كلمة في يوم الأسير من داخل الأسر
ان يوم الاسير الفلسطيني يعتبر محطة
نضالية هامة من ناحية اعادة التأكيد على الخيار الذي نفذه الاسرى، خيار
المقاومة والتصدي، وتأكيداً على ما يشكله الأسير في وجدان الفلسطيني، ومحطة
نضالية لتسليط الضوء على ما يلاقيه الأسرى على يد السجان، وبذات الوقت فإن
هذه الفعالية بالضرورة ان تكون محطة تقييم ونقد وتصويب للدور النضالي خلال
الفترة السابقة تقوم به القوى السياسية حول ما انجز لدعم الأسرى ومكان
لإثارة الأسئلة الجادة، فهل استطعنا ان نحقق اختراق بإتجاه صياغة
استراتيجية نضالية حقيقة لدعم الأسرى؟ وهل هناك جهد جاد من أجل إنجاز مهمة
تحرير الأسرى؟ وهل استطعنا ان نتجاوز الفعل الموسمي للدعم والمساندة؟ ام
لا؟.
وهذا ايضاً لا يعفينا كأسرى من مواجهة الأسئلة الصعبة أيضاً،
فهل استطعنا ان نقوم بدور على المستوى الوطني نحو التأثير ايجاباً باتجاه
انهاء حالة الانقسام السياسي؟ وهل ساهمنا في إنضاج حالة الحوار الوطني؟ وهل
قمنا بما علينا القيام به على مستوى الدعم في صياغة استراتيجية وطنية لدعم
نضالنا؟ وهل عملنا على ان تكون ساحة الأسر موقع نضالي متقدم ومؤثر في سياق
النضال الفلسطيني؟ وهل استطعنا ان نحد من تأثيرات وإسقاطات الانقسام
السياسي على واقعنا داخل الأسر؟ وهل استطعنا ان نقاوم الثقافة السائدة
بأخرى تنويرية ومقاومة؟
الإجابة بشكل مكثف هي (لا) مدوية وهذا مرتبط بعدة اسباب ذاتية
وموضوعية، ان عدم توفر ارادة جادة والوعي المحدود، فنحن امتداد لحركة تحرر
في ساحة مميزة ومؤثرة وبالضرورة ان تجير تميزها باتجاه التأثير ايجاباً
وليس التماثل بما هو قائم خارج جدران الأسر، وحالة التماثل وسحب ازمة
المشروع الوطني الفلسطيني بمكوناته على واقع الأسر جعل ممكنات القيام
بالدور معقدة ومتشابكة ولكن ليست مستحيلة، يُضاف لذلك الاستهداف الذي يتعرض
له الأسرى والهادف إلى جعل الأسر اداة ردع وصدمة للوعي المقاوم، وهذا عبر
تطبيق سياسات واجراءات هدفها يتجاوز التضييق ليغدو الهدف جعل واقع الأسر
حلقة من حلقات استهداف ثقافة وارادة المقاومة والتحرير، ومكان لصهر الوعي
وهذا ما يمكن رصده من خلال عدد من الإجراءات التي اتخذت وتصاعدت مؤخراً
وابرزها كالتالي:
أولاً: استهداف الكادر الإعتقالي وابعاده عن باقي السجون، مثل
سجن مجدو فهذا السجن يتوافد عليه يومياً عشرات المعتقلين الجدد، وبداخله
اكثر من 200 من الأسرى الأطفال، ويتم التشديد بداخله على منع كل شكل من
اشكال التوعية والتعليم ويتم الإبقاء عليه في حالة من عدم الاستقرار ويُنفذ
بداخله سياسة لإثارة الفتن بين الأسرى وهذا النموذج قابل للتعميم.
ثانياً: الدخول المباشر لجهاز مخابرات العدو الصهيوني على
كافة التفاصيل داخل السجون وفرض اجراءات مقابلات ما قبل الإفراج للأسرى،
الذين ينهون فترات محكوميتهم وتوسيع هذه الدائرة لتشمل مئات الأسرى من
الأحكام العالية، وتركيز مقرات في بعض السجون للشاباك.
ثالثاً: فرض العقوبات المشددة على الأسرى حال قيامهم بأي
إجراء احتجاجي مهما كان بسيطاً، بحيث تشمل العقوبات إجراءات مباشرة، فرض
غرامات مالية، منع الزيارات العائلة وغيرها، إلى اجراءات تطال امتيازات
محددة كتشديد المداهمات لمصادرة ادوات التواصل مثل الهواتف المهربة.
رابعاً: اتخاذ اجراءات بحق الأسرى المشاركين والقائمين على
مشروع التعليم الأكاديمي في السجون من خلال نقلهم دورياً بين السجون
وافتقادهم حالة الاستقرار النسبي، اضافة إلى التضييق على ادخال الكتب
ومصادرة الأوراق والتضييق على كل فعالية ثقافية اخرى.
خامساً: استغلال المرضى والعلاج للأسرى بحيث يتم المماطلة
بتقديم العلاج ليغدو طلب الأسير العلاج ومتابعة تحقيقه على رأس سلم
الأولويات والمماطلة تعني إبعاده عن كل نشاط او فعل من جهة، وعقاب وانتقام
ومحاولة جعل الأسر واقع رادع له من جهة ثانية، وهذا يشمل كافة جوانب
الحياة، بحيث ان قرار ادارة السجون هو جعل المماطلة سياسة رسمية تطال ادق
التفاصيل اليومية كجزء من سياسة القهر.
سادساً: استهداف الأسرى الذي نفذوا حالة نضالية فاعلة داخل
الأسر واقترب موعد الإفراج عنهم عبر التلويح بالإعتقال الإداري او العزل
الإنفرادي قبل نهاية محكوميته.
سابعاً: محاولة تحجيم دور التأثير الإعتقالي جماعياً في الأسر
عبر تجاوزه وتثبيت توجه الأسرى بشكل فردي لحل مشاكلهم وتقديم ذلك على
الفعل والمعاناة الجماعية.
ثامناً: الدفع بإتجاه تهدئة كل محاولة احتجاج جماعية منظمة،
بحيث يتم العمل على افتقاد الأسرى القدرة على الإجماع على تحرك موحد، وهذا
ما جعل التحركات الإحتجاجية الفردية، او التنظيمية تتصدر وهي تمثل ايضاً
حالة من الإحتجاج وعدم القدرة على صياغة تحرك جماعي.
ان هذه الإجراءات القمعية قائمة على صياغة الإفراغ النضالي
تجد لها حالة من المقاومة داخل الأسر لكن ذلك يحتاج إلى دعم ومساندة من
خارج الجدران، واتخاذ قرارات من الأسرى انفسهم وبهذا الإطار فإن المطلوب
القفز إلى مستويين الأول داخلي يتعلق بالأسرى، والآخر خارجي مرتبط بالقوى
الوطنية والإسلامية ويمكن تلخيص المطلوب تالياً:
المحور الأول/ الأسرى: مطلوب منا كأسرى إتخاذ عدد من الخطوات الضرورة الراهنة لإعادة بناء واقع الأسر وأبرزه:
أولا: تشكيل إطار وطني قيادي على مستوى السجون وبمشاركة
تمثيلية من كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي لتجاوز محاولات التصفية
والتجزئة القائمة وهذا يستدعي توفر ارادة ووعي بإهمية اعادة بناء مؤسسات
العمل الاعتقالي.
ثانياً: المشاركة في حالة الحوار الجمعي الوطني خاصة فيما
يتعلق بإعادة صياغة الأوضاع النضالية على المستوى الوطني العام، بحيث يتم
تقديم خطاب يمثل لسان حال الشعب الفلسطيني ويعبر عن حاله وطموحاته ويرتكز
على الإنشداد للبعد الوطني أولاً، وهذا الدور بما يمثله الأسرى من حالة
ضميرية ورمزية يمكن ان يكون فاعل كما كان إبان تقديم وثيقة الوفاق الوطني.
ثالثاً: اعادة بناء الحركة الأسيرة كساحة نضالية متقدمة ونبذ
ومحاربة الظواهر السلبية بداخلها وجعلها موقع لإعداد وتجهيز للمناضلين على
شتى الصعد والمستويات.
المحور الثاني/ الدعم الوطني الخارجي: المطلوب على المستوى الوطني إنجاز عدد من المهام وهي :
أولاً: اعادة تشكيل هيئة الأسرى والمحررين في منظمة التحرير
الفلسطينية، على اساس وطني وبمشاركة كل القوى الوطنية والإسلامية، وبمعزل
عن الحوارات المتعلقة بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبار ان
اعادة صياغة هذا الجسم على اساس وطني يمكن ان يشكل نموذج لما هو أعم وأشمل
ومشاركة القوى الإسلامية بهذا المشروع لا تؤثر على الموقف بإعادة ترتيب
واعادة بناء منظمة التحرير ، بحكم ان قضية الأسرى من المفترض ان تكون وتمثل
حالة إجماع وطني.
ثانياً: العمل على انجاز استراتيجية عمل وطنية شاملة لما يتعلق بقضية الأسرى وهذا عبر عقد مؤتمر وطني لهذا الغرض وبمشاركة وطنية،
ثالثاً: جعل قضية الأسرى احد العناوين النضالية اليومية،
والدعم بإتجاه تشكيل لجان مقاومة وطنية تحت مسمى لجان الحرية، تعمل
ميدانياً على صعيد الفعل النضالي من أجل حرية الأسرى.
رابعاً: تشكيل مفوضية إعلامية خاصة وتتعلق بالأسرى وتهتم بالجانب الإعلامي وبالأخص بمخاطبة الرأي العام الغربي.
ان هناك العديد من المهام التي يجب التصدي لها وفي يوم الأسير
هناك حاجة لان نقف جميعاً لتقييم الدور المطلوب منا وتحديد المهام التي
يجب ان نعمل عليها.
الأسير وائل الجاغوب
سجن جلبوع
................
جرّار من داخل السجون: نضالنا الوطني والاجتماعي مستمر حتى نيل الحرية
فلسطين - بوابة الهدف الاخبارية
وجّهت النائبة في المجلس التشريعي عن
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسيرة خالدة جرار من سجن "هشارون"، رسالة
إلى الشعب الفلسطيني والعالم، بمناسبة يوم المرأة العالمي الثامن من آذار،
نقلتها محامية الهيئة حنان الخطيب، حيث وجّهت تحيتها لكل نساء العالم ولكل
الأحرار، وجاء في نص الرسالة:
في هذا اليوم نؤكد أننا كأسيرات فلسطينيات وجزء من الحركة
النسائية الفلسطينية، بأن نضالنا الوطني والاجتماعي مستمر ومتواصل حتى نيل
الحرية من الاحتلال وتحررنا كنساء من كل أشكال الاضطهاد والظلم والعنف
والتمييز بحق المرأة، وأن المرأة الفلسطينية في هذا اليوم تحيي هذه
المناسبة في ظل استمرار جرائم الاحتلال بحق نسائنا واطفالنا وشيوخنا
وشبابنا وان رسالتنا هذا العام يجب ان تتركز على حرية شعبنا واستقلاله
وحرية نسائنا وتحقيق مساواتها وإنهاء كافة أشكال الظلم والعنف الواقعة
عليها كجزء من نضالنا العالمي مع كل نساء العالم وأحراره ضد الظلم
والاضطهاد والاستعباد.
كل عام ونسائنا أحرار
يذكر أن محكمة الاحتلال الصهيوني حكمت على الأسيرة جرار في
شهر ديسمبر المنصرم، بالسجن 15 شهراً في سجون الاحتلال، حيث كانت قد
حوّلتها محكمة عسكرية صهيونية في الخامس من ابريل الماضي، للاعتقال
الإداري، بعد شهور من تهديدها بإبعادها إلى مدينة أريحا.
..................
الشعبية والجهاد يُصعدون ضد انتهاكات الاحتلال في السجون
فلسطين - مركز حنظلة للأسرى والمحررين
أفادت مصادر قيادية من داخل السجون
الصهيونية بأن قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي
في السجون، قرّرت التصعيد ضدّ سياسة العزل والانتهاكات التي تقترفها مصلحة
السجون "الإسرائيلية" بحق الأسرى والأسيرات.
وذكر مركز "حنظلة" المتخصص في شؤون الأسرى، أن المصادر أوضحت
أن الشعبية بدأت فعلياً خطواتها التصعيدية، بخوض مجموعة من أبنائها الأسرى
داخل سجني "جلبوع ومجدّو" في إضراب عن الطعام لمدة يومين.
وأضافت المصادر أن 30 من أسرى الشعبية والجهاد، في "مجدو وجلبوع" سينضمّون للإضراب عن الطعام، ثاني أيام شهر إبريل المقبل.
وأكد فرع الجبهة في السجون لـ"حنظلة" أن برنامج التصعيد يشمل
عدداً من الخطوات، ضدّ سياسة العزل الانفرادي للأسرى، وخاصة عزل الأسيرين
بلال كايد ونهار السعدي، وضدّ الاعتداءات والانتهاكات المتكررة من إدارة
مصلحة السجون بحق الأسيرات والأسرى المرضى والجرحى، وسيكون النضال
الاحتجاجي كذلك ضدّ حرمان الأسرى من زيارة ذويهم لهم في السجون، ولحل أزمة
الاكتظاظ في سجني "نفحة" و"عوفر"، التي يتعمّده الاحتلال.
وسيتم إرجاع وجبات الطعام في سجون الجنوب، مطلع إبريل "عوفر،
وأيشل، والنقب، ورامون، ونفحة"، يليه إضراب عن الطعام لمدة يوم والتصعيد
بشكل تدريجي ضمن جدول كامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق