التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هكذا عاش القنطار.. هكذا لم يمت

هكذا عاش القنطار.. هكذا لم يمت

الميادين توثق حياة سمير القنطار منذ انخرط في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي مروراً بسنوات أسره التي اقتربت من الثلاثين وصولاً إلى سوريا حيث بدأ التأسيس لمقاومة شعبية في الجولان المحتل. "القنطار" سلسلة وثائقية من ثلاثة أجزاء تبدأ الميادين عرضها في 8 كانون الثاني/ يناير الجاري.
القنطار وثائقي من ثلاثة أجزاء يروي سيرة حياة الشهيد سمير القنطار
لم يكن سمير القنطار مجرد شاب قرر في لحظة مبكرة من عمره الصغير أن يمتشق سلاحاً ويقف أمام خارطة لفلسطين مستعداً لخوض البحر نحوها وتنفيذ عملية داخلها، ولا كان مجرد أسير فلسطيني تعرّض للتعذيب كحال عشرات آلاف الأسرى الذين خبروا الاعتقال وقضى ما يفترض أنه أجمل سنوات العمر بين جدران الزنازين الإسرائيلية، ولا هو ذاك الأسير المحرر الذي قرر يوم خروجه إلى الحرية أن يكمل الطريق من حيث بدأها.
هذه المحطات بظروفها المختلفة الممتدة من نيسان/ أبريل عام 1979 يوم نفّذ عمليته الشهيرة في نهاريا إلى 19 كانون الأول/ ديسمبر عام 2015 تاريخ استشهاده في سوريا، جعلت من سمير القنطار تجسيداً واقعياً وعملياً لفكرة المقاومة بأوجهها المختلفة. محطات تستعيدها الميادين بأسلوب يكسر القالب التقليدي الذي قدّمت فيه سيرة ومسيرة سمير القنطار، ضمن وثائقي يعرض في أجواء الذكرى الأولى لاستشهاده ويتضمن مقتطفات حصرية من مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 35 ساعة كان سمير القنطار قد صوّرها على مدى شهرين دون أن تعرض. "القنطار" سلسلة وثائقية من ثلاثة أجزاء يحاكي كل منها مرحلة زمنية جسدت مسيرة نضال المقاوم والأسير ثم المحرر فالشهيد.
    
"إلى نهاريا" هي المحطة الأولى في الوثائقي الذي يبدأ عرضه في 8 كانون الثاني/ يناير الجاري. في هذا الجزء تذهب كاميرا الميادين إلى عبيه في جبل لبنان. هناك حيث كانت البداية من لبنان المناصر لقضية فلسطين التي أحبّها متأثراً بأستاذه في المدرسة الذي كان يوقف شرح الدرس للحديث عنها. يحكي هذا الجزء نشأة سمير من نعومة أظفاره إلى حين حمله السلاح وإبحاره إلى نهاريا ذات يوم فداء، مروراً بتأثير البيت والمحيط الذي كان يتصدره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والجو العام المرافق الذي واكب سمير وتفوق فيه على نفسه وجيله مرسخاً نفسه في سني الصبا قائداً لعملية "نهاريا".


"العميد"

تسعة وعشرون عاماً أمضاها القنطار في سجون الاحتلال
تسعة وعشرون عاماً أمضاها القنطار في سجون الاحتلال
ما يقارب ثلاثة عقود أمضاها سمير القنطار في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بما يتجاوز سني حياته خارجها، مما جعله "عميداً للأسرى" ولاحقاً عميداً للأسرى المحررين. الجزء الثاني يسلط الضوء على هذه المحطة الأساسية التي تبدأ برفض سمير الاعتذار مجاهراً بأحقية قضيته، لتنطلق بعدها رحلة ممزوجة بالكثير من الألم والقسوة والنضال الذي توّج بإنجازات للحركة الأسيرة حملت بصماته. يضيء الجزء الثاني أو "العميد" على الحركة الأسيرة التي كان سمير من مؤسسيها ومرسّخي أطرها.

في ذلك الأسر حيث لم ير سمير إلّا فضاء يستطيع من خلاله كسر سجانه وإبدال الأدوار من خلال فرض سياسة التصدي لأي محاولة لنزع صبغة وصفة المقاومة عن أي أسير في سجون العدو .في ذلك الأسر أيضاً نسج القنطار علاقات مع رفاق النضال ومع والدة روحية هي أم جبر وشاح بكته بحرقة يوم تلقت نبأ استشهاده. وفي ذلك المكان تمكّن الأسير من أسر سجّانه. هذا ما حصل ليامن زيدان، السجّان أو الجندي في الجيش الإسرائيلي الذي جعله سمير القنطار يعود إلى ذاته وهويته الفلسطينية ليقرر إكمال دراسته متخصصاً في مجال الحقوق ومن ثم ليستقيل من الجيش الإسرائيلي ويعرض على القنطار أن يتولى الدفاع عنه في المحاكم الإسرائيلية.

في هذا الجزء من الوثائقي يروي زيدان الذي بات اليوم محامي الأسرى العلاقة مع سمير القنطار الذي لطالما أكد أن تحريره مرهون بفوهات بنادق المقاومين وليس باستجداء رحمة سجانه. وهكذا كان، تحرّر سمير القنطار في تموز/ يوليو من العام 2008 رافضاً لباس الذل الذي فرضه عليه الإسرائيلي يوم تحرره حتى لو كان ذلك سيكلفه إلغاء عملية التبادل.    

"أبو علي"

القنطار اختار الاستمرار في المقاومة العسكرية حتى بعد تحريره
القنطار اختار الاستمرار في المقاومة العسكرية حتى بعد تحريره
ثماني سنوات هي التي أمضاها سمير القنطار خارج الأسر. بدا كمن يسابق الزمن في اللحاق بمحطات الحياة التي يعيشها أي إنسان عادي. تزوج وأسس عائلة وأنجب عليّ ومجدداً اتخذ خياراً حاسماً، ألا وهو إكمال الطريق من حيث توقف قبل ثلاثين عاماً وهو الذي قال يوم تحرّر مرتدياً زيّه العسكري "إنه لم يغادر فلسطين إلا ليعود إليها"، فكان له ما أراد، وكانت الجولان المحطة الرئيسية التي عمل القنطار على التأسيس لمقاومة شعبية فيها. الجزء الثالث الذي يلخّص هذه المرحلة حمل عنوان "أبو علي" وكان التحدي الأكبر بالنسبة لمعدةّ الوثائقي ومنتجته التنفيذية الزميلة زينب برجاوي التي اقترنت بالقنطار بعد سنة من إطلاق سراحه.

تقول "في هذا الجزء تطرقنا إلى ما قبل الخط الأحمر بقليل لوجود الكثير من الأمور التي لا يمكن التطرق اليها ربطاً بهذا الدور بما يحمله من أبعاد استراتيجية وما يتعلق بهذه الجبهة" مضيفة إن "الوثائقي يكشف جوانب باعتراف الإسرائيلي وما أفصحت عنه قيادة المقاومة".
تشير إلى أن "سبعة وثلاثين شخصية من بينها رؤساء سابقون وقياديون في المقاومة ورفاق ومناضلون عرفوا سمير القنطار في مراحل حياته المختلفة، تتحدث ضمن الوثائقي" الذي تتولى إخراجه الزميلة يارا أبو حيدر.

التحدي بالنسبة ليارا كان يكمن في تقديم عمل يشبه القنطار ببساطته وعفويته البعيدة عن أي زخرفة واستعراض وإبهار من أجل الظهور. تقول أبو حيدر "حاولت قدر الإمكان أن أركز على روح الأشياء أكثر من الأمور المباشرة وواقعيتها لجهة الصور وخيار أماكن التصوير وكيفية التعبير بالرمزية أحياناً" لتجسيد ما هو أبعد من الشخص، وفي حالة "القنطار" الفكرة هي المقاومة هكذا بكل تجرّد وبساطة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

جدول بأسماء الاستشهاديات الفلسطينيات في انتفاضة الأقصى ..11 استشهادية

وفاءا وفاءا أتيت إليك أشدّالرحال وأأوي لديك أجوب الفيافي وأبكي عليك أحنّ أحنّ وقلبي لديك وفاء الأماني وكل المعاني دموعي ستروي نهارا لديك فأنت رموز الحياة طهور كتبت الحياة بلحن لديك رحلت رحلت لباب السماء تريدين عمرا جديدا إليك سلامي إليك يابنت المراسي وعمري سيقضي زمانا لديك الأربعاء 21/2/2007 ...

الشهيد ناجي العلي-3- كاريكاتير

ناجي العلي حياته و رسومه : ناجي سليم حسين العلي (1937 إلى 29 اغسطس 1987)، رسام كاريكاتير فلسطيني مشهور ، تميز بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من اهم الفنانين الفلسطينيين. رسم ما يقدر بأكثر من 40 ألف رسم، إغتيل على يد مجهول عام 1987 في لندن. سيرته الذاتية  : لا يعرف تاريخ ميلاده ولكن يرجح انه ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، وهاجر مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة بعد الاجتياح الإسرائيلي ، ثم هجر من هناك وهو في العاشرة ، ومن ذلك الحين لم يعرف الاستقرار أبدا، فبعد أن مكث مع أسرته في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان . وفي الجنوب اعتقلته القوات الإسرائيلية وهو صبي لنشاطه ، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها. تم إعتقاله أكثر من مرة في ثكنات الجيش اللبناني وكان هناك أيضاً يرسم على جدران السجن. سافر إلى طرابلس ونال منها على شهادة ميكانيكا السيارات. تزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية في فلسطين وأنجب منها أربع أبناء هم خالد وأسامة وليال وجودي. المزيد عن حياته و أعماله رسومه كان الصحفي غسان كنفاني قد شاهد ثلاث اعمال م...

الشهيد احمد ياسين

أحمد ياسين أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاسم عند الولادة أحمد إسماعيل ياسين تاريخ الولادة 28 يونيو 1936 مكان الولادة عسقلان ،   فلسطين تاريخ الوفاة 22 مارس 2004 (67 سنة) مكان الوفاة غزة ،   فلسطين سبب الوفاة إغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي بطائرة أباتشي دفن في مقبرة الشيخ رضوان الإقامة قطاع غزة الجنسية فلسطيني أسماء أخرى أحمد سعدة تعليم ثانوية عامة العمل مدرس لغة عربية منظمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سبب الشهرة تأسيس حركة حماس اللقب شيخ فلسطين [1] ، شيخ المقاومة، شيخ الانتفاضة خلفه عبد العزيز الرنتيسي الحزب حركة حماس التيار الإخوان المسلمون الخصوم الإحتلال الإسرائيلي المذهب أهل السنة والجماعة أبناء (ثلاث صبية وثمانية بنات) تعديل   الشيخ أحمد إسماعيل ياسين ( 28 يونيو 1936 – 22 مارس 2004 ) داعية ، ومجاهد، وشهيد، من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين والمؤسس ورئيس لأكبر جامعة إسلامية بها المجمع الإسلامي في غزة، ومؤسس حركة المقاومة الإسل...