوا عملية الاغتيال، فانت من نقلت موقف سفير اوسلو احمد
المذبوح الذي كان اول المتأمرين على قتلك، الم يقم بتهديدك لتسليمك للسلطات
البلغاريا؟ وكل من دافع عن موقفه ايضا شريكا بالمؤامرة، فنحن بحاجة يا
عمر الى ان نصفع بنعالنا كل السفراء الذين ارتضوا ان يبيعوا ضميرهم
واخلاقهم ومبادئهم من اجل مصالحهم الذاتية والراتب، لن تكون انت اول
الشهداء، وانما انت بداية المسيرة الجديدة التي كرستها عملية اغتيالك، هكذا
يجب ان يكون العهد والوعد، ان لا نسمح للعملاء والخونة وكل من تأمر على
اغتيالك ان يهدأ او ينام، بجريمته الموساد يقول " وراء الفلسطيني بكل مكان"
فها هو يطارد الفلسطينيون ويلاحقهم بكل مكان، فاغتيالك يجب ان يكون
بداية مرحلة جديدة بالمواجهة اذا ارادوا الاخلاص لمبادئك ونضالك وتاريخك
المشرف.
26 شباط 2016
الجبهة الشعبية - المكتب الإعلامي في ركن الدين
ردحذف23 ساعة ·
تصريح صحفي
الشعبية تحمّل السلطة وخارجيتها وسفارتها مسئولية اغتيال الرفيق عمر النايف
تلقينا ببالغ الحزن والأسى وبمشاعر ممتزجة بالغضب ومزيداً من الإصرار على مقاومة هذا الاحتلال ومواجهته في كل ميادين النضال نبأ استشهاد الرفيق القائد والأسير المحرر عمر زايد النايف على يد مجموعة من الموساد الصهيوني وبمشاركة من اذناب الاحتلال الخونة والعملاء.
ان اغتيال الشهيد عمر النايف الذي تم ذبحه بالسكاكين والادوات الحادة داخل السفارة الفلسطينية في بلغاريا دون وجود أي علامات خلع او كسر في ابواب السفارة يقطع الشك باليقين دون أي مواربة عن دور التخاذل بل والتواطؤ من قبل طاقم هذه السفارة في عملية الاغتيال. واننا في هذا السياق اذ نحمل قيادة السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة على هذه الجريمة ممثلة بشكل مباشر برئيس السلطة محمود عباس وسفيرها في بلغاريا ووزير خارجيتها وجهاز المخابرات الفلسطيني المسؤول عن أمن السفارات، ونؤكد على ان هذه الجريمة النكراء لا يجب ان تمر دون عقاب مؤلم وموجع للإحتلال الصهيوني واذنابه، بالإضافة لوضع الأمور في نصابها دون أي خجل فالتنسيق الأمني خيانة والصمت عنه وعن ممارسيه هو مشاركة في ملاحقة المناضلين وتصفيتهم داخل الوطن وخارجه.
ان هذه الجريمة تفتح الباب على مصراعيه في المواجهة مع كل المتخاذلين وتضع ملف السفارات وفسادها على الطاولة فلا مزيد من الصمت ولن ننتظر ان يكون هناك عمر النايف آخر وآخر ولتصمت كل الأبواق التي هاجمتنا عندما حملنا شخص السفير الفلسطيني في بلغاريا المسؤولية المباشرة عن مصير عمر النايف.
فإننا كنا نحذر من أن يلقى رفيقنا هذا المصير الذي توقعه وتوقعناه منذ اللحظة الأولى في ظل وجود سفير وطاقم للسفارة ومن خلفه وزارة الخارجية الذين كانوا على استعداد لتسليم المطارد والشهيد عمر النايف منذ اللحظة الأولى لولا وجود الضغط الشعبي والرسمي عليهم ووضع الامور امام الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي مما دفع الجميع للتحرك الخجل تبريراً لذاتهم لا أكثر ولا أقل.
اننا في لجنة الأسرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واذ ننعى رفيقنا الأسير والمطارد والشهيد عمر النايف فإننا نؤكد اننا لن نصمت ولن نتردد عن فضح كل المتواطئين في هذه الجريمة النكراء ونعاهد شعبنا الفلسطيني عامة وعائلة المناضلين عائلة الشهيد عمر ان دمائه لن تذهب هدراً بل ستكون وبالاً على هذا الإحتلال واذنابه في كل اماكن تواجده.
لجنة الاسرى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
26/2/2016
ميسر عطياني
ردحذفساعة واحدة ·
#عمر_النايف
تعرف عليه واحكي حكايته لابناءك
يعرف الجيل القديم ممن عايشوا فترة الثمانينات من القرن الماضي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة حكاية ثلاثة أصدقاء أبطال، أخذهم حب الوطن وهم في مقتبل العمر لتنفيذ عملية أثارت ردود فعل كبيرة آنذاك.
عمر نايف زايد وشقيقه حمزة ورفيقهما سامر المحروم (17عامًا) من مدينة جنين، والحديث يدور عن عام 1986 حينما هاجموا مستوطنًا في مدينة القدس المحتلة فأردوه قتيلًا، ولم تكن الانتفاضة الأولى اندلعت آنذاك، وكان القيام بفعل كهذا يحمل "تبعات وخيمة".
وعلى إثرها اعتقل الشبان الثلاثة والذين كانوا كوادر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولوحقت عائلاتهم وكانوا ويحظون بمحبة الجميع في هذه المدينة الصغيرة جنين، وعانوا الأمرين جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
#كسر_القيود_بطريقته
فترة قصيرة بعد الاعتقال وحكم على ثلاثتهم بالمؤبد، فدخلوا السجن معا بحكم واحد لتمضي السنة تلو الأخرى، وهنا قرر عمر كسر قيود السجن على طريقه فأضرب عن الطعام عام 1990 بذروة الانتفاضة الأولى لـ 40يومًا نقل على إثرها إلى مستشفى في بيت لحم، تحت حراسة إسرائيلية مشددة.
وكان عمر أحكم خطته جيدًا مستغلًا وجوده في المستشفى وهرب من السجن بتاريخ 21-5-1990، الأمر الذي جنون سلطات الاحتلال فشنت حملات دهم وتفتيش واسعة النطاق للعثور عليه لكنها فشلت، فعمر معروف عنه بأنه شاب ذكي.
وأمضى أشهرًا قليلة متخفيًا عن الأنظار إلى أن تدبر أمر هروبه إلى خارج الأراضي المحتلة بجواز سفر مزور لينجح هذه المرة في وقف ملاحقته وكسر قيود الاحتلال مرتين.
مستقرًا ببلغاريا
تنقل عمر بعد خروجه من فلسطين المحتلة أربع سنوات في دولة عربية عدة إلى أن لجأ إلى بلغاريا، ثم تزوج وأنجب ثلاثة أبناء يحملون الجنسية البلغارية.
ويقول أصدقاء لعمر لمراسل "صفا" إن حياة عمر لم تكن دون مراقبة طوال العقدين الماضيين فكان مراقبا من قبل السلطات البلغارية، وكان الاقتراب منه يعني المتابعة من قبل المخابرات البلغارية، لكنه بالمجمل كان حرًا ويمارس حياته الطبيعية.
ويقول شقيقه عماد لوكالة " صفا": "بقي الأمر كذلك حتى 17-12-2015 حين سلم الانتربول مذكرة جلب موجهة من سلطات الاحتلال للسلطات البلغارية تطالبها فيها بتسليم عمر المقيم على أراضيها وفق اتفافية التعاون الأمني بين الطرفين".
ويشير إلى أن سلطات الاحتلال استبقت الزمن، حيث أنه وبعد مرور 30 عاما على أية قضية لا يجوز ملاحقتها، فقررت سلطات الاحتلال ملاحقته قبل مضي المدة القانونية حسب الاتفاقات الأمنية بين الدول.
ويكمل: "لجأ عمر لسفارة فلسطين في بلغاريا طالبًا الحماية، فهي كانت الملاذ الوحيد الذي كان يمكن أن يفلت فيه من ملاحقة الأمن البلغاري إلى أن كان ما جرى اليوم".
واتهم الموساد بالوقوف خلف عملية اغتياله، مطالبًا بتحقيق شفاف في كافة الظروف والملابسات التي أحاطت بجريمة الاغتيال التي تمت في حرم سفارة فلسطين وليس في أي مكان آخر.
ولم تخل فترة لجوء عمر لسفارتنا في بلغاريا من مشادات بين الجبهة الشعبية ورئاسة السفارة، التي اتهمتها الجبهة بالتقصير ومحاولة التخلص من وجود عمر داخل السفارة في أكثر من بيان حينها.
سامر وحمزة
وفي الوقت الذي كسر فيه عمر قيوده بطريقته الخاصة إلى أن لقي الله شهيدًا، فإن رفيقي دربه سامر المحروم وشقيقه حمزة حررا في صفقة وفاء الأحرار عام 2012 بعد 27 عامًا في سجون الاحتلال.
فأبعد شقيقه حمزة بموجب الصفقة إلى الخارج، ويعيش حاليًا في الأردن، فيما أفرج عن المحروم في جنين ليتزوج حمزة وسامر من شقيقتين من جنين، لكن الاحتلال أعاد اعتقال سامر في إطار حملة إعادة اعتقال المحررين بالصفقة عقب قتل المستوطنين الثلاثة بالخليل قبل عامين.
استشهد عمر اغتيالًا في بلغاريا، فيما سامر خلف القضبان من جديد، وحمزة يعاني مرارة الإبعاد، ولم تنته الحكاية بعد.
#اغتيال النايف #بلغاريا